الشيخ ياسين، مجنون بقرار ملكي
الشيخ عبد السلام ياسين زعيم ومؤسس جماعة العدل والإحسان له تاريخ غير سار مع الحسن الثاني إذ تجرأ الإمام سنة 1974 على توجيه رسالة اعتبرها عظة أو نصيحة إلى الملك ؛ الرسالة المسماة بالإسلام أو الطوفان؛ الرسالة التي فاق حجمها المائة صفحة استغرق طبعها ستة عشر ساعة، وطبعت منها حوالي ألف نسخة وزعت بالإضافة إلى الملك على عناوين العلماء والمسؤولين في كافة المدن.فكانت النتيجة أن اعتقل عبد السلام ياسين واثنان من أصدقائه اللذين ساهما في طبع وتوزيع الرسالة، فكان قرار الملك بمعاقبة الشيخ ياسين بوضعه في مستشفى للمجانين لمدة ثلاث سنوات ونصف،وبالتحديد تم وضعه في جناح خاص بالمرضى الميؤوس من حالتهم كما سعى المسؤولون إلى اجتثاث أي أثر للرسالة ذات الألف نسخة. بعد ذلك أمر الملك الراحل برؤية الشيخ ياسين الذي رفض لقاء الملك؛ الأمر الذي لم كانت لتحمد عقباه لولا تدخل الوسيط الذي بعثه الملك والذي علق قائلا: "واش نديرو راسنا فالحمق".و بعد إطلاق سراحه منع الشيخ ياسين من إلقاء دروسه في المساجد، إلا أنه في سنة 1983 أعاد الكرة، إذ قام بكتابة مقال تحت عنوان "قول وفعل" وهو عبارة عن انتقاد لمضمون الرسالة الملكية التي نشرها الحسن الثاني بمناسبة حلول القرن الخامس عشر، فكان هذا المقال الذي أدى إلى اعتقال الشيخ في 27 دجنبر من سنة 1983. كما تم توقيف عدد من الأنشطة التي سعى إليها كإنشاء جماعة تتبنى مبادئه ومواقفه ، وتم منع إصدار جريدة الصبح وجريدة الخطاب اللتين كانتا وسيلته لتبليغ أفكاره المنتقدة للملك والنظام.و لم ينته المسلسل عند هذا الحد بل امتد إلى حلقات أخرى، فكان أن فرض الحصار على بيت عبد السلام ياسين سنة 1989 وبعد حوالي ست سنوات أعلن مسؤول رسمي إنهاء الحصار على بيت الشيخ ولكن ما إن توجه عبد السلام ياسين إلى المسجد وبدأ في إلقاء خطبته على مريديه حتى تدخل مسؤول آخر يقول للشيخ بأنه ما يزال تحت الحصار، فما كان من الشيخ إلا أن عمم الخبر على جموع المصلين مما أدى إلى تمديد فترة الحصار إلى حدود سنة2000.و لم يكن رد فعل الملك مبالغا فيه حسب ما هو معروف عنه وعن طبيعة شخصيته، فهو الملك المعروف بحكمته وذكائه وقوة شخصيته؛ يتخذ أهم وأصعب القرارات لم يكن ليتصور أن يتوصل بموعظة من أحد خصوصا وأن مستشاريه والمقربين منه لم يكونوا ليتجاوزوا حدود الاقتراح إلى درجة النصح أو تقديم الموعظة
عن اسبوعية الملاحظ