Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
26 septembre 2006

إعفاءات: الملك تَيْغفـل

M6شهدت الشهور الأخيرة تغييرات وإقالات في صفوف الجيش والأمن. بلبشير وبلحسن ثم لعنيكري... كانت القرارات كلها مفاجئة، بدون مقدمات. فمنذ تولي محمد السدس العرش، دأب على هذا المنوال في لاعفاءات. لكل مسؤول معفى 

قصته ولكل تنحية سياقها لم يتوقع أكبر المتفائلين بالأنشطة الملكية أن يحمل يوم الأربعاء الماضي جديدا مثل الذي كان. قضى محمد السادس أياما يجول الدار البيضاء يزور ويدشن ويعطي الانطلاقات، ويغضب بعنف على الوالي محمد القباج. وبين ذلك توالت المفاجآت، في البداية أمر بإعفاء الجنرال مراد بلحسن، قائد الحامية العسكرية بالمدينة، وبعده أمر بتوقيف مسؤولين أمنيين، على رأسهم عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية. وفي النهاية قرار بتنقيل الجنرال حميدو لعنيكري من على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني إلى المفتشية العامة للقوات المساعدة. هكذا تحولت الدار البيضاء إلى عاصمة للقرار. وبذلك أثبت محمد السادس أنه يهوى الإعفاءات إكسبريس.

قضاء وقدر.. القصر

عادة «المخزن» أنه لا يخضع للرأي العام. لم يحدث أن استجيب إلى مطلب إقالة ولا إلى نداء بالعقاب. والملك الراحل الحسن الثاني علم «الرعية» أن العقاب جزاء من يقف في وجه سلطته فقط، و»الحالة الوحيدة التي تمت فيها معاقبة مسؤول لسبب بعيد عن الملكية كانت مع الكوميسير ثابت»، يقول مصدر متتبع. المخزن الذي اطلع على لائحة «الجلادين» ولم يتحرك، هو نفسه الذي نقل لعنيكري من «دي إس تي» إلى الإدارة العامة للأمن الوطني. والمخزن الذي سمع «سنوات الرصاص» الجديدة في معتقل تمارة ولم يتحرك، هو ذاته الذي أنزل لعنيكري من على رأس «البوليس» ووضعه على رأس «المخازنية». والتزاما بقاعدة عدم الخضوع، اختار موعدا يؤكد «الغفلة»، وإخراجا يقوم على المفاجأة.

1158201704Hamidou_Laanigriتؤكد مصادر متطابقة أن ذكاء لعنيكري أهله ليشعر أن نهايته اقتربت. «الجنرال رجل ذكي جدا فهم أنه سيزاح»، يقول مصدر عايشه سنوات طويلة. ورغم أنه خبر الاستخبارات، لم يفلح هذه المرة في معرفة متى يأتي قضاء القصر وقدره. «أكيد أنه أحس بالحگرة، فهو لم يكن ينتظر أن تتم إزاحته بهذا الشكل»، يعلق مصدر آخر. لم يعرف عن لعنيكري أياما قبل عزله إلا تراجعه عن إجراء حوار صحافي كان هو من بادر إلى طلبه. ولم يعرف عنه يوم العزل إلا وجوده في مكتبه بإدارة الأمن. ولم يعرف عنه في اليوم الموالي إلا غضبه بسبب بعض ما نشر حول دور تصفية الحســـــــابات في إزاحته. أما مــــــــا دون ذلك، فيــــــبقى كلاما لبعــــض من عايشوه وعرفوا كيف يتصرف رجل، مشهود له بالطــــــــموح والقـــــــــــوة، في مثل هذه الحالات. «غـــــــادي يموت، ما يرضاش»، يؤكد واحد منهم.

ما يدفع هؤلاء إلى الاجتهاد بهذا الشكل هو أن لعنيكري لم يحظ باستقبال ملكي، وتم الاكتفاء بتبليغ الخبر إلى الرأي العام عن طريق وكالة المغرب العربي للأنباء. ربما يكون رجل الأمن الأول، قبل عصر 13 شتنبر، تلقى الخبر عبر «لاماب» أو قبل نشره بوقت قليل. في ذلك ما يكفي من الإشارات. الحكاية ذاتها كانت مع الجنرال محمد بلبشير، مدير الاستخبارات العسكرية سابقا، حيث «الجفاء» الملكي في الاستعراض العسكري الأخير. وقبل ذلك كانت الغضبة الشهيرة للجنرال أحمد الحرشي، المدير السابق لـ«لادجيد». لم يتوقع الرجل أن القصد من طلبه إلى القصر الملكي هو تعيين ياسين المنصوري خلفا له. ما كان منه حين غادر القصر، وهو في سيارته، إلا أن نزع «الحمالة الكبرى لوسام العرش».

الإقالة مثل تخفيض العملة

image1_politique_115تذكر كثير من المتتبعين، وهم يسمعون بمصير لعنيكري، إعفاء البصري من مهامه على رأس وزارة الداخلية شهر نونبر عام . بين الرجلين قواسم مشتركة؛ الطموح والقوة والرغبة في الاستمرار، وطريقة الإعفاء التي فاقت التعبير عن الغضب، وكادت تصل إلى الإذلال. كان الرجل القوي على عهد الحسن الثاني يتوقع إزاحته من المنصب بعد اعتلاء محمد السادس العرش. العلاقة السيئة التي جمعتهما، منذ كان الملك وليا للعهد، لا تخفى على أحد، لأنه «كَانْ كَيْكْتْبْ بيه للحسن الثاني»، يقول مصدر مطلع. ولأن القاعدة هي أن «الإقالة، مثل تخفيض العملة، لا يجب أن تعرف من قبل، بتعبير مصدر متتبع، استدعي الرجل يوم إقالته على عجل إلى القصر الملكي بأكادير. هناك «هربوا عليه اللي جابوه»، يروي مصدر آخر بسخرية كبيرة. وقد ظل ينتظر، وفي مكتب قريب، أحمد الميداوي يستمع إلى إرشادات محمد السادس بعد أن عينه وزيرا للداخلية. حين عاد إلى الرباط كان رجال الأمن والاستخبارات يطوقون وزارة الداخلية. «الداخل والخارج يخضع للتفتيش»، يحكي مصدر عاين المشهد. لم ينفعه الباب الخاص به وبطاقمه. «جاء إلى الوزارة وحين هم بالمغادرة استدعى ابنه لنقله بعد أن نزعت منه السيارة والهاتف، وحتى سيارة ابنه خضعت للتفتيش»، يضيف المصدر.  عاش البصري بعد العزل ما يشبه الإقامة الإجبارية. خروجه، مثل دخوله إلى مقر إقامته بمدينة بوزنيقة، كان تحت العيون. ولأن المخزن «يكوي ويبخ» فإنه ورط عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول آنذاك، في تنظيم حفل شاي. منطق الخريف كان يعني أن «رعايا» البصري سيغادرون مناصبهم، فكانت الــــبداية من الإذاعة والتلفزيون، والثلاثي محــــــمد طريشة، المدير العام، ومحمد إيساري، مدير التلفزيون، وعبد الرحمان عاشور، مدير الإذاعة.

«مْلِّلي مْشَى البْصْري بْقَاوْ يْتَامَى»، يقول مصدر عايش المرحلة، ويحكي كيف أن إيساري، حين بلغه خبر تعيين فيصل العرايشي مديرا للتلفزيون، بكى و«طلب السماح». كان حينها في مكتبه، ولم يعلم بالأمر إلا عبر مصوري القناة الذين كانوا في القصر الملكي لتغطية المناسبة. ما سرع بإعفاء إيساري، يقول المصدر ذاته، كونه أمر ببث لقطة يظهر فيها إدريس البصري، وقد ظل يحتفظ برئاسة الجامعة الملكية للكولف بعد الإعفاء، يتفنن في تقبيل يد وكتف الملك. ما حدث مع إيساري مهد لإزاحة طريشة وعاشور وأفقد الحكاية عنصر المفاجأة. الأول «قَادْ وراقو مع أجهزة الداخلية وعين واليا على الداخلة»، بتعبير مصدر من الإذاعة، والثاني يستعد لإطلاق مشروع إعلامي خاص.

اليوسفي ورد الصاع

1_38698_1_3ليس الجنرالات ومسؤولو الأمن وحدهم «ضحايا» قرارات «الغفلة»، وإنما الوزراء ورجال السياسة أيضا. يحكي وزير في حكومة عبد الرحمان اليوسفي ضاحكا «كنا في مجلس حكومي، سلم علينا الملك وأوصانا بالاستمرار في العمل وبعد قليل سمعنا بتشكيل حكومة جديدة». أغرب الحكايات تلك التي حدثت لليوسفي. كان الرجل يأمل بالاستمرار في قيادة الحكومة لأن «التناوب لم يكتمل»، كما قال في ندوة بروكسيل المعلومة. كانت انتخابات مرت. استقبله محمد السادس في القصر الملكي بالرباط، حيث لمح إدريس جطو هناك، لكنه لم يُحمِّل وجوده أكثر مما يحتمل وجود وزير للداخلية في قصر الملك. غادر اليوسفي، بعد انتهاء اللقاء مع الملك، ليحضر نشاطا حزبيا. وبعد قليل سيسمع، بالصدفة في نشرة أخبار إذاعية، أن الملك استقبل جطو وعينه وزيرا أول. «يمكن أن تتصور كيف تصرف اليوسفي»، التعليق لمصدر اتحادي. يروي المصدر ذاته أن اليوسفي الكتوم لم يقو على مداراة الغضب في اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، وهو الاجتماع الذي انتهى بتكليف خالد عليوة ومحمد الأشعري بكتابة بيان «المنهجية الديمقراطية». اليوسفي نفسه ظل يؤكد لزملائه في المكتب السياسي، بعد انتخابات أن ما يروج حول مفاوضاته مع الحسن الثاني من أجل تعيينه وزيرا أول لا أساس له من الصحة، إلى أن سمعوا الخبر، بالطريقة ذاتها التي سمع بها أن وزيره في الداخلية حل محله.

رضوان الرمضاني عن اسبوعية نيشان

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité