جلالة الملك يفتتح الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس
افتتح صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أمس الخميس، الملتقى الدولي الثاني للفلاحة بمكناس، المنظم تحت شعار "الفلاحة ثروتنا"
وقدمت لجلالة الملك شروحات حول هذا الملتقى، الذي يشكل فرصة سانحة لتوسيع المبادلات بين المهنيين والفاعلين في القطاع الفلاحي، على الصعيدين الوطني والدولي، بمن فيهم الفلاحون ومربو الماشية والمنتجون والمستثمرون والباحثون والجمعيات والتعاونيات والهيئات المؤسساتية الجهوية، والفاعلون السياسيون
ويضم المعرض مجموعة من الأقطاب المحورية تهم عوامل الإنتاج والخدمات، والمنتوجات الفلاحية والصناعات الغذائية، وتربية المواشي، والمكننة الفلاحية، والغابة والطبيعة والمحافظة على البيئة، إضافة إلى قطب يمثل ما تزخر به مختلف جهات المملكة من مؤهلات اقتصادية سياحية وثقافية متنوعة وعلاوة على بعده التاريخي، يعتبر هذا الحدث إشارة قوية من جلالة الملك لإنعاش القطاع الفلاحي وعصرنته، كما أنه سيعطي دفعة قوية لدور الجهات في تأهيل طاقاتها لجلب الاستثمارات الضرورية لتنميتها، خصوصا وأن التحديات التي يواجهها المغرب تفرض ضرورة إعادة النظر في توجهاته واختياراته لتأهيل القطاع الفلاحي وإدماجه في محيطه الاقتصادي الوطني والدولي.
ويكتسي تشريف جلالة الملك، مدينة مكناس باحتضان هذه التظاهرة الدولية، دلالة قوية بالنظر لوجود المدينة في قلب سهل سايس المعروف تقليديا بمؤهلاته الفلاحية وإسهامه الكبير في الناتج الداخلي الفلاحي على الصعيد الوطني، إضافة إلى مؤهلات الجهة في مجال تحويل الإنتاج الفلاحي، فضلا عما تضمه المدينة من مقاولات فلاحية كبرى تصدر إنتاجها نحو الأسواق الأميركية والأوروبية.
وقام جلالة الملك، مرفوقا بصاحب السمو الملكي، ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بجولة شملت أروقة تربية المواشي والمشاتل والحدائق وصناعة الزرابي. ويراهن منظمو الملتقى الدولي الثاني للفلاحة، المقام على مساحة إجمالية تبلغ 120 ألف متر مربع، منها 45 ألف متر مربع مغطاة بفضائي صهريج السواني وحدائق بنحليمة، على استقطاب أزيد من 400 ألف زائر، ويتميز بمشاركة 20 بلدا (850 عارضا وطنيا ودوليا). وسيمكن هذا الموعد السنوي العارضين المغاربة، من تبادل الخبرات والتجارب مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم، كما أنه يشكل مناسبة للاطلاع على المؤهلات التي تزخر بها الفلاحة المغربية، وما تحتله من مكانة متميزة في النسيج الاقتصادي الوطني.
وتكمن أهمية تنظيم الملتقى في كون حوالي 45 بالمائة من سكان المغرب يعيشون بالعالم القروي ويتعاطون الفلاحة. كما أن المؤشرات الاقتصادية تفيد أن القطاع الفلاحي بالمملكة يمثل، بحسب السنوات، ما بين 12 و20 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، إضافة إلى أن الفلاحة تعتبر أحد أهم القطاعات التي توفر فرص الشغل بالمغرب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الملتقى الدولي الثاني للفلاحة، الذي تنظمه وزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري إلى غاية 24 أبريل الجاري، يشكل فضاء للتأمل والتفكير حول مؤهلات القطاع الفلاحي الذي يعتبر العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وكذا حول سبل رفع التحديات التي يواجهها القطاع في ظل احتدام العولمة ومتطلبات اتفاقيات التبادل الحر التي تربط المغرب بعدد من الدول، وكل ذلك قصد تمكين القطاع من خوض غمار التنافسية. وسيجري على هامش الملتقى، الذي يحظى بتغطية إعلامية وطنية ودولية واسعة، تنظيم أنشطة ثقافية وفنية مكثفة، وندوات علمية، تسلط الضوء على عدد من القضايا المرتبطة بالقطاع الفلاحي.
وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي، أدت التحية الرسمية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، عدد من أعضاء الحكومة، وضيوف جلالة الملك، وسفراء ورؤساء البعثات الأجنبية للدول المشاركة في الملتقى.
كما تقدم للسلام على جلالة الملك، والي جهة مكناس تافيلالت، ورؤساء جهات المملكة، ورئيس فدرالية غرف الفلاحة بالمغرب، ورئيس مجلس عمالة مكناس، ورئيس جماعة المشور الستينية، والمندوب العام للملتقى الدولي الثاني للفلاحة، ورئيس الملتقى، ورؤساء المقاولات المكلفة بتهيئة موقع صهريج السواني، وشخصيات أخرى.