أعداء الحسن الثاني من هم؟ وكيف تعامل معهم؟
بنبركة الخصم الذي تفرق دمه بين الدول
عرف مولاي الحسن بنبركة كأصغر موقع على عريضة المطالبة بالاستقلال ومساهم في تنظيم المقاومة، كزعيم استقلالي في البداية ومسؤول عن صحافته الناطقة بالفرنسية. ترأس المجلس الوطني فيما بعد وأسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، لكنه عرفه أولا كأستاذ للرياضيات طيلة أربعة أعوام، وكان من بين الذين شكلوا وعيه السياسي وفهمه لسياق الوجود الفرنسي بالمملكة.
يعترف له الملك الراحل بفضل تعليم الحساب وأناقة اللباس, لكن حبل اللقاء انقطع سنة 1959 كآخر فرصة للتواجد بنفس المكان. حيث كان ذلك بمناسبة توديع محمد الخامس بميناء طنجة، وبات بنبركة منذ تلك الفترة يتزعم حزبا يجسد الجناح الراديكالي في حزب الاستقلال سابقا، حزب رافض لوضع ما بعد الاستقلال، خاصة الوضع الذي أراده مولاي الحسن ثم الحسن الثاني. وبات مطلب الرحيل عن الحكم أو التسليم بملكية دستورية يتعالى حول جنبات القصر العلوي، بتنسيق من المايسترو بنبركة.
في لحظة معينة تراجعت لغة السياسة والأفكار، وانطلق صوت الرصاص وتدبير المؤامرات بين الرجلين. «...و كنا بصدد البحث عن المدعو حجاج المشتبه في كونه قاتل المسعدي، وقد ألقي القبض عليه يوما وهو مستلق على بطنه في أحد الحقول. وبين يديه بندقية مجهزة بنظارة، لقد كنت على بعد ستين مترا منه... وحين جيء به إلي بادرني قائلا: «عندما كنتم تصعدون العقبة ممتطين سيارتكم استهدفتكم خمس مرات... وبمجرد القبض عليه اعترف بقتل المسعدي وقال: «قتلته بأمر من بنبركة»»، يقول الحسن الثاني. لتنطلق رحلة الاتهام والاتهام المضاد، فكانت قصة المؤامرة الشهيرة التي أتاحت الحكم على المعارض اليساري بالإعدام غيابيا، لكنه سرعان ما حصل على عفو الحسن الثاني في لحظات نادرة من الأمل في التقارب.
عودته النادرة إلى مغرب الحسن الثاني كانت دائمة الصخب، حيث تميزت إحداها سنة 1962 بحادثة سير كادت تودي بحياته، وهو الحادث الذي يعتبره البعض عقب محاولات التصفية. تلاه آخر فوق أرض الجزائر التي كان يتردد عليها كثيرا، بل ذهب حد زيارتها في عز أزمة حرب الرمال، وأعطى تصريحات مناصرة للجزائر.
يقول المعارض الأول للحسن الثاني في أحد مقالاته المنشورة: «... من هنا نشأت فكرة وجود تعدد الأحزاب والخوف من الحزب الواحد الذي هو التعبير المنطقي الوحيد لإرادة الشعب الموحد. فما دامت المعركة حامية الوطيس ضد الاستعمار، لا نجد أحدا ينازع في وحدة الذين يناضلون، سواء كان اسمهم حزبا أو مقاومة أو جيش التحرير، وبمجرد انتهاء المعركة يخرج من الظلام، ومن صفوف المستعمرين من يطالب بتعدد الأحزاب وتنوع المستفيدين...»، ما يعكس درجة التباعد والتعارض في أفكار المعارض والحاكم، هذا الأخير كان يركز على هذا المدخل ليعتبر نفسه مدافعا عن التعددية في وجه المهدي الطامح إلى الحكم.
ثم سرعان ما عرفت الحكاية نهايتها المأساوية باختفاء المناضل اليساري في قلب العاصمة الفرنسية، وتتناسل بعد ذلك سيناريوهات اختطافه وقتله المحتمل، ما بين الإلقاء به في عرض البحر وقطع الرأس والتذويب في محلول حمضي. «أنا مستعد في كل وقت لأقسم بالله أني وضعت أمام الأمر الواقع في حادث موت بنبركة، ولم تكن لي يد فيه سواء بإصدار الأوامر لتنفيذها أو غض الطرف عنها» يقول الحسن الثاني في أحد حواراته
محمد الفقيه البصري.. عدو الداخل المتحالف مع الخارج
«سيرة هذا الرجل تستحق أن تروى في مسلسل من ستين حلقة» يقول بلقاسم بلوشي، مؤلف كتاب «بورتريهات رجال سياسيين من المغرب». فدليل الالتزام الحقيقي لدى الفقيه لم يكن يتجسد سوى في خيار العمل المسلح، ولم تكن حكاية المناورة السياسية والضغوط الشعبية لتقنعه بالكف عن ذلك، ليس ضد الملكية فقط، بل إن ذلك بدأ بعيد نفي محمد الخامس، ليسارع إلى تأسيس الجناح المسلح لحزب الاستقلال.
قدرته كبيرة على التخطيط، الاستراتيجي منه على وجه التحديد. يمتلك كل مقومات القيادة من كاريزمية وإقناع. هادئ وكتوم. اكتسب في سنوات النضال ضد الاستعمار تجربة وخبرة، مكنتاه من الفرار من السجن المركزي للقنيطرة. وأصبح منذ عودة محمد الخامس يحظى بتقديره الشخصي، فساهم في البداية في تهدئة فورة عناصر جيش التحرير، وإدماجهم في مؤسسات الدولة الفتية.
شكل إلى جانب عبد الرحمان اليوسفي تيار اليساريين الأكثر راديكالية حينها، مع احتفاظه بتأثير على محاربي جيش التحرير. ليتحول تدريجيا إلى الخيار الراديكالي في تغيير واقع حكم الحسن الثاني المتأرجح بين مد وجزر وانتخابات مزورة. وبات يقود شبكة من قدماء المحاربين وبعض الشبان القادمين من معسكرات سوريا وليبيا، والهدف: الإطاحة بملك الحسن الثاني.
أكثر من المعارضة السياسية، راح الفقيه البصري يشاغب الملك الراحل في أكثر ملفاته حساسية: ملف الصحراء، وبات يقيم في حضن ألد أعدائه الخارجيين: الجزائر وليبيا وسوريا. بل قد يكون الأمر نفسه مع أعدائه الداخليين، على رأسهم الجنرال أوفقير. وبعد رحيل هذا الأخير، لم يتردد البصري في إرسال مقاتليه المنطلقين من التراب الجزائري، لتنفيذ ما يعرف بمؤامرة مولاي بوعزة سنة 1973.
آخر قنابله انفجرت في وجه رفيقه عبد الرحمان اليوسفي، والمتمثلة في رسالته الشهيرة التي ظهرت مع حكومة التناوب الأولى، والحاملة لاتهام مباشر لكل من اليوسفي وعلال الفاسي وآخرين، بالضلوع في مؤامرات أوفقير ضد الحسن الثاني
الجنرال أوفقير الدموي في البر وفي الجو
«كنت أعرف أن الأمر يتعلق بإنسان طموح، لكن لم يخطر ببالي أبدا أنه يمكن أن يدبر مخططا جهنميا يتمثل في إسقاط الطائرة التي كانت تقلني فوق البحر الأبيض المتوسط، واستغلال الدستور بعد ذلك للإعلان عن مجلس الوصاية، وتنصيب ابني البالغ من العمر تسع سنوات على العرش». الحديث هنا للحسن الثاني والإنسان الطموح لم يكن سوى الجنرال محمد أوفقير.
ابن قائد بإحدى قبائل الجنوب، تتلمذ عسكريا في مدرسة أزرو التابعة للقوات الفرنسية، ثم بمدرسة دار البيضا، تعلم الرمي في الحرب الكونية فوق الأراضي الإيطالية، ثم حرب الهند الصينة، حمل منذ شبابه عداء بينا للبورجوازية الفاسية، وأبدى طموحا لتحديهم.
لم يستسغ الكثيرون انتقاله الفوري من خدمة الجيش الفرنسي إلى الجلوس بجانب سائق السيارة التي أقلت محمد الخامس من المطار إلى القصر بعد عودته من المنفى. ثم راح يساعد ولي العهد في تنظيم سريع ومستعجل للقوات المسلحة الملكية لاحتواء جيش التحرير. ولم يتردد في توجيه تلك القوات نحو قبائل بني ورياغل، قبائل بن عبد الكريم الخطابي. ليتقلد منصب مدير الأمن الوطني سنة 1960 وهو برتبة كولونيل، وظل، منذ ذلك الحين، واجهة لحكم القصر ويده الطويلة، وأصبح بعد حرب الرمال برتبة جنرال.
كل ذلك لم يمنع من وقوع ما استغربه الراحل الحسن الثاني، بعد أن أفلت من انقلاب الصخيرات وخرج منه أقوى بتصفية بعض منافسيه. لم يبق أمام الرجل سوى شخص الملك ليصبح الحاكم بأمره في مملكة محجور عليها. وفي تلك الفترة بدأ الرجل يحاول لعب أوراق السياسة، من خلال اتصاله ببعض مكونات المعارضة، وتودده إليها، وبات يسر إلى بعضهم بميولاته الإصلاحية وتضايقه من تفشي الفساد.
فشلت تخطيطات الرجل، وحطت طائرة الملك العائد من فرنسا بسلام في مطار الرباط. وكان آخر لقاء بينهما بقصر الصخيرات الذي قصده الجنرال لاستعطاف أم الملك. لكنها كانت النهاية. نهاية بثلاث رصاصات قاتلة لم يحدد الإصبع الذي داس على زناد إطلاقها إلى اليوم.
«لم أشك في إخلاص أوفقير، والغريب في الأمر هو الطريقة التي حاول بها تنفيذ محاولته... فقد مكثنا بالفضاء أزيد من خمس وعشرين دقيقة في طائرة تعرضت لوابل من الرصاص» يقول الحسن الثاني عن آخر لحظات «خدمة» أوفقير
المذبوح.. قتل يوم قيامه بانقلاب عسكري
يوم تاسع يوليوز 1971، كان هذا الرجل على رأس فرق تلاميذ مدرسة اهرمومو العسكرية. آمرا إياهم بإمطار القصر الملكي بالصخيرات بالقذائف والرصاص، ليحصد الهجوم حياة أزيد من ثلاثمائة من الحاضرين، ضمنهم أجانب ومسؤولون سامون.
«عند الشروع في إطلاق النار لم يخطر ببالي أن المذبوح يمكن أن يقوم بعمل من هذا القبيل. لقد كان رجلا يحترم المظاهر ويوليها من اهتمامه الشيء الكثير... وفي الواقع لم يكن المذبوح هو الذي أمر بإطلاق النار، ولكن عبابو المتواطئ معه هو الذي فعل ذلك بعد أن أفلت نهائيا من مراقبة المذبوح» يقول الحسن الثاني.
وقع المفاجأة الذي استشعره الملك نابع من كون الرجل عرف بإبداء إخلاصه وحرصه على كشف خروقات زملائه ونعرية صفقاتهم الفاسدة. هو الذي كتب له أن يحمل اسما لا يبشر بالأمان. اسم اكتسبه بعد أن ذبح والده من الوريد إلى الوريد على يد مقاتلي بن عبد الكريم الخطابي، لإفشائه سر بعض قادتهم وإيقاعهم في يد جيش الاحتلال.
مساره يحمل الكثير من خصائص سير الجنرال أوفقير، فهو أيضا من نتاج مدرسة دار البيضا العسكرية. وقضى سنوات في جبهات القتال الدولية من الحرب العالمية إلى حرب الهند الصينية. لكن أوفقير ظل يمسك بخناقه بعد اكتشافه تواطئه في مؤامرة 1963، وإخفائه الأمر.
«لقد انساق المذبوح وراء المصريين... وبعد سويعات فقط على المحاولة الانقلابية، كتبت صحيفة «الأهرام» القاهرية واسعة الانتشار على خمسة أعمدة وتحت عنوان بارز: مقتل الطاغية الحسن الثاني، انتهى الدكتاتور». يقول الملك الراحل بعد أن حكى تفاصيل ما جرى مع المذبوح لحظة الهجوم: «أدركت أنه متورط في المحاولة عندما شرع تلاميذ ضباط الصف في إطلاق النار، توجهت إلى جانب آخر بالقصر صحبة بعض المقربين. وهناك أخذ المذبوح بيدي قائلا: تعال معي، يجب أن أنقذكم، لذا يتعين أن نذهب لرؤية عبابو. فأجبته قائلا: لا، لن أتفاوض مع ضابط تحت إمرتي، فابعث إلى عبابو ليأتي إذا أردت، أما أنا فلن أخرج من هنا
آمولاي ابراهيم.. راه سيدنا عفاكم من المسؤولية
رجل المبادئ والمواقف الشجاعة. هادئ الطباع، شكل داخل حزب الاستقلال نواة الحزب اليساري إلى جانب كل من المحجوب بنصديق وعبد الرحمن اليوسفي والفقيه البصري. ظل التاريخ الحديث للمملكة يحتفظ باسمه باعتباره الرجل الوحيد الذي فرض نفسه على القصر كرئيس للحكومة. حكومة لم يطل أمدها وسرعان ما أزاحتها «حكومة الظل» التي كان يتزعمها ولي العهد، مولاي الحسن.
يعتبر البعض تجربته الحكومية تناوبا أول، ويذهب كثيرون إلى اعتبارها فرصة تاريخية ضيعها المغرب حين كانت تلك الحكومة تمثل التطلعات الحقيقية للمغاربة الذين عقدوا عليها آمالهم، لكن الأمير المتطلع إلى الإمساك بكل شيء لم يكن ليترك والده يذهب بعيدا في تجربته مع «الرئيس عبد الله إبراهيم». وبتاريخ 21 ماي من سنة 1960، كان هاتف الرئيس يرن، والمتصل ليس سوى مولاي الحسن. «آمولاي ابراهيم، هادي راها داركم، مفتوحة في وجهكم وقت ما بغيتو، ولكن راه سيدنا عفاكم من المسؤولية، ودابا غادي تقول لي الساعة اللي غادي نتلاقاو فيها غدا باش نتسلم مهام الرئاسة». وعلى الساعة الثامنة من صباح الغد، كان الأمير يقف منتصبا في مكتب الرئيس، رفقة صديقه اكديرة، ليتم تسليم الملفات والوثائق بعجالة ظاهرة على عبد الله إبراهيم. مستهل عقد السبعينيات، وجد عبد الله إبراهيم في عزلة حزبية داخلية، وأخذ الشبان يسحبون البساط من تحت قدميه دافعين إياه إلى الانزواء في دكة المثقف والمفكر. محولين رصيده المتسم بالنضال ضد الاستعمار ثم ضد الاستبداد، إلى فصول من تاريخ قريب. عداوته مع الملك الراحل لم تتجاوز الحدود لكنها في نفس الوقت لم تقترب من النهاية وظلا بعيدين إلى أن وافتهما المنية
الحسن الثاني: لا حقوق للسرفاتي الخائن
رغم كل ما يقال عن التصاق الجنسية المغربية بصاحبها، والتعقيدات القانونية المتشابكة بالمعطى الديني، والتي تجعل من شبه المستحيل إسقاطها، لم يتردد الراحل إدريس البصري في وضع توقيعه على قرار يجرد أبراهام السرفاتي، المغربي يهودي الديانة، من انتمائه إلى المغرب، ويعتبره بذلك برازيليا غير مرغوب فيه فوق تراب المملكة، ليغادر سجنها الذي أمضى فيه أزيد من 17 سنة، إلى المنفى الفرنسي. والذريعة إقامة والده الطويلة في البرازيل. والسبب الحقيقي، المعارضة الشديدة التي أبداها هذا اليهودي المغربي لأمير المؤمنين، بانتمائه الشيوعي الراديكالي أولا، ثم بخروجه عن «وحدة» الموقف من قضية الصحراء.
«عليكم أن تدركوا أن هذا الشخص متورط في قضية تعتبر في نظري مقدسة. إن الصحراء بالنسبة إلي بمثابة الألزاس واللورين بالنسبة إليكم» يقول الحسن الثاني مخاطبا زوجة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران.
بل إن الرجل الذي تجاوز الثمانين، ويقضي أيامه حاليا في مدينة الورود ويشتغل كمستشار في شؤون النفط، لا يتردد في الإفصاح عن قناعاته السياسية التي تميل نحو النظام الجمهوري ولا تعتبر الملكية الديمقراطية إلا مرحلة أولية، مما جعل الحسن الثاني يصدر بشأنه اجتهادا حقوقيا يعتبر «حقوق الإنسان في المغرب تقف عند قضية الصحراء. وكل شخص يدعي أن الصحراء ليست مغربية، لا يمكنه أن يتمتع بحقوق الإنسان، ذلك أن موقفه هو موقف خيانة وتفريط في الأرض»، وهو الاجتهاد الذي أبقى السرفاتي خارج المغرب إلى أن اعتلى محمد السادس عرش المغرب، وسمح له بالعودة سنة 1999.
مطيع.. المتعبد بمعارضة الحسن الثاني
قد يكون من آخر المغاربة الممنوعين من العودة إلى الوطن، أو المتابعين بأحكام غيابية على الأقل. يعتبر نفسه الأب الروحي للحركة الإسلامية بالمغرب ومؤسس نواتها الأولى. يعيش بالمنفى منذ ما يزيد عن الثلاثة عقود، وتتردد بين الفينة والأخرى أنباء عن احتمال تمتعه بعفو ملكي.
قام وهو في المنفى بدراسة تحليلية لحكم الحسن الثاني وأصوله التاريخية من خلال المؤلفات الكبرى لتاريخ الدول المتعاقبة، واستخلص أن قاعدة ملوك المغرب الإخلال بالتزاماتهم وعدم الوفاء بوعودهم، وأن دعوات الحوار والتفاوض لا تعدو أن تكون محاولات للاستدراج والتصفية.
مبرر الادعاء بأبوة التيار الإسلامي المغربي يعود إلى تزعم مطيع لتنظيم الشبيبة الإسلامية الذي تفرعت عنه عدد من التيارات الإسلامية. ويعتبر نفسه من زرع بذرة التعبد بمخالفة نظام الحسن الثاني. بيد أن كثيرين يشككون في حقيقة «تعبده» ويرتابون من تخصصه في تحليل ونقد المرجعيات اليسارية. ولا يغفرون له إقدام تنظيمه الذي تحول في لحظة معينة إلى العمل المسلح على اغتيال المناضل اليساري عمر بنجلون.
وعلى غرار أغلب المعارضين المسلحين للحسن الثاني، ارتبط عبد الكريم مطيع منذ الوهلة الأولى بالأعداء الخارجيين، بدءا من نظام القائد معمر القذافي، والذي وفر له الملاذ لما يزيد عن العشرين سنة، إضافة إلى دعم ومساندة جنرالات الجزائر.
تتهمه الأجهزة المغربية بالتنسيق المستمر مع الجماعات المسلحة الجزائرية والاستخبارات الجزائرية، وبالضلوع في العمليات التي استهدفت فندقا بمراكش عام 1994، بالإضافة إلى موقفه الصريح والواضح من ملف الصحراء، باعتباره جبهة البوليساريو جمهورية إسلامية، رغم محاولاته المتأخرة للتراجع عن ذلك الموقف. ولا يبدو أن عودة الأمن المغربي إلى النبش في ملفات قديمة واعتقال أشخاص بموجبها، سيساعد على طي ملف هذا المعارض الإسلامي