أسرار مثيرة بين الحسن الثاني و اليوسفي و البصري
لم يكتب للكثير من تفاصيل حياة السياسيين، ومختلف الفاعلين والمسؤولين المغاربة، أن ترى النور، وذلك للعديد من الاعتبارات، يرجع أهمها إلى طبيعة المجتمع الذي يتحركون فيه، والبينة الهرمية العمودية لشكل الدولة.
فبالنسبة للخصائص الاجتماعية، فثمة من يذهب إلى القول بأن عموم المغاربة يتصفون ب"التكتم" في البوح بالمكنون، حيث تتأطر علاقاتهم وتصرفاتهم، بمرجعيات اجتماعية تحث على عدم إفشاء ما يعتمل في دواخلهم، وهو ما يمكن إحالته على نوع "التربية" التي يتلقاها المغربي والمغربية من المهد إلى اللحد، مما لا يساعد على "انبثاق" الخصوصيات الفردية، بل يجعلها تتلاشى في الذهنية الجماعية، إن لم نقل "القطيعة" أما فيما يتعلق بالاعتبارات السياسية، فغالبا ما تتم الإشارة إلى أن طبيعة النظام السياسي المغربي، لا تفسح المجال للمبادرة الفردية، باعتبار أن القرار السياسي يتجه رأسا من أعلى إلى تحت، ومن ثمة يجد المرء المشتغل بالسياسة، أن وجودهم مشروط بمدى خضوعه للهرمية العمودية للنظام السياسي. فعلى سبيل المثال إن الوزير الأول المغربي، لا يمكنه أن "يقترف" خرجات إعلامية، كلما كان الظرف، أو الحديث يقتضي ذلك، لأنه لا يتوفر على صلاحيات البث في عديد من الأمور المتصلة بالشأن العام. وهنا نتنقل من "واجب" التحفظ الذي يتصل بطبيعة العمل السياسي، إلى نواهي ومنظورات عدم التحفظ