Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
24 juin 2009

محمد السادس وتحديات المستقبل بعد عشر سنوات على العرش

31486005بيار فيرميرين لم يؤلف كتابا تحت الطلب، أو كان هدفه تصفية حسابات مع المملكة، بل التيمة التي تشكل العمود الفقري للكتاب، ألا وهي الانتقال، توجد في صلب أبحاثه ومشغوله النظري. فقد سبق له أن ألف كتابا في الموضوع، «المغرب في طور الانتقال» عام 2001. ومن بين دول المغرب العربي، إن لم يكن من مجموع الدول العربية، فإن المفهوم ينطبق حصرا على المغرب بالنظر إلى التحولات التي عرفها في العشر سنوات الأخيرة. و يعتبر بيار فيرميرين من المؤرخين الشباب الجدد الذين جعلوا من بلدان المغرب العربي، وبخاصة من المغرب، الحقل المفضل لأبحاثهم ودراساتهم. وهو من مواليد 1966 بمدينة فيردان. بعد الباكلوريا، تابع تعليمه بالمدرسة العليا قبل أن يحصل على التبريز في التاريخ. عاش لمدة 7 سنوات في المغرب حيث عمل أستاذا للتاريخ بثانوية ديكارت بالرباط. ألف سلسلة كتب من بينها: «المغرب في طور الانتقال (2001 منشورات لاديكوفيرت)، «المغرب منذ الاستقلال» (2002 لاديكوفيرت)، ثم كتاب «تشكل النخبة المغربية والتونسية. من الوطنيين إلى الإسلاميين، 1920-2000» (2002 منشورات لاديكوفيرت والذي أحرز على جائزة جريدة «لوموند» للبحث الجامعي. «المغرب العربي: الديمقراطية المستحيلة» (منشورات فايار- 2004). صدر له منذ ثلاثة أسابيع كتاب «مغرب محمد السادس: الانتقال غير المكتمل» منشورات (لاديكوفيرت- من 320 صفحة). ظاهريا، قد يندرج هذا البحث ضمن سلسلة الكتب التي صدرت أو التي هي في طور الإعداد، لجرد حصيلة العشر سنوات الأولى لاعتلاء العاهل المغربي العرش. غير أن بيار فيرميرين لم يؤلف كتابا تحت الطلب، أو كان هدفه تصفية حسابات مع المملكة، بل التيمة التي تشكل العمود الفقري للكتاب، ألا وهي الانتقال، توجد في صلب أبحاثه ومشغوله النظري. فقد سبق له أن ألف كتابا في الموضوع، «المغرب في طور الانتقال» عام 2001. ومن بين دول المغرب العربي، إن لم يكن من مجموع الدول العربية، فإن المفهوم ينطبق حصرا على المغرب بالنظر إلى التحولات التي عرفها في العشر سنوات الأخيرة.
يتألف الكتاب من تسعة عشر فصلا، مع تصدير، خاتمة، كرونولوجيا للعقد الأخير، فيلموغرافيا بالأفلام الأحد عشر التي كان لها تأثير في العشر سنوات الأخيرة، ثم بيبلوغرافيا شملت 35 كتابا. كما تضمن المؤلف 19 بورتريها لبعض الفاعلين في الحقل السياسي، الاجتماعي، الفني، الصحافي، المخابراتي، الديني: الأميرة سلمى، مولاي رشيد ومولاي هشام، فؤاد عالي الهمة، شكيب بنموسى، رشيد نيني، ادريس اليازمي، محمد منير الماجدي، جمال الدبوز..إلخ... بعد وفاة الحسن الثاني في 23 يوليوز 1999 اعتلى العرش ملك شاب بأسلوب جديد وتصور مغاير للحكم، وذلك بهدف موقعة المغرب في الخارطة العالمية، من دون نرجسية ولا تدخل. الشيء الذي خلق أملا عارما لدى المغاربة في أن مرحلة «الحكرة» والخوف ستولي بلا رجعة، وأننا على أعتاب تحولات جديدة مؤهلة لوضع المغرب على سكة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وهكذا نزلت البركة على النظام ولمدة عامين، ما بين 23 يوليوز و11 سبتمبر 2001، وخسر المحللون تكهناتهم في موضوع سقوط المغرب في حرب أهلية أو بين كماشة الإسلاميين. ويقدم المؤلف أهم المحطات التي اجتازها المغرب تحت القيادة الجديدة للملك محمد السادس، مشيرا إلى أنه «بالرغم من النقائص، شهد المجتمع المغربي تحولا أكيدا في العقد الأخير. بعد سنوات الرصاص، طوى المغرب صفحة الخوف. عام 2000 هبت ريح الحرية على المغرب، فيما بدأت تنبثق علاقات جديدة مع السلطة بانفراج شباب المدن وتجدد التعبير الشفوي والمكتوب. قورن بين «الانتقال المغربي» و»الموفيدا» الإسبانية. غير أنه ما لبث أن أعيد النظر في التوجه القاضي بأن يكتفي الملك فقط بالهالة الرمزية وبوضعه كـ«أب للأمة». لكن الوضع الوطني والعالمي وطد من قوة المخزن. مخزن في حلة جديدة. مع العمليات الإرهابية التي كان المغرب أحد مسارحها، أصبح الرهان، أولا، هو الإجابة عن تهديدات «الانتفاضة الإسلامية». في هذا الإطار، ما كان على الملك إلا الإسراع في مسلسل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية بعد فشل تجربة التناوب (1998-2002)، فيما بسطت قوات الأمن، تحت إمرة الجنرال حسني بنسليمان وحميدو لعنيكري، نفوذها لمحاربة «التخريب» الداخلي. استمرت مرحلة الانتخابات التشريعية لعام 2007، التي شهدت اندحار الإسلاميين. من 2007 إلى 2009، دخل المغرب في مياه هادئة. بحضوره على الجبهة الاجتماعية، ترك الملك جانبا المشهد الحكومي؛ من دون أن يتردد في مغادرة العاصمة، بل البلد، وذلك على النقيض من ممارسات والده. استحوذ الجيل الذي نصبه على كل مرافق السلطة والتسيير، سواء في مجال الاقتصاد أو في المجال الأمني. بعد سنوات البارود، دخلنا في عصر «الحبة». «شحال عنك ديال لفلوس»، بيد أن المغاربة لا يزالون اليوم في حالة ريبة وفي حيرة من أمرهم. مشاركتهم الهزيلة في الانتخابات التشريعية لعام 2007 والجزئية لـ2008 أرجعت الأحزاب السياسية، على كثرتها وضعفها، إلى لعبتها الغامضة والمبهمة. في هذه الأثناء، حاول القصر ونخبة الدولة استرجاع الفضاءات المهملة خلال عقود، التي كانت وقفا على الدعوة الإسلامية والوهابية. اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي أنكرت السلطات عواقبها عام 2008، بدت كتحدٍّ جديد، اقتصادي،اجتماعي، إنساني والذي يوشك أن يؤثر بقوة على سنوات 20092010. بعد إبعاده لأهم مخاطر «الانتقال»، يحاول النظام تمتين مواقعه ومحصلاته. يعتبر أن الأرض، التي كانت مجالا لإمبراطورية إسلامية والتي تضرب جذورها في العصر الذهبي الإسلامي، لا تملك أي مبرر لكي تنسلخ عن روحها وهويتها. إن قاد تحديث عنيف، صادم وعديم المساوات إلى حافة الفتنة، فإنه على النظام أن يعيد وبكل تأنٍّ تركيب روابط التقليد مجددا. وهكذا، انتصر نقل القيم الإسلامية، الشريفة والوطنية على فضائل انتقال وتحول نحو الديمقراطية. وهذا ما يبرهن عنه اسم الحزب السياسي الجديد، الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه فؤاد عالي الهمة المقرب من الملك عام 2008. ويخلص المؤلف إلى السؤال التالي: «اليوم، كيف يتم تحويل منعطف التاريخ؟». بعد أن قدم تركيبات نظرية مستخلصة من مواقع الفاعلين في الحقل الاقتصادي، السياسي، العسكري، الاجتماعي، خلص المؤلف إلى أن مستقبل المغرب للعقد القادم، وفي مناخ يتميز بالأزمة، يقوم على اكتساب سلسلة رهانات أساسية: النمو الديمغرافي الذي قد يقارب 25 في المائة عام 2025. النزوح القروي، وزن الأصولية، وغياب تسيس المجتمع. ثم هناك القضية الوطنية التي تنتظر حلا لها في إطار السيادة المغربية. على المستوى الثقافي، هل المغرب قادر على التحرر من مآزقه وانحساراته؟ لا تزال قضية المدرسة والتدريس من أهم التحديات التي على المغرب مواجهتها. على المستوى السياسي، هل المغرب قادر على إحداث قطيعة مع نظام «الحكومة المزدوجة»، مع انسحاب قسم من الطبقة المسيرة وقطيعتها مع الشعب؟ إنها بعض من ترسانة أسئلة على المغرب الإجابة عنها في أفق العقد القادم حتى لا يستفحل وضع الشباب ليجد نفسه في المزيد من الاختناق. جند المؤلف أرشيفات الصحافة المغربية، الدراسات والمؤلفات التي كتبت عن المغرب منذ اعتلاء الملك العرشَ، إلى درجة أن الكتاب يعطي أحيانا الانطباع بدراسة صحفية. الإشكال الآخر الذي يطرحه الكتاب هو وضعه لمجموعة من البورتريهات (19 على وجه التحديد) من دون محاولة استجواب أصحابها، مما يخلف انطباعا باستنساخ ما هو معروف ومكرور. ثم تبقى تغطية الحقل الثقافي ناقصة. ويبقى المؤلف مادة تحليلية مكملة للدراسات في تاريخ المغرب، وبخاصة للعشر سنوات تحت حكم العاهل محمد السادس.

المعطي قبال عن يومية المساء

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité