Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
18 juin 2006

التحرير سُنة سلطانية و ملكية مغربية

حقيقة تاريخية تتعلق بالمغرب لا مقدرة لمحلل أن يهمشها، وهي حقيقة متعلقة بأحد أهم مصادر شرعية الحكم لدى الملوك والسلاطين المغاربة المنحدرين من الأسرة العلوية الحاكمة منذ القرن السابع عشر الميلادي، ومفادها أن السلطان أو الملك العلوي يجب أن يكون محررًا لأرض مستعمرة بالضرورة.

Moulay_20Ali_20Cherifوبحسب الروايات التاريخية الشائعة؛ فإن مؤسس الدولة العلوية في المغرب "المولى علي الشريف" قد استُدعي في بداية القرن السابع عشر من قبل الأهالي المغاربة من زاويته في حاضرة "سجلماسة" الصحراوية، لتتم مبايعته سلطانًا على البلاد للقيام بوظيفة رئيسية هي قيادة الراغبين في تحرير السواحل المغربية وتطهيرها من الجيوش الاستعمارية الإسبانية والبرتغالية.

وقد وفّى المولى علي الشريف وعدد كبير من الملوك المنحدرين من نسله بالشرط المذكور، واستمروا في مقاومة الغزاة الأسبان والبرتغاليين حتى ابتليت البلاد في النصف الأول من القرن العشرين بما هو أشد؛ فقد اقتُسمت البلاد بين قوتين استعماريتين كبيرتين هما فرنسا وإسبانيا اللتان استمرتا في حكم المغرب حتى تاريخ استقلاله في 1956.

20050111_B_MohammedV1وكما جرى احتلال المغرب الأخير على مراحل فقد جرى الاستقلال أيضا على مراحل، وهو ما جعل ملكَيْ الاستقلال الراحلَيْن محمد الخامس وابنه الحسن الثاني ضمن طائفة المحررين، فقد استرجعت المغرب في ظل الأول الجزء الأكبر من أراضيها، فيما تحررت جيوب استعمارية أخرى مثل "طرفاية" و"سيدي أفني" في ظل حكم الثاني الذي وافته المنية على حين غرة عام 1999، مخلفا وراءه لخلفه محمد السادس مجالات للمساهمة في مسيرة التحرير؛ فالأوضاع في الصحراء المغربية لم تستقر بعد، كما لا تزال ملفات "سبتة" و"مليلية" وجزر أخرى متناثرة في ساحلي البلاد المتوسطي والأطلسي.. في انتظار المعالجة.

ولا شك أن الملك المغربي الحالي قد نشأ على هذا الاعتقاد بأنه لن يكون في مصافّ كبار الملوك العلويين إلا إذا خاض معركة التحرير، خصوصا أن ثمة دواعيَ كثيرة تدفع إليها، كما لن تستكمل شرعيته مصادرها إلا إذا انخرط في تقاليد المواجهة السالفة، وإن تنوعت أو اختلفت آلياتها المعتمدة؛ فقد أرسى كل من محمد الخامس والحسن الثاني آلية مقاومة مختلفة، تمنح الأولية للسياسي على العسكري، وللعمل على استثمار التناقضات الدولية بديلاً عن استنزاف القدرات المحلية في مواجهات غير متوازنة.

وقد أظهرت أزمة جزيرة "ليلى" -إلى حد كبير- صورة للسيرة ذاتها، فمن جهة أبدى الملك محمد السادس منذ وقت مبكر من توليه الحكم عزمه على إثارة ملفات المستعمرات الإسبانية في بلاده، سواء من خلال المقابلات الصحفية التي أجريت معه، أو من خلال التأكيد على علاقات مبنية على قدر كبير من الندية مع إسبانيا، ومن جهة ثانية حرصت السلطات المغربية على تجنب الوصول بالأزمات مع الجارة الشمالية إلى حد الانخراط في حرب عسكرية مباشرة، وهو ما يعني حصر المواجهة والمطالبة باستعادة الأراضي المستعمرة ضمن الأطر السياسية والدبلوماسية والدولية، أي تلك التي رسم ملامحها الملكان السابقان: محمد الخامس، والحسن الثاني

موقع اسلام اونلاين

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité