Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
9 juin 2009

فؤاد عالي الهمة.. جوكر الملك

610x1555ربطة العنق الحريرية.. البذلة الممهورة بتوقيع أكبر الماركات.. الساعة الذهبية.. السوار الجلدي المفتول ببركة دار المخزن.. القداحة ذات النجمة الخماسية.. علبة السجائر الأمريكية.. العطر النفيس.. والابتسامة الطفولية الجذابة.. التفاصيل ذاتها، يمشي بخيلاء، بثقة زائدة، وبروح مرحة... هو ذا فؤاد عالي الهمة، وزير داخلية سابق فوق العادة، ما زال حراسه الخاصين يقتفون خطواته، وقد لفتوا انتباه أبناء حيه المتواضع بدائرة الرحامنة الغارقة في التهميش والفقر لأول مرة عندما ترشح في مسقط رأسه في بن جرير، وأثار ظهورهم من جديد الصحافيين في اللقاء الذي أعلن فيه عن ميلاد جمعية لكل الديمقراطيين، وهم ينتظرونه أمام باب المرفأ الترفيهي التابع لوزارة الداخلية بسيد العابد، موزعين المهام باستعمال الخيط الرفيع المنسدل من الأذن أسفل القميص السماوي الموحد، وبالقرب من سيارته ذات الستائر المخملية الرمادية التي لا تسمح بظهور راكبها في المقعد الخلفي الوثير.

من الداخلية إلى الحزبية

منذ أن ودع منصب وزير الداخلية وترك الإقامة في اليوطي يوم 7 أغسطس 2007، لم يعد الهمة ذلك الخجول، ولا رجل ظل، كان إلى وقت قريب يربكه الظهور على شاشة التلفاز،‮ ‬وتنفره الأسئلة على أعمدة الصحف، يستضيفه الاتحاديون بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، ويفرد له البيت الاتحادي ذراعيه بعد كل صفارات الإنذار التي أطلقها محمد اليازغي الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي السابق من الخطر القادم من حركة فؤاد الهمة، ويحاجج توفيق البصري نجل أقوى وزير داخلية على عهد الحسن الثاني في يومية الجريدة الأولى، ويهاجم الإسلاميين المعتدلين في برنامج خاص في القناة الثانية، وعدسات الكاميرا لا تفارقه كزعيم سياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيسا للجنة الخارجية وصديق للملك أولا وقبل كل شيء.
الإقالة (أو الاستقالة) شكلت مفاجأة كبرى، وخلقت حالة ذهول لدى الطبقة السياسية المغربية، خاصة وأن الهمة كان يعد أقوى رجل في مملكة محمد السادس، ويتحكم في المربعات الأمنية وغير الأمنية. وقد أثارت هذه الخطوة الكثير من التساؤلات حول الدور الذي من المفترض أن يلعبه الهمة في المستقبل، خاصة وأن الإقالة جاءت بناءً على طلب الهمة.
لكن نتائج الانتخابات المحلية التي أجريت يوم 12 يونيو الجاري جاءت لتثبت صحة ما ذهب إليه العديد من المحللين المغاربة من أن استقالته من مهامه الوزارية لا تشبه أي استقالة أو إقالة لأي وزير آخر؛ فالهمة تخلى عن منصبه ليس لأنه غير كفء، وليس لأنه ارتكب خطأ ما، وليس لأن الملك غضب عليه، وإنما لأنه كلف بمهمة جسيمة أكبر مما يتصور، هي مهمة خلخلة المشهد السياسي المغربي، وإحداث هزات عنيفة فيه كما عبر بلسانه، لبلورة خارطة سياسية وحزبية مغربية جديدة، وإعادة تركيب مكوناتها من جديد، بعد أن أصبح المشهد الحالي متهرئا ومترهلا. وبكلمات أخرى أراد الملك محمد السادس خلق تناوب سياسي محكم وقوي، يشبه ذلك التناوب الذي يسود في الدول الديمقراطية العريقة، وعادة ما يتم بين كفتين متوازنتين، وليس بين أحزاب مشتتة ومتفرقة.
من بن جرير (حيث مولده) إلى‭ ‬المعهد المولوي،‮ ‬ومن رئاسة المجلس البلدي‮ ‬لابن جرير باسم حزب الاتحاد الدستوري‮ ‬إلى‭ ‬كتابة الدولة في‮ ‬الداخلية، ومن الوزارة المنتدبة لدى وزارة الداخلية والرجل الثاني في الأمن والسياسة والاقتصاد إلى النزول من السيارة، التي رست الآن لا لتلغي ملامح الرجل الثاني في النظام، وإنما لركوب سيارة أخرى تؤهله للعب أدوار أخرى، قد لا تختلف كثيرا عن أدوار الأمس، إن لم تكن أشد منها أهمية على الإطلاق!
رحلة ركوب السيارة الثانية بدأت بمجرد تخليه عن منصب وزير الداخلية؛ فبدأ الهمة يتحرك في كل اتجاه داخل الساحة الداخلية المغربية، وعمل على التواصل مع مختلف مكونات المجتمع المغربي الثقافية والسياسية من خلال حركة أسسها تحت مسمى (الحركة من أجل كل الديمقراطيين) التي نعتها البعض بأنها لكل الانتهازيين، واعتبرها مؤسسها بأنها استفزاز إيجابي للأحزاب السياسية، وأنها لا تطمح إلى تأسيس حزب سياسي عادي، وإنما تسعى إلى "دعم المشروع الديمقراطي الحداثي وقطع الطريق على مناهضي الديمقراطية والتصدي لبؤر الفساد".
غير أن الخطوة الأكبر من قبل فؤاد عالي الهمة جاءت مع تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة يوم 7 أغسطس 2008 بشكل رسمي بعد اندماج خمسة أحزاب كانت مصنفة ضمن الأحزاب الصغيرة في المغرب، وهي: الحزب الوطني الديمقراطي، وحزب العهد، ومبادرة المواطنة والتنمية، وحزب البيئة والتنمية، وحزب رابطة الحريات، بجانب حركة لكل الديمقراطيين بزعامة الهمة.
البيان التأسيسي للحزب، والذي صدر في 8 أغسطس 2008، قال إن قرار التأسيس يأتي في "إطار الدينامية الإيجابية التي يعرفها الحقل السياسي الوطني، والتي عرفت تِـباعا تشكيل فريق نيابي داخل مجلس النواب، ثم فريقا ثانيا داخل مجلس المستشارين تحت اسم الأصالة والمعاصرة، انصهرت فيهما فعاليات برلمانية تنتمي إلى مشارب وتنظيمات حزبية مختلفة.. وتجاوبا مع العرض السياسي، الذي تقدّمت به الحركة لكل الديمقراطيين، قصد المساهمة في تأهيل الحقل السياسي الوطني والعمل على تجاوز واقع البلقنة التي يعرفها المشهد الحزبي".
تعرض الحزب في فترات لاحقة لانشقاقات حيث كان عبد الله القادري الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي وأغلب قيادات الحزب ممن انضموا للأصالة والمعاصرة في بداية تأسيسه أول المنسحبين من الحزب الجديد بدعوى "غياب الديمقراطية الداخلية، وسيطرة أتباع الهمة على المناصب القيادية في الحزب"، ليلحقه بعد ذلك قياديون من حزب العهد ومبادرة المواطنة والتنمية.
وقبل أقل من أسبوعين من الانتخابات المحلية (12 يونيو 2009)، وتحديدا في 29 مايو 2009، أعلن حزب الأصالة والمعاصرة انسحابه من الائتلاف الحاكم وانضمامه للمعارضة، احتجاجا على ما قال إنها محاولات من جانب الحكومة لاستهدافه والتأثير على الانتخابات المحلية، بتفعيل المادة 5 من قانون الأحزاب، والتي تقضي بمنع السياسيين الذين غيروا انتماءاتهم السياسية من الترشح باسم الحزب الذي التحقوا بصفوفه.
وتمكن حزب الأصالة والمعاصرة من اكتساح الانتخابات المحلية التي أجريت في 12 يونيو الجاري حيث حصل على 6015 مقعدا من مجموع عدد المقاعد البالغة نحو 28 ألفا، أي بنسبة 21.7%. و جاء حزب الاستقلال (يمين)، الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي عباس الفاسي في المركز الثاني بـ 5292 مقعدا (19%)، والتجمع الوطني للأحرار (يمين – ائتلاف حاكم) ثالثا بـ4112 مقعدا (14.8 %)، و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" (يسار- ائتلاف حاكم) رابعا بـ3226 مقعدا (11.6 %).

همزة الوصل بين الملك ومصادر القرار

تعود أصول فؤاد عالي الهمة المولود في 6 ديسمبر 1962 لأسرة بسيطة جدا بابن جرير في مراكش، منذ نعومة أظافره يتمتع بذكاء‮ ودهاء ‬استثنائيين،‮ ‬أصدقاؤه بمن فيهم الملك‮ ‬يعترفون له بهذه الميزة،‮ ‬فقد كان بإمكانه أن‮ ‬يجتاز الامتحانات دون مراجعة الدروس،‮ ‬فقط بالاعتماد على‭ ‬ما تلقاه في‮ ‬الحصص الأولى!
بعد أن أتم دروسه الإعدادية بالمعهد الملكي (المولوي) وحصل على شهادة البكالوريا سنة 1981، تابع دراسته العليا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، حيث حصل على الإجازة في القانون والقانون المقارن سنة 1986، وشهادتين للدروس العليا في العلوم السياسية سنة 1988، والعلوم الإدارية سنة 1989. وحضر بحثا لنيل الإجازة في موضوع مالية الجماعات المحلية، وأمضى فترة تدريب بوزارة الداخلية من سنة 1986 إلى 1990.
انتخب عالي الهمة رئيسا للمجلس البلدي لبن جرير من 1992 إلى 1997، ونائبا برلمانيا عن منطقة الرحامنة (إقليم قلعة السراغنة) من 1995 إلى 1997. وفي أكتوبر عام 1997 تم اختياره من قبل الراحل الملك الحسن الثاني رئيسا لديوان ولي العهد، محمد السادس آنذاك.
وفي 9 نوفمبر 1999 عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس كاتبا للدولة في الداخلية، وأعيد تعيينه في المنصب نفسه في 6 سبتمبر 2000، إلى أن أصبح وزيرا منتدبا في وزارة الداخلية منذ أكتوبر 2002 وحتى 7 أغسطس 2007، وعرف خلال هذه الفترة باسم "مهندس الأجهزة الأمنية"، وباسم "الرجل الأقوى في محيط العاهل المغربي".
من أبرز سماته أنه كتوم، ‬حافظ لسر صداقته،‮ تشده الكفاءات العالية،‮ ‬لكنه في‮ ‬أية لحظة‮ ‬يمكنه أن‮ ‬يتخلى عن مساعديه،‮ ‬إذا ما تبين له أنهم لا‮ ‬يخدمون الإستراتيجية التي‮ ‬يرسمها، أو تلك التي‮ ‬أعاد صياغتها.
تبلغ‮ ‬حساسية الهمة أو خطورته،‮ ‬إذا شئتم،‮ ‬في‮ ‬كونه همزة الوصل الفريدة بين ملك البلاد ومصادر القرار السياسي،‮ ‬فالقرب بين الرجلين‮ ‬يجعل البعض‮ ‬يتحدث عن تقاسم الاثنين بعض الخصائص السيكولوجية أحيانا،  حينما توارى ابن المعلم المتواضع،‮ ‬عن الأنظار مع دنو أول انتخابات تشريعية على عهد محمد السادس سنة 2002، كان الكل يتتبع ملامح المهندس الأول للخريطة الانتخابية، ثم سرعان ما اختفى خلالها عن المشهد الإعلامي،‮ ‬على‭ ‬الرغم من أنه لم يكن ‬يخطئ  ‬يوميا كرسيه في‮ ‬اجتماع‮ ‬يضم الفريق الساهر على‭ ‬الانتخابات،‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتهم وزير الداخلية إدريس جطو حينئذ‮!‬
ومع مرور الأيام، تبين السر الذي‮ ‬يجعل صاحب القامة المتوسطة‮ ‬يختفي‮ ‬عن الأنظار.. ‬إنه‮ ‬يدرك أكثر من‮ ‬غيره أن مدة الانتخابات قصيرة جدا،‮ ‬لكنها كفيلة بوشم الوجوه بعلامات تشوهها إلى الأبد،‮ ‬لذلك لم‮ ‬يفتأ أن‮ ‬يكون إستراتيجيا‮ ‬‭-‬كعادته‭ -‬‮ ‬في‮ ‬التعامل مع ملف من هذا القبيل،‮ ‬لذلك‮ ‬يتحرك خلف الستار،‮ ‬ويحضر نفسه لظهور لا‮ ‬يهدد وجهه بالخربشات!
ظل ‬الهمة خلف أسوار بناية "اليوطي" ‬وتحديدا في‮ ‬قاعات مغلقة،‮ ‬بعيدا عن الأضواء، التي‮ ‬تسمح له بالتخلص من خجله،‮ بمثابة ‬وزير الداخلية الفعلي. لكن، الحجم الذي‮ ‬أخذته هذه الوزارة على‭ ‬عهد البصري،‮ ‬حيث‮ ‬يختلط فيها المخابراتي‮ ‬بالاقتصادي‮ ‬والأمني‮ ‬بالخدماتي،‮ ‬جعلتها تبدو أكبر من مقاسه،‮ ‬فبذلته -‬حسب المقربين منه-‬ لم تكن تسع ‬في بداية مساره في أم الوزارات، كسوة بنهاشم المدير العام للأمن الوطني حينئذ، وبذلة الجنرال حميدو العنيكري المدير العام للمخابرات المدنية،‮ ‬كما كان‮ ‬يصنع سابقوه‮!‬
باستثناء الحنين إلى الماضي الذي يخالجه بين الفينة والأخرى إلى بناية اليوطي، لم تغير المسافة الزمنية أي شيء من وزير الداخلية السابق الذي غير مكتبه من حي الوزارات وسط المدينة الرباط إلى حي الرياض، حيث مقر شركة "مينا ميديا"، ناقلا إليها كل الطقوس المخزنية ورصيده المهني والشخصي الذي تشبع به منذ الطفولة..
بمجرد ما يلمحه رجال الشرطة في المطار أو في الشوارع التي يجوبها، يقفون إجلالا له وقشعريرة الخوف تسري كصعقة الكهرباء في الجسد كله، يوجهون له التحية العسكرية، ويحدث في بعض الأحيان أن ترتبك خطوة اليد في أعلى الرأس وطقطقة الحذاء أسفل القدمين!
لا زال الهمة مربكا، حضوره الوازن الدائم، مجرد اتصاله الهاتفي قد يعيد ترتيب بعض الأولويات وقد يقلب بعض الموازين! ينضاف إليه عدم وضوح تحركاته السياسية، ليعطي صورة نائب ملك لم تمح بعد مرور ما يربو عن عامين على تنحيته من وزارة الداخلية!
إذا لم يعد وزيرا فعليا لوزارة الداخلية كما كان، فهو اليوم أكثر من وزير للداخلية، وزعيم جمعية قال إنها أكبر من حزب، وجوكر قادر على أن يجمع بين الفريق البرلماني لحزب عصمان الذي أسسه صهر الحسن الثاني وبين فريقه والدور آت على حزب أحرضان، وعلاقته بالملك أعمق من أن تعكر صفوها بعض الدسائس المخزنية.

هل تقف أعلى سلطة في البلاد وراء الطموحات والتحركات السياسية للهمة؟

هناك نوع من الحرج، من الخلط أحيانا، في مخيلة مجموعة من خدام الدولة الذين لا يعلمون إن كان ما يقوم به الهمة نابعاً من شخصه أم من المؤسسة الملكية!
خصومه لا‮ ‬يعرفون بالضبط ماذا! وأصدقاؤه لا‮ ‬يعرفون بالضبط كيف؟ ‮لأنه‮ ‬غامض، مثلما كان دائما، فإن الخصوم لا‮ ‬يعرفون بالضبط إن كان الرجل الذي يجلس في السيارة المكشوفة لمحمد السادس، ليس مجرد برلماني تجمعه علاقة صداقة بأعلى سلطة بالبلاد، وأن أسرار علاقته بالعاهل المغربي تمتد لترسم ملامح الدرع السياسي الواقي للمملكة، كما أن الأصدقاء لا‮ ‬يعرفون بالضبط كيف‮ ‬يدافعون عن متقمص صورة الديمقراطي المنقذ من مأزق الأحزاب السياسية ومن الظلامية وحامل مشعل التنمية..، هو الذي لا يتردد في ترك الباب مواربا كحامٍ للتقاليد وخصم للديمقراطية وللفاعلين السياسيين وللتعددية الحزبية...
هو ذا الهمة غامض دائما، يفضل أن يمسك العصا من الوسط، حتى في أكثر المحطات السياسية التي تقتضي نوعا من الوضوح في مرحلة انتقالية طالت!
إن الطبيعة لا تقبل الفراغ، والهمة أكثر من غيره يدرك هذه الحقيقة، لذلك يسابق الزمن كي لا يترك لغيره المساحة فارغة تماما لتعويضه، ولكي لا يغادر مجلس الأمنيين الكبار نهائيا، كمستشار أمني، له كلمته في مفاوضات منهاست، ويتكلم في أذن الجالس على العرش في أحداث سيدي إفني وفي ملفات الصحافة..
كان الهمة بمثابة وزير الداخلية الفعلي منذ جلوس محمد السادس على العرش، أي لمدة ثماني سنوات تقريبا، أخذ فيها الهمة مكانه كنائب للملك من بين مهامه تفكيك الشبكة البصرواية، وعند كل مرة كان يفكك فيها واحدا من جدار رجل الشاوية القوي على عهد الحسن الثاني، كان بالمقابل يبني جدارات رجل الرحامنة القوي على عهد محمد السادس..
بعد أيام معدودات على سقوط صقور حزب الهمة في انتخابات شفافة، وبعد ترقب المتابعين للدروس التي سيستخلصها الوديع وبلكوش ومن معهم، أخرج صديق الملك جوكرا آخر ليجمع أوراق لعب جولة جديدة من طاولة المناورات السياسية، وجوكر هذه المرة كان ثقيلا حيث تم دمج فريقي الأحرار بالبرلمان بفريقي الأصالة والمعاصرة؛ ليصبح الهمة قائدا للأغلبية بنصف نواب هذه الأغلبية تحت القبة المحترمة، والحركة الشعبية في الطريق.
لنعيد الشريط: دخل الهمة البرلمان بثلاثة نواب من الرحامنة وبخسارة ثقيلة في الانتخابات الجزئية وخرج بما يناهز 160 برلمانيا ومستشارا.. فلماذا سيتعب الهمة نفسه بالنزول إلى ميدان المعركة الانتخابية؟ ما عليه إلا أن ينتظر الفائزين في2009 و2012 ويبتلعهم بعد ذلك في هيئة الإنقاذ من الكساد السياسي.. كم بقي إذن ليصبح الهمة وزيرا أول حسب المنهجية الديمقراطية؟! وحده ابن الرحامنة الذي يملك سرا ما يجعله أحد أقرب المقربين من محمد السادس منذ أن كان وليا للعهد، ولا يقتسمه إلا مع الجالس على العرش، يعلم متى وكيف

مرية مكريم

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité