الملك محمد السادس يجدد التأكيد على استعداد المغرب للتفاوض الجاد بشأن الحكم الذاتي بالصحراء
جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس التأكيد على استعداد المغرب التام للتفاوض الجاد بشأن الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء. وقال جلالة الملك ، في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة مساء اليوم الخميس بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة ، إن المغرب يعتبر "أن مبادرته مطروحة باستمرار على طاولة الحوار في نطاق الأ مم المتحدة ، واثقا من أن منطق التعقل والنظرة المستقبلية سيتغلب، لا محالة، على الأ طروحات المتجاوزة وأوهام الماضي".
وإلى أن يتم ذلك، يصيف جلالة الملك ، فإن المغرب لن يبقى مكتوف الأيدي ولن يقبل بأن يكون تقدمه الديمقراطي والتنموي رهين حسابات ومناورات الغير، مؤكدا جلالته أنه "وكيفما كانت التطورات التي يعرفها التعاطي الجهوي والدولي مع قضيتنا الوطنية، فإن المغرب سيظل معولا على ذاته والتمسك بحقوقه المشروعة والتحلي باليقظة المستمرة ومواصلة التعبئة الشاملة ووحدة الجبهة الداخلية، التي هي مصدر قوتنا". وأكد جلالة الملك أنه بفضل دينامية المسار البناء الذي خلقته المبادرة المغربية المقدامة للحكم الذاتي تأكد التطابق التام بين مجهودات المملكة ورغبة المجتمع الدولي في الوصول، سريعا، إلى حل توافقي وواقعي وقابل للتطبيق، من خلال مفاوضات مكثفة وجوهرية، تشارك فيها كافة الأ طراف المعنية بصدق وحسن نية ، في إطار القرار 1813 وبرعاية الأ مم المتحدة. وبعد أن ذكر جلالة الملك بمختلف المراحل التي مرت منها المبادرة المغربية وتجاوب المجتمع الدولي معها ، بعد أن اقتنع بعدم صلاحية المقترحات السابقة للتسوية وعدم قابليتها للتطبيق ، مما جعله يصف المقترح المغربي بأنه مقترح جاد وذو مصداقية ،أوضح صاحب الجلالة أنه ، وبغية إيجاد مخرج لهذا الخلاف، أبان المغرب، عن إرادته الصادقة في الفصل بين النزاع الإقليمي حول الصحراء ، وبين التطور المنشود للعلاقات الثنائية مع الجزائر. وعبر جلالة الملك في هذا الصدد عن الأسف لكون الموقف الرسمي للجزائر " يسعى لعرقلة الدينامية الفاضلة التي أطلقتها المبادرة المغربية ، مسخرة طاقاتها لتكريس الوضع الراهن المشحون ببلقنة المنطقة المغاربية والساحلية ، في الوقت الذي تفرض عليها التحولا ت الإ قليمية والعالمية التكتل لرفع ما يواجهها من تحديات تنموية مصيرية ومخاطر أمنية". كما أن التمادي ، في رفض كل مساعي التطبيع المغربية أو تلك المبذولة من بلدان شقيقة وصديقة وقوى فاعلة في المجتمع الدولي، يعد توجها معاكسا لمنطق التاريخ والجغرافية الذي يتنافى مع إغلاق الحدود بين بلدين جارين شقيقين.وأكد جلالته أن "تشبث بلادنا بفتح هذه الحدود وتطبيع العلاقات ليس إلا وفاء لأواصر الأ خوة وحسن الجوار وتمسكا بحقوق الإ نسان في حرية التنقل والتبادل وكذا استجابة لحتمية الا ندماج المغاربي". وخلص إلى أنه "وفي جميع الأ حوال، فإن المملكة ستظل وفية لهويتها الحضارية في الا نفتاح ، رصيدها في ذلك، المصداقية التي يحظى بها النموذج المغربي في محيطه الإقليمي والدولي".