Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
30 juillet 2009

الوجه الروحي لأمير المؤمنين الملك محمد السادس

20071008_P_ROIFESوإنه لما قضى الله بوفاة أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين وإمام المسلمين في هذا البلد الأمين جلالة الملك الحسن بن محمد بن يوسف.وكما كانت بيعته الشرعية في أعناق المغاربة وكانت البيعة من الشرع. فإن أصحاب السمو الأمراء وعلماء الأمة وكبار رجالات الدولة ونواب الأمة ومستشاريها ورؤساء الأحزاب السياسية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية الموقعين أسفله. يقدمون بيعتهم الشرعية لخلفه ووارث سره صاحب الجلالة والمهابة أمير المؤمنين سيدنا محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن...»بهذه العبارات الواردة في نص البيعة، يكون أول احتكاك لمحمد السادس بالحكم ذو طبيعة دينية عوض أن يكون ذو طبيعة وضعية. فرغم أن الدستور الذي يؤطر العلاقة بين مختلف السلط ويحدد الاختصاص ينص في الفصل 19 أن الملك هو «أمير المؤمنين. وهو حامي حمى الدين.» فإن تنصيب محمد السادس خلفا لوالده المرحوم الحسن الثاني غرف من الحقل الديني وألبسه لبوس إمارة المؤمنين أولا أخيرا دون أن يشير نص البيعة إلى فصول الدستور.ولهذا لا يفاجئ المرء حينما يعلم أن أول نشاط يباشره محمد السادس، وهو يجلس على العرش، كان نشاطا دينيا بامتياز. ألا وهو رئاسته حفل البيعة عشية نفس اليوم الذي أسلم فيها المرحوم الحسن الثاني الروح لباريها (23 يوليوز 1999). هذه المسحة الدينية ستظل تلازم محمد السادس خلال الفترة المدروسة. إذ قام بـ 197 نشاطا دينيا يتوزع بين أداء الصلوات (الجمعة بالأساس) أمام العموم أو إحياء ليلة القدر أو ذكرى وفاة جده محمد الخامس ووالده الحسن الثاني بالضريح أو تدشين مساجد.
ومن مجموع هذه الأنشطة الدينية نجد ثمان ترددات للملك على الديار المقدسة حيث أدى مناسك العمرة ست مرات بتاريخ (25 دجنبر 1999 ، 26 دجنبر 1999 ، 3 فبراير 2002 ، 4 يونيو 2002 ، 25 يناير 2004 ، 8 دجنبر 2005 ) فيما زار قبر جده النبي محمد (ص) بالمدينة المنورة مرتين، الأولى بتاريخ 27 دجنبر 1999 والثانية بتاريخ 5 يونيو 2002 .
البعد الديني كان هو المتحكم في التنقلات الأولى لمحمد السادس خارج أرض الوطن، إذ أن أول دولة زارها، بصفته رئيس الدولة، كانت هي العربية السعودية، وهذه الزيارة الأولى لم تتحكم فيها الصداقات العائلية بين الأسرتين الحاكمتين في المغرب والسعودية بقدر ما تحكمت فيها الرغبة في أن يبصم محمد السادس طابعه كأمير المؤمنين بأداء الشعائر الدينية بالديار المقدسة.
وإذا أسقطنا الحفل الديني الذي ترأسه الملك بزرهون (3 شتنبر 1999) نظرا لكون هذه المدينة تعد مزارا لأي ملك علوي، نجد أن أغلب الأنشطة الدينية لمحمد السادس هي ظهوره في صلوات الجمعة (86 مرة صلى الجمعة) بعدة مدن أثناء تنقلاته الرسمية يليها رئاسته للحفلات الدينية بأضرحة (مثلا ضريح محمد الخامس بالرباط، مولاي علي الشريف بالريصاني، مولاي إدريس زرهون، الهادي بن عيسى بمكناس إلخ...) وذلك إحياء لذكرى وفاة الحسن الثاني ومحمد الخامس أو إحياء لذكرى عيد المولد النبوي أو ليلة القدر أو فقط لشكر الله مثلما حدث يوم 22 غشت 2000 حينما اصطحب محمد السادس معه كلا من أخيه مولاي رشيد وأخته للاحسناء إلى ضريح مولاي علي الشريف بالريصاني بإقليم الراشيدية لأداء صلاة الشكر لله.
أما باقي الأنشطة الدينية فتنوعت بين تعيينات في مناصب دينية (المجالس العلمية في 30 أبريل 2004) أو تدشين مساجد (مسجد النور بأزرو، مسجد محمد السادس بورزازات، مسجد الانبعات بسلا مسجد محمد السادس بالحسيمة، إلخ...) أو استقبال مسلمين وعلماء دول أخرى (مثلا رئيس البعثة الإسلامية بكوسوفو يوم 8 مارس 2000 السيد أرسلان مورادي أو علماء السنيغال لدى زيارة الملك لدكار يوم 8 ماي 2001 و2 يونيو 2004 أو يوسف جمعة خطيب المسجد الأقصى بفلسطين الذي استقبله بفاس يوم 13 مارس 2009 ليقدم له شكر الفلسطينيين على مواقف المغرب اتجاه غزة إلخ...) أو رئاسته للدروس الرمضانية. وتظل سنة 2007 هي المميزة طوال العشر سنوات من حكم الملك محمد السادس حيث شهدت 45 نشاطا، ولم يقتصر الأمر على المغرب بل تعداه إلى دكار حيث ترأس الملك محمد السادس يوم 16 يناير 2007حفلا دينيا ترحما على روح الخليفة العام للأسرة العمرية بالسنيغال، كما شهدت نفس السنة وضع الحجر الأساس لبناء المقر الجديد لدار الحديث الحسنية. أما في سنة 2009 وحتى شهر ماي فإنها تميزت بالتأكيد الملكي على ضرورة إدماج الخطاب الديني في صلب المشروع المجتمعي لتحقيق التنمية البشرية

إعداد اسبوعية الوطن الآن

Publicité
Commentaires
M
يشير الفصل 19 من الدستور المغربي إلى أن الملك هو أمير المؤمنين و حامي حمى الملة و الدين ، كما هو الممثل الأسمى للأمة و رمز وحدتها ، و يشير الفصل 20 إلى أن العرش ينتقل بالوراثة إلى الولد الذكر الأكبر سنا
A
سنوات من الأوراش الكبرى بقلم:أقريش رشيد<br /> <br /> <br /> تاريخ النشر : 2009-07-28القراءة : 86<br /> <br /> <br /> <br /> 10سنوات من الأوراش الكبرى<br /> <br /> جلالة الملك عمل على إثبات تواثب الأمة وخيارتها بخطة طريق متكاملة الرؤية الإستراتيجية لمغرب الغد <br /> <br /> إصلاحات ملكية كبرى همت المجال الديني لتحصين الهوية المغربية<br /> <br /> أقريش رشيد _سلا الحبيبة<br /> <br /> المغرب كأي بلد يخضع بالضرورة إلى مجموعة من التحولات والتطورات التي تتراوح مكانتها حسب الإرادة السياسية للفاعلين السياسيين في أفق وضع تصور استراتيجي يعزز آليات الديمقراطية بالوطن،هذا التصور تتجاذبه مجموعة من الأطياف السياسية بما فيها الدولة كجهاز أول. و وضع التصور في البلدان العربية يأتي من آلية الإنتخابات عبر قوة المؤسسات التي تعنى بتدبير شؤون البلاد، وتختلف الدول في هذا الباب فلكل واحدة طرقها في تدبير ملف الدمقرطة السياسية، و كذلك الشأن بالنسبة للمغرب، ونظرا لكون النظام الملكي مؤسس على نظام ملكي وراثي فان الملكية المتجدرة في المغرب كان لها الأثر الأنفع في تاريخ استمرار الأمن والسلام بالمغرب، بغض النظر عن مجموعة من المحطات التاريخية التي عرف فيها لعبة شد الحبل بين بعض الأحزاب السياسية في فترات معينة، أثبتت قوة النظام في وجه كل التحديات التي واجهته، و على العموم فالتاريخ السياسي المغربي بإيجابياته و سلبياته هناك إجماع حاصل وطنيا وبكل مكونات الحقل السياسي و المدني على ضمان وحماية النظام الملكي الدستوري الفاعل و الديناميكي. وتختلف طرق تسيير الملوك المغاربة لفتراتهم السياسية وذلك تبعا للمتغيرات الدولية والإقليمية والوطنية ولكل ملك رؤية سياسية تناسب المرحلة، و إذا أردنا الوقوف على تجربة جلالة الملك محمد السادس نصره الله في هذا لباب نجده منذ اعتلائه عرش أسلافه أنه أعتمد إستراتيجية شمولية متكاملة، اكتشفناها من كل خطبه التي ألقاه سواء بمناسبات البرلمان أو الأعياد الوطنية أو الدينية مذكرا بتفصيل أهم الملفات التي تؤرق الدولة، واضعا خطوطا عريضة أمام الفاعلين السياسيين أي الحكومة والبرلمان لتناولها من الناحية التقنية والمالية مادامت مرتبطة بشؤون الوطن. و يمكن إجمال أهم المواضيع السياسية التي تناولها الملك كرؤية إصلاحية للمغرب إنطلاقا من تشخيص واقعي للمرحلة التي يمر منها المغرب نجد الجانب الروحي و العقائدي للشخصية المغربية، تشخيصا راعا المتغيرات العالمية والوطنية برؤية حكيمة معتدلة حيث أعطى جلالته كامل العناية للحقل الديني بديناميكية تستجيب لخصوصيات الهوية المغربية، وهي إشارة منه لتفعيل دور العلماء في إعمال العقل وفق المتغيرات الراهنة و وفق المنهج الإسلامي ذي المذهب المالكي المعتدل الذي يعطي للفرد القيمة في الكرامة الإنسانية بعد أن عرف هذا القطاع الديني فترة ركود متسما بالمحافظة. <br /> <br /> ففي خضم تصاعد التيار الديني الإسلامي المتطرف أو ما يعرف في علم الاجتماع السياسي ب" المشروعية البديلة" مند أحداث11 شتنبر من عام 2001، بادر جلالته بإصلاح الحقل الروحي بإعادة هيكلة وزارة الشؤون الإسلامية وتعديل القوانين المتعلقة بأماكن العبادة وتحديث التعليم الديني في المملكة. كما تم إنشاء المجلس العلمي الأعلى لتوضيح المواقف الدينية من مواضيع تهم الرأي العام وضبط الفتاوى محمد السادس إصلاحاً واسعاً على هذا الصعيد، في ما اعتبر بمثابة "ثورة صامتة"، ترافقت مع "فوضى فتاوى" ساهمت في تضخيمها بعض الفضائيات ومواقع الانترنت التي مررت الأفكار الهدامة للأمن و لسلم العالميين، و هي إشارة منه باعتباره أميرا للمؤمنين وحامي الملة والدين أن يقف بيده على تطوير القطاع الروحي المهم في الشخصية المغربية،حاميا إياها من كل انزلاق من شانه توسيع دائرة التطرف والإرهاب انطلاقا من إصلاح المجلس العلمي الأعلى وأئمة المساجد. ولم تستثن الجالية المغربية في الخارج من تلك الجهود؛ حيث أنشئ مجلس علماء مغاربة في أوروبا. على المستوى الوطني عمدت الوزارة الوصية على إطلاق برنامج واسع لتأهيل أئمة المساجد في المدن والأرياف البالغ عددهم 45 ألف إمام.في نفس السياق، تم تأهيل عدد من الداعيات ما يدل على رياح الانفتاح والحداثة التي تهب على الحقل الديني بالمغرب. واستكمالا للرؤية الملكية فإن القطاع احتاج أيضا إلى إصلاح المنظومة التعليمية للشؤون الإسلامية وهو ما ثم بالفعل بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية "دار الحديث الحسنية" التي كانت تدرس العلوم الإسلامية والشريعة فقط وباتت تدرس أيضا مواد مثل الدراسات الدينية المقارنة واللغات القديمة منها والحية والعلوم الاجتماعية والاقتصادية. ومن الجوانب الايجابية الأخرى لهذا الإصلاح، تقديم منح بحثية للائمة والدعاة وخريجي جامعة القرويين للعلوم الدينية في مدينة فاس واستكمال الدراسة في جامعات انغلوساكسونية بالخارج.<br /> <br /> الحقل الديني بالمغرب ليس قطاعا سهلا بل هو ركيزة من ركائز النظام والأمن ويحتاج دائما إلى نظرو اجتهاد وتوفيق حكيم بين متطلبات العصر وأصول العقيدة وهو ما دفع بجلالة الملك إلى إعطاء الأولوية للمجالس العالمية الدينية للنظر في مدونة الأسرة وإواليات الفتوى درءا لكل إنزلاق من شأنه تشتيت البعد الديني ويفقد الشخصية المغربية مرتكزاتها.<br /> <br /> ألإشعاع الديني عبر الدروس الحسنية<br /> <br /> عمل جلالة الملك على استمرار البعد الديني من خلال الدروس الحسنية التي سنها الملك المغفور له الحسن الثاني، في مثل هذه المبادرات تتضح معالم الرغبة في توحيد النظرة العلمية لقضايا الأمة الإسلامية وتتجدد الروابط بين العلماء لمناقشة سبل ضبط آليات الحداثة والأصالة، وتعتبر الدروس الحسنية الرمضانية مرجعا لعلوم الفقه والشريعة من خلال محاضرات لثلة من علماء الإسلام من مختلف أمصار العالم العربي و الإسلامي والغربي، ومن معالم الحداثة مشاركة المرأة المغربية في هذه الدروس القيمة باعتبارها النصف المكمل لبناء المجتمع، إنطلاقا من مبادئ الإسلام التي كرمتها وحفظت لها كرامتها الإنسانية في أن تحتل مكانتها إسوة بنساء مروا عبر التاريخ تاركين بصمات واضحة في الوعي والإرشاد الديني. <br /> <br /> جلالة الملك عمل على إثبات تواثب الأمة وخيارتها بخطة طريق متكاملة الرؤية الإستراتيجية لمغرب الغد والمجهود الملكي المبذول بهذا الشأن هو مثله المبذول في باقي القطاعات الأخرى التي أعطى فيها جلالته توجيهات وإرشادات تعتبر خططا تعتمد على ما اسماه حفظه الله بالمنهجية التشاركية و التعاقدية لبناء مغرب الغد بأقل تكلفة ممكنة.
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité