Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
28 juillet 2008

تقديس شخصية الملك

واخا محمد السادس ملك شاب وعصري,باقي هوهو فين ما ضرتي تشوف تصويرتو,فين ما تحرك الموكب الملكي الآلاف ديال عباد الله كيتجندو باش يهزو الرايات واللافتات,وقت ما شعلتي الخبار ما تشوفو غير هو,واش كيدشن,وشكون اللي باس ليه يديه...ماشي شوية بزاف هاد الشي؟حب الملك يفترض أن يكون تلقائيا  وليس مفروضا

يحكي طبيب نفساني يعمل بعيادة تابعة لصندوق الضمان الاجتماعي بالدار البيضاءوغالبية مرضاها من الأوساط الشعبية,عن حالة امرأة تبلغ الثلاثين من عمرها تعاني من مرض نفسي,الحب الهوسي وهو حب لا يمكن اشباعه.في هذه الحالة,يقول الطبيب نفسر للمريضة بأن الشخص الذي تحبه ليس بتلك الدرجة من المثالية التي تتصورها.فهو شخص كباقي الناس له مزايا وعيوب والحل هو النسيان.غير أن الشخص المقصود في هذه الحالة ليس سوى محمد السادس ملك البلاد.يقول الطبيب"قد يكون الحل هو الاحتفاظ بهذه المريضة,لكن هذا غير ممكن نظرا لطبيعة مرضها.لذلك وبكل بساطة,أنا عاجز عن علاجها.لماذا ؟لأن هذه المسكينة بمجرد خروجها من العيادة سترى محمد السادس أينما ولت وجهها,في الشوارع والادارات والمتاجر والدكاكين.واذا أرادت أن تتسوق يجب أن تؤدي باوراق نقدية تزينها صوره.كما أنها ستشاهده يوميا على صفحات الجرائد وشاشة التلفزيون وتسمع عنه أيضا في الراديو"...

ان الهوس الذي تعاني منه هذه المرأة ليس طبيعيا بالتـأكيد.لكن هل يمكن اعتبار الهوس الجماعي برئيس الدولة مسألة طبيعية؟لقد تعود المغاربة على هذا الهوس منذ زمن محمد الخامس,وبالأحرى خلال حكم الحسن الثاني.لذلك فهم يعتبرونه عاديا وطبيعيا.وحتى المغاربة اللي واعيين شوية يقولون انه"ليس شيئا خطيرا في حد ذاته".لكن هل هذا صحيح بالفعل؟هذه الظاهرة لها مصطلح يعبر عنها بدقة"تقديس الشخصية".وتعرفها الفيلسوفة شانطال ديلسول كالتالي"تقديس أو عبادة الشخصية شكل مبالغ فيه من أشكال تشويه السلطة.فالشخص المقدس يتضخم حجمه ويتجاوز بكثير حجمه الحقيقي ويتم التعامل معه على هذا الأساس".لكن كيف يتحقق ذلك؟بالاستعمال المكثف لوسائل الدعاية,خصوصا وسائل الاعلام والمناسبات الجماعية سواء كانت تلقائية أم لا.وفي المغرب تتعقد الامور أكثر بسبب مفهوم"قداسة" الملك الذي يدعمه الدستور والنسب الشريف المرتبط بآل البيت.هل"سيدنا" انسان أم كائن شبه الهي؟هل هو قائد معصوم من الخطأ بطبيعته,يدين له الشعب بكل شيء ؟

حزب "الاستقلال"...أصل الأسطورة

normal_kingحزب"الاستقلال" كان هو السباق الى اسباغ هذا الطقس اللاعقلاني حول رئيس الدولة,وهو طقس سيكتسي لاحقا أبعادا خطيرة.كل المغاربة سمعوا برؤية وجه محمد الخامس في القمر عندما كان منفيا من طرف الاستعمار الفرنسي بين 1953و1955.لكن ما نعرفه بدرجة أقل هو أن مئات الوطنيين الذين كانوا يجوبون المدن لتوزيع المناشير ضد فرنسا كانوا يوزعون أيضا مناشر صغيرة بمثابة"طريقة استعمال" رؤية محمد بن يوسف في القمر.فكان الناس يأخذون المنشور في اليد ويركزون على مجموعة من النقط المرسومة والممنهجة بطريقة علمية في المنشور,فتسجل العين هيأة النقط وتنتقل مباشرة الى النظر نحنو القمر...فيظهر وجه السلطان في كل الأحوال,تقنية بصرية كلاسيكية,لكنها استطاعت أن تبهر أغلبية مستعملي المناشر الأميين...ففي ظرف سنتين,عرفت أسطورة"القديس بن يوسف",حسب عبارة الباحث الأنثربولوجي الأمريكي كليفورد كيرتز,شهرة لا يصدقها العقل,حيث استغنى آلاف الناس عن المناشير لرؤيته في القمر,لأنهم أصبحوا يرونه في الحلم...لماذا ساهم حزب"الاستقلال" في هذه الأسطورة؟لأسباب سياسية بسيطة فالوطنيون كانوا يعولون على حماس الشعب لكي يفتح الفرنسيون المفاوضات من أجل الاستقلال.ايوا وبن يوسف؟كان يجب,طبعا,أن يعود من منفاه.غير أن الوطنيين كانوا يرون بأن استعمال هذا الرمز ضروري الى أن ينال المغرب استقلاله,وفي ما بعد"سنرى"...لكننا"رأينا" ماذا حدث يوم 20 غشت 1955.لقد صاحبت عودة السلطان تظاهرات مغلقة بهيستيريا جماعية لم يسبق للمغرب أن عرفها منذ بداية تاريخه.هنا بالذات بدأ تقديس الشخصية الملكية,ولميتوقف أبدا.

بعد"المحرر",جاء"المنقذ والموحد"

costard_violet1لأن محمد الخامس مات مبكرا,أقل من أربع سنوات بعد الاستقلال,فان تقديس الشخصية لم يتعلق كثيرا تحت حكمه.وسيعود الفضل للمرحوم الحسن الثاني الذي سيرفعها الى مرتبة الفن الرفيع,فمحمد الخامس كان"محرر" المغرب أما الحسن الثاني فسيصير"المنقذ والموحد".يقول أحد علماء الاجتماع"تقديس الشخصية كالحب,يتراوح بين الحشمة والبورنوغرافيا".ذات مرة قال الحسن الثني لايريك لوران,كاتب سيرته"اذاكلما عقد حزب مؤتمره,تقدمت الى القاعة قائلا(أقترح نفسي كاتبا عاما أو رئيسا),ستصوت علي القاعة بالاجماع".لقد كان بالتأكيد محقا في هذا.لكن ليس فقط كما قال لأن شعبه يحبه.

يقول أحد التقارير الدولية حول الوضعية السياسية في افريقيا بعد الاستقلال"ان تقديس شخصية رئيس الدولة التي تستند على قوات مسلحة متضخمة,وعلى شرطة سياسية حاضرة في كل مكات.ويفضح هذا العنف تكرار الانقلابات الوهمية والحقيقية,المحاكم الاستثنائية والسجون الشهيرة,أي كل الأشياء التي تفضحها المنظمات الحقوقية".هل من الضروري أن نذكر بتازمامارت,وبدرب مولاي الشريف,وبالمحاكمات السياسية المتعددة بتهمة"التآمر" على النظام التي ميزت حكم"الموحد" الراحل؟ و لا يفسر الخوف من القمع وحده كل شيء,وهو ما يفرق بين الحسن الثاني والعديد من الديكتاتوريين الافارقة الذين عاصروه.اذ استبعدنا قبضته الحديدية,فقد كان الحسن الثاني أيضا,كما ذكر بذلك المؤرخ المغربي عبد الله العروي في كتابه"المغرب والحسن الثاني"(2005),"يتمتع بحس رفيع في الاخراج الى درجة أن أحد علماء الاجتماع الأمريكيين سماه يوماب"ذو برفورمر"(مول الفرجة).فقد وصل بروتوكول واخراج عظمته الشخصية في عهده قمة الفن.كانت تبث الأغاني التي تتغنى به طيلة النهار في الأذاعة والتلفزيون,وكانت تقرأ فيه قصائد المديح في المناسبات الرسمية وكانت صوره معلقة في الأمكنة العمومية في الأعياد الرسمية وحتى في عيد ميلاده.

كانت القاعدة البروتوكولية الاولى في عهده هي تقبيل اليد من طرف كل مغربي التقاه.في عهد الحسن الثاني,كانت النخبة السياسية تتابع باهتمام كبير الربورتاجات التلفزيونية التي يقبل فيها كبار مسؤولي الدولة يد الملك,لان هذا الطقس كان مقياسا حقيقيا لمعرفة درجة رضا وسخط صاحب الجلالة على كبار المسؤولين.فاذا نزع سيدنا يده بسرعة من فم أحد الأعيان كان هذا دليلا على قرب سقوطه.أما اذا وضع يده الكريمة على كتف أحدهم,فكان يقال عنه أنه سيذهب بعيدا.هكذا كانت تسير التأويلات السياسية في زمن هيمنة دار البريهي...

في جنازة الحسن الثاني بكى الشعب أباه

Hassan_II_104بعض الشخصيات التي تكون موضوع تقديس في حياتها,غالبا ما تتوب عند اقتراب اللقاء بالرفيق الأعلى.فالحسن الثاني عندما أنهكه المرض,أعطى أوامره شهورا قبل موته لدفنه الى جانب أبيه وأخيه مولاي عبد الله الذي رحل سنة 1983.وقد كان من المتظر أن يشيع جثمانه في المسجد الذي يحمل اسمه بالدار البيضاء,والذي يعتبر أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام في مكة.وقد أراد أن يترك هذه المعلمة الى التاريخ كشهادة على عظمته الأبدية(وبالمناسبة فقد أرغمت الدولة الناس آنذاك,وبشدة على المساهمة ماديا في بنائه).غير أن ضريح محمد الخامس المتواضع(نسبيا) هو الذي استقبل في 25 يوليوز 1999 قبر الحسن ذا الحجم الصغير.لكن لم تمنع هذه التوبة المتأخرة البلاد من تنظيم مراسيم دفن ضخمة وممسرحة الى حد أقصى.اذا كانت جنازة الحسن الثاني مذهلة,فان ذلك يرجع الى حرقه الجماهير الشعبية عليه.لقد بلغ عدد المغاربة الذين حضروا الى الرباط يوم جنازة الحسن الثاني مليون شخص,رغم أن القوات المسلحة الملكية اعترضت آلاف المواطنين في نواحي العاصمة التي لم تعد تحتمل المزيد.وقد تابع العالم مشاهد الحزن الكبير والألم والهيستيريا الجماعية التي ميزت ذلك اليوم,مما بهر الصحافيين الغربيين الذين جاؤوا لتغطية وداع المغاربة لملكهم.مصطفى العلوي,مقدم أخبار التلفزة المغربية منذ 25 سنة,الشهير بتعليقاته على الزيارات الملكية للأقاليم,انهار باكيا وهو يعلن على الهواء رحيل صاحب الجلالة.وبالطبع,لم تتردد وسائل الاعلام الرسمية ولو ثانية واحدة لتفسير هاته الهيستيريا الجماعية بالحب المجنون الذي يكنه الشعب لملكه.للباحثة السياسية منية بناني الشرايبي تفسير آخر,ما حدث هو ثمرة 38 سنة من الأبوية السياسية."كان الشعب المغربي يعتبر الحسن الثاني أبا له,كما أن الملك نفسه كان ينادي المغاربة ب"أبنائي".يمكن أن يكون لك أب قاس ومرعب,لكن عندما يموت تبكيه,لأنه أبوك".

محمد السادس,الملك المتواضع...في البداية

sm_droits_2هل ينتقل تقديس الشخصية بالوراثة؟في البدابة,لم يرغب الملك الشاب محمد السادس في هذا الارث الثقيل,فسرعان ما شجع صورة"ملك الفقراء" التي التقطتها وسائل الاعلام الوطنية والدولية ونشرتها بشكل واسع.صفق المغاربة طبعا للملك الشاب المتواضع"اللي كيوقف فالضو الاحمر"و"باغي ينقص البروتوكول" والذي يريد قبل كل شيء اعطاء"صورة انسانية"لحكمه.لكن سرعان ما رجعت الامور الى نصابها... أما في ما يتعلق بتقبيل اليد,قاعدة البروتوكول الأساسية,فقد عرفت أكثر من خرق,وذهب بعض الجزائرين الى حد المصافحة اليدوية وجها لوجه,الشيء الذي صدم ملايين المشاهدين,في عهد الحسن الثاني كانت هذه المسألة لا تخطر حتى على البال,لكن الاستثناء لم يصبح القاعدة.لقد أظهر محمد السادس أن الطريقة التي حيي بها"ليست مهمة" بالنسبة اليه.وهذا ما يعني ضمنيا أن من يقبلون يده يمكنهم أن يسنمروا في تقبيلها,لأنه لا يرى مانعا أيضا في ذلك.هكذا تغيرت طبيعة التأويلات حول التغطية التلفزيونية للاستقبالات الملكية.لم تعد حركات الملك واشاراته موضوع الاهتمام.بل خلفتها جرأة الاعيان الذين يحضرون لتحيته.نادرا ما يصافح المسؤولون الؤسميون الملك يدا ليد,بل هناك العديد ممن يريدون التوفيق بين استرجاع كرامتهم المفقودة والخوف من الجرأة الزائدة التي قد تكلفهم غاليا.وبالتالي فالأغلبية مازالت في صفوف المقبلين...لكن ليس فقط اليد الملكية ف"المتحررون" يقبلون الكتف,وهي عادة كانت تميز سيدي محمد عندما كان أميرا.أما الآخرون,فيختارون الساعدة,المرفق أو الذراع...والفكرة بكل بساطة هي كلما"صعدت" القبلة,كلما كان صاحبها جريئا.وهكذا لن يتهم بالتمرد على"التقاليد المرعية".هل كبار الأعيان ونخب الامة واعون بهذه الوضعية الهزلية؟تقبيل اليد لم يكن أبدا حركة دون عواقب,لأنه فعل سياسي يظهر الخنوع المطلق ويتناقض مع هذه"الديمقراطية" التي يتحدث عنها الجميع داخل القصر وخارجه,والتي يراد ترسيخها في المغرب.

من الأنشطة الملكية الى"البرقيات"

71544067اذا اختفت بعض الاحتفالات الغريبة(مثل تلك التي كان يصطف فيها العمال جنب السكة الحديدية للتصفيق على مرور القطار الملكي- وليس وقوفه)منذ رحيل الحسن الثاني,فان أخرى مازالت مستمرة.وهكذا مازالت هناك احتفالات"الانصات",التي يجتمع فيها أعيان الأقاليم لمتابعة الخطاب الملكي والتصفيق عليه...أمام التلفزيون,يبقى التلفزيون الوسيلة الأولى لتقديس شخصية الملك.والقناة الأولى تتفوق دائما على زميلتها البيضاوية في هذا الميدان.المظهر الوحيد من مظاهر التقديس الذي رفضه محمد السادس في بداية عهده,هو الأغاني الوطنية التي تتغنى بعظمته. أما المظاهر الأخرى فبقيت كما هي.تستمر نشرات الأخبار في قراءة كل"البرقيات"الرسمية التي يتوصل بها الملك او يبعثها.فكل يوم يتمنى رئيس الدولة عيد ميلاد سعيد لأحد زملائه,يعزي ويهنىء آخرين بمناسبة أعيادهم الوطنية...هذا النوع من الانشطة البروتوكولية يشترك فيه كل قادة العالم,لكن نادرا ما نجد مسؤولين عن البروتوكول كعبد الحق المريني الذين يبعثون يوميا الى التلفزيون كل برقية مهما قلت قيمتها مع أمر مكتوب يقول"تذاع وتبث".وبالطبع,ليس من مصلحة أحد تجاهل مثل هذا الامر...

20070328_P_ROIأما"قمة" تقديس الشخصية في التلفزيون,ونعني بها تغطية الانشطة الملكية,فلم يتغير فيها أي شيء منذ اعتلاء محمد السادس عرش المملكة.مازالت نشرات الأخبار التي تبثها القناة الأولى مرنة جدا في تغطية تنقلات الملك وأنشطته اليومية.والقاعدة بسيطة,فعكس باقي الأخبار ,لا تخضع الأنشطة الملكية لمراقبة مديرية الأخبار.فهذه الأخيرة تسجل,ويعلق عليها وتوضب ثم تبعث الى التحرير كمادة واحدة كل مساء ويسهر عليها ثلاثي ذهبي يتكون من محمد المودن(المدير السابق للأخبار خلال مرحلة ادريس البصري).مصطفى العلوي(المذيع الذي انفجر باكيا أمام ملايين المغاربة عندما مات الملك الراحل) ومحمد الداودي(الرجل الذي كان يعوض دائما مصطفى العلوي في نشرات الاخبار),اضافة الى محمد الركاب صاحب الكاميرا.ولنذكر أن هؤلاء الأربعة يمارسون هذه المهمة منذ 20أو30 سنة.وهكذا نفهم لماذا تصل مدة بعض الربورطاجات الملكية الى 20 دقيقة تصاحبها تعليقات ستالينية من نوع(وها هو صاحب الجلالة يحيي شعبه الوفي بيديه الكريمتين تحت هتافات الجماهير...)

تعامل التلفزيون مع الانشطة الملكية ليس مسألة نظام,بل أيضا مسألة شخصيات.وهكذا تخلصت القناة الثانية(تقريبا) من الاطالة التي تثقل نشرات القناة الأولى.واذا كان من الواجب دائما تغطية كل الانشطة الملكية,فتترك الحرية لمديرية الأخبار في اختيار الطريقة التي تقدم بها.سنة 2000,شكلت القناة الثانية"فريقها الملكي" بعد أن كانت تعيش على صورة القناة الأولى.بدأنا اذن نتابع"مواضيع" من دقيقة ونصف أو دقيقتين تتناول نشاطا ملكيا محددا في اليوم.معلوم,ريحة النقد ما كضورش,ولكن على الأقل كيعطيونا بعض الأرقام والمعلومات الموضوعية,عوض اظهار العشرات من بواسين اليدين...مازالت الأنشطة الملكية تفتتح دائما الأخبار.لكن اذا كان هناك خبر وطني أو دولي بارز,يقدم النشاط الملكي في العنوان,ليترك مكانه للحدث الهام,ثم يعود الى مقدم الأخبار لاحقا.وهذا دليل على أن التغيير ممكن...بالعبار والميزان

"شكون اللي يعرف آش يقدر يوقع؟"

50997566أين الشعب في كل هذا؟حقا,الناس المنتشرون على الارصفة للهتاف بحياة الملك أتت بهم السلطة في حافلات عمومية وحقا,الرايات وصور الملك واللافتات وزعتها عليهم السلطات المحلية.غير ان هذا لا يمنع من أن المواطنين يهتفون بنصر الملك بحماس دون أن يرغمهم أحد على ذلك.واذا حدث أن قدم لهم ميكروفون لأخذ انطباعهم,فانهم سيدعون مع"سيدنا نصره الله" بكل الدعوات الصالحة.هل يفعلون ذلك عن حب تلقائي للملك لا غير؟ لا,قد يفعلون ذلك عن"استراتيجية استباقية",يقول عالم الاجتماع محمد الطوزي.أي يفعلون ذلك عن حذر-لا شعوري تقريبا-لكي لا يخاطروا بأنفسهم في حالة اذا لم يظهروا ما يكفي من الحماس.آش غادي يوقع ليهم كاع؟"ايوا الله أعلم,ما تعرف آش يقدر يوقع,اللي خاف نجا"...هذا هو الانطباع الجماعي في المغرب.ايوا سير هضر انتا على حقوق الانسان والديمقراطية,هناك تفسير آخر اذا كان كل مغربي مغربي(باستثناء بعض الحالات النادرة) يحافظ اراديا على تقديس الشخصية الملكية,فذلك لأنه ينتظر شيئا من الملك,بشكل فردي وشخصي.ولو كان هذا لا يعقل ولا يطاق.كلما قام الملك,خلال زياراته الميدانية بخرق الحزام الأمني حوله للاقتراب من الجماهير,فانه يمطر بالرسائل.شكايات فردية من كل نوع ومن كل قبيل.هكذا يفسر الامر مقرب من المحيط الملكي"ان انتظارات الشعب هي التي تشكل ما تسمونه تقديس الشخصية.فالملك يتمتع بسياسة قرب قوية.والتعبير عنها يتم بهذه الطريقة".يمكن أن نقول أيضا بأن هذا ما يحدث عندما تعمل مؤسسة جاهدة(ونعني هنا المؤسسة الملكية) على تهميش كل المؤسسات الاخرى,خصوصا العدل.بالنسبة امحمد السادس,هذه الوضعية طبعا موروثة,لكن هل هذا مبرر كافي للحفاظ عليها؟تفسير آخر لخضوع الشعب دون نقاش اتقديس الشخصية بل لتغذيتها العبودية عندنا خصوصية ثقافية,بل ودينية.فحسب الباحث محمد الطوزي"موازاةمع السلطة المطلقة لله,نجد التقديس المطلق للحاكم(...)التقديس الارادي اذن اتمام للشرط الديني".وفي هذا السياق,قال النبي محمد(ص)(وهذا في نص البيعة لملك المغرب)"لا تطؤوا أؤضا دون سلطة لان من يمثل السلطة هو ظل الله وخليفته في أرضه".دابا توضحات القضية,تقديس الملك تصرف ملازم للمغاربة لأن الملك هو"خليفة الله على الأرض".اذا كان الكثير من المغاربة يسمون الملك"سيدنا"(في حياتهم الخاصة) ويضيفون لهذا النعت"نصره الله" أمام الميكروفون فليس فقط عن حب أو خوف.انهم يفعلون ذلك,بكل بساطة,عن واجب.أو على الأقل يعيشونه كذلك.

مساوىء تقديس الشخصية

20070407_P_ROIقد يكون تقديس الشخصية"شكلا من أشكال الحكامة",لكنه لا يخلو من آثار سلبية."يتطور تقديس الشخصية بنفس ميكانيزمات الانتقال من تعدد الآلهة الى التوحيد",يفسر بجرأة الباحث الأنثروبولوجي حسن رشيق.وهذا يعني ان التقديس يمنع ظهور كل فرد نافذ يمكنه أن ينافس الملك.هناك حكاية توضح هذا الأثر الجانبي بنبرة مضحكة,سنة 1986,كان المغرب يحتفل بمرور 25 سنة على تربع الحسن الثاني على عرش أسلافه المنعمين.من بين الأغاني التي بثت بهذه المناسبة على القناة الأولى أغنية"وي دونت نيد أنوذر هيرو"(لسنا في حاجة لبطل آخر)للمغنية الامريكية تينا تورنر.وكلما رددت المغنية لازمتها,كان تقنيو دار البريهي يضعون صورة الحسن الثاني على الشاشة.ايوا غير اللي ما بغاش يفهم.

تحريم المنافسة,هكذا يمكن أيضا تفسير الهجمات التي كان يطلقها القصر على الوزير الأول السابق ادريس جطو.كان مذنبا,بكل بساطة,لأنه أصبح شعبيا بفضل تواضعه طيبوبته...آنوض جمع راسك أالسي,الشعبية حتى هي فيها السيادة. لكن أسوأ آثار تقديس الشخصية ربما قد يكون... العزلة التامة لموضوع القدسية,أي الملك,يقول أحد من غامروا في المحيط الملكي,"الهيبة الملكية,ونقيضها الخوف من الملك,أصبحنا نمط عيش في القصر.فمستشارو الملك يخافون منه ولا يجرؤون على مناقشة أفكاره.كيف لاسنشارتهم أن تكون صائبة في هذه الظروف؟".يناضل المحيط الملكي,مع ذلك,وضد الملك نفسه اذا اقتضى الامر,للحفاظ على حيوية ظاهرة تقديس الشخصية.لولا ذلك,كيف نفسر فشل محمد السادس في بداية عهده في تقليص البروتوكول؟لماذا يوظف هؤلاء الناس طاقة خارقة لضمان استمرارية تقديس الشخصية؟لأن التخلص منه قد يهدد مصالحهم الخاصة.من سيخسر اذا ألغي تقديس الشخصية؟كل المقربين...

فكرو معانا شوية في ظل نظام يطبعه تقديس شخصية الحاكم,ما هي قمة السياسة ؟هي تكون قريب من سيدنا وتفهمو آش باغي بلا كاع ما يهضر.ومن هنا نفوذ"المقربين" الهائل.ايوا دابا تصورو يلا الملك بغا يحارب تقديس الشخصية من نيتو...غادي يحاربوه المقربين منو,الى أقصى درجة,حيت يلا تواضع الملك هوما اللي غادي يخسرو,ماشي مولاه

احمد بنشمسي عن اسبوعية نيشان

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité