صاحب الجلالة في خطاب قمة الرياض: كلنا مستهدفون وكلنا مسؤولون
شدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على ضرورة اتخاذ مواقف مشتركة وشجاعة, لمعالجة المعضلات الحقيقية للشعوب العربية.
وقال جلالة الملك، في خطاب إلى القمة العربية التاسعة عشر المنعقدة بالرياض، إن هذه المعضلات تتمثل في الديمقراطية والتنمية والكرامة, وترسيخ المواطنة الكاملة, والأمن الجماعي, والوحدة الواقعية, والاندماج الاقتصادي, والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية, المنفتحة على الثقافات والحضارات, على مر العصور.
وأكد جلالة الملك أن انعقاد هذه القمة في "ظل ظرفية إقليمية ودولية دقيقة, يعد تجسيدا لحرصنا على مواصلة التشاور الدوري, بشأن قضايانا المصيرية, لتعزيز العمل العربي المشترك, ودعم استقرار بلداننا الشقيقة, وتجنيبها مخاطر التجزئة والتطرف والإرهاب. فكلنا مستهدفون, وكلنا مسؤولون".
وأعرب جلالة الملك عن يقينه بأن "النهج القويم لتدبير ما يعترض أمتنا من تحديات, بفعل بعض الخلافات, لهو الالتزام بفضائل الحوار البناء, بدل المواجهة العقيمة, وإرادة التوافق الإيجابي, وتحكيم النظرة الواقعية والمستقبلية, بدل نزوعات التجزئة, وعدم تسوية المشاكل المفتعلة, التي تعيق التحرك العربي الفعال. ولنا في اتفاق مكة المكرمة, الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين, خير قدوة في ذلك". وبعد أن عبر عن مباركته للخطوات الهادفة إلى تعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية، جدد جلالة الملك دعمه للشعب الفلسطيني الشقيق بقيادة الرئيس محمود عباس, من أجل "إقامة دولته المستقلة, وعاصمتها القدس, في نطاق قرارات الشرعية الدولية, ومبادرة السلام العربية البناءة, التي يعود الفضل في بلورتها لخادم الحرمين الشريفين"، مؤكدا حرص جلالته على الإسهام في التفعيل الأمثل لها
وفي هذا السياق، شدد صاحب الجلالة, بصفته رئيسا للجنة القدس, على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لهذه المدينة السليبة, وعلى معالمها الحضارية والدينية، مذكرا بأن جلالته بادر إلى مخاطبة القوى الفاعلة في المنتظم الأممي, لبذل مساعيها لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي, قصد الوقف النهائي للحفريات اللامشروعة, التي تقوم بها بجوار المسجد الأقصى المبارك. وبخصوص العراق، قال جلالة الملك إن المغرب, انطلاقا من واجبه التضامني, يدعو إلى وقف دوامة العنف بهذا البلد، والجنوح إلى الحوار الجاد، والمصالحة بين كل الطوائف والتيارات من أجل "تجاوز الصراعات, التي يعانيها أشقاؤنا في كل من العراق ولبنان والصومال والسودان، داعين إلى الحفاظ على سيادة هذه البلدان الشقيقة, ووحدتها الوطنية والترابية".
وخلص جلالة الملك إلى القول "وستجدون, إخواني أصحاب الجلالة والسمو والفخامة, في المغرب, الاستعداد الدائم والتعبئة الكاملة للتجاوب مع التطلعات الحقيقية لمواطنينا, في القضاء على الفقر والأمية والتهميش والتطرف. كما ستجدون المغرب, ملكا وشعبا, في طليعة الرافضين للمساس بوحدة عقيدتنا السمحة, عاملين بكل صدق, على التقريب بين مذاهبنا الجليلة, بما يجنب أمتنا الإسلامية متاهات الانقسامات العقيمة, المتنافية مع قيم ديننا الحنيف. وذلك في نطاق احترام خصوصيات كل دولة عربية ووحدتها الوطنية والترابية"
.۞ التفاصيل ۞