Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
20 juin 2008

طرائف الملك مع فقراء الشعب

أضحى العديد من المغارب يتمنون جادين لقاء الملك محمد السادس لتسليمه رسالة يسعون من ورائها الى تخليصهم من بؤرة الفقر والتهميش وتمكينهم من موقع تحت شمس وطنهم يضمن لهم لقمة عيش كريم.

sm_droits_5وغالبا ما تكون مطابهم مستجابة كلما تعلق الأمر بفرصة التقاء الملك,خارج مراسيم الزيارات الملكية الرسمية,وهو يتجول على متن سيارته دون اجراءات أمنية مشددة,في شوارع هذه المدينة أو تلك.وقد حدث طرائف ونوازل خلال هذه الجولات الملكية غير رسمية وتمكن بعض المواطنين من اقتناص فرص للالتقاء بالملك والتحدث اليه عن قرب,وقد سلموه رسائل كانت سببا في تحقيق أحلامهم أو بعض منها,وكانت بالنسبة اليهم بمثابة الخلاص من الفقر والاطمئنان على المستقبل.ومن حين لآخر تحدث نغمة نشاز هنا وهناك مثل ما وقع بتطوان في الأسبوع الماضي,اذ أقدمت السلطات الأمنية في غضون هذا الأسبوع على اعتقال مواطنين قرويين كانوا قد اصطفوا رفقة عشرات من سكان أحد الدواوير على بعد أمتار من المدخل المؤدي الى القصر الملكي قصد اثارة انتباه الملك محمد السادس لتسليمه رسائل يشرحون فيها شطط بعض المسؤولين ويتهمونهم بالتواطؤ مع مبيضي أموال المخدرات,وتمكينهم من رخص استغلال مقالع بطريقة غير قانونية.وقد تم احتجاز هؤلاء لحظة مرور الملك.

75999726منذ اللحظات الأولى لاعتلائه عرش البلاد,وجد المغاربة في الملك محمد السادس أنه اختار السير نحو ترسيخ علاقة جديدة بين المغاربة والملكية عبر اقتراب الملك من شكواهم وآلامهم وآمالهم,وانطلقت أوصاف جديدة لم ينعت بها غيره,"ملك الشعب"وليس "ملك القصور","ملك الفقراء"...وقد أضحى في عيون الكثيرين أن مستقبلهم متعلق بلقاء الملك مباشرة ودون وسيط,فكم هم الذين يعيشون على حلم لقاء الملك محمد السادس صدفة,رأسا لرأس,أو اصطياد مناسبة سانحة لتسليم رسالة من أجل طلب وظيفة أو بقعة أرضية أو سكن أو كشك أو رخصة أو رفع ظلم وجور...؟فالعديد من مهمشي ومعاقي المغرب حاولوا رصد خطوات الملك قصد الاستفراد به ولو لثواني معدودات تكون كافية لتسليمه رسالة تبللت عرقا بفعل طول الاحتفاظ بها.وها هم مهمشو ومعاقو الدار البيضاء درسوا بعناية فائقة الشوارع والأماكن التي يظهر يها الملك محمد السادس خلال اقامته بها,اذ أضحى معروفا أنه يتجول ويتنقل كثيرا بين شوارع الزرقطوني والخطابي ولاكورنيش,وكذلك الأمر بالنسبة لمدن أخرى,الرباط وطنجة وأكادير ومراكش وغيرها.وكثيرون هم الذين صادفوا الملك محمد السادس في شوارع العاصمة الاقتصادية أو على شاطىء البحر وحتى في بعض الأحياء المهمشة الموصوفة بالخطيرة من طرف مصالح الأمن,كما حدث بالحي الحسني بفاس,حيث صادفوه يقود سيارته بنفسه,وندموا لأنهم لم يكونوا يحملون معهم رسائل لطلب رخصة أو امتياز أو شغل...

طلب الذين حظوا بلقاء مباشر مع الملك يقتصر على عمل قار أو"كريما" أو هبة مالية قصد الحصول على سكن لائق أو الزواج ومنزل مفروش أو محل لممارسة حرفة أو مهنة أو...أو... و اختلفت الطلبات أو تباينت,لكن القصد واحد والمنطلق واحد,فقدان الثقة في كل شيء,في الحكومة وفي البرلمان وفي الأحزاب وفي الجماعات وفي الادارات والقائمين على أمورها,لذلك يقول الكثيرون"لم يبق لنا الا الله والملك",سيما أولئك الذين لا يجدون حتى القليل من شروط ضمان الكرامة للعيش في هذا البلد السعيد.

483958342_smallعدد من المواطنين البسطاء أو المهمشين المقصيين من دائرة الاستفادة من خيرات البلاد,ماديا ومعنويا,التقوا الملك خارج الزيارات الرسمية في أماكن لا يخطر على بال أحد أن يتواجد بها وحده دون حراسة مشددة,أغلبهم طلبوا أغراضا شخصية يتمحور جلها حول ضمان سبيل لقمة عيش كريم,علما أن دور الملك محمد السادس ليس هو حل المشاكل الشخصية لكل مواطن,لأن الأمر لا يجب أن يتراءى لنا كمعادلة بسيطة,طرف يطلب وآخر يمتلك القدرة على تحقيق الاحلام والعطاء,خصوصا حين يتعلق الأمر بالحقوق,لأن الحقوق في عرف الجميع تنتزع من الدولة ولا تمنح. مهما يكن من أمر,عديدون هم من تمكنوا من ملاقاة الملك خارج الزيارات الملكية الرسمية ومنحوه بأيديهم رسائل تتضمن مطالبهم,وأعطى الملك أوامره بتحقيق ملتمساتهم ولكن بدون جدوى,حيث قال البعض أن هناك من يتلاعب بتعليماته من حراسه والمقربين منه ويتاجرون بوصاياه.تكاثرت الحالات وتناسلت ودعت الضرورة الى تشكيل جمعية للدفاع عن هؤلاء الذين توصلوا بكتاب ملكي دون تحقيق وتنفيذ فحواه وهي جمعية حاملي الرسائل الملكية,وأغلبهم ينتمون الى فئة تداس بالأقدام وهي تبتسم راضية بقدرها في انتظار مقابلة جديدة للملك. لكن لا يمكن للملك محمد السادس أن يضع ملاعق ذهبية في كل فم,الا أن"لاكريما"أو رخصة استغلال الرمال أو البحار قد تطمس البصيرة وتسيل اللعاب.

أناس أتيحت لهم فرصة اللقاء بالمسؤول الأول والقوي في البلاد,او تمكنوا من اصطيادها يحكون قصتهم ويصوف أجواء مقابلتهم مباسرة للملك والنتائج التي أسفرت عنها,وماذا حصدوا بعدها؟كل اللقاءات الواردة في هذا العدد اتسمت بالحميمية والقرب في الاستماع,وتلا ذلك تحقيق أحلام البعض وتلبية جزء من آفاق انتظاراتهم.والآن أضحى لقاء الملك بمثابة خاتم سليمان في عيون الكثير من المهمشين,وساد الاعتقاد أن لا مخرج مما هم فيه الا بلقاء صاحب الحل والعقد في كل الأمور,كبر حجمها أو صغر,وذلك بعد أن فقد المغاربة الثقة في باقي المؤسسات الاخرى.

"يا أبتي يد الملك ناعمة وتفوح منها رائحة طيبة"

main_roim6أمضى الملك احدى نهاية الأسبوع(السبت- الأحد) بقرية أنفكو متحررا من قواعد البروتوكول والحرس الشخصي,يتجول بين المنازل الطينية والأزقة المتربة,ويتجاذب أطراف الحديث مع سكانها تارة,وتارة أخرى يجلس بالقرب من رجل مسن أوعجوز للسؤال عن واقع الحال,أوينحني للسلام على الأطفال وتقبيلهم بدون أدنى حرج.خلال الزيارة الملكية الى مدشر أنفكو,وزع الملك محمد السادس على كل الأسر المقيمة بالدوار أظرفة تحتوي مبلغا ماليا ما بين 1000و2000درهم,علما أن هناك 140 منزلا بأنفكو,أي حوالي 300 نسمة,وولوج الملك منزلا تلو آخر للسلام عليهم في عقر ديارهم,مسلما اياهم أظرفة مالية,وقد كان مرفوقا بمولاي اسماعيل ومولاي المأمون وفؤاد عالي الهمة.وللاشارة ان جل الرسائل التي سلما سكان دوار أنفكو للملك محمد السادس كانت تتضمن شكاوى موجهة بالأساس ضد من يدعونه"بوغابة"(مسؤول مصلحة المياه والغابات بالمنطقة)علما أن الغابة تشكل مصدر رزقهم الأساسي اذ من خلالها يتمكنون من العيش,باستغلال أشجار الأرز وجمع الحطب الميت,حيث تشير مصادر من عين المكان الى أن استغلال الغابة المجاورة لواد"أوغرا" الواقع بجانب المسلك المؤدي الى دوار أنفكو يدر مداخل مهمة,اذ أن ثمن المتر المكعب الواحد لخشب الأرز المتواجد بكثرة بالمنطقة,يصل الى 10 ألف درهم,نظرا لنوعه الرفيع.

20080503_P_ROI1ومن جهة أخرى كل أطفال القرية والقرى المجاورة لا يعرفون من اللغة العربية لا عبارة"سيدي اعطيني عشرة..."أي "امنحني عشرة دراهم". وخلال زيارة الملك محمد السادس أيام 2و3 ماي 2008 لهذا المدشر المعزول وقعت طريفة,اذ ان فتاة صغيرة كانت واقفة قبالة أبيها,أثارت انتباه الملك الذي وقف بمحاذاتها وسلم عليها,بعد ذلك خاطبت الفتاة والدها بالأمازيغية مندهشة"يا أبتي يد الملك رطبة وتفوح منها رائحة طيبة جدا,عكس يدك فهي صلبة وخشنة وتفوح منها رائحة غير طيبة".وما استرعى انتباه الكثيرين خلال هذه الزيارة الملكية لمدشر أنفكو,حينما كانت سيارة الملك الرباعية تمر عبر أحد مسالك الدوار,هو أن الأطفال كانوا يرفعون أيديهم ويصيحون"عاش الملك...عاش الملك" وبعد مرور السيارة الملكية كانت كلما تلتها سيارة أخرى يلوحون بأيديهم ويصيحون"عاش الملك...عاش الملك".

ويذكر أن أكثر من 100 دركي رافقوا الملك الى قرية أنفكو حيث انتشرت فرق متعددة في الجبال لمدة أكثر من أسبوع,وعبأت مجموعات أخرى أثناء اقامة الملك بالدوار الذي تشغل بال أهله مشكلة واحدة لا ثاني لها,اذ أن كل شكاواهم تمحورت حول التعاطي مع غابة الأرز الواقعة على مقربة من نهر"تاغمة" واستغلالها وتعاطي موظفي ومستخذمي ادارة المياه والغابات معهم,علما أن الغابة هي مصدر الدخل الوحيد بمدشر أنفكو المعزول.

سيارة"أودي"تطارد الملك

m6voitureخلال الجولات غير الرسمية بمدينة فاس,حدث ذات مرة أن كان الملك محمد السادس رفقة منير الماجدي على متن سيارته التي كان يقودها بنفسه ويداه مكسوتان بقفازين من النوع الذي يستعمله سائقو سيارات السباق,وكانت تتبعه سيارات الحرس اضافة الى سيارة الدرك الملكي,التي عادة ما يكون أصحابها بزي مدني خفيف,وتلي الموكب سيارة عادية,غالبا ما تكن سببا في ارتكاب بعض حوادث السير الطفيفة,خلف سيارة الدرك الملكي.وتجدر الاشارة أن أحد عناصر"كوندو" الدرك الملكي,في الزيارة ما قبل الأخيرة لمدينة فاس,كان على متن سيارة من نوع"أودي" مرقمة بالخارج,كانت حينها خلف سيارة الملك وتسير بسرعة فائقة الى درجة أن أحد رجال الأمن تساءل فيما اذا كان سائقها يحاول التعرض للملك,الشيء الذي دفع رجال الأمن الى اللحاق بها,وفي لحظة أصدر رئيس شرطة المرور الأمر بايقاف السيارة المذكورة,وحين شعر راكبو سيارة "أودي" المرقمة بالخارج بمطاردة الشرطة اخرج أحدهم يده ملوحا بجهاز الاتصال الخاص بالأجهزة الأمنية الذي كان يمسكه لابلاغ مطارديه أنه من رجال الأمن الساهرين على حراسة الملك,وهذا ما فهمه المطاردون على التو.

زيارت ملكية مفاجئة

normal_m6من الجولات المفاجئة خلال زيارة الملك الاخيرة لمدينة فاس مطلع شهر مايو الجاري,تلك التي قام بها محمد السادس على متن سيارته"ميرسيدس"المكشوفة,سوداء اللون,رفقة كاتبه الخاص ومدير أعماله منير الماجدي,والتي همت شوارع ودروب فاس العتيقة ودامت أكثر من ساعتين,وبساحة باب سيد العواد انتبه الى نقطة جمع نفايات بالقرب من مدخل رئيسي للمدينة العتيقة,حيث يمر السياج بكثرة,فأصدر أوامره توا لتغيير موقع تلك النقطة واتخاذ كل الاجراءات والتدابير اللازمة لكي لا يحدث أي ازعاج بالنسبة للسكان والسياح. وخلال نفس الجولة توجه الملك الى حي باب الخوخة وسيدي بوجيدة والبطحاء وتحدث الى شخص معاق كان يهم بقطع الطريق,سلمه ظرفا كان لا يغادر جيبه لعلمه بامكانية مصادفة الملك.

في مثل هذه الجولات المفاجئة ترافق الملك سيارة واحدة للحرس الخاص,الا أن كل رجال الأمن وشرطة المرور يكونون معبئين.وتبقى أكثر خرجات الملك اثارة وأصعبها احاطة,أمنيا تلك الخرجة التي قام بها محمد السادس رفقة زوجته الأميرة لالة سلمى وولي العهد,الى الدار البيضاء,اذ شوهد بطريق مديونة الكثير من الأشخاص الذين التصقت أجسادهم بالسيارة الملكية من كل جانب, في وقت ذروة المرور بذلك الشارع المكتظ باستمرار,ولم يتنفس حراس الملك الخاصين الصعداء الا بعد تخلص العائلة الملكية من تلك الكومة البشرية التي أحاطت وارتمت على السيارة الملكية 

"الله يعطينا سعد الصياد عبد السلام"

اعتاد سكان اقليم تطوان,خاصة شاكنة مدينة المضيق,مشاهدة الملك والالتقاء به خلال شهر غشت من كل سنة تقريبا,حيث يقضي جزءا كبيرا من عطلته الصيفية باقامته على مقربة من منتزه"قبيلة".

51954425وتربط سكان المضيق والملك علاقة خاصة أكثر حميمية,اذ ان هذه المدينة من المدن القلائل التي لا يستعمل فيها الحواجز الحديدية على الشوارع خلال الزيارات الرسمية,هناك يقضي الملك محمد السادس يومه بين العمل بمكتبه بالقصر الملكي يتطوان وممارسة التزحلق على الماء والجولات البحرية,لكنه دأب على تناول وجباته على متن يخته الراسي على مقربة من اقامته,وكثيرا ما شوهد عليه مرتديا قميصا صيفيا أبيض اللون وسروالا قصير أسود,وغالبا ما يلتحق بالشاطىء ممتطيا"جواده البحري"(جيتسكي) محاطا بحراس يرتدون بذلات ورابطات عنق على الرغم من امتطائهم دراجات مائية,كما اعتاد الملك أن يقوم بجولات ما راجلا أو ممتطيا سيارته المكشوفة السوداء وكذا الاختلاط بالناس,وغالبا ما يصل الى مركز حدود باب سبتة ويرجع الى المضيق,وفي المساء غالبا ما اعتاد الناس الاصطفاف بمدخل المدينة بنظام وانتظام,وكأنه استقبال رسمي دون حضور رجال الأمن الا لماما,ورغم ذلك يحرص الملك في مثل هذه الخرجات على احترام قانون السير وخاصة أمكنة مرور الراجلين والأضواء. ومن أطرف النوازل التي حدثت بمدينة المضيق ,نازلة"با عبد السلام"الصياد الذي كان راجعا مساء أحد الأيام من البحر بعد قضاء يوم مضني تمكن من خلاله من الحصول على سمكة كبيرة الحجم,وفي طريق العودة صادف الملك محمد السادس على"حصانه البحري" غير بعيد منه,فحياه ملوحا بيديه وهو يصيح حاملا السمكة الكبيرة"هادي ليك يا سيدنا,باش تغذا بها اليوم",اقترب منه الملك وحياه ثم رد عليه قائلا"سأبعث أحدا لأخذها..."وهذا ما كان حيث توجه نحوه شخصان وأخذا منه السمكة الكبيرة,وطالباه بمعلوماته الشخصية وعنوانه وحالته العائلية والاجتماعية,وبعد أيام قليلة أنعم عليه ببعض حوانيت التجارة بالمدينة ورخصة للنقل,وانتشرت حكاية الصياد بين السكان الذين أصبحوا يرددون في دعواتهم اليومية"الله يعطينا سعد با عبد السلام".

مالك يا اسماعيل...علاش تلقيتي للكاميو ؟

20061007_P_ROIOUJDAفي أواخر عقد التسعينات قرر الشاب الأسمر(ح.اسماعيل)"المقعد" أن يحول وجهة كرسيه المتحرك في اتجاه مدينة سلا بعد أن ضاقت به ظروف العيش بين اخوته الخمسة العاطلين عن العمل وأمه العجوز,في رحلة بحث شاقة عن فرصة الالتقاء بالملك محمد السادس,ولي العهد آنذاك,وبالرغم من أن اعاقته الجسدية التي لا تسعفه على تحمل مشاق السفر وعناء التجولات,الا أنه صمم على مغادرة مسقط رأسه"كاريان بن أمسيك"أكبر تجمع سكاني صفيحي في المغرب(12 ألف براكة),في اتجاه احدى العدوتين لتحين فرصة اللقاء بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير(محمد السادس) الذي راجت الأخبار حينها بتعاطفه الكبير مع المعاقين على الخصوص.شد(ح.اسماعيل) الرحال الى مدينة سلا يحمل بين ضلوعه أحلاما وردية ويعقد آمالا كبيرة على عطف الأمير وعطاياه التي لاكتها الألسن,فتدحرجت ككرة ثلج هرول ورائها أغلب المقعدين والمعاقين بالمملكة في رحلة باتجاه الحي الشعبي"القرية" بمدينة سلا المتواجد بالواجهة الأمامية ل"قصر الرميلات" الذي كان يسكن به محمد السادس وقتها.انضاف اسماعيل الى ثلة من المقعدين بأحد بيوت الحي الشعبي"القرية" ينسج خيوط فرصة تجمعه بالأمير,خاصة بعد سماعه عن كثيرين سنحت لهم الفرصة بذلك,فكبرت دائرة الأمل فيه,واتسعت مساحتها في نفسه لدرجة كاد يطير معها فرحا,لكن الأيام كانت كفيلة بتحويل بقعة الأمل الى كوابيس من الشكوك والاحتمالات السلبية,فمر على انتظار هذه الفرصة ما يزيد على السنة,وهي مدة كانت كافية لتسلل بوادر اليأس الى نفسه,وتمزيق العديد من الحوارات التي كان قد حفظها عن ظهر قلب ليجهر بها ساعة التقاء الأمير,خاصة وأن مصاريف سكنه وعيشه شكلت عبئا كبيرا على عائلته بكاريان ابن أمسيك فأصبح للمصاب وجهين,الأول بالدار البيضاء والثاني بمدينة سلا,فخبت نقط الأمل التي كانت تملأ صدور العائلة بأكملها مع طول الوقت,فانطلق العد العكسي,حيث بدأ اسماعيل يتهيأ لفكرة الرجوع الى العائلة خائبا بدون نتيجة.ذات صباح بينما اسماعيل يدحرج عجلات كرسيه المتحرك,وهو شارد الفكر لفت انتباهه طلعة سيارة الأمير وهي تطوي الأمتار تحت عجلاتها بسرعة متوسطة,ومن هول فرحته ودهشته أيضا,أطلق العنان لعجلات كرسيه المتحرك في اتجاه الشارع الطويل,دون أن يفكر في عولقب هرولته من غير حذر ودون انتباه لشاحنة عملاقة كانت تفصله عن سيارة الأمير ببضعة أمتار,حيث سمع دوي الفرامل القوية للشاحنة وهي تشد عجلاتها بقوة حتى لا تدهس الكرسي المتحرك الذي يحمل على متنه اسماعيل,فذعر الأمير أمام المشهد المثير وتوجه بسيارته نحو الكسيح الذي سقط أرضا من هول الرجة التي أحدثتها الفرامل,فما كان من أمر هذا الأخير الا أن أوشك على القيام من فرط دهشته بتواجده وجها لوجه مع الأمير الذي طالما تمنى قلاءه,ولما لم يستطع النهوض,أخذ يجر جسده الكسيح جرا في اتجاه الباب الأمامي لسيارة الأمير,وما ان أمسك بيد الأمير حتى أشبعها تقبيلا وهو يردد"الله يبارك فعمر سيدي,الله يبارك فعمر سيدي..."ولما أحس الأمير بأن الكسيح قد هدأ من روعه,سأله عما دفعه للمخاطرة بنفسه أمام عجلات الشاحنة,فرد عليه "المقعد" والدموع تنهمر من عينيه(من كثرة الفرحة ديالي أمولاي,نسيت راسي أوماعرفتش آش وقع ليا؟)ربت الأمير على رأسه وطلب منه بطاقته الشخصية لينظر في أمره ولما سلمه البطاقة نظر الى المقعد ولامه مرة أخرى عن المخاطرة بنفسه وقال له(سأعاقبك عن فعلتك هذه),وانصرف بسيارته الى وجهته...ليتقدم سائق الشاحنة مساءلا اسماعيل ليس عما أصابه جراء تدحرج كرسيه اثر الحادث انما عما قاله له ولي العهد الأمير.

هكذا تسلسلت الأحداث في حياة اسماعيل الذي انتظر شهرين آخرين في نفس القرية ليدرك في الأخير أن العقاب الذي تحدث عنه الأمير يتجلى في تركه ينتظره مدة طويلة,وهكذا كان الدرس مفهوما,الا أن جاء بعد انتهاء الشهرين
أربعة من الحرس الخاص للأمير وحملوا اسماعيل من بين أصدقائه العشرة,بعد أن تأكدوا من هويته,وأ{خلوه سيارة فخمة"سوداء" واتجهوا به الى"قصر الرميلات"بسلا,فوجد اسماعيل نفسه في احدى صالات القصر رفقة شخصين آخرين ينتظران بدورهما الأمير,ويتعلق الأمر باللاعبين الدوليين(صلاح الذين بصير وأحمد فرس),وبعد لحظات دخل عليهم الأمير مبتسما,وحال ظهوره وقف اللاعبان بسرعة خاطفة,وهم اسماعيل هو الآخر يحاول الوقوف احتراما للأمير لكن اعاقته لم تسمح بذلك,فأسرع اليه الأمير قائلا(ألا,ألا غير خليك مرتاح) وهو يربت على كتفيه برفق,ثم توجه بالترحيب باللاعبين,وبعد انتهائه مباشرة توجه الى المقعد باسمه(مالك أسماعيل,"يعاتبه" علاش تلقيتي للكاميو؟)طأطأ اسماعيل رأسه من شدة الخجل وردد متمتما(راه غير الفرحة أمولاي هي اللي دفعاتني كدام الكاميو),ابتسم الأمير وقال(آش خاصط اسماعيل؟)فطلب اسماعيل"امتياز رخصة نقل"فقال له الأمير مبتسما(هي ليك وماذا تريد أيضا؟)واصل اسماعيل"أريد رخصة نقل أخرى لأمي العاجز والتي تعيل خمسة من اخوتي العاطلين",فرد الأمير مبتسما وقد جلس الى جانبه(لقد أمرنا لأمك برخصة نقل وماذا تريد أيضا؟)فواصل اسماعيل طلباته(بغيت أمولاي شي موطور ديال المعاقين باش نلوح هاد الكروصة للي محناني),فقال الأير وهو يكتب على ورقة(أمرنا لك بدراجة نارية وماذا تريد أيضا؟)واصل اسماعيل(بغيت تصفيط أمي المسكينة للحج)فابتسم الأمير وقال(لقد أمرنا لأمك بالحج وماذا تريد أيضا؟)فقال اسماعيل وهو يهم باخراج رسائل من جيبه(احنا المعاقين درنا عاهد...باش للي دخل عندك يعطيك لوراق ديال لخرين...هاهوما آسيدي لوراق ديال صحابي...والله يخليك لنا).ابتسم الأمير وأخذ منه الرسائل قائلا(واش خصط ثاني؟)طأطأ اسماعيل قائلا(رضاك أمولاي),فابتسم الأمير وقال له(هاد الشي اللي طلبتي...اعتبرو مجاب من اليوم...وفين ما حتجاتي شي حاجة جي لعندي..وماغاديش يحبسك حتى واحد...).ثم أشار لأحدهم وسلمه الورقة مؤكدا عليه بتنفيد مافيها حالا,فتقدم الحرس الخاص للأمير وحملوا اسماعيل الى المكان الذي أخذوه منه,وأكدوا عليه أن يذهب الى مصالح وزارة الذاخلية لتسليم رخصة النقل ووعداه باحضار الدراجة النارية الى غاية محل اقامته بسلا

يتبع ...ا

Publicité
Commentaires
م
SIYDI SAHIB ALJALAL ALMALIK ARJO MINKA MOSA3ADA YAMAWLAY ANA MARID في نخاع اشوكي MODAT 7 MOI ARJOK SAIDNI LASTATI3 ALMACH ANA MARID JIDAN العنوان اكادير ايت ملول لعزيب دار البيضوي الهاتف 010148384او 026127396 وشكر يا مولي مع سلمة
I
اعتاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يخرج أثناء الليل، يجوب طرق المدينة، لينظر أحوال الناس ويكتشف ما عسى أن يقوم بإصلاحه من المنكر والفساد.. خرج عمر رضي الله عنه يتفقد الرعية في إحدى الليالي، بعد أن أظلمت الدنيا وهجع الناس في رقادهم.. ولم يبق نور يكشف ما تحته.. ولا ضياء يبدّد ظلمة الليل.. سكون وصمت وهدوء...<br /> خرج رضي الله عنه يتفقد أحوال الرعية ..فهو القائل: "والله لو عثرت دابة في العراق لخشيت أن يحاسبني الله عليها ويقول:"لِمَ لَمْ تسوي لها الطريق يا عمر"".. رضي الله عنه وأرضاه.. ظل يمشي رضي الله عنه حتى تعب .. فاستراح إلى حائط منزل .. فإذا هو يسمع صوتا؛ فإذا امرأة تقول لابنتها: يا بنية امذقي اللبن بالماء<br /> قالت: يا أمي، ألم تعلمي أن أمير المؤمنين عمر نهى أن نخلط الماء باللبن؟؟<br /> <br /> قالت لها أمها: يا بنيتي، وأين نحن من عمر، وأين عمر منا؟<br /> فقالت البنت: يا أمي، إن كان عمر لا يرانا، فإن رب عمر يرانا..<br /> <br /> فأعجب بمنطق هذه الفتاة وسأل عنها بعد ذلك وهل هي مشغولة أو غير مشغولة.. فتبين له أنها غير متزوجة فخطبها لابنه عاصم، وقال: أرجو أن تلد من يملأ الأرض عدلاً بعد أن تملأ جورا.<br /> ولهذا, فليس غريبا أن يحذو صاحب الجلالة نصره الله حذو الصحابة، وكيف لا وهو أمير المؤمنين وسبط الرسول الأعظم؛ لكن حبّذا لو تركه المواطنون بأمان خاصة خلال جولاته الخاصة مع أهله؛
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité