الملكية... ومن يهددها
لقد آن الأوان لطرح السؤال المضني عمن يهدد الملكية في المغرب حقا وفعلا ؟، حتى ولو طرح السؤال بالمرار والتكرار، ومن يروي الوريد الذي يسمم مسارها، ويحور طريقها لتكون ملكية مجموعة من "المافيات" عوض ملكية الشعب، ومن يسمم حبال العلائق بين المؤسسة الملكية وبين باقي الفئات الشعبية ؟، ومن يجعل الناس حيارى بين حرارة نار التشبث بالشرعيات الثلاث للملكية (وأقصر الحديث عن المؤسسة الملكية)، الشعبية والدينية والتاريخية، وما تضفيه في ظل البطانة الفاسدة، من شرعيات على الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي من جهة، وبين التوق إلى الانعتاق من حبال هؤلاء إلى عيش كريم، يسود فيه العدل والعدالة الاجتماعية وتسود فيه باقي القيم الإنسانية الكونية والمنبثقة عن المرجعيات المحلية الثابتة، من جهة ثانية.إذ لطالما عاشت شريحة انتهازية فوق صدور المغاربة، تحتجر وراء ستار فزاعات مقيتة، مستعينة بالفارق بين القصر والشعب، وبين المقدس والمدنس، وبين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام، وخلط الأوراق بعضها ببعض، لتكتسب شرعيتها على شفا جثت رموز وتنظيمات سياسية حزبية ودينية وحركات اجتماعية، وتسوِّق نفسها حامية الحمى وراعية الملكية والوطن، ومميطة اللثام على الابتذال والنفاق الاجتماعي والسياسي، وكاشفة "اللاعبين بالنار"...مستخدمة كل أنواع الأسلحة، ما ظهر منها وما بطن، لضرب مهددي مصالحها الذاتية وتكتلاتها "المافيوزية".والراصد للحراك في المحيط الملكي، وتدافع الملفات بين المقربين من المربع الذهبي، يستطيع الجزم منذ الوهلة الأولى - قبل أن يتسلح بأدوات التحليل وفك عقد الخيط الرابط بين مختلف المنظومات المشكلة للنظام – يجزم بكون التهديد يأتي الملكية من بين يديها ومن بين ظهرانيها