ما قيل و ما كتب عن الرعاية الملكية
المهرجانات والندوات دعم رخيص ثمنه الحرية؟
طلب الرعاية الملكية له طقوسه. الجهة المانحة تتصرف حسب هوية الزبون والحاصل على الرعاية يستعملها على هواه، للاتجار، للبرستيج وأحيانا لتكميم الأفواه
كثر استعمال عبارة "تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة" في مهرجانات متنوعة، ويبدو للوهلة الأولى أن الحصول على هذه العبارة السحرية أمر سهل، لكن مع دار المخزن لحضور اسم الملك طقوس وبروتوكول خاص
الكتاب والفنانون: إنقاذ مادي أم كفن رمـــزي؟
هناك من يرى في رعاية الملك للكتّاب والفنّانين أثناء المرض التفاتة إنسانية نبيلة، وهناك من يذهب بعيدا ويعتبرها "قتلا رمزيا للمبدع". تبدو الرعاية الملكية عملا خيريا راقيا، لكنها تخفي صراعا بين قـــيم التحديث وقيم المخزنة: مكان دولة المؤسسات، التي تضمن كرامة المواطــن وحقــوقه، يتم تكريس دولة المخـزن حيث الراعي "يعطف" على رعيته. إذا كانت "الرعاية الملكية" بالنسبة لبعض الجمعيات والمهرجانات بشرى سارة وعنوانا عريضا للنجاح، لأنها بمثابة مفتاح سحري يشرع أبواب الشركاء والمحتضنين، ومختلف الجهات التي يرتبط بها النشاط الذي حظي بهذه "البركة" العلوية الرفيعة، فإن سمعتها عند أهل الفنّ والأدب مخيفة جدّا، ليس بالضرورة لأن أرواح المبدعين على قدر بالغ من الرهافة، وكل ما له علاقة بأعلى سلطة في البلاد يبعث الرهبة في نفـــــوس الرعايا، بل لأنّ الرعــاية ترتبط بالمــرض وتأتي متأخرة في أغلب الــحالات، لتــكون مؤشّرا على نهاية محتومة وتشــيّع من حظي بها إلى مثواه الأخير