Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
21 août 2008

الولادة الثانية لمحمد الخامس

U203000ACMEقصة حياة وموت السلطان محمد الخامس تستحق أن تتحول إلى عمل روائي أو سينمائي كبير، مادام المؤرخون عازفين عن كتابة تاريخها بمنهج علمي لا صلة تربطه بتاريخ عبد الوهاب بن منصور، مؤرخ المملكة على الطريقة «الحسنية»...
ولد محمد الخامس في بداية القرن العشرين، وبالضبط سنة 1909، وأمضى طفولة لاهية رغم أنه عاش في رحاب القصر في بلاد كانت على مرمى حجر من الاحتلال الذي دخل المغرب من باب معاهدة الحماية سنة 1912، بعد أن دخل قبل هذا التاريخ من نوافذ هزائم المملكة في معركتي تطوان وإيسلي، ثم تغلغل النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي في جسد المملكة المريض...
جلس محمد الخامس على عرش والده السلطان مولاي يوسف وعمره لا يتعدى 18 سنة. لم يكن محمد الخامس متوقعا لخلافة والده، لأنه لم يكن أكبر أبناء السلطان الذي توفي في ظروف غامضة والبلاد تحت نير الاستعمار الذي أدخله السلطان مولاي حفيظ رسميا إلى المغرب بعد أن خرق بنود البيعة المشروطة التي ألزمه بها علماء فاس. كان القائد المعمري أحد رجال البلاط الأقوياء آنذاك هو من أشار على الفرنسيين بتنصيب محمد الخامس رغم صغر سنه عوض أخيه مولاي الحسن، والهدف واضح.. الملك الصغير، والذي عاش بعيدا عن شؤون الحكم، سيتم التحكم فيه بطريقة أسهل، وسيتم تسخيره في آلة الاستعمار الفرنسي بطريقة تتماشى والدور المرسوم للسلطان في مملكة محتلة... لكن مكر التاريخ أحيانا يغير رياح الأحداث بطريقة عكسية تماما... فبعد أن عاش الشاب محمد الخامس في جلباب الدور المصنوع له من قبل الاستعمار وشبكة أعوانه المغاربة من قياد ووجهاء وعلماء وأعيان، انقلب السحر على الساحر. فالفتى المدلل المعزول الذي كان يضع خاتمه الشريف على ظهائر المقيم العام الحاكم بأمره في المملكة المحتلة، صار يناقش ويجادل ويتهرب من التوقيع على أي شيء...
صارت أخبار الحركة الوطنية تتسرب إلى غرف القصر المحاصرة، وصار مبعوثو حزب الاستقلال يلتقون بالسلطان، وبدأ الوعي الوطني يتسلل إلى قلب السلطان وهو يسمع معاناة «رعيته» ومآسي المغاربة مع سياسات الاستعمار الفرنسي-الإسباني...
سنة 1939، وجه محمد الخامس نداء إلى الوزراء والعلماء والأعيان والقياد –لم يكن هناك رأي آنذاك- يحثهم فيه على دعم فرنسا في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا والدول المتحالفة معها. هذا الموقف من محمد الخامس سيدخله إلى ساحة السياسة الداخلية والدولية، خاصة وأن شعبه شارك في المجهود الحربي للحلفاء، وقاتل على أكثر من واجهة في فرنسا وإيطاليا وفي غيرها من واجهات الحرب العالمية الثانية. ولهذا وعند نهاية الحرب وخروج فرنسا منهزمة رغم أنها كانت في صفوف المنتصرين، لأن السرعة التي سقطت بها جيوش الإمبراطورية الفرنسية أمام دبابات هتلر وصور هذا الأخير يتجول تحت قوس النصر في جادة «الشانزلزيه»... أسقطت كبرياء فرنسا وأسقطت معها أحلام الإمبراطورية...  هنا تحركت حسابات الجالس على عرش شكلي، وأصبح يطالب بالمقابل السياسي لدعمه للحلفاء من دولة عرى هتلر ضعفها أمام الشعوب المستعمرة قبل شعبها في باريس

توفيق بوعشرين عن يومية المساء

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité