اميرات العائلة الملكية العلوية الشريفة.
الأميرة لالة حسناء
تابعت دراستها بالمدرسة المولوية و المعهد الملكي بالقصر الملكي بالرباط، و حصلت سموها على شهادة الباكالوريا ( شعبة الأداب العصرية) بميزة سنة 1985.
كانت مراسيم خطوبة سموها بالدكتور خالد بنحربيط المزداد سنة 1959 ، بمدينة فاس يوم 13 دجنبر 1991 و أقيمت حفلات الزفاف بالرباط يوم 8 سبتمبر 1994.و أصبحت سموها أما يوم 15 ديسمبر 1995 بانجابها أول مولود لها، و كانت أنثى اختار لها الملك الراحل الحسن الثاني اسم لالة أميمة . و في يوم 20 أكتوبر 1997 و ضعت الأميرة طفلة ثانية، حملت غسم لالة علية. و منذ نعومة أظافرها وجهها والدها نحو الاهتمام بالبيئة ، لتهتم بالحفاظ عليها و حمايتها و العمل على تفعيل الوعي البيئي بالمغرب. اضطلعت الأميرة لالة حسناء برئاسة جملة من الجمعيات، من ضمنها جمعية مساندة الأطفال المرضى و قرى الأطفال ( SOS ) و جمعية الإحسان و العصبة الوطنية لموظفات القطاع العمومي و الجمعية لعلم اآثار و الثرات. كما تترأس سموها مؤسسة محمد السادس للحفاظ على البيئة منذ تأسيسها في صيف 2002. و سموها هي التي كانت وراء جملة من البرامج أضحى يعرفها الصغير و الكبير بالمغرب، لا سيما "بونظيف" و برنامج "المدن المزهرة" و برنامج "المفاتيح الخضراء" و "الأحياء الايكولوجية" و "المدارس الإيكولوجية"، و كلها تعتبر لبنات لاستراتيجية رامية إلى تكريس وعي إيكولوجي و ثقافة بيئية.
كما رعت الأميرة لالة حسناء جائزة "أنظف شاطئ" منذ إحداثها في صيف 1999 . و في سنة 2002، كانت سموها وراء إحداث جائزة "المحققين الشباب في مجال البيئة"، و في سنة 2003 جائزة "الصورة"، و هي التي تمنح سنويا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.
و من منجزات سموها كمهتمة بالبيئة رعايتها و دعمها لمشروع إعادة هيكلة " الحدائق الغريبة" لبوقنادل، شمال مدينة سلا، التي كان قد أحدثها عاشق الطبيعة، المزارع الفرنسي ، مارسيل فرانسوا سنة 1951، و كذا تحويل مسكنه إلة متحف بيئي.
كما مثلت سموها المغرب في عدة لقاءات دولية، نذكر منها لقاء قنة المرأة العربي بأبي ظبي سنة 2002ن و تم خلاله توشيح صدر سموها بوسام زيد من طرف عقيلة دولة الإمارات العربية الشيخة فاطمة بنت مبارك. كما وًشّحت سموها بالقلادة الكبرى البلجيكية، وسام ليوبود الثاني ، سنة 2004 على يد ملك البلجكيين بمناسبة زيارته للمغرب.
الأميرة لالة أسماء أميرة الظل
الأميرة لالة أسماء هي البنت الثالثة للملك الراحل الحسن الثاني الشقيقة الصغرى للملك محمد السادس، ازدادت بالرباط يوم 29 سبتمبر1965
تابعت دراستها بالمدرسة المولوية ثم الثانوية الملكية بالقصر الملكي بالرباط. و بعد نهاية دراستها الثانوية وافق الملك الراحل الحسن الثاني يوم 5 نوفمبر 1986 على عقد قرانها بالشاب خالد بوشنتوف ، نجل الحاج بليوط بوشنتوف أحد كبار أعيان العاصمة الاقتصادية، مدينة الدار البيضاء و عضو مؤسس لحزب الأحرار (التجمع الوطني للأحرار). و قد حًرّر عقد زواج سموها بالقصر الملكي بالرباط، و أًقيمت مراسيم الزفاف بمدينة مراكش
و أصبحت الأميرة لالة أسماء اًمّا يوم 25 يوليو 1987 بإنجابها مولودها الأمول أطلق عليه جده الملك الراحل الحسن الثاني اسم مولاي اليزيد. و في 29 مايو 1992 أًرزقت سموها بمولودها الثاني، و كانت أنثى أطلق عليها جدها اسم لالة نهيلة. و كلاهما يتابعون دراستهما حاليا. و من المهام التي تكلفت بها الأميرة لالة أسماء الرئاسة الشرفية لجمعية الرفق بالحيوانات و حماية الطبيعة.
و من المعروف أن الأميرة لالة أسماء ظلت أقل ظهورا من شقيقتيها الأميرتين لالة مريم و لالة حسناء باعتبارها تفضل البقاء في الظل و العمل في السر.
دور الأميرات بالمغرب
رغم أن الصورة التي كانت سائدة هي التستر على كل ما ارتبط بالأنثى بالقصور الملكية بالمغرب، إلا أنه منذ أمد لعبت أميرات المغرب دورا هاما في تفعيل صيرورة انعتاق المرأة المغربية من جملة من الحواجز. و يشهد التاريخ على جملة من الأحداث تؤكد هذا القول. فأحيانا تكون ممارسات بسيطة و حركات محدودة كفيلة بأن تفتح السبيل لتحقيق خطوات عملاقة. و في هذا الصدد نسوق حدث تاريخي كان له وقعا خاصا و بارزا، و كان بمثابة الانطلاقة لتحقيق خطوة عملاقة في نهاية أربعينات القرن الماضي.
ففي سنة 1947 كلف الملك محمد الخامس الأميرة لالة عائشة بإلقاء خطاب جماهيري و هي مكشوفة الوجه بدون لثام. و قد كان لهذا الحدث وقعا خاصا في المجتمع النسوي بالمغرب. إذ كان بمثابة إعلان رسمي عن ولوج المرأة لركح ظل ذكوريا قسرا.
و ابتداءا من نهاية سبعينات و بداية ثمانينات القرن الماضي اضطلعت بعض الأميرات بجملة من المهام. و هكذا اضطلعت الأميرة لالة مريم بمسؤولية رئاسة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية و جمعية مساندة اليونسيف. و ترأست الأميرة لالة حسناء جمعية الصم البكم التي تحمل إسمها.و ترأست الأميرة لالة حسناء جمعية النساء الموظفات. علما أن الأميرة لالة مليكة ظلت تضطلع برئاسة الهلال الأحمر المغربي منذ نشأته في ستينات القرن الماضي.و اضطلعت الأميرة لالة أمينة في السابق بعصبة حماية الطفولة، و ترأست الأميرة لالة فاطمة الزهراء العزيزية الاتحاد النسائي المغربي منذ سنة1967 كما أن الملك الراحل عيّن شقيقته الأميرة لالة عائشة سفيرة للمغرب باتجلترا ثم بايطاليا.
سقوط الطابوهات بالتدريج
إن التتبع لحياة الأمراء و الأميرات بالمغرب يلاحظ أن جملة من الطابوهات يتتالى سقوطها و لازالت المسيرة سائرة في هذا المنحى.فكان أول طابو في هذا المجال عاينه المغاربة ظهور الأميرة لالة عائشة، عمة الملك محمد السادس و شقسقة الملك الراحل الحسن الثاني، مكشوفة الوجه و بزي عصري أوروبي سنة 1947.و تلى ذلك الإعلان الرسمي عن طلاق الأميرة مريم و كل ما يحمله من مغزى و دلالات من حيث التأكيد على حقوق المرأة و عدم إجبارها على الاستمرار في زواج لا يسعدها.
و كان الطابو الثالث هو المتمثل في ظهور بعض الأميرات بالسراويل. و كان آخرها إلى حد الآن، و هو أكبرها مدى و فحوى و دلالة، إنه تعرف المغاربة منذ الوهلة الأولى على زوجة الملك و ظهورها و حملها للقب الأميرة الذي كان مقتصرا سابقا على أخوات الملك ، و كذلك باضطلاع سموها بمهام رسمية و انخراطها في الحياة الاجتماعية و الثقافية جهرا و علانية و بجلاء.و رغم أن بعض الجهات تسعى حاليا جاهدة إلى إعادة رسم الخطوط الحمراء كما كان عليه سابقا باعتمادها على دفوعات هشة ، فإنه يبدو أن كل من يحب الخير لهذا البلد، فعلا و فعليا، عليه بالضرورة مواكبة مسيرة الملك محمد السادس نحو التحديث و تخليص البلاد من جملة من الطابوهات ، كثير منها شكلي لكن ذو دلالة، و دعم هذه المسيرة تطلعا لمغرب الغد الحديث المواكب للعصر المرتكز على هويته الخاصة به.
تربية وتعليم الأميرات
لقد عاش الأمراء و الأميرات، أبناء الملك الراحل الحسن الثاني في إقامة كبيرة. و كان سموهم يستقبلون أصدقائهم في مآدب غذاء و عشاء، و يلعبون معهم، و ينظمون حلقات لمشاهدة الأفلام و حصص للجولات بالدرجات.كما أن سمهوهم تربوا على حبّ الحيوانات و الرأفة بها، و كانوا يعتنون و هم صغار السن بكلاب و قطط و حيوانات أليفة أخرى. و كل هذا ساهم في اتساع مداركهم و تنمية شخصيتهم.و درست الأميرات الثلاثة، لالة مريم و لالة حسناء و لالة أسماء بالمعهد المولوي بالقصر الملكي بالرباط. و هو معهد أحدثه الملك محمد الخامس قصد تعليم الأمراء و الأميرات و مرافقيهم من مختلف فئات الشعب المغربي، و الذين يتم اختيارهم من بين التلاميذ النجباء و النتفوقين قصد خلق جو من التنافس
و قد رافقت الأميرات في دراستهن بالمعهد المولوي تلميذات قريناتهن في السن و في المستوى الدراسي، قاسمهن المشترك أنهن من المتفوقات في مدارسهن. و ذلك لتفعيل التنافس الضامن لجدية الدراسة و رقي مستواها.و قد حرص الملك الراحل الحسن الثاني على حصول تنويع في مرافقات الأميرات في الدراسة لكن مع وحدة المقاييس، و على رأسها التفوق الدراسي و الذكاء الحاد.
فمن جهة كانت ظروف الدراسة بالمعهد المولوي نخبرية اعتبارا للبيئة و الامكانيات و طبيعة و مؤهلات طاقم التدريس و الإدارة و التدبير. لكن من جهة أخرى، أرادها الملك الحسن الثاني أن تكون شعبية بفعل مرافقات الأميرات و مرافقي الأمراء الذين طانوا عموما من أبناء الشعب المتفوقين في دراستهم. و القصد من هذا المزج كان تربية الأمراء و الأميرات تربية شعبية في جوهرها رغم طابعها النخبوي.
و كسائر التلميذات، عاين المقربون للقصر الملكي، غضب الملك الراحل الحسن الثاني على الميرات أحيانا بسبب عدم قيامهن بواجباتهن على الوجه الذي يستحسنه. كما تعرضت الأميرات كجميع لأطفال للضرب التأديبي، و هذه أمور كانت شائعة منذ زمن بعيد وسط العائلة الملكية و القصر الملكي حرصا على حسن التربية و جودتها.و قد سبق سبق للملك محمد السادس أن صرح أن تربية جلالته و شقيقه و شقيقاتها كانت تربية صارمة، و البرامج الدراسية كانت ثقيلة، مزدوجة تقليدية و عصرية.
و في هذا الصدد سبق للزميلة "لوجورنال" أن نشرت أن الملك الحسن الثاني سبق له أن كلف أكثر من مرة الجنرال مولاي حفيظ العلوي، وزير التشريفات و القصور الملكية، بتنفيذ عقوبات تربوية كان جلالتها يقرها بخصوص الأمراء و الأميرات. و بهذا الخصوص كان للأميرات نصيبهن من الضرب و العقاب التربويين. و هذا أمر لم يكن يخفيه الملك الراحل الحسن الثاني و إنما كان يجهر بتشدد جلالته فيه.و في القسم كانت الأميرات تعاملن كتلميذات بالتمام و الكمال، ففي الفصل كانت تلميذات و خارجه أميرات يعاملن بما يليق بمقامهن من تكريم و احترام يًراعى فيه البروتوكول التقليدي. كما أن الأميرات مررن بمرحلة "المسيد" (الكتاب القرآني) و حفظن ما تيسر من القرآن الكريم، و هذا ألأمر حرص عليه كذلك الملك الحسن الثاني.
و من مرفقات الأميرات و زميلاتهن في الدراسة حياة الفيلالي المدغري بنت محافظ القصر الملكي بفاس و التي تزوجت بهشام المنظري سنة 1994 و تطلقت منه في غضون سنة 1999 ، و التي صرحت أنه خطط بدهاء و ذكاء ، من حيث لا تدري هي، للزواج بها حتى يضمن قربه أكثر للقصر الملكي، و قد عانت كثيرا من ارتباطها به إلى حد انكسار حياتها. و حياة هذه هي التي حاول الصحفي الفرنسي "توكوا" الضغط عليها للمساهمة معه في التشهير بالمغرب حسب ما كان قد خطط له هشام المنظري. كما صرحت حياة أنها تربطها علاقة عائلية مع فريدة الشرقاوي التي أعدها "فرانسوا كليري" من حريم القصر في كتابه "حصان الملك". ملبس و زينة الأميرات
دأبت الأميرات المغربيات على اقتناء ملابسهن من أشهر دور الأزياء الأوروبية، لاسيما الفرنسية و الايطالية منها... من قبيل "شي شانيل" و "ديور" و "جان بول كوتيي" و "دولسي كابانا" و "كوسي" و "برادا" على وجه الخصوص.
أما الأحدية و الحقائب المفضلة لذى سموهن هي صنع كبار مصممي الأحدية و الحقائب في العالم.و بهذا الخصوص تًعد أميرات المغرب من زبناء "شي ماسارو" و "فراتيلي روسيتي" و "هوجان" و غيرها و بخصوص الحلي تفضل الأميرات اقتناء القطع النادرة و الفريدة من عند "كارتيي" و "شومي" و "بياجي" و "فان كليف" و غيرهم من الجواهريين المشهورين.
أما عطورهم المفضلة ، فيقوم بإعدادها اختصاصيين في المجال لا سيما "كيرلان" و "إيف سان لوران" و "باتو" على وجه الخصوص. و فيما يتعلق بأمور الحلاقة و تسريحات الشعر، فالأميرات في الغالب لا يقصدن أشهر المحلات في المجال بالعاصمة أو بغيرها، و إنما توجد متخصصات و متخصصون في الحلاقة و التجميل رهن إشارة سموهن، و كلهم لهم باع طويل في الميدان و من خريجي المعاهد العليا في الصنعة.
و في هذا الصدد أغلب المقربين من القصر الملكي يقرون بأن الملك الراحل الحسن الثاني كان يهتم كثيرا بشؤون ملبس و مظهر الأميرات و غالبا ما كان يقوم جلالته على أمرها شخصيا، كما كان كان يحرص جلالته على أن تصل فساتين الأميرات إلى ما تحت الركبتين. و ظلت كل من الأميرة لالة مريم و الأميرة لالة حسناء و الأميرة لالة أسماء تحت مراقبة جلالته في هذا الشأن. أما فيما يتعلق بالملابس التقليدية، الخاصة بالمناسبات الرسمية أو الخاصة، فهي كذلك كانت قواعد مضبوطة، أهمها أنها فضفاضة و مسقيمة. و كلها مخيطة بـ "السفيفة" و خيوط من الذهب الخالص على الطرقة المسماة بـ "المخزنية" ( القفطان المخزني و "الدفينة" المخزنية)، و هي معروفة لدى المغاربة و هي عتيقة ذات جدور عميقة في تقاليد و هوية المغرب. و رغم أن القفطان طرأت عليه الكثير من التغييرات، إلا أن لباس الأميرات التقليدي ظل على الدوام مًعدا بالطريقة التقليدية العتيقة، الطريقة المعروفة بالمخزنية
ففي المناسبات الرسمية، لاسيما عندما يهم الأمر استقبال رؤساء دولة أو ضيوف مرموقين، تظهر الأميرات في غلب الأحيان باللباس التقليدي الأصيل، القفطان و الدفينة و "المصمات" الذهبية المرصعة بالألماس و أقراط و قلائد و دمالج تناسبها و في تناسق تام مع لون اللباس
الجزء الاول من المقال/ الجزء الثاني/ الجزء الثالث/ الجزء الاخير من المقال