عندما أعلن الحسن الثاني نفسه حاكما فرديا و مطلقا
لم يكن الحسن الثاني، وهو الملك الجديد المنتشي بحماسه، يتصور أن تستقبله المعارضة البرلمانية المتمثلة أساسا من فريق الإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي سيحمل في 1975 اسم الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، بما يشبه العصيان وهو يفتتح إحدى دورات المجلس.لقد تقرر أن ينزع الإتحاديون اللباس الرسمي التقليدي المتمثل في الجلباب الأبيض، والسلهام، والشاشية الحمراء، التي اعتبروها رمزا للعبودية وهم يحضرون افتتاح دورة برلمانية يترأسها الملك. وعوضوا ذلك باللباس العصري.لقد شكل وقتها هذا الموقف الحدث السياسي الأبرز الذي غطى عن كل ما حملته كلمة الملك في افتتاح البرلمان. وسجل المتتبعون أنها بداية معركة لن تنتهي بين الحسن الثاني والمعارضة، التي كانت قد حاولت إسقاط حكومة السيد احمد ابا حنيني سنة 1964 وهي تنجح في تقديم ملتمس للرقابة، رأى فيها الكثيرون بعد ذلك بداية شد الحبل بين طرفي النزاع الملك ومعارضته، وهو الشد الذي سيقود إلى انتفاضة الدار البيضاء، وإلى الإعلان عن حالة الاستثناء