Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
4 mai 2008

الملك على جميع الجبهات.. ماذا عن الآخرين؟

ashkra_politic3211بعد كارثة الدار البيضاء المتمثلة في حريق معمل روسامور، أعطى الملك محمد السادس، كخطوة أولى، تعليماته بـ»اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإنقاذ الضحايا وتعبئة جميع الوسائل في المستشفيات التي تتوفر على أقسام مختصة في علاج الحروق، ومنها المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط». وكخطوة ثانية، قام الملك، الاثنين الماضي، برئاسة اجتماع خصص لهذه الكارثة، بحضور العديد من الوزراء.
ومن جهة أخرى، تدخل الملك في قضية بنصميم المؤلمة، وأمر بوقف مشروع مصنع لتعبئة القارورات بمياه النبع.
لنذكر أن سكان هذه المنطقة وقفوا ضد المستثمر الأجنبي المساند من طرف السلطات المحلية الذي كان يريد استغلال هذا النبع، في الوقت الذي تعتبر فيه هذه الأخيرة حيوية بالنسبة إلى مئات السكان وقطعان ماشيتهم. استمر الصراع منذ شهور وشهور، ضاعف خلالها السكان من مظاهراتهم واعتصاماتهم عبثا. صراعهم ونضالهم أصبح يحظى اليوم بدعم على المستويين الوطني والدولي.
وبالإضافة إلى ذلك، قبل بضعة أسابيع، أقال الملك عامل خنيفرة، الذي اشتكى منه السكان لعدم أدائه لواجباته.
ومرة أخرى، فإن الملك، من خلال حقه في العفو، هو الذي وضع حدا للسجن الجائر لمعتقلي فاتح ماي، ولقضية الفيسبوك السخيفة التي لطخت صورة المغرب على الصعيد الدولي

۞ التفاصيل ۞

Publicité
Commentaires
T
_________________________________________________<br /> <br /> كيف تكون حالة الإنسان بعد الموت؟ <br /> <br /> أقول في جواب هذا السؤال إن حالة الإنسان بعد الموت ليست في الحقيقة حالةً جديدة، بل إن حالة الدنيوية نفسها هي التي تنكشف يومئذ بجلاء أكثر. إن كيفيات العقائد والأعمال - صالحة كانت أم طالحة - تكون كامنةً في باطن الإنسان في هذا العالم، تبعث في كيانه تأثيراً خفياً ناجعاً أو سامّاً؛ وأما في العالم الأخروي فلن يظل الأمر هكذا، بل إن كل هذه الأحوال سوف تنكشف انكشافا واضحا. ونجد مثال ذلك في عالم الرؤيا، فإن الحالة الغالبة على الجسم تتراءى في عالم المنام في صورة مجسّمة. فمثلا كثيراً ما يرى المريض في منامه النار ولهيبها قبيل إصابته بالحمى، ويرى المصاب بالإنفلونزا والزكام والرشح أنه في الماء. وهكذا، فإن حالة المرض التي يدخل فيها الجسم تتمثل كيفياتها في عالم المنام. <br /> <br /> حقيقة نعيم الجنة <br /> <br /> فبالتدبر في عالم المنام يستطيع كل إنسان أن يدرك أن هذه السنّة جارية أيضا في الآخرة. فكما أن المنام يحدث فينا تغييراً معيناً... ويرينا الحالة الروحية في صورة مجسمة... كذلك يحدث في ذلك العالم، فتتمثل يومئذ أعمالُنا ونتائجها في صور محسوسة، ويلوح على وجوهنا بوضوح كلُّ ما نكون قد استصحبناه من هذا العالم في صورة خفيّة. وكما أن النائم يوقن فيما يراه من تمثلات شتى بأنها أمور حقيقية، ولا يتوهم أبداً أنها تمثلات، كذلك يحدث في ذلك العالم، بل الواقع أن الله سوف يظهر قدرته الجديدة يومئذ بواسطة التمثلات... لأنه تعالى هو القدرة الكاملة. إذن فلو لم نُسمِّ تلك الأمور تمثلاتٍ، بل قلنا إنها خلق جديد تمَّ بقدرته سبحانه وتعالى... لكان هذا القول هو الأصح والحق والواقع. يقول سبحانه وتعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} (السجدة: 18)... يعني لا تدري أية نفسٍ صالحةٍ النعيمَ الذي أُخفي لها في عالم الآخرة. لقد وصف الله جميع نعم الآخرة بأنها مخفيّ‍ة عنا... لا مثال لها في النعم الدنيوية. والواضح أن نعم الدنيا غير خفية علينا، فإننا نعرف اللبن والرُّمان والعنب ونأكل منها دوماً. فيتبين من ذلك أن نعم العالم الثاني هي غيرُ ما في هذا العالم، وإنما تشترك مع هذه في الاسم فقط. فمن ظن أن الجنَّة عبارة عن موجودات هذه الدنيا فلم يفهم من القرآن حرفاً. <br /> <br /> يقول سيدنا ومولانا ونبينا في شرح الآية المذكورة... وهو يصف الجنة ونعيمها: "أعدّ الله لعباده الصالحين ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطرَ على قلب بَشر".. مع أننا نرى نِعم الدنيا بأعيننا، ونسمع عنها بآذاننا، وهي تمر بخواطرنا. فما دام الله ورسوله يصفان نعيم الفردوس بكونه شيئاً غريباً... فنكون إذن قد انحرفنا عن القرآن انحرافاً كبيراً لو ظننَّا أن في الجنَّة أيضاً لبناً ماديا كهذا الذي يُحلب من البقر والجاموس.. وكأنما يكون فيها قطعان من حيوانات حلوبة! وكأن النحل تكون قد بنت هنالك في الأشجار كثيرا من الخلايا، والملائكة يبحثون عنها ويشتارون منها العسل ويصبونه في الأنهار! هل هناك أية علاقة بين أفكار كهذه وبين ذلك التعليم السامي الذي ينطوي على آيات عديدة تقول إن الدنيا لم تر تلك الأشياءَ أبدا، وأنها تنير الروح وتزيد معرفةً بالله، وأنها أغذية روحانية. هذه الأغذية - وإن كانت قد صُوِّرت لنا بصورة مادية - إلا أن الله قد نبَّه أيضا أن منبعها هو الروح والصدق.<br /> <br /> ويجب ألاّ ينخدع أحد بقوله تعالى في القرآن المجيد:<br /> {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها} (البقرة: 26)... <br /> أي بشِّر المؤمنين الذين يقومون بأعمال صالحة، ولا يوجد فيهم ذرة من الفساد... أنهم ورثة الجنة التي تجري خلالها الأنهار. إنهم كلما ينالون من ثمار تلك الأشجار التي قد نالوا منها في الدنيا أيضا... يقولون إنها نفس الثمار التي قد أوتيناها من قبل، لأنهم سيجدون هذه الثمار شبيهةً بالثمار الأولى. <br /> <br /> فلو ظن أحدٌ أن الثمار الأولى تعني نِعماً مادية من هذه الدنيا فلا شك أن هذا خطأ فاحش... وأنه مخالف تماما لمفهوم الآية ومغاير لمعناها البديهي. وإنما المراد الإلهي من الآية أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات... قد غرسوا بأيديهم جنةً... أشجارُها الإيمان... وأنهارُها الأعمال الصالحة، وسيأكلون من ثمار هذه الجنَّة نفسها في الآخرة، وتكون ثمارها يومئذ أبرزَ صورةً وأحلى طعماً. وبما أنهم يكونون قد أكلوا من هذه الثمار من قبل في الدنيا بصورة روحانية، لذلك سوف يعرفون تلك الثمرات في الدار الآخرة، ويقولون: يبدو أنها نفس الثمار التي سبق أن أكلناها، حيث يجدونها مشابهة لغذائهم الأول. <br /> <br /> فالآية المذكورة تبين بصراحة أن الذين كانوا في الحياة الدنيا يتغذون بغذاء المحبة الإلهية... سيُرْزقون هذا الغذاء يوم الآخرة رزقاً مجسماً. وبما أنهم يكونون قد ذاقوا لذة الحب والوداد.. وعرفوا كيفيتها، لذلك تتذكر أرواحهم ذلك الزمن الذي كانوا يناجون فيه حبيبَهم الحقيقي بحب ووَلَه، وكانوا يستمتعون بذكراه، منفردين في الزوايا والخلوات وظلمات الليل. فلا ذكر هنا للأغذية المادية أبدا. <br /> <br /> وإن خطر ببال أحد أنه ما دام العارفون قد رُزقوا من هذا الغذاء الروحاني في الدنيا وكانوا يعرفونه... فكيف يصح وصفُ نعيم الآخرة بأنه ما لم يرَه أحد أو لم يسمع عنه أحد أو ما مرّ بقلب إنسان... فذلك يستلزم تناقضاً ظاهراً بين الآيتين المذكورتين؟ <br /> <br /> فالجواب: إنما يتحقق التناقض إذا كان المقصود من كلمات الآية نعيمَ الدنيا، ولكن ليس المراد هنا نعيمَ الدنيا... فكل ما يتلقاه العارف هنا بطريق العرفان إنما هو في الحقيقة من النعيم الأخروي، الذي يوهب له منه شيء ههنا على سبيل العيِّنة ترغيباً وتشويقاً <br /> <br /> اعلموا أن الإنسان الرباني ليس من هذه الدنيا، ومن أجل ذلك تمقته الدنيا؛ ولكنه من السماء... فلذلك يُعطى النعمةَ السماوية. الإنسان الدنيوي ينال نعم الدنيا، والإنسان السماوي يظفر بالنعم السماوية. فالحق كل الحق أن النعيم السماوي قد أُخفي تماما عن أسماع الدنيا وأبصارها وقلوبها ولكن الذي طرأ الموت على حياته الدنيا وسُقِي بالطريقة الروحانية تلك الكأسَ التي سوف يُسقاها في الآخرة بصورة جسمانية، سيتذكر شُربه الأول عندما تقدم له نفس الكأس. ومن الحق أيضا أنه سوف يجد أن باصِرة الدنيا وسامعتَها كانتا في غفلة عن ذلك النعيم، ولكن بما أنه كان في الدنيا، وإنْ لم يكن منها، لذلك سوف يشهد أن النعيم الأخروي ليس من نعم الدنيا، ولم تر عينُه في الدنيا مثل هذه النعمة، ولم تطرق سمعه، ولم تخطر على قلبه، وإنما رأى نماذجَ تلك النعمة، ولكنها ما كانت من هذه الدنيا، وإنما كانت بمثابة بشير بالعالم الأخروي، وكانت تمتُّ إلى الآخرة لا إلى الدنيا<br /> <br /> المعارف القرآنية الثلاث عن عالم المعاد <br /> ولنتذكر أيضا كقاعدة أن القرآن المجيد قد جعل للحالات التي سوف نمر بها بعد الموت ثلاث فترات، وهي معارف ثلاث قرآنية عن عالم المعاد... نفصِّل كل واحدة منها على حدة فيما يلي: <br /> <br /> المعرفة الأولى <br /> <br /> يقول القرآن الكريم مرة بعد أخرى أن عالم الآخرة ليس شيئًا جديدًا بل إن جميعَ مظاهره هي آثار هذه الحياة الدنيا وظلالُها كما يقول الله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا} (الإسراء: 14). أي أننا ربطنا برقبة كلِّ إنسان آثارَ أعماله، وأننا سوف نُظهر له هذه الآثار الخفية يوم القيامة، وسوف نريه إياها في شكل كتاب مفتوح<br /> <br /> وليكن معلوما عن كلمة "الطائر" الواردة في الآية أن معناها الأصلي هو الطير، ثم استُعيرَت لمعنى العمل أيضًا... ذلك لأن العمل، خيراً كان أو شراً، يطير ويختفي بعد وقوعه كمثل الطير وتنعدم مشقته أو لذته بعد قليل، ويخلف في القلب أثَرَه لطيفا أو كثيفا<br /> <br /> يؤكد القرآن المجيد أن كلَّ عمل يترك أثرا خفيّاً في نفس عامله، وأن الله يقابل بعمل منه هذا العملَ، سواء كان خيراً أو شراً، فلا يَدَع ذلك العملَ ليضيع، بل تُرسَم آثارُه على القلب والوجه والعيون والأيدي والأرجل. وهذه الرسوم هي صحيفة الأعمال الخفية التي تنكشف جليًّا في الحياة الثانية<br /> <br /> ويخبر الله سبحانه وتعالى عن أهل الجنَّة في موضع آخر بقوله: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} (الحديد: 13).أي أن نور إيمانهم الذي يحظون به في شكل خفيٍّ سوف يُرى يوم الآخرة وهو يسعى أمامهم وعلى يمينهم <br /> <br /> وفي موضع آخر يخاطب الله الفجَّارَ يقوله: <br /> <br /> (التكاثر)<br /> <br /> أي أن كثرة الأهواء المادية والرغبات الدنيوية قد شغلتكم عن ابتغاء الحياة الآخرة، حتى وقعتم في القبور. فإيَّاكم وحُبَّ الدنيا، فسوف تعلمون أنه لا خير في حب الدنيا. وأؤكد لكم أن لا خير في حبها. ولو أنكم علمتم علمَ اليقين لرأيتم الجحيمَ في هذه الدنيا نفسها. ثم إنكم سوف ترونها رؤية اليقين في عالم البرزخ. ثم إنكم يوم حشْر الأجساد تعلمونها حق اليقين لا بالمشاهدة فقط، بل بالحال الواقع، إذ تؤاخَذون بشدة، ويغشاكم العذاب كاملاً <br /> <br /> ثلاثة أقسام للعلم <br /> <br /> لقد أخبر الله تعالى في هذه الآيات بصراحة أن الحياة الجهنّمية موجودة للفجَّار في هذا العالم نفسه وجوداً خفيا، ولو أنهم فكروا لأبصروا جحيمهم ههنا<br /> <br /> وقد قسَّم الله العلمَ هنا ثلاث درجات: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين. ولكي يفهم عامة الناس هذه المراتب العلمية أضرب ثلاثة أمثلة: إذا رأى الإنسان دخاناً كثيفاً عن بُعد، وانتقل ذهنه من الدخان المتصاعد إلى النار المشتعلة، واستيقن وجودها هنالك قِياساً على ما يوجد بين الدخان والنار من تلازم تام وعلاقة غير منفَكّة، إذ لا بد أن تكون النار حيث يوجد الدخان... فمثلُ هذا العلم يسمّى علم اليقين. ثم إذا رأى لهبَ النار سُمّى هذا العلم بالرؤية عينَ اليقين. وإذا دخل بنفسه في النار كان علمه هذا حق اليقين <br /> <br /> فالله تعالى يقول هنا: إنه فيما يتعلق بالجحيم فإن الإنسان يستطيع أن يعلمها علمَ اليقين وهو في هذه الدنيا، ثم إنه سيعلمها عينَ اليقين في عالم البرزخ، ثم يصل نفسُ هذا العلم إلى درجة كاملة هي حق اليقين في عالم حشر الأجساد<br /> <br /> العوالم الثلاثة <br /> <br /> وليكن واضحا هنا أن القرآن الحميد يخبرنا بوجود ثلاثة عوالم <br /> العالم الأول هو الدنيا التي تسمّى دارَ الكسب والنشأة<br /> الأولى، حيث يكتسب الإنسانُ الخير أو الشر. صحيح أن للأبرار في عالم البعث مجالاً للرقي، إلا أن ذلك الرقي سيتيسر لهم بمحض فضل الله، ولا دخل فيه لكسب الإنسان أبدا<br /> <br /> عالم البرزخ <br /> <br /> والعالم الثاني هو البرزخ. وكلمة "البرزخ" في اللغة العربية تعني أصلاً الحاجز بين الشيئين، وقد سمِّي العالم الثاني بالبرزخ لوقوعه بين النشأة الأولى وبين عالم البعث. وهذه الكلمة تطلق على العالم الوسط منذ القِدم، بل منذ أن خُلقت الدنيا. لذلك فهذه الكلمة بذاتها تتضمن شهادة عظيمة على وجود العالم المتوسط. وقد أثبتنا في كتابنا (مِنَن الرحمن) أن الكلمات العربية هي كلمات الله التي فاضت من فم الله سبحانه وتعالى، وأن العربية هي اللغة الوحيدة في الدنيا التي هي لغة الله القدوس، وأنها أقدم اللغات، ومنبع جميع العلوم، وأم الألسنة كلها، وأنها العرش الأول والعرش الآخِر للوحي الرباني. أما كونها العرشَ الأول للوحي الرباني فلأنها كانت كلامَ الله الذي لم يزل منذ القديم معه تعالى، ثم نزل هذا الكلام في الدنيا، واتخذ أهلها منه لغاتهم. وأما كونُها العرشَ الأخير لوحي الله فلأن كتاب الله الأخير. القرآن المجيد. نزل بالعربية<br /> <br /> فالبرزخ كلمة عربية، وهي مركَّبة من "برّ" و "زخّ"، ومعناها أنه قد انسد طريق كسب الأعمال وبات في حالة الخفاء. والحالة البرزخية هي حالة ينحلّ فيها هذا التركيب الإنساني الفاني، ويتم انفصال بين الروح وهذا الجسد. وكما نرى أن الجسم يُلقى في حفرة، كذلك الروح تقع في حالة تشبه الحفرة كما تدل على ذلك كلمة "زخ" لأن الروح وحدها لا تقدر على فعل الخير والشر الذي كانت قادرة عليه من قبل وقتما كانت متصلة بالجسد. والواضح أن صحة الروح تتوقف على صحة البدن، فبإصابة واحدة في جزء معين من أجزاء الدماغ تزول الذاكرة، وبإصابة أخرى في جزء آخر منه تزول القوة الفكرية ويتلاشى الوعي والحواس. ولئن أصيب الدماغ بنوع من التشنج أو الورم، أو حصل به انسداد الدم أو أية مادة أخرى انسداد تاما أو جزئيا. فإنه يصاب فورا بالإغماء أو الصرع. فإن تجاربنا المتكررة منذ القِدم لتدل على أن روحَنا عاطلة تماما بغير اتصالها بالجسم <br /> <br /> لا بد للروح من جسم <br /> <br /> إذن فإنه لزعم باطل تماما أن نقول بأن الروح - مجردةً عن الجسم - ستحظى بالسعادة يوماً ما. يمكن أن نقبل هذا الزعم كخرافة. إلا أنه لا يؤيده برهان معقول. إننا لا نستطيع أن نتصور مطلقاً كيف تبقى الروح على حالتها الكاملة إذا حُرمت تماماً من علاقات جسمانية. مع أنها - على ما نعلم عنها - تتعطل عند كل خلل ولو بسيط يطرأ على الجسد. أفلا توضح لنا التجربةُ اليومية أن صحة الجسم ضرورية لصحة الروح؟ عندما يصبح الإنسان شيخا فانيا تشيخ روحه أيضا وتهرم ويختلس سارقُ الشيخوخة منه بضاعةَ علمه كما يقول الله تعالى: {لكيلا يعلم من بعد علم شيئا} (الحج: 6). أي عندما يصير الإنسان شيخا هرِمًا يبدو - رغم دراسته وقراءته - كأنه صار جاهلا. <br /> <br /> لذلك فمشاهدتنا تشكل دليلا قاطعا على أن الروح لا شيء بدون الجسم. ثم إنه لما يهدي الإنسان إلى الحقيقة أيضا أنه لو كانت الروح تستطيع القيام بذاتها مستقلة عن الجسم فلماذا ربطها الله - عبثا ودونما سبب - بالجسم الفاني. كما إنه جدير بالاعتبار أن الله خلق البشر لرقي غير محدود، فما دام الإنسان لا يستطيع أن يحرز بغير معونة الجسم رقيًّا في هذه الحياة القصيرة فكيف يتصور أنه سيتمكن من إحراز تلك الترقيات التي لا نهاية لها بغير مرافقة الجسم؟ <br /> <br /> إذن فإن هذه الأدلة كلها تبين - وفقًا للتعليم الإسلامي - أنه لا بدّ للروح من مصاحبة جسم على الدوام لأداء واجباتها حق الأداء. صحيح أن هذا الجسم الفاني يفارق الروح عند الموت. ولكنها في عالم البرزخ تُعَوَّضُ عنه بجسم آخر لتذوق به جزاءَ أعمالها إلى حدِّ ما. ولا يكون ذلك الجسم من نوع هذه الأجسام وإنما يتكون من ظلمةٍ أو من نورٍ، بحسب نوعية أعمال الإنسان في هذه الدنيا، وكأن أعمال الإنسان هي التي تقوم مقام الأجسام في ذلك العالم. هكذا جاء في كلام الله مراراً وتكراراً حيث اعتبر بعض هذه الأجسام نورانية وبعضها ظلماتية، تكتسب نورها أو ظلمتها من الأعمال <br /> <br /> إنَّ هذا السر، وإنْ كان في غاية العمق، إلا أنه ليس مما يرفضه العقل. فيمكن للإنسان الكامل أن ينال في نفس هذه الحياة كياناً نورانيًا غيرَ هذا الكيان الجسماني وفي عالم الكشوف أمثلة كثيرة من هذا القبيل<br /> __________________________________________________________________________________________________
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité