ما لا يعرفه المغاربة عن محمد السادس ملك المغرب
لم يفهم الكثيرون ممن حظوا بالاقتراب من محمد السادس,حين كان وليا للعهد,ولم يضعوا في حساباتهم العناصر المذكورة,كيف أن هذا الأخير أصبح"رجلا آخر"بعدما وضع تاج الحكم فوق رأسه(على سبيل المجاز طبعا).كانوا يعتقدون أن ذلك الشاب الذي خالطوه في ملهى"أمنيزيا" أو مارسوا معه رياضة الجيت سكي البحرية,أو أشعلوا سجائرهم بولاعته أو شاهدوه يرقص كفنان محترف,أو يقلد بسخرية حركات أحد شيوخ الأحزاب...الى غيرها من توابل حياة المراهقة والشباب,لن يستطيع تحمل تلك الشكليات المخزنية العتيقة.لقد كانوا مخطئين طبعا,وليسوا على دراية بأبسط القواعد الشكلية لحياة ولي العهد,التي سنها الحسن الثاني مستلهما أكثر تفاصيل العهود السلطانية دقة وقدما.
ثمة العديد من التفاصيل الحياتية الصغيرة التي اجتازها الملك محمد السادس,على مدى أزيد من أربعة عقود الماضية من عمره.ونجد من بينها ما يمكن أن يقف أمامه المرء مشدوها,غير ان تأملا كافيا في أبعادها التاريخية والثقافية والاجتماعية..سيحيلنا على تفسيرات موضوعية,لما يمكن أن نطلق عليه"الزمن المغربي" من بين تلك التفاصيل,التي نورد بعضها هنا,ضمن الموضوع,أن محمد السادس كان سريع الانخراط في البكاء,حينما كان طفلا صغيرا,وأن شخصيته كانت أميل للكوميديا,ورسم الكاريكاتير(ثمة تأكيدات أنه بارع في هذين الفنين) وأنه كان شغوفا في فترة المراهقة باللهو والاستمتاع أكثر من أي شيء آخر(كيف كان يتسلل مثلا من شقة صديقه فؤاد عالي الهمة ليلتحق خلسة بملهى امنيزيا) وغيرها من تفاصيل حياة الصبا والمراهقة والشباب وهو ما كان مثار خلاف دائم,حسب المعطيات التي توفرت لنا,بينه وبين والده الحسن الثاني,ثمة أيضا العديد من المعطيات حول أشكال ومضامين التناقض في مختلف مراحل نشوء محمد السادس وهي تحيل,كما سيتضح للقارىء على تلك المراوحة"العصبية" للشخصية المغربية بين أساليب التربية التقليدية(كان الحسن الثاني مثلا يحرص على جلد أبنائه المخالفين بحبل مفتول مبلل بالماء) ومظاهر الحياة الحديثة,كما تهطل علينا صورها وأشكالها المغرية والقاهرة في ذات الآن
۞ التفاصيل ۞