Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
27 avril 2006

حوار مع سمو الامير مولاي هشام

في أول حوار له بعد صمت طويل، يقول الأمير مولاي هشام إن تقييمه للوضع العام في المغرب ما زال كما هو، بما أنه لم يغير موقفه الذي سبق أن عبر عنه وأثار عليه موجة من الانتقادات بسبب الحدة التي طرح بها أفكاره… في هذا الحوار يعود الأمير الذي وصفته بعض الصحافة بـ"الأمير الأحمر" لطرح أفكاره بهدوء بعد أن أخذ مسافة كافية تهيئه للتأمل من بعيد كي يرى عن قرب

> شاركت الأسبوع الماضي في ندوة عقدت بباريس في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، بمداخلة تحت عنوان "مصير العالم العربي بعد الحرب على العراق: صراع من أجل الديمقراطية والتنمية". ويلاحظ أنك متفائل إزاء مشروع أمريكا لدمقرطة العالم العربي. هل فعلا هناك آمال حقيقية في مشروع مثل هذا؟

أنا لست متفائلا، بقدر ما أحاول قراءة أبعاد السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة في هذه الظروف. ومن خلال هذه القراءة أرى أن مبادرة أمريكا فيما يسمى بمشروع نشر الديمقراطية في العالم العربي، يمكن أن تشكل فرصة مساعدة على تقوية المنحى الديمقراطي، رغم قناعتي أن أصل المشروع الأمريكي، كما سبق أن قلت في عدة مناسبات، لا يرمي الى الدمقرطة كهدف أول، بل إن المشروع الأمريكي يهدف في المقام الأول لإعادة ترتيب شرق أوسط جديد، ينسجم أكثر مع المصالح الأمريكية. وهذا المشروع أوسع من منطقة الشرق الأوسط، فهو يهم كل مناطق النفوذ الأمريكي في العالم. بدأ من الشرق الأوسط، لأن هذه المنطقة استراتيجيا حيوية من أجل الوصول الى مصادر الطاقة. وهذا المشروع سيستمر ليرسم خارطة عالمية جديدة تحت شعارات مختلفة. وإذا رجعنا الى الدراسات والأبحاث الاستراتيجية التي أنجزت في عدد من مراكز التخطيط والتفكير الاستراتيجي مثل "PNAC" >مشروع لقرن أمريكي جديد<، نجدها تؤكد أن أي مشروع جديد لأمريكا في العالم لا يمكن أن يقبله الرأي العام الأمريكي ويتحمل تكاليفه المالية والبشرية إلا مع وجود >بورهابر< جديد، أي هجوم كبير على أمريكا مثل الذي حصل في الحرب العالمية الثانية عندما هجم اليابانيون على القاعدة الأمريكية >بورهابر<، وقد شكل حدث 11 شتنبر بالفعل حدثا من هذا الوزن، دفع الى إخراج المشروع من رفوف المراكز الاستراتيجية الى ساحة الصراع الدولي

ومع ذلك، ما زال هناك تيار وسط المحافظين الجدد في أمريكا يعتبر أن إدخال الديمقراطية الى العالم العربي جزء من هذا المشروع الأمريكي للهيمنة على العالم، في حين يرى آخرون أن هذا شعار ويمكن تغييره إذا اقتضت الضرورة. لهذا قلت أنا متفائل تفاؤلا حذرا، إنني أعرف أبعاد المشروع الأمريكي لإعادة رسم صورة جديدة للخارطة الدولية، وأرى في أدوات هذه السياسة فرصة أو منفذا يمكن أن يستغل من قبل التيارات الديمقراطية في العالم، لإعادة اكتشاف دفعة جديدة للديمقراطية في منطقة جافة سياسيا

نظريا، تبدو هذه المقاربة ممكنة، وعمليا تبدي جل التيارات الديمقراطية خوفها من المشروع الأمريكي لدمقرطة العالم العربي، ألا ترى أن الشكوك تغلب على الآمال في هذه المرحلة؟

أوافق الرأي القائل بصعوبة الأمر، صعوبة استغلال دعوة لأهداف غير الأهداف الحقيقة التي نشأت من أجلها. ولكن هذه هي السياسة الدولية، لا أحد يخطط لمصالح الآخر، كل دولة تدافع عن مصالحها وفق أجندتها ومصالحها القومية. سأضرب مثالا للتوضيح فقط، رغم وعيي بوجود الاختلاف؛ كان الملك الراحل محمد الخامس والزعيم التونسي الحبيب بورقيبة، يعتمدان مقاربة مختلفة عن باقي قادة التحرير في العالم العربي، فقد طالبا بالاستقلال والحرية في بلدانهما دون القفز على الحقائق أو تجاهل الواقع، وكان الواقع آنذاك هو قوة النفوذ الاستعماري الفرنسي في المنطقة، فالمعادلة هي كيف تحافظ على مطالبك دون قطع صلتك بحقائق الواقع والانتقال من السياسة الى اليوتوبيا، على أهمية الحلم في حياة الشعوب

> كيف يمكن للنخب العربية أن تثق في المشروع الأمريكي لعالم عربي دمقراطي، وهذا المشروع بدأ باحتلال العراق، وتهديد إيران والتحرش بسوريا. ووضع السعودية في المرمى البعيد للأهداف الأمريكية القادمة؟

أرى ضرورة انسحاب أمريكا من العراق، وهذا موقف صادر عن مبدإ لا علاقة له بالنقاش حول تطورات العلاقات الدولية ومشروع أمريكا في المنطقة، فاحتلال أمريكا للعراق سواء مباشرة أو عبر حكومة معينة انتخابيا أمر مرفوض، ولا يمكن أن يقبل البتة. إذا انسحبت أمريكا من العراق، فربما هذا سيدفع الى تشجيع السنة على المشاركة السياسية في إعادة بناء العراق، وسيدفع هذا الانخراط الى التخلي عن دوافع المقاومة المشروعة، ومن جهة أخرى سيقلل من أعمال العنف غير المبررة


> واجهت أمريكا صعوبات كبيرة في العراق، وهو ما دفع كثيرين الى القول إن المشروع الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط وقف عند العراق، هل سيدفع هذا الفشل أمريكا لمراجعة سياستها تجاه المنطقة؟

جوهريا، لا أستطيع القول إن الولايات المتحدة غيرت سياستها تجاه المنطقة، وإنما أستطيع أن أقول إنها بدأت تجرب مقاربات جديدة لتطبيق سياساتها في المنطقة، بحيث بدأت باعتماد أسلوب عسكري في التعاطي مع بعض الأنظمة، وكانت البداية هي العراق، ثم لجأت الى تنصيب نفسها قاضيا للحكم على شرعية الأنظمة الحاكمة في المنطقة، لكن بعد سنتين بدأنا نلحظ التغيير بعد الصعوبات التي وجدتها أمريكا في العراق، منذ اجتماع >أسلاند< الذي ضم قادة الدول الثمانية الأكثر تصنيعا في العالم "G8" بدأ الخطاب الأمريكي ينادي بالشراكة مع الأوربيين من أجل الدمقرطة في العالم العربي بواسطة إشراك الأنظمة بدل الإطاحة بها، وذلك لإرضاء الأوربيين دون أن يعني هذا الاقتناع بوجهة نظرهم، وانتقل الأسلوب من العنف الى الحصار ومن الحرب الى التضييق على بعض الأنظمة مثل سوريا وإيران والسودان… الآلة هي نفسها لكن طريقة اشتغالها تغيرت. التغير الثاني الذي طال المقاربة الأمريكية تجاه المنطقة العربية، هو أن الولايات المتحدة بدأت تكيف خطابها الدبلوماسي ومطالبتها بالديمقراطية لتتناغم مع مطالب ومشاعر الشارع العربي والقوى الحية في المجتمع المدني، وكل هذا من أجل محاصرة الأنظمة داخليا وإحراجها سياسيا ودفعها الى >التغيير< من الداخل. من جهتها حاولت الأنظمة العربية أن تلعب ورقة >محاربة الإرهاب< وأن تتجه الى نسج حلف أمني مع أمريكا، مستغلة الهواجس الأمريكية تجاه ملف >الإرهاب<. وخطة الأنظمة العربية هدفها محاصرة إمكانية التقاء مطالب أمريكا مع مطالب الشارع حول ضرورة الديمقراطية. ولهذا، رأينا هرولة عدد من الأنظمة للتعاون الأمني والاستخباراتي مع أمريكا، ومن جهة أخرى، عمدت الأنظمة الى مقايضة أمريكا بالتطبيع مع إسرائيل، مقابل التخلي عن شعار الديمقراطية.
وهكذا رأينا دعوة الرئيس التونسي زين العابدين ابن علي شارون لزيارة تونس. وفتح سفارة إسرائيلية في موريتانيا، وإعلان بيرز أن المغرب مستعد لاستقباله في الرباط دون أن يصدر ما ينفي ذلك رسميا

ماهي الصعوبات الأخرى التي يمكن أن تلاقيها أمريكا مع دول الجوار العراقي؟

إيران خلقت أزمة للإدارة الأمريكية، لأن احتلال العراق وسقوط نظام صدام حسين جعل من إيران قوة إقليمية، إيران كان لها عدوان ومنافس في المنطقة؛ الأول هو نظام طالبان في أفغانستان، وهذا النظام أسقط بعد أحداث 11 شتنبر، والعدو الثاني كان هو عراق صدام حسين وتمت الإطاحة به، أما المنافس فهو السعودية، وهي توجد الآن في وضعية صعبة، كل هذه المتغيرات جعلت إيران المستفيد الأول من الوجود العسكري لأمريكا في المنطقة، هذا دون الحديث عن ارتباطات جزء من شيعة العراق ومرجعياتهم الدينية بالحوزات العلمية في إيران


هل وصلت السعودية الى حل أزمتها مع أمريكا بعد زيارة الأمير عبدالله الى واشنطن؟

الأزمة لم تحل، تم تأجيلها والتحكم في تفاعلاتها ربما، لكن حلها نهائيا هذا مستبعد، ما دام أن هناك تيارا وسط المحافظين الجدد يرفض التنازل عن أفكاره وعن رؤيته الى السعودية ونظام الحكم فيها باعتباره رأس الرمح في الإسلام المحافظ، وإن كان تيار آخر ما زال يعتقد بإمكانية التوصل الى تسوية مع السعودية، على اعتبار أن المس باستقرار النظام السعودي قد يدفع الى الحكم بقوى راديكالية معادية لأمريكا، ويبدو أن الرئيس بوش يميل الى التيار الثاني


> اعتبر تقرير التنمية البشرية أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، أحد أسباب ضعف التنمية السياسية في المنطقة، ألى هذا الحد تشكل إسرائيل عائقا أمام تقدم المنطقة؟

الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أكثر من مجرد أخذ أرض من أصحابها، إنه فعل يضرب شرعية الأنظمة العربية في العمق، خاصة وأن بعضها جاء الى السلطة تحت مبرر تحرير فلسطين العربية، والبعض الآخر قوى وجوده في السلطة تحت مبرر حماية المقدسات الإسلامية في فلسطين. كان هناك ربط مباشر أو غير مباشر بين شرعية الأنظمة الحاكمة في العالم العربي وقدرتها على حل هذا النزاع. الناس أصبحت ترى في أنظمتها مظهرا من مظاهر العجز عن تحرير الأرض، خاصة وأن النزاع أصبح درماتيكيا، ويعرض نفسه كل يوم على ضمير العربي والمسلم من خلال النقل اليومي للأحداث عبر وسائل الإعلام. ثم لا ننسى أن فلسطين تحتل مكانا كبيرا في أدبيات الخطاب الأصولي. فالكثير من هذه الأدبيات تستعمل للشحن الإيديولوجي والاستقطاب السياسي، ويمكن أن نتوقف عند حقيقة أن أكبر المظاهرات التي خرجت في المغرب وأندونيسيا مثلا نظمت حول دعم الانتفاضة الفلسطينية وليس حول مشاكل داخلية

هل ترى أفقا لحل النزاع في فلسطين، بعد إعلان شارون الانسحاب من غزة؟

لا أرى شيئا جديدا في سياسة شارون واليمين الإسرائيلي، الانسحاب من غزة استراتيجية إعلامية ودعائية من أجل إخفاء التماطل للتفاوض حول القضايا المصيرية والوضع النهائي.

ارشيف الجريدة الاخرى

Publicité
Commentaires
H
أقول لسمو الأمير مولى هشام سر على خطى جذك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكن وفيا لبلدك .
S
السلام عليكم مولايا الامير مولاي هشام.أوجه اليك هده الرسالة راجيتا من الله ومنك ان تساعدني في مشكلة ان قبلت مساعدتي فسأكون ممتنتا لك سيدي وان لم اتوصل بأي رد لكي أقول طلبي فسأعذرك لاني اعرف ان هم الدنيا كثير.وتقبل مني فائق التقدير والاحترام.وشكرا لكم سيدي ومولاي.تحياتي
غ
http://ahlabint.yoo7.com
A
Dear Prince there is my e`mail adress i am looking forward to know u if u dont mind may God bless u .
غ
حماك الله وحفظك في جمالك وهيبتك وابعد عنك الشر وعيون الحساد المحبة في شخصكم ahlabint@hotmail.fr
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité