Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
21 août 2006

النظام الملكي في المغرب صمام أمان لابديل عنه

pic03مر العالم العربي منذ منتصف القرن الماضي بتطورات دراماتيكية رهيبة على صعيد الممارسات الثورية والإنقلابية وكجزء من حالة التأثر والتأثير بما يدور من تطورات وإتجاهات في العالم ككل، وقد خسر العالم العربي الكثير من حلقات التطور والنمو وفرص الإستقرار بسبب تلكم التطورات الإنقلابية التي لم تستطع حقيقة أن تفرض منهاجا تطوريا يتناسب والتطورات الدولية بقدر مافرضت أوضاعا سياسية شمولية لم تؤد سوى لهزائم وطنية وقومية مريرة مازال العالم العربي يدفع ثمن فاتورتها حتى اللحظة! والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى؟

وبقدر تعلق الأمر بالمغرب ذلك البلد العربي القصي فإن تاريخه الحديث قد حفل بمأس وتداعيات خطيرة نتيجة لمحاولات إنقلابية لم تكن تنطلق أو تعبر عن رغبة شعبية ملحة بقدر ماعبرت عن طموح وجشع لبعض الرموز العسكرية في الجيش المغربي الذين أرادوها ديكتاتورية عسكرية تتلائم والأنماط التي سادت في الشرق العربي وساهمت في حالة الإنهيار هناك؟ وبمناسبة تعالي الحديث عن مايسمى ببيان (الضباط الأحرار) في المغرب وسلسلة المطالبات التي قيل أنهم يتبنوها وأدوار المؤسسات الإستخبارية في التحذير من مخاطر وشيكة قد تحدث في زمن وعصر لم يعد مسموحا فيه مجرد الحديث عن مثل تلكم الإحتمالات التي يمكن أن تدخل في باب التهويل الصحفي أو المبالغة في المخاوف الإستخبارية أكثر من كونها حقيقة واقعة؟ فمسلسل التطور الديمقراطي في المغرب قد وصل حدودا لارجعة عنها بل أن المزيد من الإجراءات والإصلاحات الديمقراطية ستكون في الطريق؟ كما أن طبيعة المجتمع المدني المغربي ومؤسساته العريقة لايمكن أن تسمح بتسلل جديد للديكتاتورية ولو من تحت يافطات الإصلاح والتغيير!! فالتغيير قد فرض نفسه واقعا وفق مضامينه الحضارية المتوائمة والعقلية المغربية المسالمة في المجتمع المغربي المتعدد الإعراق والمنصهر في بوتقة وشخصية حضارية واحدة ، كما أن العرش المغربي العريق في الجذور والإنتماء لم يكن نبتة غريبة وطارئة عن السياق العام للتاريخ المغربي الراسخ في القدم والذي زاده الإسلام أصالة وتميزا، وقد خاض هذا العرش وفي ظل أصعب الظروف تحديات شرسة ومؤامرات أشرس وتحطمت على عتبته مختلف الرياح المؤذية ولم يزدد إلا صمودا ومنعا وتألقا بعد أن نجح العاهل الراحل الحسن الثاني في تسليم دفة القيادة بإطمئنان وأمان لعهد دستوري سليم وبملك شاب لم يعش فنرات الإحتقان السياسي السابقة وبريء من كل ممارسات الماضي بإنكساراته وإنتصاراته ، ولقد قيلت الكثير من الروايات وحيكت العديد من الإشاعات حول الوضع الداخلي المغربي إلا أنه ومنذ رحيل الحسن الثاني قبل ثلاثة أعوام إستمر المغرب في سلوك طريق التطور الطبيعي مدشنا عهدا ديمقراطيا وشفافية مضيئة وسط أوضاع عربية معتمة وحالكة السواد كما تنفس المواطن المغربي هواءا نقيا حرا وعبر عن رأيه من خلال صحافة حرة تجاوزت كل حدود النقد والتقويم في ظل قوانين تحمي حقوق الجميع ، وقد ترافق كل ذلك مع أوضاع سياسية صعبة إقليميا ودوليا بدءا من التحديات الإسبانية وليس إنتهاءا بإزعاجات الجوار والمداخلات العديدة حول العديد من الملفات؟ ويبدو أن حكاية (الضباط الأحرار) وبيانهم المزعوم يستحضر في النفس ذكريات عصر التحريض الإنقلابي الثوري الذي كانت تلعبه إذاعة (صوت العرب) القاهرية في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم وهي بيانات كانت تحرث في البحر وخلطت العديد من الأوراق وكانت سببا لمرحلة مرهقة من العبث والتخريب دفع الجميع أثمانا باهظة له ؟

فإنقلابي عام 1971 المعروف بإنقلاب الصخيرات وعام 1972 المعروف بحادث الطائرة الملكية لم تكن أسبابهما ذات علاقة برغبة شعبية وتحالف سياسي جبهوي من الأحزاب المغربية بالتخلص من النظام الملكي بقدر ماكانا جزءا من مشروع تدميري مغامر كان من شأنه لو نجح أن يدمر الوحدة الترابية والإثنية للشعب المغربي، لقد كانا ترتيبا لضباط مغامرون كانوا جزءا من الخراب والتوتر السياسي الذي كان سائدا وقتذاك؟ فهل لو نجح إنقلاب الجنرال المذبوح والكولونيل إعبابو في الصخيرات عام 1971 كانت وضعية المغرب ستتطور للأفضل؟ أم أن الإنقلابيين سيدخلون في مسلسل لاينتهي من التصفيات وبما يثير كل عوامل الفتنة والتفتت والتدمير الذاتي للإمكانيات المغربية؟
وهل لو نجح إنقلابيو 1972 بقيادة الجنرال محمد أوفقير والكولونيل أمقران بقتل الحسن الثاني ستتحسن الوضعية الديمقراطية والإقتصادية وسيعم الهدوء والرخاء. لقد من الله على المغاربة بأن جنبهم عواقب المغامرات الإنقلابية رغم أن العديد من الجهود والكفاءات الوطنية قد سحقتها دوامة الأحداث المأساوية التي حلت بالمغرب وخلقت تازمامارت ودرب مولاي الشريف والمقابر الجماعية في صورة مأساوية لايريد المغاربة لها أن تتكرر بأي صورة من الصور وتحت أي ظرف من الظروف؟ يقينا أن الحكم الملكي المغربي اليوم له من القوة والشعبية مايجعل التفكير بأية إحتمالات إنقلابية من الأمور الصعبة المنال، ولكن حرب الإشاعات والتسريبات والمخاوف وإطلاق البالونات الهوائية لن تتوقف، رغم أن المغاربة جميعا لايملكون سوى الإلتفاف حول العرش الذي هو الضمان الأكيد للوحدة الوطنية والترابية في عصر مليء بالتحديات وفي ظل نظام جعل من المغاربة أحرارا في وطنهم الجميل.

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité