ذ. محمد زيان، منسق الحزب المغربي الليبرالي: المخابرات الأجنبية تسعى إلى إفقاد القصر هيبته

يرى الأستاذ محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، بأن الحملة التي تستهدف أفراد الأسرة الملكية ليست في نظره، بريئة أو مجانية. ولا يتردد في اتهام المخابرات الجزائرية والإسبانية بالوقوف وراءها بغية تقزيم المغرب وتحقيره.

* لوحظ مؤخرا أن العديد من التقارير والتعليقات (صحفية أو غيرها) تتضمن اتهامات بتورط أفراد من الأسرة الملكية في قضايا تجارية أو خدماتية بشكل يوحي باستغلال الوضع الاعتباري لـ « أمير» للحصول على منافع وامتيازات. ما هو قراءتك؟

- كلمة تورط غير صحيحة، كل ما هناك أننا بدأنا نلاحظ بأن هناك رغبة لدى بعض الصحفيين بالهجوم على العائلة الملكية. وهذه التصرفات لا يمكنها أن تكون مجانية...

* ولكن توارد الأخبار عن ارتباط اسم هذا الأمير أو ذاك بهذه الشركة أو تلك تكثف في السنتين الأخيرتين دون أن يصدر عن القصر الملكي أي بلاغ ليوضح للرأي العام حقيقة الأمور؟

لما تولى جلالة الملك محمد السادس العرش كان يشاع في مراكز القرار أن المغرب عليه أن يتجنب التشويه بسمعته وكان التراجع عن بعض المتابعات أو عدم القيام بما يمليه القانون على الحكومة وعلى المؤسسات القضائية يندرج في هذا السياق، أي سياق تجنب التشويش على المغرب بالخارج وتشويه سمعته. وهذه الخرافة دامت إلى حدود سنة 2006 . أما اليوم فأصبحنا نسمع خرافة جديدة.

* ما هي؟

- هذه الخرافة تتجلى في أن يكون لهذه الأفعال سببا سياسيا أو خلفية معينة. وبالتالي إذا قام القصر بأي خطوة اتجاه من سولت له نفسه بالتدخل في شؤون العائلة الحاكمة ستكون الخطوة لصالح من يمارس الابتزاز. أي أن القصر سيسقط في الفخ.

وشخصيا أعتبر المبررين معا خاطئين سواء في الحالة الأولى أو في الخرافة الثانية. فهناك قانون وهو واضح وكل من ارتكب قذفا عليه أن يعتذر ومن يرفض الاعتذار يجب أن يعاقب. فإذا كان الصحفي في القرن 21 لا يعتقل بسبب نشر خبر زائف فإنه يتعين أن يؤدي تعويضات مهمة أو غرامات. بغض النظر عن أن هناك واجب حماية المؤسسات الدستورية للبلاد.

وهناك نية ثالثة لهذه الحملة، ألا وهو الوصول إلى غاية أساسية تكمن في أن يفقد القصر الملكي بكل مكوناته بريقه وهيبته.

* من له مصلحة في أن يفقد القصر هيبته وبريقه؟

ابدأ بالجزائر شرقا وإسبانيا شمالا وبغيرهما من الدول التي ترى في تحقير المغرب وتقزيمه هدفا استراتيجيا وعالميا. فالمغرب، أحب من أحب وكره من كره، انطلق اقتصاديا فضلا عن كون موقعه تجعله يضبط جميع المواصلات عبر العالم. ففوق سمائنا أكبر كنز، ألا وهو التقاء كل المكالمات.

بين الشرق والغرب تمرعبر سماء المغرب وهذا ما يبرر وجود عدد كبير من شركات الهاتف بالمغرب كمراكز مكالمات (centre d'appel) أضف إلى   ذلك أن هناك احتمال يتجلى في وجود قنوات الغاز والبترول والكهرباء بالبحر المتوسط حولت هذا الأخير إلى قنبلة ملغومة مما جعل النقاش يتجه إلى ضرورة تحويلها نحو الجنوب لتمر عبر الصحراء وصولا إلى جزر الخالدات.

وبالتالي فالمغرب مستهدف لأنه إذا استطعنا ربط القارة الافريقية بأوربا عبر نفق فكل اقتصاد افريقيا سيمر على ترابنا.

* ولكن مع ذلك يبقى السؤال المحير، ألا وهو سر صمت القصر في الرد على هذه الأخبار. لماذا هذا الصمت؟

أظن أن هناك استفزاز من طرف بعض المراكز الاستخباراتية التي تستعمل بعض المغاربة الذين يعتبرون أن وضعهم الخارجي ومكانتهم لدى دولة أجنبية أهم من مكانتهم داخل المغرب ويظهرون استعدادا هائلا لتحقير المغرب لإبراز شخصيتهم.

وما أود قوله أن المغرب خلال خمسين سنة تمكن من خلق حصانة ثابثة، وهي مؤسسة رئاسة الدولة، أي لدينا ملك ليس موضوع أي نقاش أو اختلاف أو رفض من طرف الأغلبية الساحقة. فإذا اعتبرنا أن هناك قلة ترفض الملكية كنظام وبأن أنصار هناك التطرف الديني الذين يشككون في إمارة المؤمنين، فإن الأغلبية الكاسحة تتجاوز 90 في المائة من المغاربة تحوم حول المؤسسة الملكية، وهذا المعطى مهم جدا. ويبقى على المغرب أن يوجه اهتمامه ليكتمل البناء المؤسساتي عبر التوفر على جهاز قضائي قوي ومحترم وقادر على قول كلمة الحق. وهاتين الركيزتين ستساعد على خلق مؤسسة دستورية ثالثة وهي أن يكون البرلمان ذو تمثيلية صادقة، لتقودنا نحو مؤسسة رابعة، وهي حكومة مسؤولة.

وإذا حصلنا على هذا البناء فإن المغرب سيرتقي نحو الأعلى.

* في انتظار اكتمال هذا البناء، ما الذي يتعين على القصر مباشرته لإدارة الحملات التي تستهدفه؟

ليست لدي نصائح أعطيها للقصر أو لأحد أعضاء الأسرة الحاكمة، لسبب بسيط، ألا وهو أني لا أتوفر على التجربة الضرورية والنظرة الشمولية للتكلم في أمور أجهل عنها الكثير. ولكن أكرر أنه تبث تاريخيا أن الحكم هو القوة، (le pouvoir c'est la force)، فحاليا هناك انطباع بأن الحكم المغربي ضعيف، في حين ينبغي أن يبقى الحكم قويا، فالنظام الديمقراطي والبرلماني لا يعني أنه يجب أن يكون ضعيفا، بل بالعكس نحن نريد أن نستمد القوة من التعددية ومن الحرية وليس من القمع والضغط والعنف.

فالاشكالية ليست مرتبطة بالعرش أو المخزن، بل هي إشكالية جماعية. وعلى المغاربة أن يكونوا مغاربة أولا. ولتكون مغربيا عليك أولا أن تقوم باختيار واضح:هل المغرب ومصالحه قبل مصالحك؟ وهل أنت مستعد لإعلان ولائك لدولة أجنبية؟

فعندما ترى في الحكومة أن هناك من يتباهى بكونه يحمل جنسية ثانية.

* (مقاطعا) كم من وزير مغربي يحمل جنسية أجنبية؟

- أكثر من ستة وزراء.

* وما هي أسماؤهم؟

- لن أعطيها لك، فحينما أرى وزيرا مغربيا يحمل جواز سفر أجنبي أتقزز لأن الأمر يحز في نفسي. فضلا عن ذلك حينما أرى فعاليات سياسية أو فكرية أو صحفية تتعامل مع دول أجنبية وتعتبر نفسها بأنها تساعد المغرب بتعاملها مع أجهزة عسكرية أو مخابراتية أجنبية، أتساءل هل هذا مخطط أجهزة مخابراتية مغربية تستعمل هذا الشخص كمخبر؟ إن كان الأمر كذلك فإن هذا مخبر فاشل بالتأكيد. لأنه ما من تجربة في العالم تخلق الإيمان بالخائن. فالخائن يبقى خائنا ولا مصداقية له. فالمغربي الخائن يتعرض للتحقير دائما. ومن المستحيل أن يطمئن جهاز استخباراتي لمخبر خائن.

* هل المخابرات المغربية بليدة إلى هذا المستوى لتغيب عنها هذه المسألة البديهية؟

- لا أدري، ولكن أنا أفكر بصوت عال. فكلما استمر من يؤمن في المغرب بأن الأجهزة الأجنبية تريد المصلحة للمغرب أكثر من النظام المغربي يخلق لنفسه تناقضا جوهريا ويجعل التقدم مستحيلا.

* لماذا لم نسمع عن تحرك مخابرات المغرب للتصدي لما وصفته باستهداف البلاد من طرف قوى أجنبية؟

اليوم هناك أكثر من 50  في المائة من المغاربة يرغبون في الحصول على جنسية  أجنبية.

* ولكن كيف توصلت إلى هذا الرقم، هل أنجزت دراسة تخضع لقواعد المسح العلمي؟

- نعم ، أقول 50 في المائة يرغبون في العيش بالخارج، وهذا واضح من خلال قوارب الموت عوض البقاء في المغرب، ثانيا كل مسؤول يحب المال المغربي ولا يحب البقاء في المغرب، أي كلما بقي في مركز القرار فإنه يحب المغرب وإذا لم يبق في هذا المركز يهرب إلى الخارج. وهناك وزراء أولون ووزراء عديدون غادروا المغرب للخارج واستقروا هناك لأنهم لم يبقوا في المسؤولية، وهذه فضيحة.

* لكن خلال سبع سنوات والمغاربة رهائن الصراع داخل العائلة الملكية؟

- أبدا، لا أظن أن ما نعيشه حاليا من أزمة سياسية أو تعثر اقتصادي ناتج عن كون هناك صراعات داخل العائلة الملكية، فهذا غير صحيح على الاطلاق.

* ولكن ها هي أخبار تتحدث عن اختيار مولاي رشيد للمنفى بأمريكا دون أن يصدر أي بلاغ من القصر؟

- تلك أخبار مرتبطة بكون الصحافة لما لم تجد شيئا يشغلها حول رجالات السياسة وجهت اهتمامها إلى العائلة الملكية بالرفع مستوى الإشاعات إلى أفراد هذه العائلة.

Comments

[k36]

tbarkallah 3la si karimnet :d:d:d

[zious]

j aimerai savoir s il s agit d un site officiel ou amteur.
de plus je vous félicite de la super la pésentation des sujets et photos.
merci

[oussama123]

هدا شرف لي ان اتكلم مع سيادتكم انا اسمي اسامة و عمري 16 سنة و انا فرح جدا بتكلم مع سيادتكم واطلب منك يدالعون وهدا رقم هاثفي 015559885

[نادية]

بسم الله الرحمن الرحيم
ان ينصركم الله فلا غالب لكم
صدق الله العظيم