هل سيتخلص الملك من أخطاء السنوات العشر؟
خلال عشرة أعوام جرب المغرب كل البروفيلات في الولاة والعمال، فمن المهندسين إلى الجامعيين مرورا برجال السلطة القدامى والوافدين من القطاع الخاص. ومع ذلك لم يفلح في التوفر على شبكة مرجعية خاصة بتعيين أهم المسؤولين بالبلاد. اليوم يرفض محمد السادس كل ماتقترحه عليه الأجهزة المعنية ملحا على مجموعة من المواصفات في بروفيل رجل السلطة لمحو ماعلق من أدران في السنوات الماضية.و إذا كان المراقبون يعتبرون محطة 9 أكتوبر1999 بمثابة انقلاب فكري في تصور القصر لممارسة السلطة عبرالدعوة إلى »المفهوم الجديد للسلطة«، فإن يوم 6 نونبر2008 يعتبر محطة لبداية التأريخ للانقلاب المؤسساتي، وفي تمثل القصر للكيفية التي ينبغي أن تكون عليها الهندسة الترابية. فإلى حدود هذا التاريخ كان قرار إحداث العمالات والأقاليم يرتبط بوجود عمال يجب تعيينهم (أومكافأتهم). أما اليوم ومنذ الخطاب الملكي الأخير، فإن المغرب اختارمحاكاة ما يجري في الدول المتمدنة عبر اعتماد التشاور والنقاش بين مكونات الحكومة لاقتراح إحداث عمالات وأقاليم جديدة، مع مراعاة مستلزمات الحكامة الترابية الجديدة وخصوصيات وإمكانيات بعض المناطق والمتطلبات التنموية لسكانها