Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
26 avril 2008

سنوات الفن والرومانسية والرخاء....

t_hassan2_peupleلا تكاد تفتح جريدة أو مجلة مغربية دون أن يقع بصرك على عنوان بالمنشط العريض يشير إلى سنوات الرصاص،ويقصد بها طبعا فترة حكم الملك الحسن الثاني رحمه الله مما يوقع المتلقي ،خاصة الذي لم يعايش تلك الفترة، في أحابيل السوداوية،والتشاؤم، ويجعله يصطف هو الآخر ليرتدي نظارة قاتمة،تظهر له الدنيا ليلا في واضحة النهار، ذلك أن الذين يتحدثون عن سنوات الرصاص لا يشيرون على الأقل من باب الأمانة العلمية،إلى أن الأمر يتعلق،ربما،بقتامة سياسية في الميدان السياسي،وبالضبط في الصراع على السلطة، والتربص بالملك لإنهاء حكمه بطريقة مأساوية، مما جر على البلاد كثيرا من المشاكل، كان الناس في غنى عنها، حيث تبعا لذلك تم استفراغ الوسع في اتخاذ الاحتياطات،واعتبار كل من يعارض يهدف إلى الإخلال بالنظام العام،ولابد أن يكون لذلك التوجه الذي قاده مغاربة مؤطرون من الخارج، ومحمسين بدعوات الاشتراكية،والشيوعية، موضة السبعينات،والثمانينات، نتائج ترتبت عن الشد والجذب بين الطرفين الحكم والمعارضة.

لكن وبموازاة ذلك،كان هناك شيء آخر، يشمل الميادين الفنية،والاجتماعية،والاحتفالية ... عاش الناس أيامهم،منصرفين إلى أعمالهم، يحثون أبناءهم على الدراسة والتحصيل وهم متأكدون أن مستوى السنة الثالثة إعدادي يضمن لهم الخبز، أما البكالوريا فالضمانة أوفى وأوثق، و أما الإجازة فمن كمال العقل ورضا الله  لأنها تقود إلى مراتب في الوزارات،والسفارات، ولم لا مناصب عليا في الدولة، ولا زلت أذكر أن احتفالات كانت تقام للناجحين من طرف عوائلهم يشاركهم فيها الأصدقاء وأبناء الحي أو المد شر.

في هذا السياق لابد من الإشارة إلى أن ثمن لتر من الزيت لم يكن يتعدى درهمان ونصف، أما البنزين فبثمانين سنتيما، وسيارة رنو 4 جديدة ب 7000 درهم، وثمن التذكرة للحج ب 3000 درهم. أما أمطار الخير فكانت تمكث بين ظهراني الناس ثلاثة أشهر، ولما تنقشع سحبها  كانت تفتر عن جمال أخضر أخاذ،ووديان  وأنهار ضاحكة ألهمت كثيرين من الشعراء من مثل عبد الرفيع الجواهيري حيث تفتقت قريحته عن رائعة القمر الأحمر، وراحلة التي لم تنأ عن الاستلهام من أجواء الرومانسية، بخضرتها وعصافيرها.

في هذه التربة أيضا،نبث فن رفيع، وتوالت الإبداعات مبتدئة بالشيخ عبد الرحمن بن موسى بصوته الشجي، وقراءته المغربية الأصيلة متبوعة بتفسير الشيخ المكي الناصري القريب من قلب السامع ووجدانه، مرورا بروائع عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط،وجيل جيلالة،وناس الغيوان، وانتهاء بإنجازات أحمد فرس، والهزاز، والزاكي، وبينهم  فرجة بزيز وباز،والدسوكين والزعري، وقشبال وزروال. ولم يكن الشرق بعيدا عن المغرب في تلك المرحلة حيث أم كلثوم،وعبد الحليم، ونجاة الصغيرة، وغيرهم... فكان لهم حظهم من إمتاع المغاربة.

أما على مستوى الإعلام  المكتوب فالحركية كانت محصورة بين جريدتي العلم والمحرر، لم تكن الصحيفتان رغم جو التوتر السياسي،تقتصران على المجال السياسي بل تخصصان صفحات للثقافة،والرياضة، وتفردت العلم بملحق الفكر الإسلامي،ولازلت أذكر سجالا كان يدور آنذاك على صفحاتهما  بخصوص كتاب كان أصدره نجيب العوفي عنوانه درجة الوعي في الكتابة، ربما معارضا عنوان رولان بارت درجة الصفر في الكتابة،لم يرق الإصدار لأحد النقاد فانبرى على صفحات العلم  منتقدا الكتاب،والكاتب يرد على صفحات المحرر، فكان القارئ يضطر لشراء الصحيفتين ليتمتع بجو ثقافي رائع يذكر بسجالات العقاد،وطه حسين،ومصطفى صادق الرافعي في مصر، وكان الطلبة يقبلون على ذلك العراك الثقافي بنهم كبير، ويجدون في دراستهم ليكونوا في مستوى الكتابة،والنقد، وعلى مستوى الإعلام المسموع  فكانت إذاعة الرباط،وإذاعة طنجة،الإذاعات الجهوية الأخرى تتفانى في تأثيث الأثير ببرامج هادفة،وذات مصداقية.

وبخصوص الجو الثقافي فكان يبدأ منذ الوهلة الأولى مع الأستاذ أحمد بوكماخ،ويمر بالمتنبي، وعلي الجارم،ومحد عابد الجابري، وسليم يفوت،وأحمد السطاتي،وعبد الكريم غلاب، ومحمد الحلوي، الذين جعلتهم المناهج الجديدة غير معروفين لدى الطلبة أو بالكاد يعرفون .وكانت المؤسسات التعليمية ثانوية،أو جامعية ،تعمل بما تستطيع به رفع شأنها من خلال عدد المبدعين، والكتاب الذين يرشحون عنها، فكانت جامعتا الرباط  وفاس من تقودان الحركة الفكرية، بزعامة أساتذتها الكبار، محمد السرغيني،ومحمد عابد الجابري وآخرون،ممن أصلوا لموسوعية المعرفة الفكرية،والفلسفية،والشعرية. فكان طبيعيا أن تظهر مجلتا أقلام،ولاما ليف، ودروس في الفلسفة،والفكر الإسلامي...وكان لابد أن ينخرط المثقفون في تأسيس رؤى إبداعية سامية.

أما مناسبة عيد العرش،رغم ما كان يقوله المعارضون عنها نظرا لتجاوزات بعض أصحاب السلطة،فكانت فرصة لا تعوض لجميع المغاربة لكي يظهروا إبداعاتهم، وبهجتهم،وما يرافق ذلك من أغاني وطنية  لايمكن إنكار مستوى كلماتها،ولحنها،إذ إن المناسبة تمتح من خلفية نضالية مشتركة بين العرش والشعب،ذلك أن الاستعمار كان يعتبر الاحتفال بعيد العرش تحديا،وتكريسا للسيادة والحرية.

أهم مميزات الاحتفال في المرحلة التي أتحدث عنها هو اعتبار أيامه أيام اجتماع القبائل، والدواوير، في مراكز تربط الأواصر، وتقوي عرى التواصل بينهم، ومثله كان في المدن  بين الأحياء والحارات مع ما يصاحب ذلك من أجواء حرية تكاد تكون مطلقة احتفالا ولكن مضبوطة أمنا.

من الصعب الوقوف عند تفاصيل كل المرحلة لبيان أنها لم تكن شرا كلها كما يحاول البعض أن يصورها،ولكن كانت مرحلة حياتية فيها الغث

،والسمين،ولكنها لم تكن أقل حظا من الفنية،والرومانسية،والإبداع والرخاء.

محمد لزعار

Publicité
Commentaires
A
بلادي اكبر من هده القضية لو كنا اردنا الحرب لاخدنا اليابس و الاخضر مند زمان قي هده المنطقة لكن ملك البلاد يحترم حق الجورة ونحن معه دائما لاننا نخبه ولانه يفكر بعقل الشعب والعكس عند الجزائر ومن يساندها من العرب والغرب الدين ما زالت العقدة تتخكم فيهم... المغرب اكبر واكبر منهم كافتا
ع
ان المغرب هوةالصحراء وانا الصحراء هية المغرب .من يقول غير دالك كانه يقول ان الكعبة المشرفة ليست عربية. اما بخصوص الجزائر فنحن المغاربة محضوضن انا مليكنا يحكم لغة العقل ودبلوماسية البنائة. لو كان الملك يميل الى نزعة العسكرية. لكانت الحدود المغربية والجزائرية نار ودمار ووديان من الدم . عمر وطني حبيبي المغرب .vivemaroc1923@hotmail.fr
ا
ان الاوان للشعب الصحراوي بقيادته المتمثلة في البوليساريو ان يقرر مصيره ومصيرهم بين ايديهم كما اطلب المغاربة عدم الزج بالجزائر في مشاكلهم
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité