Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
29 février 2008

كواليس خلافات الأمراء لاقتسام ثروة الحسن الثاني

كيف أصبحت الأسرة الملكية من أثرى أثرياء العالم؟؟ و حقيقة تدخل شيراك لحل مشاكل توزيع التركة الملكية

1422849من من المغاربة الأجيال الجديدة,يمكنه تصديق,أنه أتى على الملك محمد الخامس وأسرته,حين من الدهر,كانوا لا يجدون ما يقومون به اودهم(قوتهم)الا بشق الأنفس,حيث كانت-أي الأسرة الملكية-تنظر صرة مال قليل,تنفحه اياها سلطات الاستعمار,بتقتير شديد,زمن الخضوع للمعمرين الفرنسيين في المغرب والمنفى؟ومن يصدق أيضا,أنه حذث ذات مرة,أن كان محمد الخامس,غداة استقلال المغرب,يناشد وزير الاقتصاد والمالية الشاب عبد الرحيم بوعبيد, في حكومة ذ عبد الله ابراهيم,من أجل"تملك"قصر الدار البيضاء,وتغيير السجاد القديم بقصر الرباط ,ومن يصدق أن الضائقة المالية بلغت بولي العهد الحسن الثاني,خلال أيام المنفى,الى حد الاستيلاء على بعض مخصصات الأسرة الملكية,للانفاق على بعض ملذاته؟كثيرة هي التفاصيل العجيبة والغريبة, التي تطويها علاقة الملكية بالمال في النغرب,وبكل تأكيد فان أغلب هذه التفاصيل مازالت طي الظلمات,تنتظر أوقات"أفضل" لتخرج للعلن,غير أنه لحسن الحظ,ثمة تأريخ من طرف بعض الاعلاميين والأكاديميين الأجانب,لبعض تفاصيل علاقة الأسرة الملكية بالمال,وبالاطلاع على بعض منه-أي التفاصيل-تترسخ في الذهن والقلب تلك المقولة القديمة الجديدة القائلة"ان زواج المال والسلطة مفسدة كبيرة..."ثمة معطيات كثيرة أكدت هذه الحقيقة السرمدية,تجمع لدينا منها نزر غير يسير,وذلك من خلال طرح أسئلة متناسلة عن علاقة الملكية بمصادر الثروة بالمغرب.

فليس من شك أن عهد الحسن الثاني شهد"التثبيت" الحقيقي لأسس النفوذ الملكي الديني والدنيوي,من خلال دستور سنة 5 نونبر 1962,الأكثر من ذلك أن الرجل-أي الحسن الثاني-عمل على تطبيق مقولة أحد مثقفي الاستعمار الفرنسي وهو"جورج سبيلمان"حينما قال"المغرب ملك الملك"حيث انطلقت عملية "تمليك"وليس"مغربة" للاقتصاد المغربي في وقت مبكر-بداية الاستقلال-بتضافر مع طموحات فرنسا في مغادرة المغرب من الباب,والعودة اليه من النافذة,ويبدو أن كلا المصلحتين,الملكية والااستعمارية,التقتا لتطويق المغرب ورهن مستقبله,وكذلك كان

من المعطيات التي تجمعت لدينا بهذا الصدد,أن الحسن الثاني فعل كل شيء من أجل أن يكون المغرب له لا لغيره,وفي سبيل ذلك اعتمد الكثير من التدابير والخطوات,نأتي في ملفنا هذا,الذي نقترحه على قارئنا,على العديد منها اقتصادية وفلاحية ومالية و...الخ.كما نفتح المجال لايراد معطيات,لاول مرة,بصدد النزاع الذي نشب بين أفراد العائلة الملكية غداة رحيل الحسن الثاني, بصدد اقتسام الثروة الهائلة التي تركها,وكيف كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك هو لعب"جوكير"الحل و غيرها من التفاصيل التي ظلت طي الكتمان لاعتبارات لا تخفى. 

محمد الخامس لم يكن ملكا ثريا

U203000ACMEلقد أجمع الباحثون على أن الملك محمد الخامس لم يكن ثريا ولم يكن يولي الاهتمام لجمع أو مراكمة الثروة بل كان يكتفي بما يجعله يعيش مع عائلته عيشة كريمة.

وبعد عودته من المنفى كانت ثروة الملكية أقل بكثير من ثروة أغنياء المغرب.وفي هذا الاطار يمكن الاشارة الى ما كشف عنه الصحفي"ايناس دال" في كتاباته,وهو الذي عمل خمس سنوات كمراسل للوكالة الفرنسية للأخبار()بالمغرب,وذلك بخصوص برقية ل"أندريلويوس ديبوا"مؤرخة في 3 يناير 1956,جاء فيها أن السلطان محمد الخامس كان يرغب أن تقوم فرنسا بتعويضه بشكل مناسب عن 26 شهرا التي قضاها مضطرا رفقة أسرته في المنفى بكورسيكا ومدغشقر,وكان قد قدر ما صرفه بما يناهز 70 مليون فرنك فرنسي كتعويض عن الأضرار,وفي 4 يناير 1956 أذن"آلان سافاري" بتحويل التعويض المذكور الى حساب السلطان بالرباط

الثورة الملكية بين محمد الخامس والحسن الثاني

image273حسب أغلب المؤرخين والمحللين الاقتصاديين,لم يكن الملك الراحل محمد الخامس ثريا جدا,عندما استعاد المغرب استقلاله سنة 1956.في حين راكمت العائلة الملكية ثروات طائلة خلال عهد الحسن الثاني,الا أنها ظلت محجوبة عن المغاربة,فلم يكن الفصل 168 من قانون المسطرة الجنائية ليشجع البحث والتقصي حول مصادر ثروة الملك والأسرة الملكية,ورغم أن المعارضة في عهد الحسن الثاني كانت تندد بالرشوة والفساد الا أنها كانت تتجنب الحديث مباشرة عن الملك وأسرته.

تعددت وتنوعت مصادر الثروة الملكية بسرعة فائقة في الستينات,عبر الاستمرار في قطاع التجارة الخارجية ومشاركة الرأسمال الأجنبي,آنذاك بدأ يرسم بوضوح الخط الفاصل بين مغربين مغرب الملك والأسرة الملكية والدوائر المحيطة بالبلاط من جهة,وهو مغرب الثروات والأرباح الطائلة,ومن جهة أخرى,مغرب الفقر الخاضع للقمع الدائم والمستمر,حيث ابتداءا من من يوم 7 يونيو 1965 أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن حالة الاستثناء,وأضحى يتحكم في كل شيء الى حدود سنة 1970. منذ ذلك الحين أصبح الحسن الثاني الملاك العقاري والمقاول الأول وأكبر صاحب رأسمال بالمغرب,وذلك عبر شبكات متقاطعة من الشركات والأشخاص الذين كانوا يظهرون في الواجهة,فأهم الصناعات المغربية المنتجة لأكبر الأرباح,في المنظومة الاقتصادية المغربية,كانت منذ منتصف الثمانينات بحوزة الملك,وكذلك امتداداتها في الخارج.

فعلاوة على الثروة المتواجدة بالتراب الوطني(أراضي,عقارات,شركات,مصانع,أبناك,قصور,ضيعات ومساهمات...),فانه كان يتوفر على حسابات بنكية بسويسرا وأراضي وأملاك عقارية و"رانشات"بأوروبا وأمريكا والبرازيل... وبعد وضع يده على جزء كبير من خيرات البلاد,عمل الملك الراحل الحسن الثاني على تنمية ثروته خارجها.في هذا الصدد اقتنى بمعية أحد وزراء الجنرال فرانكو سابقا,2000 هكتار من غابات البرازيل.كما كشف أكثر من مصدر علاقة الحسن الثاني المصلحية بجملة من كبريات الشركات الفرنسية منها"سكوا"و"بويك"و"صاف"و"دوميز"و"نادي البحر الأبيض المتوسط".

أبناء الحسن الثاني وتركته المالية و خلافات الأمراء والأميرات التي فضها جاك  شيراك

0000353336_005حينما وجه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك,دعوة للملك الحسن الثاني لحضور الاستعراض العسكري الفرنسي ليوم رابع عشر يوليوز,وهو امتياز نادر جدا من قادة فرنسا اتجاه نظرائهم عبر أنحاء المعمور,فقد كان واضحا أن الحسن الثاني كان يعرف أن أيامه الأخيرة معدودة في دنيا الحياة والأحياء,فقد كانت نظراته التائهة من أعلى المنصة الشرفية بساحة باب النصر بباريس بادية للعيان,كان يفكر بدون شك بمصير أولاده من بعده,لذا فانه بمجرد انتهاء الاحتفال الفخم المذكور اختلى بصديقه جاك شيراك وقال له هذه الكلمات بتأثر غير معهود عن الحسن الثاني"اسمع يا صديقي العزيز,ان أجلي وشيك وانني أترك لك أبنائي وأحفادي,ارجو أن تكون بمثابة الأب الذي لن أكونه".

يمكن القول من خلال العديد من الوقائع التي تلت,ان جاك شيراك التزم بالوعد الدي قطعه مع الحسن الثاني,فقد سارع بمجرد نزوله بمطار الرباط وسلا,في اليوم الموالي لرحيل الحسن الثاني بتاريخ 23 يوليوز 1999,الى الهمس في أذن محمد السادس"انني مدين بالكثير لوالدكم وأنا على استعداد لأفعل كل ما تطلبونه مني" .وبطبيعة الحال-كما لاحظ ذلك الصحافي الفرنسي بيير توكوا الأكثر معلافة بكواليس العلاقة الفرنسية المغربية-لم ينتبه الملك الشاب آنذاك لجملة شيراك,واكتفى بالاجابة باقتضاب"نعم...نعم...شكرا",وانتقل الى باقي المعزين من الرؤساء والملوك,غير أن شيراك كان قد وضع نصب عينيه أن ياخد بيدي الشاب الحديث العهد بشؤون الحكم,كما وعد بذلك والده,غير أن الأيام التي تلت جاءت بمستجدات لم تكن في الحسبان,فحسب بعض المعطيات المتوفرة فانه بمجرد مواراة جثمان الحسن الثاني,عرفت ردهات وأبهات القصر الملكي بالرباط حركة جلبة خافتة,بين أغلب المقربين من الملك الراحل,والسبب هو محاولة تأمين المستقبل ضد عاديات الزمن,حيث نشر مثلا بيير توكوا في كتابه"آخر ملك...أفول سلالة",معلومات بهذا الصدد,أرجع بعضها الى السنوات الأخيرة لحياة الحسن الثاني,وفصل مثلا في الواقعة التي حدثت بين المرأة الأثيرة التي كانت لدى الحسن الثاني من كل نساء القصر,ونعني بها فريدة الشرقاوي,غهذه الأخيرة حاولت مد ربيبها هشام منداري بالكثير من الأموال التي كانت قيمة عليها في غرفة نوم الحسن الثاني,غير أن المعني-أي المنداري-استغل الفرصة وأقام بسرقة العديد من شيكات الحسن الثاني الموقعة على بياض,كما اخذ أيضا معه وثائق كثيرة من الخزانة الخاصة للملك ثم ذهب لى أمريكا واوروبا مهددا ولي نعمته السابق,بافشاء العديد من الأسرار الخطيرة الخاصة بالقصر,بيير توكوا تحدث أيضا عن الفوضى التي عمت أرجاء القصر,حيث حاولت العديد من محضيات الحسن الثاني,انتزاع مجوهرات وحلي واموال خفية من خزائن الحسن الثاني بقصر تواركة,وذلك اتقاء لمغبة أيام الخصاص,سيما أن ولي عهد الحسن الثاني-أي محمد السادس-لم تكن نواياه واضحة بشأن مصيرهن,وقد كانت الأجواء الجنائزية التي غرق فيها القصر"مناسبة" لاتيان حركات دخول وخروج من القصر دون اثارة الشكوك,وتحدث البعض عن حلي ومجوهرات وكل ما خف وزنه مما يمكن للنساء اخفاؤه في أماكن حميمية من اجسادهن,قد خرجت من القصر في تلك الأوقات العصيبة.

post_44_1139405273غير أن الحدث الحقيقي بصدد مصير الكثير من ثروة الحسن الثاني الحقيقة هي التي كانت موضوع نزاع بين أشد المقربين اليه,فحسب الصحافي الفرنسي بيير توكوا المتخصص في افشاء أكثر الأسرار المغربية غوصا في الصدور,وذلك بالاعتماد على مصادر من حاشية القصر,فان الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان مطلوبا منه ذات يوم من صيف سنة 1999,عقب مرور بضعة أشهر على وفاة الحسن الثاني أن يقوم بزيارة مفاجئة خاطفة الى العاصمة الرباط,حيث جرى اجتماع مغلق بينه وبين أبناء الحسن الثاني,وكان الموضوع هو الطريقة التي ستتم بها توزيع التركة المالية الهائلة التي خلفها الراحل,وحسب الفرنسي نفسه,فان نزاعا كان قد شب بين الأمراء والأميرات,لذا كان مطلوبا من جاك شيراك أن يحل الاشكال قبل أن تتحول الأمور الى ما لا تحمد عقباه,كأن ينفض المتنازعون عنه ويذهب كل واحد منهم ليقول ما لديه من تظلمات في اماكن شتى من العالم حول"حقه" الذي لم يصله من تركة الحسن الثاني,وكان-حسب الصحافي توكوا دائما-أن استطاع الرئيس الفرنسي مما لديه من علاقات وطيدة,شبه أسرية,مع أبناء الحسن الثاني(لقد كان رئيس الدولة الأجنبي الوحيد,الذي ينطق أسماءهم بالعربية بالدقة المطلوبة,في مخارج الحروف حسب توكوا)أن يقترح صيغة لتوزيع الثروة الملكية بين الفرقاء,نالت رضاهم ونزعت فتيل التباغض الذي كان على وشك الاندلاع.

حكى الصحافي الفرنسي المذكور أيضا بعضا من تفاصيل هذا الخلاف الملكي,بين أم الأمراء(لطيفة)ومحمد السادس,حيث كانت المعنية تتبضع يوما ما غداة وفاة الحسن الثاني في أحد أفخم المتاجر بالعاصمة الفرنسية باريس,ليكتشف بعض حراسها الخاصين الأجانب,أن ثمة حراسة أخرى لأم الأمراء كانت تجري دون علمهم,وحينما شكوا في امرهم,حيث اعتبروهم أفراد عصابة خاطفين,فكان ان حدث الاشتباك ليضطر الحراس السريون الى الكشف عن هوياتهم باعتبارهم يعملون بأمر من القصر بالرباط,فكان أن ثارث ثائرة زوجة الحسن الثاني,وهددت بأنها ستصنع من الواقعة منطلقا لفضيحة دولية مدوية,فتراجع حراس القصر السريون وتركوا المرأة سليلة آل أمحزون تواصل تبضعها في عاصمة النور.

مظاهر الثراء الملكي : كيف اختفت ثم عادت بعد رحيل الحسن الثاني؟؟

7685377جاء في كتاب"نيكولا بو"و"كاترين غراسيي"(حين يصبح المغرب اسلاميا) بصدد مظاهر الثراء الملكي بين الحسن الثاني ومحمد السادس مايلي"..بعد مضي سبع سنوات على رحيل الحسن الثاني حاول ابنه محمد السادس أن يقطع مع مظاهر الثراء والفخفخة المعروفة عن والده,وصحيح أيضا ان محمد السادس شجع وعمق الاصلاحات الديمقراطية التي كان أبوه قد التزم بها,مثل حقوق النساء وصولا الى الحريات العامة.وبالمقابل فان الملك الشاب تهرب من مسؤولياته في المجال الاقتصادي والاجتماعي."ان هذا الغر لا يفعل ما يوصيه به جاك",هكذا اشتكت بيرناديت شيراك(زوجة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك)للمنشط الاذاعي سطيفان بيرن,وهو ما قام هذا الاخير بنقله الى صحافيين آخرين,ثمة مثال من بين امثلة أخرى,فخلال أول دورة من سنة 2005 لم يجتمع مجلس الوزراء سوى مرة واحدة بقصر أكادير على الساحل الأطلنتيكي,حيث كان مجموع الوزراء ملزمين بالتنقل الى هناك ذلك لأن الملك لم يكن يريد ترك هوايته المفضلة,وهي جيت سكي.كما أنه رفض حضور جل المؤتمرات الدولية,كما ان جدول استعماله الزمني أصبح من أسرار الدولة(...)وبالمقابل فانه سافر كثيرا وبمظاهر ثراء جديرة بما كان يفعله والده الحسن الثاني,وبالفعل فان بعض المقربين منه ألحوا عليه لتخذ نمط الحياة الثرية التي كانت لواده,وذلك بالحرص على الانفاقات الكبيرة الكبيرة بلا حساب خلال سفرياته عبر انحاء العالم,وبذلك فان المخزن استعاد حقوقه.كما عاد أفراد الحاشية بنزواتهم ورغباتهم التي تكلف غاليا,والوجهات المفضلة للملك هي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية,وايطاليا وأيضا السينغال وأمريكا اللاتينية والهند وجزر الكاريبي والامارات العربية المتحدة بل وحتى الفيلبين.حيث يرافق الملك مئات الأشخاص من شتى انواع الأصدقاء والحاشية ممن يبتسمون برضا وهم يتحدثون عن"التبراع" وشتى انواع الاستمتاع والتمتع

يتبع ...ا

عن اسبوعية المشعل

Publicité
Commentaires
T
____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________<br /> <br /> تشكل مشاركة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في دورتهاالحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، التي ستنعقد بالعاصمة السنغالية دكار، صباح اليوم وغدا الجمعة.<br /> <br /> مناسبة أخرى لتجديد التأكيد على الدور ألطلائعي الذي ما فتئت المملكة المغربية تضطلع به في نصرة قضايا الإسلام والمسلمين، خاصة في الظروف الراهنة التي تواجه فيها الأمة الإسلامية تحديات موجعة على جميع الأصعدة، وهي أيضا مناسبة لتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي على الساحة الدولية.<br /> منذ تأسيس هذه المنظمة في مؤتمر الرباط سنة 1969، أشاد صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني اسكنه الله فسيح جنانه، بالدور الحاسم للمملكة في الدفاع عن مصالح الشعوب الإسلامية، فضلا عن تطلعها إلى تحقيق رفاهية أبناء هذه الأمة وازدهارها، وهو الدور الذي يجسد من خلال احتضان المملكة المغربية لعدد من القمم الإسلامية منذ سنة 1969 وعلى التوالي سنتي 1984 و1994، تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة المغفور له الملك المعظم الحسن الثاني، بسعة اطلاع جلالته وبمقدوراته العلمية والذاتية وبحسه الوطني وغيرته على أمجادنا الوطنية، عمل ويعمل على توجيه هذه الأداة التواصلية توجيها سليما وصحيحا لبلورة أبعاد الرسالة التثقيفية والإشعاعية التي وضعها جلالته حذو اهتماماته الاجتماعية والإنسانية التي تخدم الصالح العام، إيمانا منه بأن الشقين معا المادي والمعنوي شقان توأمان متلازمان ومتكاملان مع بعضهما البعض.<br /> <br /> وسيرا على نهج جلالة الملك الحسن الثاني، الذي كان له دور رائد في تأسيس المنظمة والنهوض بمقومات عملها، حرص جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، دوما على التأكيد في كل المناسبات على ضرورة توحيد الصف الإسلامي، وتعزيز التعاون بين البلدان الإسلامية وإعطائه دفعة جديدة، حتى لا يبقى منحصرا فيما هو سياسي، ليشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية.<br /> <br /> هكذا، جدد جلالة الملك دام له النصر والتمكين، خلال الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي، التي انعقدت سنة 2005 بمكة المكرمة، التزام المملكة المغربية بالوقوف الدائم والمستمر مع كل التوجهات الهادفة لدعم التضامن الإسلامي وتعزيز وحدة الأمتين العربية والإسلامية، بتعاون صادق وفتح صفحة جديدة نحو ﺁفاق واعدة ومتجددة، مع قادة الدول الإسلاميةالشقيقة، بما يحقق نهضتها وتقدمها وعزتها.<br /> <br /> كما حرص جلالته على الدفاع عن قيم الدين الإسلامي الحنيف، وإبراز ما يحث عليه من فضائل التسامح والحوار والتعايش والسلام، وذلك في مواجهة الهجمة الشرسة والدعاية الرخيصة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون، كالصاعقة حذر الموت، والتصدي لكل عمل إرهابي مقيت، منشورا في عرصات أوطاننا مبذولا للعاكف والباد.<br /> <br /> وفي هذا الإطار، أكد جلالة الملك في خطابه السامي الذي ألقاه أمام الدورة العاشرة لقمة المؤتمر الإسلامي ببوتراجايا الماليزية، عزم جلالته على "بذل المزيد من الجهود لتحديد رؤية إسلامية واقعية، تمكننا من مجابهة التحديات التي تفرضها الظرفية الدقيقة الراهنة والتحولات الدولية المتسارعة لعالم ما بعد الحادي عشر من شتنبر من خلال تفعيل التضامن الإسلامي، وتعبئة طاقاتنا لخدمة القضايا العادلة لأمتنا والحضور الفاعل لنشر السلام والوئام في كل مناطق التوتر ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط".<br /> <br /> ويعكس هذا الموقف النظرة المتبصرة لجلالة الملك لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس الالتزام بالشرعية الدولية، واعتماد التفاوض المفضي إلى تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة.<br /> <br /> ولحماية القدس الشريف من محاولات تهويدها وتدمير معالمها الإسلامية، لم يدخر جلالة الملك جهدا في تحسيس الأطراف المعنية والمجتمع الدولي على حد سواء، بخطورة الأوضاع في ثالث الحرمين وبالتدخل لإقناع الحكومة الإسرائيلية بضرورة احترام التزاماتها وصيانة الهوية الحضارية لهذه المدينة، التي شكلت عبر العصور فضاءا تعايشت فيه الأديان السماوية الثلاث.<br /> <br /> وفي هذا السياق، تندرج المبادرات التي قام بها جلالة الملك اتجاه السكان بالقدس الشريف، حيث قدم جلالته بمناسبة شهر رمضان الماضي، هبة ملكية لفائدة 350 عائلة من الفقراء والمحتاجين. كما قامت "وكالة بيت مال القدس"، خلال الشهر المبارك، بجمع أزيد من مليوني درهم من التبرعات خلال الحملة الكبيرة التي أطلقتها، والتي مكنت من التعريف بالوكالة وما تصبو إلى القيام به في القدس الشريف من دعم للمستشفيات، وبناء المدارس، وتعمير المساكن، وغيرها من الأعمال التي تعود بالنفع على المدينة المقدسة وأهلها الصامدين.<br /> <br /> ولم تبق مبادرات جلالة الملك محصورة في الجانب الاقتصادي فحسب، بل حتى على المستوى الإنساني والاجتماعي، وعيا من جلالته بالواقع الإيجابي للتضامن الفعلي في النهوض بالعمل المشترك، خاصة وأن الأمة الإسلامية لا تعوزها الإمكانيات والثروات والطاقات التي تؤهلها لتتبوأ المكانة اللائقة بها في مصاف الأمم المتقدمة، في ظل عولمة زاحفة وعالم تحكمه التكتلات الاقتصادية الكبرى.<br /> <br /> كما كان جلالة الملك حريصا دائما على ضرورة تفعيل مشاريع التنمية البشرية المستدامة في البلدان الإسلامية، لا سيما الإفريقية منها، وفقا لرؤية شمولية. ترتكز على التعاون جنوب-جنوب، قصد إعطاء مضمون فعلي للتضامن معها.<br /> <br /> ومما لا شك فيه أن قمة دكار ستشكل مناسبة جديدة لتكريس التزام المغرب بتعميق عمل منظمة المؤتمر الإسلامي وتوسيعه ليمتد إلى الجوانب العلمية والتكنولوجية المتطورة، خاصة وأن امتلاك زمام العلوم والمعارف الحديثة يشكل السبيل الأمثل للارتقاء بأوضاع أبناء الأمة الإسلامية، وتأهيلها لتضطلع بالدور المنوط بها على الساحة الدولية.<br /> __________________________________________________________________________________________________<br /> ___________________________________________<br /> ___________________________________________<br /> ___________________________________<br /> ___________________________________
T
_________________________________________________<br /> _______________________________________________<br /> _____________________________________________<br /> __________________________________________<br /> <br /> الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله<br /> <br /> يسرنا أن نراكم مجتمعين هنا، لنقتبل هذا العيد السعيد حامدين الله سبحانه على ما يسر لنا هذه السنة من أسباب السعادة، شاكرين فضله العميم على ما تم من وسائل الرقي الى درجات الاصلاح والسيادة، أفضل الوسائل لتسهيل العمل في الحياة ترتيب تفاصيله، والقيام بكل جزء منه في الوقت المناسب لتنجيزه، فاذا تم ذلك العمل أمكن للقائم به أن يبتدئ عملا آخر، يتحقق به الرقي، وتحصل به النتائج الضرورية للتقدم البشري، الا أنه يغتنم الانسان تفاصيل الوقت كالاعياد وغيرها من المناسبات ليتساءل عن مهمته هل قام بها أحسن قيام، أو تكاسل في المسير، ليجد الخطوات كي يسترد ما فاته من الفرص، أو مالم يغتنمه من المناسبات، فلنقتف هذه الكلية، ولنتساءل هل قمنا بالواجب في ذلك السبيل أم لا. أول ما صعدنا على عرش أسلافنا المقدسين وجدنا الحالة على ما تعلمون. تقدم المغرب من حيثيات مختلفة، الا أن الاصل الكبير لكل تقدم لم يصل الى الدرجة التي تضمن له الرقي الذي يؤهله اليه تاريخه المجيد وغزارة ثروته المادية والمعنوية. رأينا أنه يفتقر قبل كل شيء الى رجال العمل المنتج ولا يكون أولئك الرجال إلا العلم.<br /> من خصائص ديننا الطاهر ارشاده الى ما يضمن السعادتين الدنيوية والاخروية، بنى عمل هذه الدار على مافيه الصلاح العام، من تبادل المودة والرحمة، والتعاطف والتآزر، حتى يكمل الجمع الواجب للقيام بما لا يستطيعه الفرد من الاعمال، ويعبر الناس جمعا متكاتفا بحور ما في هذه الحياة من الاهوال، ولا تتيسر وسائل ذلك الاجتماع الا بالعلم، لذلك كان أول ما أرشدنا اليه سبحانه في أول ما أنزل من القرآن على نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام قوله تعالى "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم. الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم." لذلك جعلنا أساس النهوض بالبلاد والجد وراء مصلحة العباد الاعتناء بمعاهد العلم ونشر وسائله بكل ما نستطيعه من الجهود. بذلنا المستطاع في تنظيم أحوال كليتي القرويين بفاس وابن يوسف بمراكش محسنين ذلك التنظيم كلما سنحت لذلك فرصة، ليتكامل نفعهما، ويتزايد المؤمل من نتائجهما. فزيادة على ما كنا حصلنا عليه قبل، أمكن في هذه السنة أن نزيد في عدد مدرسيهما بمكناس، كما وقعت زيادة اصلاح في برنامج التعليم بحسب ما يناسب الاحوال وما تدعو اليه الضرورة، كما يسر الله سبحانه اصلاحا آخر لم يكن بالحسبان الحصول عليه في هذه الظروف الحرجة التي نعبرها، فقد أمكن تأسيس مطبعة تسهل وسائل التعليم وتكثر فوائده، اذ يمكن بها طبع كل الكتب المدرسية التي نتوقف عليها في كل طبقات التعليم الاسلامي، كما يتسنى طبع ما يؤلفه علماء الوقت في مختلف الابحاث والفنون، وسنشكل لجنة خاصة لاختيار التآليف القديمة الموجودة في خزانات الكتب المغربية لنقوم بطبعها وينتفع بها العموم ان شاء الله. ولا نزال ندأب على ازدهار حقول العلم واثمارها حتى يدنو قطوفها، ولا وسيلة غير العلم لسعادة بني الانسان، ولا ذخر كالعلم يجمل به الفرد والامم مدى الحقوب والازمان. خطا المغرب بفضل الله خطوات حميدة في هذا السبيل فأصلح الموجود من معاهد العلم قدر الامكان، وأسست مدارس جديدة يتنور فيها الشبان، فأقبل شباب المغرب في جمع متزايد على حياض العلم وصار يبشر بما يملأ القلب سرورا، ويثلج للمومنين صدورا، الا أن ذلك لا يكمل الا اذا حصلنا على اصلاح كل أفراد الامة لنخرج مما كان يحيط بنا من الظلمات المدلهمة. فإن الامة كالجسر لا يمكن اصلاح نصفها مع بقاء النصف الاخر ناقصا أو عليلا، فلا صلاح الا بصلاح جميع أعضائها. لذلك تنبهنا لتربية بناتنا لرتق حالة عائلاتنا. اذ كيف يسعد متنور في حياته العائلية اذا كان بجنبه زوجة جاهلة؟ كيف يصلح أمر بنيه اذا تجاذبتهم من جهة الامهات شرور التقاليد الفاسدة أو تركوا سدى بدون تثقيف يرشدهم الى سواء السبيل؟ فالاصلاح الحقيقي يطالب دائما بالكمال ولا اصلاح مادامت الامهات ملازمة لطرق الاهمال. فبنور هذه الحقائق قررنا بظهير شريف تعليم البنات على أساس متين، ومهدنا الوسائل لتيسيره على ما يضمن النجاح المبين، تدخل بناتنا المدرسة في السادسة من عمرهن ويلازمن التعليم الى الثالثة عشرة وهو السن الذي ينبغي أن يقرن في بيوتهن.<br /> ثم ماذا يتعلمن في تلك المدارس؟ يتلقين قبل كل شيء الثقافة الدينية من مبادئ التوحيد والفقه وكذلك قواعد اللغة العربية البسيطة ويزاولن مع ذلك تعلم كل ما يتوقفن عليه في حياتهن من ضروريات علم تربية الاطفال وتدبير المنزل ليكن زوجات صالحات، وأمهات مومنات مهذبات، يعن رجالهن في تحمل أعباء الحياة، ويخرجن لنا بنين مثقفين وبنات زاكيات، يمكن اذ ذاك للامة جمعاء أن تسير للامام، وتخطو الى الرقي متمسكة بمبادئ الاسلام، تزاحم الامم في منتج الحركات، وتسرع الى التقدم أيمن الخطوات، فاخراج التلاميذ من المدارس قبل النجاح كمن يقطف الثمار قبل النضج ويجتاح، فلنجد اذن في مواصلة العمل سالكين أقوم السبل للخروج من مهاوي البطالة والكسل.<br /> العلم العلم ان كنتم بتعاليم الاسلام مسترشدين، ولمناهج الانتاج سالكين، غير ناسين نصيبكم من الدنيا، فانها بلاغ الاخرة، ولا غافلين عما يهديكم الى ما ينعمكم بالاخرى بالنعم الزاخرة، ثم اسلكوا السبيل القويم، متمسكين بتعاليم الذكر الحكيم، متحابين متراحمين، متآخين متآزرين، غير معرجين على النزاع والشقاق، ولا مائلين الى دواعي الفراق، مشتغلين يدا في يد بما فيه المصلحة والجدوى، وتعاونوا على البر والتقوى، وواصلوا العمل لاصلاح الدنيا والدين مسترشدين بسنن المهتدين، تحيون بذلك بلادكم، ويفتخر بكم سلطانكم، ترضون الله والرسول، مبتهجين بنيل المنى والسول، مرددين في كل حين عبارات الشكران، بما تشاهدونه من سعادة الاوطان، مغتبطين بفضل الله وكمال رضاه مرددين في كل بدء وختام: "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.".<br /> <br /> ألقي بالرباط<br /> يوم 29 ذي القعدة 1362 موافق 18 نونبر 1943<br /> <br /> ___________________________<br /> _____________________<br /> ______________<br /> ________<br /> ____<br /> ____
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité