صحف المغرب الخاصة تتسلق اسوار القصر الملكي في سنة 2009
لم يكن متوقعا أن يشهد 2009 محاولة صحف مثل "المشعل، والأيام، والجريدة الأولى" التسلل إلى دروب القصر الملكي، ومعرفة أسرار ترى السلطات أنها غير مسموح لأي شخص سوى أفراد قلائل من الأسرة الملكية الحديث فيها، ألا وهي صحة العاهل المغربي محمد السادس، حيث حاولت تلك الصحف معرفة حقيقة مرض العاهل الذي اكتفى بيان للديوان الملكي بالقول إنه تعرض لوعكة صحية، دون ذكر تفاصيل ذلك، وخرجت بعناوين تندرج ضمن قائمة المناطق المحظورة، مثل "حقيقة مرض الملك"، "مرض الملك يؤخر انطلاقة الدروس الحسنية".
وبرغم أن القانون الجنائي المغربي وقانون الصحافة يتضمن بنودا واضحة في وجوب احترام النظام الملكي والإسلام والوحدة الترابية، فإن تلك الصحف سارعت بتناول الموضوع وإعداد ملفات إعلامية عن مرض الملك.هذا الاقتحام قاد مسئولي تلك الصحف إلى المحاكم وغرف التحقيق، الأمر الذي أدى لسجن بعضهم ودفع البعض الآخر غرامات متفاوتة وإغلاق مقرات عمل بعض الصحف مثل جريدة "المشعل، أخبار اليوم".وأدى نشر أسبوعية "نيشان" و"تيل كيل" الفرانكفونية لملفات حساسة حول ثروة الملك ومدى رضا عينة مستطلعة عن أدائه بعد عشر سنوات (1999-2009) إلى حرق العدد الذي تضمن استطلاع الرأي ومنع جريدة "لوموند" الفرنسية من توزيع العدد المذكور بالمغرب، وكاد أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية حول حرية التعبير بين فرنسا والمغرب.وجاء نشر يومية "أخبار اليوم" الخاصة لرسم كاريكاتوري لزواج الأمير مولاي إسماعيل بزوجته الألمانية لتدخل الصحيفة في أزمة تنتهي بإغلاق مقر عملها، وما زالت تطورات محاكمة الصحفيين المرتبطين بنشر أخبار حول الأسرة الملكية مستمرة في قاعات القضاء وإن كان بعضها حسم بالحكم بإدانة صحفيين، مما جعل السنة "عاما أسود على الصحافة الخاصة"، على حد تعبير مراقبين.ودفعت الضغوط الإعلامية للصحف الخاصة ومنتديات الإنترنت إلى الإفراج العاجل عن التلميذ العاشق للبارصا (نادي بارشلونة الإسباني)، الذي حور الشعار الوطني "الله، الوطن، الملك"، لوضع "البارصا" ضمن ثلاثية الشعار ليصبح "الله، الوطن، البارصا".ولم تتوقف محنة الصحافة الخاصة في تناول أخبار الأسرة الملكية، بل أدى نشر أخبار متعلقة بالزعيم الليبي معمر القذافي إلى إحالة ثلاث جرائد مغربية إلى القضاء وهي المساء، والجريدة الأولى، والأحداث المغربية، ومازلت القضية في ساحات القضاء.
بتصرف عن الاسلام اونلاين