الواقفون على باب الملك
يمضي مراد 'اسم مستعار' وقتا طويلا وهو ينظم حركة السيارات داخل موقف السيارات الدي يعمل به في العاصمة.الدراهم التي يعدها آخر الليل,وهو يقفل عائدا الى منزله,ليست كل ما كان يطمح اليه,خاصة أن بعض زملائه السابقين يوجدون اليوم خلف مكاتبهم,داخل ادارات ووزارات,بعدنا شاركهم المغامرات و الملاحقات من أجل الظفر بلقاء مباشر مع الملك,وتقديم طلب اليه ليقضي لهم حاجتهم.يعود مراد بذاكرته لأكثر من عشر سنوات مضت.يحكي كيف ظل يراقب,رفقة أصدقائه بشاطىء الوداية,في انتظار أن يصل الملك محمد السادس(ولي العهد آنذاك)لمزاولة رياضته المفضلة ركوب الأمواج بالمون الكبير بالرباط."أخذنا لأنفسنا مكانا بارزا في المون.وكان كلما مر الملك أمامنا نصفق عليه ونهتف باسمه وحياته.وبقينا على هذا الحال مدة طويلة استمرت شهورا عديدة.وفي أحد الأيام,جاء عندنا حراسه الشخصيون بأمر منه وتسلموا منا طلباتنا وحملوها اليه",يحكي رشيد.ايوا كيفاش انت مخدمتيش؟"أنا ما عندي زهر,صفطوني لوزارة النقل,بقاو كيدو وجيبو في وما قضاو لي حتى غرض.وصحابي اللي كانو معايا سهل عليهم الله.شي فالبوسطة وشي فالمحكمة وشي ف..."قصة مراد تكاد تطابق,الى حد كبير,قصص الكثير من شباب الرباط وسلا وما جاورهما.بالنسبة الى بعض من سئم العطالة وعاش أسوأ لحظاته,فان الحصول علر رسالة ملكية تأمر لهم بعمل أو وظيفة,يبقى حلا وحيدا.البعض يرى في ذلك سبيل رزق يستحق أن يركب الفرد من أجله المخاطرة,في حين ثمة فئة ترى فيه أسلوبا صائبا,بمبرر أن الملك هو"راعي الأمة وحامي حقوق أفرادها".واللي بغا شي حاجة يقصد الدار الكبيرة و تقول نكتة شعبية ان سيدة كانت في الشهر الأخير من الحمل أفاقت على حلم أفرحها,مفاده أن الملك محمد السادس تقدم عندها ومنحها زرورة للطفل الرضيع.السيدة بشرت زوجها بهذا الحلم.أواه الملك جا براسو وعطاها الزرورة لولدها.أما الأب فقد كان له تفسير خاص لهذا الحلم,ورد بهدوء على زوجته وهو متيقن من جوابه:"صافي ولدنا غادي يخرج سمايري".هذه"المهنة"ارتبطت كثيرا بمحمد السادس,وقد ظلت رسائل التوظيف التي تحمل أختاما ملكية,لأمد طويل,سبيلا مهما ووحيدا بالنسبة الى كثيرا من الشباب من أجل الحصول على وظائف قارة لهم وامتيازات لعائلاتهم