مواقف الملك محمد السادس من ازمة ايران مع البحرين تعيد المغرب لمحيطه الطبيعي
كان الملك الحسن الثاني يرى أن البعد الجغرافي يمكن أن يجنب بلاده الدخول على خط أزمات مع بلدان لا يشاركها القناعات نفسها. كان يعتقد أن المسافات الطويلة التي تفصل المغرب عن بلدان المواجهة، قبل أن يتحول المصطلح الى «ممانعة»، بإمكانها أن تذيب أكثر الخلافات حدة، إذ تفتر سخونة البارود حين يوضع في الماء. غير أن هذا الطرح لم يصمد أمام تداعيات خلافات مع دول عربية طاولت المواقف السياسية، وتحديداً ما يتعلق منها بالتعاطي مع تطورات أزمة الشرق الأوسط.فقد سقط البعد الجغرافي عندما لم يقف حاجزاً أمام خلافات بين دول عربية عدة في المشرق والمغرب. وما كان يردده الحسن الثاني بأن المغرب ليست له أرض محتلة من طرف اسرائيل لم يسعفه في تطبيع العلاقات مع بلدان شرق أوسطية إلا في العقد الأخير من القرن الماضي. لكن البعد الجغرافي لم يحل دون قيام تجربة يتيمة في اقتفاء أثر مشروع وحدوي بين المغرب والجماهيرية الليبية اعتبر استثناء بين بلدين لا تربطهما حدود مشتركة ولم يعمر طويلاً بسبب تناقضات في الرؤى.والآن تبرز ملامح أزمة جديدة بين المغرب وايران، قد لا يعني اللجوء ضمنها الى استخدام آليات الاحتجاج الديبلوماسي سوى أن سوء تقدير المواقف غلب على ضبط النفس. وقبل أن تنفجر الخلافات بين البحرين وإيران على خلفية تصريحات ايرانية تناقض مفهوم احترام السيادة، كان المغاربة والايرانيون يتوقون لإرساء علاقات نموذجية، أقربها أن الرباط فتحت أذرعها لاستقبال مبعوثين ايرانيين في ذروة احتدام الأزمة بين طهران وواشنطن في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، بوش، وفي مقابل ذلك وجهت إيران الدعوة الى العاهل المغربي الملك محمد السادس لزيارتها رسمياً بعد أن تعذر ذلك على والده الراحل منذ اطاحة نظام الشاه رضا بهلوي. و لم يكن موقف الرباط في استنكار التصريحات الايرانية حيال سيادة البحرين استثناء في مواقف عربية وإسلامية ودولية، فالديبلوماسية المغربية تتخذ من احترام السيادة ووحدة الأراضي سقفاً لا يمكن تجاوزه.