Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
12 juillet 2010

العاهل المغربي يدعوا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لبلورة اتفاق بيئي جديد

royalpic_news__02قال العاهل المغربي الملك محمد السادس إنه أصبح لزاما على المجتمع الدولي التحرك الفوري من أجل بلورة اتفاق بيئي جديد لمواجهة التحديات البيئية المصيرية، يقوم على أساس مبدأ المسؤوليات المشتركة، المراعية لمختلف الأوضاع، مشيرا إلى أن هذا التعاقد لن يكون عادلا ومنصفا، إلا بتحمل البلدان المتقدمة مسؤولياتها البيئية التاريخية، من خلال التعهد باتخاذ خطوات ملموسة وجريئة وملزمة، وقابلة للتطبيق، وفق جدول زمني دقيق، بشأن تخفيض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وقال العاهل المغربي، في رسالة وجهها مساء أمس، إلى المشاركين في ندوة «الطاقات المتجددة: وثبة على طريق التنمية البشرية»، وهي الندوة الأولى في فعاليات موسم «أصيلة» الثقافي الثاني والثلاثين، التي تلاها المستشار الملكي محمد معتصم، إن بلاده تتطلع إلى أن تشكل اتفاقية كوبنهاغن، على الرغم من نقائصها، أرضية مناسبة لاتفاق شامل وملزم، يتم اعتماده في قمة «كانكون»، في نهاية هذه السنة. مشيرا إلى أنه في نطاق المقاربة الإقليمية، فإن المنطقة المتوسطية، مؤهلة، عبر الاتحاد من أجل المتوسط، لتكون فضاء محوريا في معالجة قضايا البيئية والطاقة، وانعكاساتها الاقتصادية على دول المنطقة، باعتماد منظور تشاركي يقوم على وضع استراتيجيات مندمجة وملائمة للتطوير التكنولوجي، وإعداد مشاريع ملموسة في مختلف المجالات وبصفة خاصة الطاقات المتجددة. إلى ذلك، قال ملك المغرب إن الثورة الجديدة التي يشهدها مجال الطاقة والاقتصاد الأخضر، يفتحان آفاقا آمنة أمام مستقبل التنمية المستدامة للبشرية، بيد أن هذا القطاع الواعد، يضيف العاهل المغربي، يواجه عدة عوائق، خاصة في دول الجنوب، وفي طليعتها إشكالية إيجاد الموارد المالية لتطوير وتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة، وعدم توحيد المعايير التكنولوجية العالمية في هذا المجال، فضلا عن كون التطور التكنولوجي، لا يواكب التحديات، التي يفرزها التقدم الصناعي، والعولمة، وهو ما يلقي على الدول المصنعة مسؤولية تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة، وتسهيل نقل التكنولوجيا إلى دول الجنوب، في أفريقيا والعالم العربي وأميركا الجنوبية، التي تتوفر جميعها، على قدرات هائلة لإنتاج الطاقات المتجددة. وزاد الملك محمد السادس قائلا إن المغرب، بحكم موقعه الجغرافي والجيو - استراتيجي المتميز، مؤهل ليكون ملتقى وجسرا للتواصل الطاقي جنوب - جنوب، وشمال - جنوب. كما أنه يعتبر الوكالة المغربية للطاقة الشمسية «ورشا نموذجيا بمرجعيته وتجربته الرائدتين، مفتوحا أمام الدول الشقيقة، لا سيما الأفريقية منها». ومن هذا المنطلق، يضيف العاهل المغربي، «نؤكد بأنه إذا كانت الثروات الطبيعية والطاقية الهائلة، التي تزخر بها دول الجنوب، قد تعرضت، خلال المرحلة الاستعمارية، للاستغلال المفرط، فإنه مع كامل الأسف، لم يتم استثمارها على أحسن وجه، بعد الاستقلال، ما عدا بعض النماذج الحكيمة النادرة، بل تم تسخيرها، في عدة حالات مؤسفة، لخدمة نزوعات الهيمنة والتوسع، والتسلح المفرط وغير المجدي، ومؤامرات التجزئة، ومطامع وأوهام الاستقطاب الآيديولوجي. وبذلك تحولت هذه الثروات إلى نقمة، بدل أن تكون نعمة». وكم كانت الشعوب وقتها، يقول ملك المغرب، تعلق آمالا كبيرة على استثمار هذه الثروات، في خدمة التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في ظل التدبير الجيد. وذكر العاهل المغربي أنه في عصر تسوده قيم التنمية المستدامة، والديمقراطية التشاركية، والحكامة الجيدة، وحتمية صيانة سيادة وهوية الأوطان، ضمن اتحادات اقتصادية، للإفادة المثلى من العولمة، وتفادي شراستها، يجدر نبذ هدر الموارد والطاقات في غير الصالح العام، مشيرا إلى أن ذلك لن يتأتى إلا بالتخلي عن أوهام الهيمنة البائدة، وتدارك اختلالات الماضي، وتسخير ثروات بلدان الجنوب الطبيعية والبشرية، في خدمة تقدم شعوبها، واستثمارها لتقوية التضامن والاندماج في ما بينها، والتكامل مع محيطها الجهوي والدولي. وقال العاهل المغربي: «إننا واثقون بأن الآراء والمقترحات الوجيهة، التي ستصدر عن هذه الندوة الهامة، على غرار سابقاتها، لما هو مشهود به لـ(منتدى أصيلة) العريق، وللمشاركين المرموقين في ندواته القيمة، من خبرة واسعة، وكفاءة وحصافة رأي، ستساهم في تعميق الوعي بالإشكالية البيئية وتعقيداتها، والإحاطة بمختلف جوانب التطورات في ميدان الطاقات المتجددة، لتسخير ما وهبنا الله سبحانه من شمس وريح وماء، لما فيه صالح ونماء وطمأنينة وكرامة شعوب البشرية جمعاء». وأبرز ملك المغرب أنه بتخصيص جامعة المعتمد بن عباد ندوتها الرئيسية لهذا الموضوع الكوني، فإنها ترسخ الإشعاع المشهود وطنيا وجهويا ودوليا لـ«منتدى أصيلة»، كمنارة لتكريس حقيقة أن الثقافة تعد رافعة قوية، وطاقة بشرية لا ينضب معينها، بل إنها لا تقل أهمية، إن لم تكن أقوى شأنا من العوامل المادية المحضة، لا سيما في عصر مجتمع المعرفة والاتصال، ليس فقط للنهوض بالتنمية المستدامة، وإنما للتداول بشأن أمهات القضايا العالمية، الراهنة والمستقبلية. وخاطب العاهل المغربي القائمين على مؤسسة «منتدى أصيلة» بالقول: «عمادكم في ذلك ما هو معهود في (منتدى أصيلة) وجامعتها الصيفية، من روح النقاش الحر والبناء، ومن تشبع بفضائل تفاعل الحضارات والثقافات والإخاء والمواطنة الكونية، والتضامن والتسامح والاعتدال، واحترام الكرامة الإنسانية». وزاد قائلا: «تلكم القيم المثلى التي نحن أشد ما نكون حرصا على أن تظل بلادنا منارة وهاجة لها، و«منتدى أصيلة» من مصابيحها المضيئة، ضمن مغرب تعد ملتقياته الثقافية والفنية، بمختلف تعبيراتها، أحد شواهد انفتاحه الحضاري». ورحب العاهل المغربي بالإمارات العربية المتحدة، ضيف شرف الدورة الثانية والثلاثين لموسم «أصيلة» الثقافي الدولي، وأشاد بمؤسسة «منتدى أصيلة»، وبأمينها العام، محمد بن عيسى، الذي وصفه بـ«محب جنابنا الشريف»، للجهود السخية، التي ما فتئ يبذلها، لجعل هذا الموسم الدولي ملتقى ثقافيا مشعا، للحوار والنقاش، وتبادل الرأي، بخصوص أهم الإشكالات والقضايا العالمية الراهنة. ونوه ملك المغرب باختيار المنتدى لموضوع «الطاقات المتجددة»، اعتبارا لأهمية هذا الموضوع، الذي يرتبط بشكل وثيق بقضايا البيئة، التي لم تعد اليوم مجرد انشغالات نظرية مجردة، بل تحولت إلى تحديات مصيرية، تسائل المجموعة الدولية والبشرية جمعاء، بفعل التدهور المتسارع للأنظمة البيئية، واختلال توازنها، والاستغلال المفرط للثروات الطبيعية. وقال الملك محمد السادس إنه استشعارا لجسامة هذه التحديات، ما فتئ المغرب يحرص على التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمحافظة على البيئة، ومواجهة التغيرات المناخية. وزاد قائلا: «وإدراكا منا للدور الهام للطاقات المتجددة والنظيفة، في النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة، عملنا، ضمن استراتيجية تنموية جديدة، على إطلاق مبادرة وطنية طموحة للتنمية البشرية، ومشروع رائد عالميا للطاقة». وأشار إلى أن بلاده أطلقت مشروعا كبيرا للطاقة الريحية، من خلال إنشاء كثير من المحطات الريحية، «التي جعلنا المناطق الشمالية للمملكة، بالنظر لإمكاناتها الهامة، تضم المحطة الأكبر من نوعها في أفريقيا، وذلك في إطار برنامج يروم إحداث حقول ريحية جديدة». وقال ملك المغرب إن هذه الإنجازات الطاقية المتجددة «من شأنها تعزيز ما تنتجه بلادنا من الطاقة الهيدروكهربائية، وذلك بفضل التقدم المشهود عالميا للمغرب في بناء السدود»، مشيرا إلى أن المحطات التي تعمل بالطاقات المتجددة، ستمثل 42 في المائة من مجموع القدرة الكهربائية الوطنية في أفق2020

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité