Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
25 mai 2009

زيارة السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى فرنسا : غشت 1931

m5_france_karipic01تعود هذه الصور إلى الرحلة التي قام بها السلطان سيدي محمد بن يوسف، إلى فرنسا  يوم 2 غشت، حيث غادر ميناء مدينة الدار البيضاء، على متن السفينة {كولبير} لزيارة معرض المستعمرات، وقد رافقه في هذه الرحلة ولي عهده، الأمير مولاي الحسن والمقيم العام الفرنسي بالمغرب،سان لوسيان ، والصدر الأعظم الحاج محمد المقري، والجنرال نوكيس، قائد الجنود الفرنسيين بالمغرب وثلاثين من كبار وأعيان القبائل وخمسة وزراء.وكان السلطان سيدي محمد بن يوسف يرتدي جلبابا من صنع فاسي، وينتعل حذاء مكشوفا (بلغة)، ذي لون مبرنق، وحزام به خنجر دمشقي منقوش، وبعد من التوقف بضع ساعات بمارسيليا، تم استقبال جلالته رسميا من قبل والي بوش دي الرون  وعمدة المدينة والأميرال بيرو والي الملاحة البحرية. وقد غادر السلطان ومرافقيه في الساعة السادسة وثلاثة وأربعين دقيقة.وفي اليوم التالي أي الأربعاء، وصلوا في العاشرة وثلاثين دقيقة إلى محطة ليون بباريس، حيث كان في انتظارهم، رئيس الجمهورية الفرنسية، وأعضاء الحكومة وسلطات المجالس البلدية والإقليمية. وللتذكير فمنذ توليته عرش المغرب خلفا لولده السلطان مولاي يوسف، قام السلطان سيدي محمد بن يوسف بالعديد من الزيارت إلى فرنسا وأقام بالعاصمة باريس مدة من الزمن، لكن زيارته هذه السنة إلى فرنسا لها أهمية خاصة؛ لكونها دعوة موجهة من قبل رئيس الجمهورية إلى جلالته.

m5_france_karipic02وقد خصص اليوم الأول في مجمله للراحة من تعب السفر، ولم يسجل فيه إلا زيارة خاصة قام بها السلطان في الساعة السادسة مساء إلى قبر الجندي المجهول حيث وضع في المكان سعفة. وقد قام السلطان يوم الخميس بزيارة على متن السيارة إلى رومبويي، حيث سيكون ضيفا مميزا لرئيس الجمهورية الفرنسية، الذي خصص لحفل الغذاء؛ حوالي أربعين طقما من المائدة للأكل (سفرة)، وتجمع أعضاء الحكومة الفرنسية والأعيان المغاربة وسلطات منطقة ساين وواز ، وقد أقيمت هذه الحفلة الفاخرة على شرف جلالته بقاعة الأكل القديمة لشارل العاشر  (أحد أباطرة فرنسا)، حيث زينت بشتى أنواع الورود والأوراق. وبعد لحظة شرب، احتفالا بجلالته، قام السلطان سيدي محمد بن يوسف، بإلقاء كلمة مقتضبة، عبر فيها عن غبطته وسروره لتواجده بفرنسا،  وعبرت السيدة بول دومير في جوابها القصير عن سعادتها لاستقبال جلالته. وتم اختتام ذلك اليوم باستقبال بفندق المدينة، حيث نظمت حفلة أوبيرا كوميك على شرف المدعويين.

m5_france_karipic032خصص يوم الجمعة لمعرض المستعمرات، حيث قام السلطان سيدي محمد بن يوسف في الساعة العاشرة مرفوقا بالمقيم العام لوسيان سان ومرافقيه بالنزول من السيارة أمام الباب المذهب، فوجدوا في استقبالهم الماريشال ليوطي والمحافظ العام أوليفيي ، والموظفين السامين للمعرض. وقد وقف الحرس الأهلي عند الباب الشرفي بلباس أبيض ناصع وفرقة من الصبايحية، المكلفين بخفر الموكب. وقد غادرت السيارات المعرض،  في حين قام جنود الشرف بتنظيم الناس الذين جاؤوا للسلام على السلطان والمارشال ليوطي.وبعد توقف قصير أمام هيكل أنغكور، الذي أثار رونقه إعجاب السلطان، توقفت السيارات أمام قصر المغرب حيث تزاحم الحشد بشكل كبير. وبمرافقة العميد العام ناسيفي (Nacivet) المكلف بجناح المغرب، قام السلطان بالتجول عبر مختلف أجنحة المعرض قصر المغرب، حيث مر بمختلف قاعات الرحبة المفعمة بالرائحة البخور المنبعثة من المبخرات، تحت تصفيقات الحضور وزغاريد النساء، بينما تقدم التجار وبتواضع واحترام وانحناء للسلام على عاهلهم من داخل محلاتهم.وبعد الزوال قام سيدي محمد بن يوسف بصفته القائد الروحي للمغرب وأمير المؤمنين، الذي ينحدر من سلالة النبي محمد ومن جده إدريس، حفيد الرسول؛ بزيارة إلى مسجد باريس، وخر ساجدا بخشوع في المحراب. مما يفسر فإن القوة الروحية للسلطان التي تمتد حتى الجنوب الوهراني، وجنوب الجزائر ، مما يعطي لهذه الزيارة أهمية روحية مميزة. وفي المساء، وحول عشاء فاخر جمع بالقصر ؛ السلطان وجاليات المستعمرات والمارشال ليوطي ووزير المستعمرات، والعديد من الشخصيات المغربية والباريسية. وأثناء هذه المأدبة، ألقي خطابان، الأول للمارشال ليوطي، والآخر للسلطان، حيث استمع المدعون للخطابين وهم واقفون. وبمعية المارشال وبول راينو ، انتقل العاهل المغربي إلى إحدى القاعات، حيث استقبل العديد من الشخصيات التي تقدمت للسلام على جلالته. لتنظم مساء ذلك اليوم سهرة من قبل السيد ديبون ، مدير بروتوكول معرض المستعمرات.  وفي يوم السبت الثامن من غشت، عاش السلطان يوما عسكريا بالنافورة الزرقاء ، بعد أن وضع سعفة على النصب التذكاري لأموات المدينة، قام كذلك بوضع إكليل من الزهور بمقبر المسلمين. وتوجه إلى فندق المدينة؛ حيث استقبل استقبالا رسميا، ليقوم بعدها بزيارة مدرسة المدفعية، فوقع في كتابها الذهبي؛ الذي كانت صفحته السابقة قد وقعت من قبل ألفونس الثالث عشر ، بعد ذلك شاهد جلالته حفلا لفرقة الخيالة، وعبر جلالته عن ارتياحه وغبطته. وعاد بالسيارة إلى باريس، واقام حفل عشاء على شرف مدعوي جلالته.وفي يوم الأحد التاسع من غشت، زار السلطان، معرض التحف، وانتقل إلى بهو المعلومات رفقة رئيس الجمهورية والمرشال ليوطي بول راينو، ووزير المستعمرات شومبتيي دو ريب، وزير  المعشات، وخصصت على  شرفهم مأدبة من قبل الفيدرالية الوطنية لقدماء المحاربين المقيمين خارج فرنسا ، وأخيرا في يوم الإثنين العاشر من غشت، نظم استقبال رائع، في الساعة الخامسة زوالا، من قبل لوسيان سان بقاعات وحدائق قصر المغرب، جمع الجلالة الشريفة بكبار الشخصيات، والنخبة من باريس من سياسيين ودبلوماسيين وفنانين.وفي يوم الثالث عشر من غشت، وبعد حفل العشاء الذي نظم من قبل المغاربة على شرف المارشال ليوطي، غادر السلطان بصفة رسمية باريس، للقيام بجولة بمدن : فيردان وميتز وستراسبورغ ونانسي وفيتيل وديجون وليون نانتيا…. وانتهت الزيارة الرسمية للسلطان سيدي محمد بن يوسف يوم التاسع والعشرين من غشت بمدينة مارسيليا.    

حميد الفرخ بتصرف عن

:  (L’ULLUSTRATION, N° 4615, 15 août 1931, p.p. 524-525-526.)

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité