كواليس خلافات الأمراء لاقتسام ثروة الحسن الثاني
كيف أصبحت الأسرة الملكية من أثرى أثرياء العالم؟؟ و حقيقة تدخل شيراك لحل مشاكل توزيع التركة الملكية
من من المغاربة الأجيال الجديدة,يمكنه تصديق,أنه أتى على الملك محمد الخامس وأسرته,حين من الدهر,كانوا لا يجدون ما يقومون به اودهم(قوتهم)الا بشق الأنفس,حيث كانت-أي الأسرة الملكية-تنظر صرة مال قليل,تنفحه اياها سلطات الاستعمار,بتقتير شديد,زمن الخضوع للمعمرين الفرنسيين في المغرب والمنفى؟ومن يصدق أيضا,أنه حذث ذات مرة,أن كان محمد الخامس,غداة استقلال المغرب,يناشد وزير الاقتصاد والمالية الشاب عبد الرحيم بوعبيد, في حكومة ذ عبد الله ابراهيم,من أجل"تملك"قصر الدار البيضاء,وتغيير السجاد القديم بقصر الرباط ,ومن يصدق أن الضائقة المالية بلغت بولي العهد الحسن الثاني,خلال أيام المنفى,الى حد الاستيلاء على بعض مخصصات الأسرة الملكية,للانفاق على بعض ملذاته؟كثيرة هي التفاصيل العجيبة والغريبة, التي تطويها علاقة الملكية بالمال في النغرب,وبكل تأكيد فان أغلب هذه التفاصيل مازالت طي الظلمات,تنتظر أوقات"أفضل" لتخرج للعلن,غير أنه لحسن الحظ,ثمة تأريخ من طرف بعض الاعلاميين والأكاديميين الأجانب,لبعض تفاصيل علاقة الأسرة الملكية بالمال,وبالاطلاع على بعض منه-أي التفاصيل-تترسخ في الذهن والقلب تلك المقولة القديمة الجديدة القائلة"ان زواج المال والسلطة مفسدة كبيرة..."ثمة معطيات كثيرة أكدت هذه الحقيقة السرمدية,تجمع لدينا منها نزر غير يسير,وذلك من خلال طرح أسئلة متناسلة عن علاقة الملكية بمصادر الثروة بالمغرب.
فليس من شك أن عهد الحسن الثاني شهد"التثبيت" الحقيقي لأسس النفوذ الملكي الديني والدنيوي,من خلال دستور سنة 5 نونبر 1962,الأكثر من ذلك أن الرجل-أي الحسن الثاني-عمل على تطبيق مقولة أحد مثقفي الاستعمار الفرنسي وهو"جورج سبيلمان"حينما قال"المغرب ملك الملك"حيث انطلقت عملية "تمليك"وليس"مغربة" للاقتصاد المغربي في وقت مبكر-بداية الاستقلال-بتضافر مع طموحات فرنسا في مغادرة المغرب من الباب,والعودة اليه من النافذة,ويبدو أن كلا المصلحتين,الملكية والااستعمارية,التقتا لتطويق المغرب ورهن مستقبله,وكذلك كان
من المعطيات التي تجمعت لدينا بهذا الصدد,أن الحسن الثاني فعل كل شيء من أجل أن يكون المغرب له لا لغيره,وفي سبيل ذلك اعتمد الكثير من التدابير والخطوات,نأتي في ملفنا هذا,الذي نقترحه على قارئنا,على العديد منها اقتصادية وفلاحية ومالية و...الخ.كما نفتح المجال لايراد معطيات,لاول مرة,بصدد النزاع الذي نشب بين أفراد العائلة الملكية غداة رحيل الحسن الثاني, بصدد اقتسام الثروة الهائلة التي تركها,وكيف كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك هو لعب"جوكير"الحل و غيرها من التفاصيل التي ظلت طي الكتمان لاعتبارات لا تخفى.
محمد الخامس لم يكن ملكا ثريا
لقد أجمع الباحثون على أن الملك محمد الخامس لم يكن ثريا ولم يكن يولي الاهتمام لجمع أو مراكمة الثروة بل كان يكتفي بما يجعله يعيش مع عائلته عيشة كريمة.
وبعد عودته من المنفى كانت ثروة الملكية أقل بكثير من ثروة أغنياء المغرب.وفي هذا الاطار يمكن الاشارة الى ما كشف عنه الصحفي"ايناس دال" في كتاباته,وهو الذي عمل خمس سنوات كمراسل للوكالة الفرنسية للأخبار()بالمغرب,وذلك بخصوص برقية ل"أندريلويوس ديبوا"مؤرخة في 3 يناير 1956,جاء فيها أن السلطان محمد الخامس كان يرغب أن تقوم فرنسا بتعويضه بشكل مناسب عن 26 شهرا التي قضاها مضطرا رفقة أسرته في المنفى بكورسيكا ومدغشقر,وكان قد قدر ما صرفه بما يناهز 70 مليون فرنك فرنسي كتعويض عن الأضرار,وفي 4 يناير 1956 أذن"آلان سافاري" بتحويل التعويض المذكور الى حساب السلطان بالرباط
الثورة الملكية بين محمد الخامس والحسن الثاني
حسب أغلب المؤرخين والمحللين الاقتصاديين,لم يكن الملك الراحل محمد الخامس ثريا جدا,عندما استعاد المغرب استقلاله سنة 1956.في حين راكمت العائلة الملكية ثروات طائلة خلال عهد الحسن الثاني,الا أنها ظلت محجوبة عن المغاربة,فلم يكن الفصل 168 من قانون المسطرة الجنائية ليشجع البحث والتقصي حول مصادر ثروة الملك والأسرة الملكية,ورغم أن المعارضة في عهد الحسن الثاني كانت تندد بالرشوة والفساد الا أنها كانت تتجنب الحديث مباشرة عن الملك وأسرته.
تعددت وتنوعت مصادر الثروة الملكية بسرعة فائقة في الستينات,عبر الاستمرار في قطاع التجارة الخارجية ومشاركة الرأسمال الأجنبي,آنذاك بدأ يرسم بوضوح الخط الفاصل بين مغربين مغرب الملك والأسرة الملكية والدوائر المحيطة بالبلاط من جهة,وهو مغرب الثروات والأرباح الطائلة,ومن جهة أخرى,مغرب الفقر الخاضع للقمع الدائم والمستمر,حيث ابتداءا من من يوم 7 يونيو 1965 أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن حالة الاستثناء,وأضحى يتحكم في كل شيء الى حدود سنة 1970. منذ ذلك الحين أصبح الحسن الثاني الملاك العقاري والمقاول الأول وأكبر صاحب رأسمال بالمغرب,وذلك عبر شبكات متقاطعة من الشركات والأشخاص الذين كانوا يظهرون في الواجهة,فأهم الصناعات المغربية المنتجة لأكبر الأرباح,في المنظومة الاقتصادية المغربية,كانت منذ منتصف الثمانينات بحوزة الملك,وكذلك امتداداتها في الخارج.
فعلاوة على الثروة المتواجدة بالتراب الوطني(أراضي,عقارات,شركات,مصانع,أبناك,قصور,ضيعات ومساهمات...),فانه كان يتوفر على حسابات بنكية بسويسرا وأراضي وأملاك عقارية و"رانشات"بأوروبا وأمريكا والبرازيل... وبعد وضع يده على جزء كبير من خيرات البلاد,عمل الملك الراحل الحسن الثاني على تنمية ثروته خارجها.في هذا الصدد اقتنى بمعية أحد وزراء الجنرال فرانكو سابقا,2000 هكتار من غابات البرازيل.كما كشف أكثر من مصدر علاقة الحسن الثاني المصلحية بجملة من كبريات الشركات الفرنسية منها"سكوا"و"بويك"و"صاف"و"دوميز"و"نادي البحر الأبيض المتوسط".
أبناء الحسن الثاني وتركته المالية و خلافات الأمراء والأميرات التي فضها جاك شيراك
حينما وجه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك,دعوة للملك الحسن الثاني لحضور الاستعراض العسكري الفرنسي ليوم رابع عشر يوليوز,وهو امتياز نادر جدا من قادة فرنسا اتجاه نظرائهم عبر أنحاء المعمور,فقد كان واضحا أن الحسن الثاني كان يعرف أن أيامه الأخيرة معدودة في دنيا الحياة والأحياء,فقد كانت نظراته التائهة من أعلى المنصة الشرفية بساحة باب النصر بباريس بادية للعيان,كان يفكر بدون شك بمصير أولاده من بعده,لذا فانه بمجرد انتهاء الاحتفال الفخم المذكور اختلى بصديقه جاك شيراك وقال له هذه الكلمات بتأثر غير معهود عن الحسن الثاني"اسمع يا صديقي العزيز,ان أجلي وشيك وانني أترك لك أبنائي وأحفادي,ارجو أن تكون بمثابة الأب الذي لن أكونه".
يمكن القول من خلال العديد من الوقائع التي تلت,ان جاك شيراك التزم بالوعد الدي قطعه مع الحسن الثاني,فقد سارع بمجرد نزوله بمطار الرباط وسلا,في اليوم الموالي لرحيل الحسن الثاني بتاريخ 23 يوليوز 1999,الى الهمس في أذن محمد السادس"انني مدين بالكثير لوالدكم وأنا على استعداد لأفعل كل ما تطلبونه مني" .وبطبيعة الحال-كما لاحظ ذلك الصحافي الفرنسي بيير توكوا الأكثر معلافة بكواليس العلاقة الفرنسية المغربية-لم ينتبه الملك الشاب آنذاك لجملة شيراك,واكتفى بالاجابة باقتضاب"نعم...نعم...شكرا",وانتقل الى باقي المعزين من الرؤساء والملوك,غير أن شيراك كان قد وضع نصب عينيه أن ياخد بيدي الشاب الحديث العهد بشؤون الحكم,كما وعد بذلك والده,غير أن الأيام التي تلت جاءت بمستجدات لم تكن في الحسبان,فحسب بعض المعطيات المتوفرة فانه بمجرد مواراة جثمان الحسن الثاني,عرفت ردهات وأبهات القصر الملكي بالرباط حركة جلبة خافتة,بين أغلب المقربين من الملك الراحل,والسبب هو محاولة تأمين المستقبل ضد عاديات الزمن,حيث نشر مثلا بيير توكوا في كتابه"آخر ملك...أفول سلالة",معلومات بهذا الصدد,أرجع بعضها الى السنوات الأخيرة لحياة الحسن الثاني,وفصل مثلا في الواقعة التي حدثت بين المرأة الأثيرة التي كانت لدى الحسن الثاني من كل نساء القصر,ونعني بها فريدة الشرقاوي,غهذه الأخيرة حاولت مد ربيبها هشام منداري بالكثير من الأموال التي كانت قيمة عليها في غرفة نوم الحسن الثاني,غير أن المعني-أي المنداري-استغل الفرصة وأقام بسرقة العديد من شيكات الحسن الثاني الموقعة على بياض,كما اخذ أيضا معه وثائق كثيرة من الخزانة الخاصة للملك ثم ذهب لى أمريكا واوروبا مهددا ولي نعمته السابق,بافشاء العديد من الأسرار الخطيرة الخاصة بالقصر,بيير توكوا تحدث أيضا عن الفوضى التي عمت أرجاء القصر,حيث حاولت العديد من محضيات الحسن الثاني,انتزاع مجوهرات وحلي واموال خفية من خزائن الحسن الثاني بقصر تواركة,وذلك اتقاء لمغبة أيام الخصاص,سيما أن ولي عهد الحسن الثاني-أي محمد السادس-لم تكن نواياه واضحة بشأن مصيرهن,وقد كانت الأجواء الجنائزية التي غرق فيها القصر"مناسبة" لاتيان حركات دخول وخروج من القصر دون اثارة الشكوك,وتحدث البعض عن حلي ومجوهرات وكل ما خف وزنه مما يمكن للنساء اخفاؤه في أماكن حميمية من اجسادهن,قد خرجت من القصر في تلك الأوقات العصيبة.
غير أن الحدث الحقيقي بصدد مصير الكثير من ثروة الحسن الثاني الحقيقة هي التي كانت موضوع نزاع بين أشد المقربين اليه,فحسب الصحافي الفرنسي بيير توكوا المتخصص في افشاء أكثر الأسرار المغربية غوصا في الصدور,وذلك بالاعتماد على مصادر من حاشية القصر,فان الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان مطلوبا منه ذات يوم من صيف سنة 1999,عقب مرور بضعة أشهر على وفاة الحسن الثاني أن يقوم بزيارة مفاجئة خاطفة الى العاصمة الرباط,حيث جرى اجتماع مغلق بينه وبين أبناء الحسن الثاني,وكان الموضوع هو الطريقة التي ستتم بها توزيع التركة المالية الهائلة التي خلفها الراحل,وحسب الفرنسي نفسه,فان نزاعا كان قد شب بين الأمراء والأميرات,لذا كان مطلوبا من جاك شيراك أن يحل الاشكال قبل أن تتحول الأمور الى ما لا تحمد عقباه,كأن ينفض المتنازعون عنه ويذهب كل واحد منهم ليقول ما لديه من تظلمات في اماكن شتى من العالم حول"حقه" الذي لم يصله من تركة الحسن الثاني,وكان-حسب الصحافي توكوا دائما-أن استطاع الرئيس الفرنسي مما لديه من علاقات وطيدة,شبه أسرية,مع أبناء الحسن الثاني(لقد كان رئيس الدولة الأجنبي الوحيد,الذي ينطق أسماءهم بالعربية بالدقة المطلوبة,في مخارج الحروف حسب توكوا)أن يقترح صيغة لتوزيع الثروة الملكية بين الفرقاء,نالت رضاهم ونزعت فتيل التباغض الذي كان على وشك الاندلاع.
حكى الصحافي الفرنسي المذكور أيضا بعضا من تفاصيل هذا الخلاف الملكي,بين أم الأمراء(لطيفة)ومحمد السادس,حيث كانت المعنية تتبضع يوما ما غداة وفاة الحسن الثاني في أحد أفخم المتاجر بالعاصمة الفرنسية باريس,ليكتشف بعض حراسها الخاصين الأجانب,أن ثمة حراسة أخرى لأم الأمراء كانت تجري دون علمهم,وحينما شكوا في امرهم,حيث اعتبروهم أفراد عصابة خاطفين,فكان ان حدث الاشتباك ليضطر الحراس السريون الى الكشف عن هوياتهم باعتبارهم يعملون بأمر من القصر بالرباط,فكان أن ثارث ثائرة زوجة الحسن الثاني,وهددت بأنها ستصنع من الواقعة منطلقا لفضيحة دولية مدوية,فتراجع حراس القصر السريون وتركوا المرأة سليلة آل أمحزون تواصل تبضعها في عاصمة النور.
مظاهر الثراء الملكي : كيف اختفت ثم عادت بعد رحيل الحسن الثاني؟؟
جاء في كتاب"نيكولا بو"و"كاترين غراسيي"(حين يصبح المغرب اسلاميا) بصدد مظاهر الثراء الملكي بين الحسن الثاني ومحمد السادس مايلي"..بعد مضي سبع سنوات على رحيل الحسن الثاني حاول ابنه محمد السادس أن يقطع مع مظاهر الثراء والفخفخة المعروفة عن والده,وصحيح أيضا ان محمد السادس شجع وعمق الاصلاحات الديمقراطية التي كان أبوه قد التزم بها,مثل حقوق النساء وصولا الى الحريات العامة.وبالمقابل فان الملك الشاب تهرب من مسؤولياته في المجال الاقتصادي والاجتماعي."ان هذا الغر لا يفعل ما يوصيه به جاك",هكذا اشتكت بيرناديت شيراك(زوجة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك)للمنشط الاذاعي سطيفان بيرن,وهو ما قام هذا الاخير بنقله الى صحافيين آخرين,ثمة مثال من بين امثلة أخرى,فخلال أول دورة من سنة 2005 لم يجتمع مجلس الوزراء سوى مرة واحدة بقصر أكادير على الساحل الأطلنتيكي,حيث كان مجموع الوزراء ملزمين بالتنقل الى هناك ذلك لأن الملك لم يكن يريد ترك هوايته المفضلة,وهي جيت سكي.كما أنه رفض حضور جل المؤتمرات الدولية,كما ان جدول استعماله الزمني أصبح من أسرار الدولة(...)وبالمقابل فانه سافر كثيرا وبمظاهر ثراء جديرة بما كان يفعله والده الحسن الثاني,وبالفعل فان بعض المقربين منه ألحوا عليه لتخذ نمط الحياة الثرية التي كانت لواده,وذلك بالحرص على الانفاقات الكبيرة الكبيرة بلا حساب خلال سفرياته عبر انحاء العالم,وبذلك فان المخزن استعاد حقوقه.كما عاد أفراد الحاشية بنزواتهم ورغباتهم التي تكلف غاليا,والوجهات المفضلة للملك هي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية,وايطاليا وأيضا السينغال وأمريكا اللاتينية والهند وجزر الكاريبي والامارات العربية المتحدة بل وحتى الفيلبين.حيث يرافق الملك مئات الأشخاص من شتى انواع الأصدقاء والحاشية ممن يبتسمون برضا وهم يتحدثون عن"التبراع" وشتى انواع الاستمتاع والتمتع
يتبع ...ا
عن اسبوعية المشعل