حسن الراشدي«أنا ملكي حتى النخاع»

1957: ولد بمكناس 1976

وقع أول عقد مهني له مع جريدة الميثاق الوطني 1999

: رزق بابنه الأول أثناء تغطيته لجنازة الحسن الثاني 2003:عين مديرالمكتب قناة الجزيرة بالرباط

هاجمتك مؤخرا بعض الصحف بشدة دون أن يصدر عنك أي رد، هل تؤمن بقولة المسيح «من ضربني على خدي الأيمن أدرت له خدي الأيسر»؟

أنا فعلا مثل المسيح. ليكتبوا ما يشاؤون، وحده عامل الزمن قادر على الكشف عن عدة حقائق. ليس لي أي مشكل مع من يريد أن ينتقد الخط التحريري لقناة الجزيرة، فكلامنا ليس بكلام مقدس. كما أنني لست منزها عن الخطأ المهني، لكن أن ينبشوا في حياتي الشخصية ويجرحونني ويتهمونني بأشياء ليست في ولن تكون، فهذا عبثي جدا ولا يستحق حتى التعليق.

معارفك يقولون إنك إنسان هادئ ومسالم، ألا يتناقض ذلك مع تب

كم من ملاكم تراه على الحلبة شرسا، بينما هو حمل وديع في حياته الشخصية.

أنت شرس إذن في حياتك المهنية؟

قواعد المهنة تتطلب مني ذلك. لكنني لا أتطاول على الناس.

واش ما كانش نطق حرف الزاي والسين يخلق لك مشكلا، كمعظم المكناسيين، عندما كنت مذيعا؟ مشكلتي الحقيقية كانت مع حرف الراء، رغم أنني ماشي فاسي. كنت تتـــدرب على الإلقاء الإذاعي بواسطة راديــــــــــــو كاســــــــيت يملكه أحد أصدقــــــــــــــائك! هل كنت تتـــــــــــــوقع حينها أن تصـــــــــبح مديــــــــــر أحد مكاتب الجزيرة؟

لا، الذي حدث هو أنني قررت أن أصبح صحافيا دوليا بعد تغطيتي للزيارة التي قام بها المغفور له الحسن الثاني لكينيا سنة 1981، فتعــــــلمت الإنجلــــيزية، وجمعت حقائبي، وكنت أقـــــــول للجميع إنني لن أقف عند حدود طنجة.

أنت عميد الحراگين المغاربة؟

أنا أول حراگ صحافي

. كدت تفــــــــقد حيــــــــــــاتك في إحدى تغطياتك لحرب الصـــــــــــــحراء، ألم تفكر بعدها في تغيير الحرفة؟

أتذكر كيف أن طائرة عمودية فقدت توازنها في منطقة وارگزيز... كان معي حينها مجموعة من قدماء الصحافيين لكن الله حفظنا. هذه الحادثة كانت حافزا دفعني إلى ولوج حقل كان بعيدا عني وهو حقل المراسل الحربي. كنت ضمن أول المغاربة الذين دخلوا إلى الداخلة، وأول طائرة ركبتها في حياتي كانت من نوع هرقل س 130.

أين أحسست بغربة أكبر؟

الإمارات. قـــــدومي إلى هــــــــذا البلد كان أول اتـــــصال لي بــــــمنطقة الـــــــــــخليج بعد غربتي في أوربا. مكتب الجزيرة في الرباط أقل جرأة من مكاتب هذه القناة في دول أخرى،

علاش؟

الحراك السياسي في المغرب مكشوف، والصحف المغربية تتحدث عن أشياء أكثر مما تتحدث عنه الجزيرة. تصور لو أنني أكتب عن اعتصام لطلبة عاطلين في الكويت مثلا أو تونس أو غيرها.. سيكون ذلك عنوانا عريضا في الصفحات الأولى للجرائد. في حين أنه في المغرب يعتبر خبرا عاديا جدا. هذا العامل قد يؤثر على أي مجهود نقوم به، إضــــــــــافة إلى أننا مقيدون بشعارنا «الرأي والرأي الآخر».

لكنكم في الجزيرة متهمون بالتحيز للرأي الآخر، في الغالب، رأي بن لادن مثلا...

إذا كنت تعتقد ذلك فأقول لك إننا نتحيز أيضا لبوش ورايس وأولمرت... نحن قناة إخبارية، وحينما يخلق الإسلاميون الحدث فمن واجبنا أن ننقل رأيهم.

لكنكم لا تتخذون أي موقف نقدي بعد إذاعة خطاب لبن لادن، يفترض أنه يحث على الإرهاب، كما تفعلون مع غيره، وتقدمون أيمن الظواهري بوصفه «شيخا»!

أنا لم أسمع يوما أحد الزملاء يقول «الشيخ أيمن الظواهري...» وإذا سبق أن حدث هذا الأمر فهو خطأ ولابد أنه صحح.

علاقة مكتب الجزيرة بالرباط مع السلطات المغربية مثل علاقة القط مع الفار، شكون فيكم القط وشكون الفار؟

لا أوافق على هذا الوصف. علاقتنا ما فيها لا قط ولا فار، فنحن نعتبر أنفسنا ضيوفا على هذا البلد وعلينا أن نحترم تقــــــــاليده، وأن ندخل البــــــــــيوت من أبوابها وليس من نوافــــــذها.

خلال حوارك الأخير مع خليهنا ولد الرشيد على قناة الجزيرة كنت تخاطبه «السيد الرئيس»، لــــــــــو قدر لك أن تحاور محمد السادس على الجــــــزيرة هل ستخاطبه «جلالة الملك»؟ سأقول له «صاحب الجلالة»، لأنني واحد من رعاياه أولا، ولأن الصحافة آداب وأخلاق ولم تكن يوما مهنة من لا مهنة له، ولكل مقام مقال. وأنا ملكي حتي النخاع.

خط تحرير الجزيرة الجريء؟