Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
5 juillet 2008

قصاير الحسن الثاني

Photo_354_وجه الحسن الثاني الصارم,الذي كان يظهر به على شاشات التلفزة مخاطبا"شعبه العزيز",كان يختفي ليعوضه وجه آخر في حفلاته التي كان ينظم بقصور المملكة.الملك الراحل كان عزيز عليه لقصاير,منذ أن كان وليا للعهد وحتى آخر أيامه كملك.قصاير الحسن الثاني كانت تتم بمناسبة وبدونها,وقتما رشقات ليه,وتنظم وفق طقوس خاصة تضمن له هيبته كملك للبلاد.

خلال فترة دراسة الأمير مولاي الحسن بمدينة بوردو الفرنسية,وصل تقرير سري من المخابرات الفرنسية الى والده السلطان محمد الخامس.التقرير كان يحذر السلطان من"انحراف"ولي عهده عن المسار المخصص له.ياك لاباس؟الأمير,الذي يتابع دراسته في تخصص القانون,كان قد تسجل سرا في معهد للموسيقى بنفس المدينة.محمد الخامس,كما يحكي أحد المهتمين بالحقل الفني,ركب طائرة خاصة وفاجأ ولي العهد في اقامته الخاصة,السلطان تأكدت مخاوفه حينما عثر على آلة فونوغراف ومجموعة هائلة من الاسطوانات يفوق عددها عدد الكتب الموجودة بالاقامة.في موجة غضب عامة كسر محمد الخامس الفونوغراف والأسطوانات ثم نطق بجملة وحيدة قبل أن يغاذر"بغيتي تكون ملك أهلا,بغيتي الفن الله يعاونك".غير أن الأمير كان قد قرر سلفا في قرارة نفسه أن يجمع بينهما.أنهى دراسته في القانون ومعها دبلوم في العزف على آلتي البيانو والأكورديون,ليعود الى المغرب متحملا مسؤولياته كولي للعهد,فترة ولاية عهد الحسن الثاني لم تكن حافلة بالليالي الملاح كما سيأتي,كانت مقتصرة فقط على حفلات أعياد ميلاد وأعراس الأسرة الملكية,التي كان يجد لذة كبيرة في تنظيمها وتنشيطها بنفسه بحضور فنانين مشارقة كبار كمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وصباح,اضافة الى فنانين مغاربة,القصاير الحقيقة بدات مع فترة ملكه.شوية للسياسة وشوية للنشاط.

دارها مول الحوث

Photo_357_في أول سنة من حكمه,1961,استقبل الحسن الثاني في احدى حفلاته الخاصة بقصره الملكي بالرباط الفنان المصري عبد الحليم حافظ.عبد الحليم كان عزيز عليه زكان يفرح بقدومه في كل مرة,المهم أن الحفلة الزوالية دازت بيخير وعلى خير,ليفاجأ الحسن الثاني بطلب ضيفه.العندليب الأسمر اشتكى للحسن الثاني من كونه في كل مرة يزور فيها المغرب يبقى حبيس القصر الملكي لا يغاذره,وطلب من الحسن الثاني أن يزور معالم العاصمة,طلب سهل طبعا.من بين الحاضرين في الحفل الخاص كان المغني المغربي أحمد الغرباوي,وباعتباره رباطيا ويعرف المدينة كلفه الملك باش يساري عبد الحليم. الغرباوي,كما حكى لسعيد هبال,صاحب كتاب"أصدقاء الملك" الذي يوجد حاليا تحت الطبع,أخذ العندليب في سيارته المتهالكة الى حي"الكزا" الشعبي بالرباط.اشتم عبد الحليم من النافذة رائحة سمك مقلي وسأل الغرباوي فأجابه بأنها قادمة من محل"باحسوس" المشهور في أوساط الطلبة والناس الشعبيين,ثم اتجه صوب المحل طالبا منه"شي روتيون مزيانة لحقاش معاه عبد الحليم",باحسوس لم يصدق فأجاب الغرباوي"لاواه معاك أم كلثوم" ليأخذه الغرباوي من يده في اتجاه السيارة متبوعين بكل زبناء المحل الذين فوجئوا بالعندليب الأسمر في الشارع,بقاو غي حالين فامهم...الغرباوي خذا الحوث وذهب بعبد الحليم الى البحر وبداو ياكلو ويشربو حتى لنصاصات الليل عندما طلب منهم الالتحاق مرة أخرى بقصارة الملك المتواصلة,لم تمر تلك الليلة بخير,ففي الساعة الثالثة صباحا أصيب عبد الحليم بنزيف حاد استدعى نقله على عجل في طائرة خاصة الى لندن حيث عولج,صباح الغذ استدعى الحسن الثاني الغرباوي وسأله"فين ديتي الراجل؟".الغرباوي عدد له معالم الرباط كلها والحسن الثاني يعيد السؤال"وانتا فين ديتي الراجل؟"الى أن اعترف أنه أخذه الى محل"باحسوس".الغرباوي يتذكر أنه لأولى مرة في حياته يرى الحسن الثاني يلطم خدوده بحسرة ثم يقول"كنتي غادي دير لينا أزمة دبلوماسية مع مصر".أما الفنان أحمد البيضاوي فقد تجاوز هذه الحماقة بكثير...واليكم الحكاية,الحسن الثاني كان ناشط مزيان في احدى القصاير على نغمات عود فريد الأطرش.ومن المعروف أنه كان يحب أن يتباهى دائما أمام الفناين المسارقة بعبقرية الفنان المغربي.طلب من حجابه أن يحضروا له في الحين والساعة أحمد البيضاوي,فينك أحمد؟ المخازنية بحثوا عنه تلك الليلة في الدار البيضاء كلها الى أن عثروا عليه سكران مزيان في احدى البارات."نوض سيدنا باغيك"البيضاوي قام ليسقط فتلقفه المخازنية على تلك الحالة وأخذوه الى القصر الملكي.دخل الى قاعة القصارة ليتجه مباشرة صوب العود وبدأ في العزف,الناس اللي جابوه كانو مخلوعين,لينبهروا فيما بعد بعزفه الرائع.حينما أنهى عزفه قام فريد الأطرش ليصفق عليه مما جعل الملك يمتلىء زهوا وسرورا.السيد حمر ليه وجهو مزيان...لكن البيضاوي ثقب الورقة مزيان حينما قام من مقعده وألقى بالعود قريبا من أقدام الحسن الثاني,ليتحطم فجأة الى شظايا صغيرة,ارتبك الحجاب الحاضرين فبدؤوا بالصياح"الله يطول فعمر سيدي".أما الملك فبقا غير كيشوف,ماعرفش باش تبلا...صالح الشرقي عازف القانون يحكي أن البيضاوي بقي طيلة الطريق صامتا ولم يقدم أي تفسير لتصرفه الأحمق,في الغذ الموالي وبعد قيلولته اليومية قام الملك باستدعاء البيضاوي ثم سأله."غادي تكول لي علاش ضربتي العود وفرجتي فينا الناس,ياك أنايا كبرت بيك قدامهم وانتايا صغرتيني".فأجاب البيضاوي في خنوع شديد,"الله يطول عمر سيدي,أنا مابغيش شي واحد يعزف من بعدي على داك العود...بغيت يبقى ليا داك الشرف وحدي".تبسم الملك بعد أن أعجبه الجواب لينسى بسرعة كل ازعاج قصارة البارحة.

غير آجي وقصر مع الملك

Photo_356_حماقات الغرباوي والبيضاوي كانت استثناء في قصاير الحسن الثاني,ذلك أن هاد لقصاير كانت مضبوطة ببروتوكول صارم,حتى شي حاجة ما كتزهق...كان من الممنوع الاقتراب من الملك أو البدء بالعزف أو الغناء قبل أن يعطي أمره,مصطفى شاطر,عضو مجموعة"ازنزارن"يحكي ل"نيشان" حدثا طريفا وقع لهم.في احدى لقصاير الخاصة المنظمة بقصر الصخيرات,تم استدعاؤهم ليقدموا عرضهم أمام الحسن الثاني.أعضاء المجموعة بقاو في كولوار القاعة ينتظرون دورهم, وفي الأخير تم الاذن لهم بالدخول ليتجهوا مباشرة الى المنصة ويشرعوا في العزف,بحال يلا راهم فشي سوق ماشي في حضرة ملك البلاد,الفنانون والحجاب والوزراء والجنرالات الحاضرون تخلعو مزيان,مصطفى شاطر, يتذكر أن عدوى الخلعة انتقلت اليهم عندما لاحظوا وجوم الحضرين فتوقفوا عن العزف وهم يقولون في نفوسهم,"أشنو درنا ياكما قفرناها؟"الحسن الثاني قام من كرسيه في وسط القاعة والمرتفع عن كراسي باقي الحضور ليتجه صوب المجموعة متسائلا"مالكم وقفتو...كملو"وليبرهن الملك عن فرحته بهم أمسك بالبندير وشاركهم في الايقاع أمام ذهول الجميع.عضو فرقة"ازنزارن"يقول انهم رغم خرقهم لبرتوكول القصارة فان الحسن الثاني لم يبال ويبدو أنه اعتبر براءتهم وعدم تعودهم على طقوس البلاط الملكي عذرا يشفع لهم.سبب آخر غير البراءة وانعدام التجربة كان وراء اعجاب الحسن الثاني بالمجموعة,ففي احدى قصاراته الخاصة اللي كان ناشط فيها مزيان طلب من الجوق الرسمي لحفلاته باش يدير ليه"ميزان هوارة".الجوق ما عرفش للميزان فغضب الحسن الثاني,تدخل عمر السيد عضو "ناس الغيوان" وقال انه يعرف مجموعة أمازيغية تتقن الميزان المطلوب ليأمر الحسن الثاني باحضارها على الفور,أعضاء"ازنزارن" كانوا متفرقين في نواحي أكادير,وعامل المدينة آنذاك أحمد مطيع جاءه الأمر بجمعهم وارسالهم في طائرة خاصة الى العاصمة,أعضاء المجموعة تخلعوا مزيان كما يعلق مصطفى Photo_358_شاطر,"هاديك أول مرة كنلعبو قدام سيدنا,كانت شداتنا الهيبة والخلعة".استقبلهم المسؤولون عن البروتوكول وأخبروهم بأن الحيز الزمني المخصص لهم هو خمس دقائق فقط,انبهر شاطر من كثرة الفنانين الحاضرين,محمد الحياني يغني عبد الحليم حافظ,ونعيمة سميح تغني"ياك آجرحي" ولطيفة رأفت تخني"خيي خيي" والملك يتربع على عرش المجلس مستمتعا في هدوء,وعندما جاء دور"ازنزارن" قام الملك ليشاركهم بنفسه في العزف على البندير والآلات الأخرى التي يعزفون عليها,فاذا بالخمس دقائق المخصصة تمتد الى ساعة كاملة.وفي الأخير اتجه الملك نحو الفنانين الحاضرين قائلا"هادي هي الايقاعات اللي كنقبو عليها,المغرب راه غني مزيان خاصكم غير تقلبو وتجتهدو".بروتوكول القصارة مع الملك,يفسره الباحث في الآداب السلطانية عز الدين العلام بتأثره بالتقاليد السلطانية الخاصة بآداب مجالسة الملوك,كما وضعها الأدباء القدامى مثل الجاحظ في كتابه"التاج في أخلاق الملوك".هكذا لا يحق لأحد مثلا,دائما حسب العلام,أن يدخل الحضرة الملوكية محملا بنبيذ أو أكل,لأن هذا يعني أن النبيذ أو الأكل الملكي هما دون المستوى,الشريف عازف الساكسوفون الشهير كان مدعوا سنة 1971 الى القصر الملكي بالرباط لاحياء حفلة خاصة صحبة الجوق الوطني.قدم السرباي طبقا من التمر الى الشريف لكن هذا الأخير رفض باشارة من يده مقطبا وجهه.لاحظ الحسن الثاني المشهد فتوجه صوب عازفه المدلل وأمر النادل باحضار طبق التمر,تناول الملك تمرة واقترح على الفنان مجاراته"كالي هاد التمر زوين ياك,وأنا حشمت وبديت كناكل فيه وهو كيمدح فيه حتى كليت نص الطبسيل"يحكي الشريف ل"نيشان".الملك الراحل علق بعد ذلط بقوله"ها اللي كيتنفخ على النعمة".لكن القصة وما فيها أن الشريف المسكين ما تنفخش على النعمة,فقط كانت ضرسه تؤلمه وزادته حلاوة التمر ألما.المهم نعمة القصر يجب أن تحترم.

لباس الفنانين الحاضرين لقصاير الملك كان بدوره يخضع لمقاييس دقيقة,ما خصش شي واحد يجي لابس بحال الملك,عز الدين يروي أنهم في احدى اللقاءات بالملك الراحل طلب منهم الحجاب أن لا يلبسوا بذلا مفتوحة بدون ربطة عنق,لأن الملك وحده من سيظهر بذلك المظهر خلال اللقاء ولا أحد آخر.

سلطان ألف ليلة وليلة

Photo_359_كان للحسن الثاني اطلاع واسع على كتب التراث الاسلامي والعربي,التي تدور مواضيعها حول منادمات السلاطين ومسامرات الملوك,من بين تلك الكتب,يذكر الباحث عز الدين العلام على الخصوص كتابي الجاحظ"التاج في أخلاق الملوك"و"تاج الدين فيما يجب على الملوك والسلاطين" للفقيه والأديب الثعالبي,اضافة الى العديد من كتب التراث الكلاسيكية التي تحبل بعشرات الحكايات حول لهو الملوك والسلاطين ومدحهم وعطائهم.بعض مقاطع هذه المؤلفات كان الملك الراحل يحفظها عن ظهر قلب ويعيدها في مجلسه على مسامع مؤنسيه, ويتحدث بشأنها معهم.خاصة الفقيه بينبين,هذا الفقيه الذي اشتهر بثقافته التراثية الموسوعية واطلاعه الواسع على عيون الأدب العربي.اضافة الى هذا كان الحسن الثاني متأثرا أيضا بالطقوس والأجواء السلطانية التي ميزت الخلافتين الأموية والعباسية,الى حد أنه أعاد انتاجها في نكوذج ملكه.فقد كان يخصص النهار للعمل ومباشرة شؤون الدولة والرعية,ثم يستريح في الزوال مستمتعا بقيلولى قصيرة,ليبدأ بعدها نشاطه الليلي مع جو لقصاير صحبة الفنانين الذين كان يعزمهم.حب الحسن الثاني للفنانين ربما يعود الى روح الفنان الكامنة في أعماقه,والتي حالت ضرورات الملك والسياسة دون تحققها.وهذا ما يفسر حرصه على جمع الفنانين في سهراته الخاصة ومشاركتهم في اللهو والطرب.حتى حد ما لقاها كيف بغاها.

الحسن الثاني ملهم الفنانين

normal_hassan2_7E0ترددت الكثير من الأخبار حول مساهمة الملك الراحل في ابداع العديد من الأغاني الشهيرة في الذاكرة المغربية,ومشاركته في كتابة المسرحيات والتمثيليات الاذاعية أيضا,الباحث سعيد هبال أكد في حديثه ل"نيشان" أن الحسن الثاني هو من كتب كلمات الأغنية الشهيرة"خفة الرجل" المعروفة عند المغاربة ب"آش داني وعلاش مشيت".الأغنية أداها لأول مرة المطرب اسماعيل أحمد بطلب من الملك الذي استقدمه من القوات المسلحة الملكية حيث كان يعمل ضابطا برتبة قبطان وطلب منه أن يتفرغ للفن,نظرا لصوته الجميل ومؤهلاته الفنية العالية التي لاقت اعجاب الملك.بعد اسماعيل أحمد أعادت المطربة لطيفة رأفت غناء"آش داني وعلاش مشيت" ومنحتها شهرة أوسع.الملك كان أيضا صاحي أفكار مجموعة من المسرحيات,خاصة لفائدة الكاتب المسرحي والزجال أحمد الطيب لعلج.الأخير يؤكد ل"نيشان" أن الحسن الثاني هو من قام بتسمية أعماله المسرحية الثلاثة التي عرضها أمامه في السهرات الخاصة,قبل أن تعرض على الخشبة وفي التلفزيون.ويتعلق الأمر بمسرحيات,"الحاج العظمة"و"الفضوليات"و"ولي الله",وكلها مقتبسة من أعمال الكاتب الفرنسي موليير,لكن العلج أعاد قولبتها بشكل مغربي أصيل وبلغة"دارجة فصخى"كما كان يسميها الحسن الثاني.

كل قصارة ورزقها

Photo_360_صرامة البروتوكول خلال لقصاير الملكية كان يعوضها في النهاية عطاء الملك السخي.كل الفنانين الذين التقتهم"نيشان" أجمعوا على أن الحسن الثاني كان كريما معهم في كل سهراته الخاصة التي كان يحييها بقصوره الملكية.وكانت عطاياه تختلف باختلاف المناسبة والمزاج أيضا,شي كيعطيه الفلوس وشي كريمات وشي ديور وشي وحدين حوايجو حتى هي.الفنان المطرب محمود الادريسي هو الوحيد من بين الفنانين المغاربة الذين كان يمنحهم الحسن الثاني بعد انتهاء لقصارة بذلته الخاصة.أهمية هذه الأعطية تكمن في أن بذل الملك التي يتم تصميمها له في أرقى دور الأزياء العالمية كانت تشكل ثروة لا تقدر بثمن.وكان الملك حين يمنحها للادريسي يوصيه بألا يبيعها وأن يحتفظ بها"دير ليها الكافور باش ما تضيعش وخليها عندك.بعد حين ستصبح كنزا لأنها لباس الحسن الثاني الذي حكم المغرب".محمود الادريسي يعتز لحد اليوم باحتفاظه بمجموعة متنوعة من البذلات الفاخرة.مع مرور السنين كف الملك عن منح بذلاته للادريسي بعد أن أصابه الهزال جراء المرض.التقى به في احدى لقصاير ليقول له"دابا ما عندي ما نعطيك,أنا كنضعاف ونتا كتنفخ يوما بعد يوم".خسارة .الملك كان يكره بالمقابل تبذير الفنانين واهمالهم.جاءته نعيمة سميح خلال احدى الحفلات وهي في حالة سيئة,فغضب منها وقال لها"مالكي أللا نعيمة,فين داك الشي اللي كنت كنعطيك؟"فاجابته في أسى"داه الزمان أسيدنا".الى جانب الاهمال والتبذير كان الحسن الثاني يكره السعاية والتمسكين,حميد الزاهيري كان مدعوا الى حفلة خاصة على شرف أحد رجال الأعمال الأمريكيين.المغني الشعبي قال للملك"الله يبارك فعمر سيدي,الأغنية مازالا طامعة فالكرم ديالكم"نظر اليه الحسن الثاني طويلا قبل أن يجيبه"فوقاش غادي تسالي من جميع الشياطا,والله أباباك ما تسالي من تمسكين ديالك حتى نساليه ليك أنا".المطرب كملها وجملها,جاب معاه ميكة وأخذ يملأها بحلوى البوفيه,زعما حق الدراري...المنح الملكية المخصصة للفنانين بعد لقصاير كان يتولى أمر توزيعها عليهم أحمد البيضاوي,الأخير كان موضوع شكوى دائمة من طرف معظم الفنانين بسبب سوء قسمته.شي كيتهلا فيه وشي لا.شي فجيبو وشي للناس.عمر السيد يحكي كيف أن الحسن الثاني سأله يوما"واش بعدا كيتهلاو فيكم هاد الناس؟" رد عليه شيغ الغيوان بأن عطاءه مغرقهم وأنهم بخير.الملك عاد ليلح عليه في السؤال"كولي شحال كيعطيوكم؟"أمام اصراره اضطر السيد لأن يصرح له بالمبلغ"كيعطيونا 8000 درهم نعام أسيدي".عبر الملك عن اندهاشه أول الأمر,"واش 8000 درهم للفرقة ولا لكل واحد؟"فأجابه عمر السيد"للفرقة كلها آسيدنا".اندهاش سيدنا تحول الى غضب جارف كدر صفاء لقصارة ليصرخ بأعلى صوته"أنا ضايرين بيا غير الشفارة".في الغد الموالي نزلت العقوبة بسرعة,استدعى أحمد البيضاوي وأمره بعدم حضور جلساته وطرده من وظيفته كعضو بلجنة الاستماع الخاصة بالاذاعة الوطنية.ديرها زوينة,توصل توصل

قصاير حسب المزاج الملكي

nkjghkjg16ليلة شعبانة كانت بالنسبة الى فناني عهد الحسن الثاني بحال العيد الكبير,فقد كانت تبلغ فيها عطاءات الملك حدها القياسي.سعيد هبال صاحب كتاب"أصدقاء الملك" الذي سيصدر نهاية الشهر الجاري يقول ان الملوك العلويين اعتادوا على انظيم شعبانة كل سنة,يومين قبل مقدم شهر رمضان.في تلك الليلة كان الملوك يخرجون الزكاة عن أموالهم,أو ما يطلق عليه في دار المخزن ب"العشار".الحسن الثاني كتكون راشقة ليه مزيان فيبدأ في توزيع الأموال يمينا ويسارا,كلها وزهرو وآىش جاب ليه رزقو...اضافة الى ليلة شعبانة,فقصاير الملك الراحل كانت تنقسم الى قسمين,الأول قسم عام يشمل كل الفنانين في مناسبات وطنية كعيد العرش أو الاستقلال أو غيره وأيضا المنظكون في القصر الملكي يسهرون على وضع لائحة بأسماء الفنانين الحاضرين ويتكلف الحسن الثاني في النهاية بالمصادقة عليها.وكان الملك يتفن في وضع برنامج سهرة حقيقي,ويمنح نفسه دور المخرج,سعيد هبال يروي أيضا ل"نيشان" أنه خلال عرس لاحدى الأميرات سأل الحسن الثاني عن تفاصيل البرنامج والفنانين الحاضرين واحدا واحدا وهو يستحسن الى أن انتهت لائحة الأسماء.غير أن الملك أصر على أن الحفل ينقصه المزكلدي"بغيتو يغني لي فعرس بنتي أغنية'العروسة مرهونة'".اتصل حجاب القصر الملكي بعامل فاس ليأتوا بالمزكلدي الى القصر الملكي.المغني كان مريضا فسأله الملك"هادي شحال ما شفناك؟".المزكلدي رد على الملك"نعم آسيدي اللي كلا حقو كيغمض عينيه".وحينما سأله الملك عن أحواله قال له انه مريض ولا أحد يسأل عن أحواله.بعد نهاية الحفل سأله الملك أن يطلب ما يشاء.لكن المزكلدي بنبله المعتاد لم يطلب شيئا لنفسه"أنا آسيدي مرتاح,المعطي بلقاسم اللي كيموت ومهدد بالطرد من منزله".المزكلدي كبر في غين الحسن الثاني وبقي عزيز عليه الى آخر أيامه.الى جانب الحفلات العامة,كانت للحسن الثاني حفلاته الخاصة التي يقمها على شرف الضيوف الكبار الذين يزورون المملكة.من بين اولئك الضيوف,شيمون بيريز.هذا الاخير وقعت له قصة طريفة يحكيها الحاج يونس عازف العود الشهير.بيريز توجه من باريس الى المغرب عبر"الخطوط الملكية المغربية".في الطائرة استمع الى عزف رائع على آلة العود,وسأل المضيفة عن هوية العازف فعجزت عن الاجابة لا هي ولا طاقم الطائرة.وحينما استقبل الملك بيريز في اقامته بافران أعد المجلس للقصارة وطلب من آش بغا يسمع.الأخير رد عليه بأنه لا يزال تحت تخدير عزف جميل استمع له في الطائرة.الملك حمل سماعة التيلفون واتصل بمدير الخطوط الجوية ليخبره بأنهم متعاقدين مع فنان شاب اسمه الحاج يونس,وهو صاحب المعزوفات المبرمجة في رحلاتهم الجوية,فطلب الملك من مساعديه أن يحضروه له فورا.حضر الحاج يونس خلال نفس الليلة وعزف للحسن الثاني وحقق لضيفه أمنيته.

العود فالفلوس

0000037226_013ليلة الاستماع الى عزف الحاج يونس تمخضت كلاكثير من قصاير الحسن الثاني عن نتائج طريفة,تلك الليلة وبعد أن انتهى العازف من أدائه قال له الحسن الثاني كعادته حينما يكون سعيدا وبلكنة مراكشية خالصة"آش بيتي؟"الحاج يونس كان نبيها وسار على منوال المزكلدي.فطلب من الملك تكريم آلة العود عبر تنظيم مهرجان خاص بها,فاستجاب الملك لطلبه في الحال وأوصى بتنظيم مهرجان للآلات الوترية بتطوان.الحكاية لم تنته عند هذا الحد.الحاج يونس بعد ثلاثة أشهر من تلك الليلة كان جالسا في مقهى"لاشوب" بالدار البيضاء.رن جرس تليفونه وحينما أجاب أخبر المتحدث أنه"الحسن بن محمد".الحاج يونس ما تيقش.لكنه حين تأكد أن من يخاطبه هو فعلا الملك شخصيا الذي أخبره أنه لم ينس طلبه بخصوص تكريم آلة العود.وأمره بالتوجه الى الخزينة العامة للمملكة,هناك سيجد والي بنك المغرب بانتظاره.الحاج يونس توجه في ساعته الى المكان المذكور ليجد الوالي وقد أعد ورقة نقدية بمبلغ عشرة دراهم وعليها رسم العود.أذهلت المفاجأة الحاج يونس,لكنه حينما تأمل فيها وجد العود المرسوم عليها باثني عشرة لولبا.أعاد الحسن الثاني الاتصال به ليسأله عن تأثير صنيعه في نفسه.فشكره الحاج يونس كثيرا ثم أبدى في النهاية ملاحظته عن لوالب العود"سيدنا راه فيه 12بحال يلا مشرقي,والعود المغربي فيه غير 11 لولب".الملك غضب كثيرا وشتم الوالي في التليفون بقوله"منين ما كتعرفش فالفن آشداك ليه".وأمره بالغاء جميع الأوراق النقدية المطبوعة واعادة تصميمها من جديد بعود مغربي أصيل.هادي بعدا نتيجة طريفة ومزيانة...أما محمد الحياني فكاد يهلك في احدى لقصاير,في اقامته الملكية بالدار البيضاء,نظم الحسن الثاني سهرة خاصة.أحمد العلوي,مؤنس الملك السابق وأبو أحمد العلوي الملحن الحالي,يقول ل"نيشان" ان الفنان الراحل محمد الحياني كان حاضرا في تلك الليلة.انتهت السهرة الموسيقية فاستمرت القصارة بجولة على الشاطىء,"كانوا غاديين جماعات الى أن فوجىء محمد الحياني بيد الملك فوق كتافو.الملك اللح يرحمو سولو واش كلشي مزيان؟".الحياني رد ممازحا"كلشي مزيان الله يبارك فعمر سيدي,ناقصانا غير شي عومة".فأجابه الحسن الثاني قائلا"حتى دابا ديرها".بعد ذلك فوجىء عنذليب المغرب بحارسين خاصين يحيطان به,جابو ليه المايو وكالو ليه "كالك سيدنا عوم".وكانت الأوامر الموجهة اليه هي أن لا يتوقف الحياني عن السباحة حتى يأمر الملك.لم يتذكر الحسن الثاني المطرب العائم الا بعد مدة.حينذاك أعطى أوامره بأن يتوقف.وحين عاد الحياني الى الشاطىء بادره الملك قائلا"ما عمرك ما تكول بلي ناقصة شي حاجة وأنا حاضر.أنا كلشي وكلشي هو أنا".ماكاينش المزاح مع الملك فهاد الشي....الملك القصايري,تخلى عن كل نشاطه في أواخر أيامه بفعل تقدمه في السن وأمراض الشيخوخة.مشات يامات العود والحاج يونس والحياني والعومان.لكن في احدى الليالي فوجىء عازف القانون صالح الشرقي بناس القصر يطلبونه للقاء الملك في ساعة متأخرة من الليل. ياكما الحنين للقصاير رجع...الأمل في نفس صالح الشرقي تحول الى حزن عميق حينما رأى الحسن الثاني في فراشه.يحكي أنه وجده غارقا في جلابته بسبب هزالهالشديد.الملك أخرج من تحت وسادته قصيدة للامام الشاطبي بعنوان"يا رسول الله خذ بيدي"وطلب منه في رجاء أن يلحنها له.وكانت تلك آخر لحظات الحسن الثاني مع عمر مديد من القصاير التي مازالت تحكى كالأساطير.

مشات يامات لقصارة

985194774بعد وفاة الحسن الثاني,أصبح الفنانون المغاربة يشتكون من الاهمال الذي لحقهم.الكثير منهم كان يعيش من المنح والهبات التي كان يمنحها لهم الملك بعد سهراته الخاصة,التي كانوا يحيونها له في البلاتو الملكي.مع مجيء الملك محمد السادس الى الحكم انقطعت تلك القصاير لينقطع معها مورد رزق الفنانين.ملك العهد الجديد ينتمي الى جيل مغاير لأصحاب الأغنية الوطنية وايقاعات العود والقانون وميزان هوارة.محمد السادس عزيز عليه الموسيى ديال دابا وخاصة الروك والراي والار آندبي.ثقافة الملك الجديد تختلف أيضا عن ثقافة أبيه الغارق في عيون التراث العربي,المليئة بشتى أنواع التقاليد السلطانية.عناية محمد السادس بالفنانين المغاربة اتخذت منحى آخر.عين منهم ثريا جبران قريطيف وزيرة للثقافة ويرغب في تحويل نمط عيشهم من نظام معتمد على الهبات والصدقات الى مهن حقيقة مدرة لدخل قار.ثم ان الملك كما يحكى أحد المراقبين للمجال الفني معندوش وقت للقصاير,فجل أوقات فراغه يخصصها لعائلته.يسافر صحبة أسرته خلال عطلاته ويقضي معها أكبر وقت ممكن.الصراحة هاكا أحسن.

اعداد عز الدين الهادف عن اسبوعية نيشان

Publicité
Commentaires
H
[ana ahtaj]هدا واش مقال و لا شنو <br /> نبداو من الاخير يا رسول الله خذ بيدي لحنت في الستينيات من القرن الماضي <br /> العود الذي كسر هو عود العربي الكوكبي و كان حاضرا محمد عبد الوهاب <br /> الكساوي ديال الحسن الثاني خداهم زكي قنديل و محمد الحياني و عبد الواحد التطواني و بوبكر لعلج<br /> القصة ديال المزكلدي و المعطي بنقاسم وقعات بين الحسن الثاني و محمد فويتح الذي قال ان محمد المزكلدي اكثر حاجة باعتبار ان الخير كان يعيش في طنجة ....<br /> هذن التلفيق و الافتراء دون التأكد هي طريقة فقط لجمع اكبر عدد من القراء و ليس لهذا علاقة مع الصحافة النزيهة واخا عارف ما غاديش تنشرو هادشي لكن غي باش نقوليكم المواطن ماشي جاهل و ما عندو ذاكرة باش تجيو تفصلو لينا ذاكرة من الصنع ديالكم
ا
صافي غير مات وليتو تجبدو فالسلبيات <br /> انا عمر منسا سيدنا فوقما كتجبد سيرتو او كنشوف صورتو عيني كيفيضو <br /> هداك راه ملكنا الاب الروحي ديانا<br /> كان فخر للمغرب وشحال خدم لبلاد وهاديك مسؤولية ماشي ساهلة وخصوصا حنا لمغاربا واااعرين ميقد علينا الا الي خلقنا حنا اصعب فصيلة ديال البشر الله يرحمو ويلحقنا بيه مؤمنين توحشتو بزاف وتوحشت الخطب ديالو وبلاغتو فالحديث كان عبقري الله يرحمو
M
nous sommes fiere de nos ROIS que les jalous aillent aux diables
C
il est parti chez dieu q ue dieu ai son ame çest un etre humain on le pardonne que dieu lai dans sa miséricorde
A
vive les Rois du Maroc
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité