صحاب الملك
روى الصحافي المغربي "علي عمار" في كتابه الحديث الصدور، بفرنسا: "محمد السادس: سوء الفهم الكبير" على لسان الوزير الأول السابق "إدريس جطو" ما معناه بصريح العبارة، أن أقرب مُساعدي الملك الرابضين في القصر، لا يقرأون المقالات التي تستأثر ب "اهتمامهم" بل يتوقفون عند عناوين وعبارات بعينها، يجتزئونها من سياقاتها، ثم يقولون للملك: "شوف آش كتبو عليك". ذُهِلتُ عند قراءة هذا الكلام المسنود، ذلك لأن وضع إحالاته في سياقاتها السياسية والإعلامية، بل حتى ضمن أفقها المُستقبلي، يرسم لوحة بالغة السواد، ليس فقط بالنسبة لوضع حرية التعبير، بل في شتى مناحي الشأن العام.. لوحة لا تخلو من عناصر تبعث على السخرية الداكنة. تصوروا ما الذي سيفعله أناس، بيدهم الحل والعقد، يقرأون مقالات صحافية من قفاها، فيقومون بلا شك، بإصدار قرارات بناء على قراءاتهم "العوراء".. كأن يحكموا على جريدة معينة ب "الإعدام" أو على صحافي (ة) بالمنع من الكتابة، وبين هذا وذاك، الكثير من "المقالب" الصغيرة، التي ينصبونها في الكواليس المعتمة.