مولاي هشام:العالم العربي بين القوميّة العربيّة والإسلام

.لقد عشنا فصولا عديدة من البطولة والوحدة والنجاح تحت راية"القومية العربية" و هو مفهوم حدد وانعش كذلك عددا من الحركات والفاعلين الذين ساهموا في احداث تغيير بالمنطقة فلم يكن من السهل وضع حد للإستعمار والقومية العربية هي التي ربحت هذه المعركة وساهمت في نسج الروابط بين الدول الناشئة لما سيسمى "العالم الثالث"إلا ان هذه الحركة لم تكن تتسم بالكمال:فقد انحرفت مثل كل التيارات عن مسارها وتعرضت لعدة تغييرات بيد أنها وفرت لشعوب كانت تناضل من أجل تقرير المصير أفقا وحدويا ومستقبلا واعدا يتجاوز المصالح الفردية والطائفية والوطنية ومشروعا عبأها في إطار حركة جماعية .إن هذه النظرة الوحدوية بل والكونية ..هذا المشروع المعم بالأمل نفتقده اليوم بشكل كبير مع أن مكوناته مازالت تطبع خيالــنا كما يشهد على ذلك إسـتمرار المظاهرات المساندة للقضية الفلسطينية وقد وقفنا على هذا الأمر خلال النزاع الذي كان قطاع غزة مسرحا له ما بين دجنبر 2008 ويناير 2009 فرغم الجهود المتواصلة التي تبـذلها الحكومات الغربـية وضغوطها على البـلدان الصديقة بالمنطقة لتأجيج الخلافات بين الشعوب فإن الجماعات المختلفة-الأصوليين الدينيين والعلمانيين السنة والشيعة العرب والفرس من المغرب العربي إلى الخليج -تعيد تشكيل وحدتها دوما من خلال اظهار الدعم الدائم للفلسطينيين وتتمثل هذه الرغبة الوحدوية كذلك وياللمفارقة في دعم مختلف أشكال الأصولية من التيارات الصوفية والتقوية للإسلام إلى السلفية المتطرفة