مستملحات ومقالب ملك
سبق للكاتب الفرنسي "مونتيني" أن قال " أقسى مهن العالم وأصعبها، في رأيي مهنة ملك يدير شؤون مملكة بجدارة واستحقاق"، في حين قال رديفه، الفرنسي كذلك "مونتسيكو":"عبرة أزلية خالدة تشير إلى أن كل رجل يحوز سلطة مطلقة يميل إلى التعسف فيها
عرف الملك الراحل بعبقرية خاصة، وفي عهده شاعت عقلية الحيلة، وأحيانا كثيرة كانت على حساب القيم، وبعد وفاته وقع كما يحدث عندما تفرط المسبحة فتتناثر حباتها بطريقة عشوائية، وبذلك انكشفت جملة من الأمور، البسيطة منها والمعقدة، كانت بالأمس القريب تحاط بأسوار سميكة من الصمت والتستر، لكن اليوم أضحينا نعيش في فترة لم تعد فيها أسوار الكتمان تصمد مهما كان سمكها، لأن في هذا العصر أضحت حتى "العتمة باهرة"، حسب تعبير الطاهر بنجلون.
وخلافا لمظاهر "تقديس"الملك، كشخصية عمومية رسمية، كانت حياة الملك ـ الإنسان اليومية مع المقربين والمحيطين به لا تخلو من مستملحات ومقالب وحسابات وحسابات مضادة، تارة في جو مرح يسوده اللطف في المعاملات وتتجاوز خلاله البروتوكولات، وتارة في جو يسوده الغضب وردود الفعل غير المنتظرة، لأن ككل البشر الملوك يضحكون وينكتون، يتلقون مقالب الغير ويفتعلون مقالب لآخرين، لاسيما في اللقاءات الحميمية والدوائر المحدودة.
وما يهمنا في ملف هذا الأسبوع هو عرض جملة من المستملحات أبطالها فنانون ومقربون عاشوا أحداث ومقالب وحسابات وحسابات مضادة، على امتداد حياة الملك الراحل الحسن الثاني منذ كان وليا للعهد، منها ما استقيناه من قراءات تنقيبية ومنها ما هو صادر عن جهات عاينت الواقعة
۞ تتمة الموضوع ۞