Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
25 décembre 2008

إدريس البصري...فيلسوف الملكية المغربية

lbessriكان إدريس البصري على مدى أكثر من ثلاثين سنة واحد من ابرز رجال الدولة في المغرب فبعد استقلال المملكة سنة 1958 التحق بالإدارة العامة للأمن الوطني ثم عين مفتشا للشرطة وسرعان ما تمت ترقيته إلى ضابط ثم عميد شرطة بعد ذلك استمر في تسلق هرم المسؤوليات في النظام المغربي حيث اشتغل منصب رئيس الاستعلامات العامة الإقليمي لمدينة الرباط ثم رئيسا للاستعلامات العامة بالإدارة العامة للأمن الوطني و في سنة 1974 عينه الملك الحسن الثاني كاتب دولة في وزارة الداخلية و استمر في هذا المنصب خمس سنوات إلى غاية 1979 التي شهدت تعيينه وزراة للداخلية و الإعلام ،و استمر في هذا المنصب حتى إقالته بتاريخ 9 نوفمبر 1999 بعد اقل من ثلاثة أشهر عن وفاة الملك الحسن الثاني و تولي ابنه محمد السادس الحكم


hassanIIbasriخلال عشرين سنة قضاها وزير للداخلية نجح إدريس البصري في نسج شبكة كبيرة من العلاقات مكنته من بسط نفوذه على جميع الأجهزة الأمنية حتى أصبح اقرب رجل إلى الملك الحسن الثاني و كاتم أسراره و الرجل القوي في المملكة المغربية . كان البصري يصف نفسه دائما بأنه منظر و فلسيوف الملكية و أكثر الرجال الأوفياء للعائلة الملكية حيث استمر منذ توليه منصب وزير الداخلية في التقرب من الملك الحسن الثاني و الدفاع عن نظامه و السعي بكل الوسائل من اجل منع أي خطر يهدد استقراره و يزعزعه و كان البصري دائما التأكيد على ان نظام الحسن الثاني طيلة السنوات التي خدمه فيها كان يدافع عن نفسه بشكل شرعي من عمليات كانت تخطط لها جهات مختلفة و تستهدف زعزعة استقراره كما كان شديد الدفاع عن المكاسب السياسية والديمقراطية التي حققها المغرب خلال السنوات الأخيرة منحكم الملك الحسن الثاني و أبرزها تشكيل حكومة تناوب في سنة 1998 بقيادة المعارض عبد الرحمان اليوسفي الزعيم السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي وواصل دفاعه عن الحسن الثاني لدرجة انه قال في أول تصريح صحفي بعد ثلاث سنوات من إقالته انه (لن يخون أبدا ذكرى الحسن الثاني و ثقته فيه و الملكية عموما و انه يذكر مرة أخرى انه خادم الملكية ).
كانت علاقة إدريس البصري بالجزائر من أكثر المسائل التي تثير الخصومات حوله وتجعله هدفا لانتقادات أعدائه وخصومه السياسيين حيث إن البعض يعتبره جزائريا حتى النخاع لأنه كان يذكر الجزائر كثيرا في تصريحاته و حوارته الصحفية إضافة إلى انه كان يجمع تقارير سرية عن الجزائر خلال الفترة التي ترأس فيها مدرية حماية التراب الوطني المغربي و من بين التصريحات التي تسببت في توجيه انتقادات له قوله ( كعربي و مغربي و مسلم سأكون فخورا و معتزا إن عرضت عليا الجزائر أي شيء فعندي في الجزائر إخوة لي أحبهم و يحبونني ) إلى جانب تصريحه ( بان الجزائريين ساهموا في التأسيس للثورة المغربية من اجل تحرير المغرب قبل أن تبدأ الثورة في بلادهم ، فالجزائريون ساهموا تعليمنا في المدارس و في الثانوية التي كنت ادرس بها كان هناك أساتذة جزائريون ) أما أخر تصريح الذي واجه بسببه حربا شعواء في الصحف المغربية قال فيه ( لا افهم لماذا توجه أصابع الاتهام نجو الجمهورية الجزائرية الشقيقة كلما واجهت المغرب مشكلة ) و جاء هذا التصريح بعدما اتهمت المغرب الجزائر بعدم مراقبة تدفق المهاجرين الأفارقة القادمين من دول الصحراء .
1129390968DrissBasriويبقى ما قاله إدريس البصري في حق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حيث سبق و أن اعتبر في تصريحاته الأولى لتولي بوتفليقة سدة الحكم أن بوتفليقة رئيس كبير و كانت الجزائر في فترة السبعينيات تتوفر على رئيس كبير هو الراحل هواري بومدين بمعية الرئيس الحالي للجزائر الذي كان وزيرا للخارجية و يجب أن نعترف اليوم أن بوتفليقة كان الرأس المدبر لكل النظام البومديني لقد كان احد المثقفين و الأذكياء البارزين الذين عملوا كل ما في وسعهم لإيصال الجزائر إلى ما وصلت إليه في المحافل الدولية في إطار منظمة دول عدم الانحياز و أصبحت الجزائر البلد الناطق باسم دول العالم الثالث و القارة الإفريقية في الأمم المتحدة .
رحل إدريس البصر وزير الداخلية المغربي الأسبق و الرجل القوي في نظام الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، تاركا وراءه أسرار لم يصل إليها احد رحل ووضع حدا لثمانية سنوات كانت مليئة بالجدل حوله ابتعد فيها عن السلطة رغم انه ظل خلالها من اشد المدافعين عن العاهل المغربي الراحل

جريدة المحقق الأسبوعي

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité