التعليمات الملكية بين الخطاب و الممارسة
لابد من البحث عن خيط يربط الخطاب بالممارسة في المغرب. منذ جلوس الملك محمد السادس على العرش قبل تسع سنوات، لاحظ المتتبعون لنشاط المؤسسة الملكية أن خطب الملك اعتمدت منهجية جديدة مخالفة لخطابات الملك الراحل الحسن الثاني. خطب محمد السادس قصيرة ومركزة ونقدية وتتجه في الغالب إلى مشاكل راهنة، وتستقي مادتها مما يروج في الإعلام وفي الحقل السياسي والحزبي... لكن، إلى جانب هذه النقط الإيجابية، هناك أخرى سلبية، وتتمثل في بقاء عدد من المقترحات الهامة والإصلاحات الحيوية رهينة الخطاب ولا تتجاوزه إلى الواقع. فمثلا، تحدث الملك، أكثر من مرة، عن إصلاح القضاء والتعليم، ومع ذلك ظل هذان الورشان، وخاصة القضاء، معطلين. وزير العدل عبد الواحد الراضي ظل، لمدة ثمانية أشهر، ينتظر إشارة القصر بهذا الخصوص. لقد ضاعت سنة من عمر إصلاح القضاء بين خطابين. نفس الشيء بالنسبة إلى محاربة الريع، الذي ورد في خطاب الملك لأول مرة، حيث لم تتخذ أية إجراءات لتوقيف أخطبوط الريع، والآن هناك دعوة جد متقدمة إلى دعم وتقوية الطبقة الوسطى، وهذه أول مرة يتحدث فيها الملك عن أهمية وجود طبقة وسطى. لكن كيف سيتم وضع خارطة تنفيذية لهذا المشروع الكبير؟ بالرجوع إلى الوراء، نلاحظ أن خطب الحسن الثاني فقدت قيمتها ورمزيتها من كثرة الحديث عن الوعود دون تطبيق ودون متابعة وتقييم
عن يومية المساء