المحاكمات في عهد الملك محمد السادس
معلوم أن المد الماركسي في عهد الحسن الثاني كان في عنفوانه ، لذلك كانت أية كلمة تغيير تقض المضاجع . الوضع في عهد محمد السادس مختلف تماما انطلاقا من محاكمة مدير أمن قصوره و بارونات الحشيش و السلفية الجهادية ذلك أن المد الحقوقي الذي يعرفه هذا العصر يقتضي التشبث... بكلمة التغيير. في ماي 89 و غشت 91 و يوليوز 94 استفاد من العفو الملكي 424 معتقلا سياسيا محكومين في قضايا ذات طابع سياسي . 20 في المائة منهم من المنطقة الشمالية.كانوا أجرأ مما توقع النظام ، شذوا عن القاعدة وتبنوا أفكارا خاصمت واقع مغرب أواخر الستينات ، ورغم ما قضوه من مدد العقوبة السالبة للحرية ، في غياهب السجون المغربية السيئة الذكر والسمعة ،لازال بعضهم شعلة من الاتقاد و التمرد ، فيما بعضهم الآخر كفر بالنضال و اليسار في وطن الخبز فيه و الكراء ، أعوص من سياسة ـ يقولون ـ أغلبها " مزاجية و ازدواجية " من جهة أخرى ، يتوزع واقعهم المالي و الاجتماعي بين امتهان التعليم و المحاماة و المجتمع المدني الحقوقي و الإعلام والرسم و بين البطالة و العزوبة و الانتكاسات النفسية و الطلاق و الارتماء في أحضان " المحاذير"، و الزواج الفاشل المتكرر