لمادا يكتبون عن الملك؟
لماذا يكتبون عن الملك؟ الكثيرون يطرحون هذا السؤال كلما صادفوا غلافا لجريدة او مجلة لكن لانقصد بهذا السؤال اغلفة وملفات عدد من الصحف والمجلات التي يتهمها البعض بـ"بدعة التخصص في الملك"منذ مجيئ الملك محمد السادس وانما نقصد الكتب التي تم اصدارها منذ اعتلاء ولي عهد الملك الراحل الحسن الثاني العرش قبل عشر سنوات والتي صدرت عن كتاب اجانب ومن طرف دور نشر اجنبية قبل ان يقدم الصحافي المغربي علي عمار قبل اسابيع على اصدار كتاب عن الملك "محمد السادس سوء الفهم الكبير"وان كان هو الاخر(الكتاب)صدر من الخارج عبر دار النشر"كالمان ليفي"..فمذ تولي الملك محمد السادس العرش لم يتوقف صدور الكتب التي تختاره موضوعا لها وهي الكتب التي لم تهتم فقط بما يتعلق بتدبير شان بلد مازال منشغلا بالبحث عن الديموقراطية وبتحديث مؤسساته وبالانتقال من عهد الى اخر وانما اهتمت ايضا بحياة هذا الملك الشاب الذي جاء خلفا لملك قوي فنقبت في طفولته وفي طبيعة علاقته بوالده وانشغلت بعاداته واهتماماته وميولاته ...الى غير ذلك من المواضيع التي يختلط فيها العام بالخاص. لماذا اذن نشطت حركة الكتابة عن الملك محمد السادس؟ يكفي ان نقول انه شخصية عمومية ويتحمل المسؤولية الاولى في تسيير دواليب الدولة المغربية حيث يسود ويحم ويقود "ملكية تنفيذية"تقرر في كل صغيرة وكبيرة في حياة الشعب فضلا عن كونه وعد باحداث تغيير بالبلاد وباعتماد اسلوب يختلف عن الاسلوب الذي اعتمده والده طيلة 38 سنة .لنبرر هذا الانشغال المثير به لكن الملك الحسن الثاني كان كذلك شخصية عمومية وكانت له سلطة مطلقة وظل يعد ب"مغرب النماء"وب"الديموقراطية الحسنية"...فلماذا لم يثر "شهوة"الكتابة عنه بهذا الحجم ؟
ملك في عناوين الكتب
اذا كانت الكتابات الاجنبية عن ملوك المغرب ليست جديدة فانها في عهد محمد السادس اصبحت بارزة من حيث هذا العدد الهائل من الكتب التي صدرت في اقل من عشر سنوات وبغض النظر عن قيمة المعلومات والاسرار والتعليقات والتحاليل التي تحملها هذه الكتب بين دفتيها فانها ترسم لصورة ملك لا يعرفه المغاربة الا من خلال خطبه التي يقراها في مناسبات معدودة او في مختلف الجولات التي يقوم بها على مدار السنة في مختلف المدن والقرى لتدشين هذا المشروع او مباركة ذلك المخطط ولعل هذا الاهتمام الذي تلقاه هذه الكتب يرجع لانها تقدم صورا اخرى عن الملك غير الصورة النمطية التي تبث رسميا ولذلك نجدها كتبا تصدر في الغالب على شكل بورتريه يقتات اصحابها من التاريخ والحاضر ومما نجحوا في جمعه خلال مقابلاتهم الصحفية ولقاءاتهم الخاصة والحميمية مع عدد من المقربين من الملك او المبعدين عنه وكثيرا ما لايواجه القارئ مصادر تكشف عن نفسها حينما يتعلق الامر باحدى المعلومات التي تكون ذات طابع حساس وخطير لكن مادام الصحافي هو الكاتب فمن حقه الا يكشف عن مصادره وان يلعب لعبة المصدر السائدة في الكتابة الصحافية لكن نزاهة الصحفي التي لا يمكن ان تقوم مهنة الصحافة بدونها هي التي بامكانها ان تغطي هذه الثقوب وتجعل الكثير من القراء يطمئنون اذا ارادوا الى ما يقراونه
بين فرنسا واسبانيا
بين البيوغرافيا الفرنسية والاسبانية ظل المغاربة يهرعون بحثا عن الاسرار الخفية التي تعودوا على تلقفها من خارج البلاد وعن المعلومات التي كثيرا ما يرددونها بشهوة الحكي ويغدقون عليها ثقتهم الزائدة باعتبارها اخبار اكيدة لانها صدرت عن اجنبي يستطيع ان يصل الى ما لا يمكن ان يصل اليه المغربي الصحافي الفرنسي جون بيير توكوا كان هو اول من افتتح الكتابة عن ملك المغرب بكتاب اختار له عنوانا مثيرا"اخرالملوك"(2002) ليليه صحافي فرنسي اخر انياس دال بكتابين الاول بعنوان "المغرب الامل الذي تكسر"والثاني اختار له عنوان "الملوك الثلاثة"(2004)..بعد ذلك ستدخل المدرسة الاسبانية على الخط من خلال الصحافي اغناسيو سامبريرو بكتاب"جاران متباعدان اسرار الازمة بين اسبانيا والمغرب"(2006) ليليه زميله في جريدة الباييس الاسبانية فيران ساليس ايخي في ابريل2009 بمؤلف اخر يحمل عنوان "الامير الذي لم يرغب في ان يصبح ملكا"والجديد هذه السنة هو دخول صحافي مغربي على الخط باصدار كتاب عن المك ويتعلق الامر بعلي عمار الذي اصدر قبل اسابيع كتابا اختار له عنوان "محمد السادس سوء الفهم الكبير"(ابريل2009)...ويستعد الصحافي الاسباني بيدرو كناليس لكتابة كتاب ثان حول الملك محمد السادس بعنوان"بسم الله"لم تخل هذه الكتب من الاثارة وتكمن هذه الاثارة بمجرد القاء النظر على الكتاب حيث اول ما يلاحظه القارئ عند تصفحه عنوانه"اخر الملوك""الامير الذي لم يرغب في ان يصبح ملكا""اسرار الازمة""سوء الفهم الكبير"...وهذا يجد تفسيره في كون المؤلفين الصحافيين حيث يبحثون دائما عن العنوان المثير الذي يجتذب القارئ
الاسبان يكتبون اكثر
درج الصحافيون الاسبان وبالخصوص صحفيو جريدة "الباييس"على ختم مشوارهم المهني بالمغرب كمراسلين وحين ينهون مهمتهم يكون لديهم ما يكفي من المعلومات لاصدار كتاب تكون اغلبها صادمة للطبقة السياسية المغربية وللقصر معا كانت البداية مع دومونغو ديل بينو الذي اصدر كتابا سنة 1990بعنوان"المغرب بين التقليد والحداثة"وتلاه خافيير فانزويلا سنة 1996بكتاب مشترك مع مراسل ايفي ماسيغوسا تحت عنوان"الجار الجنوبي المزعج وبدوره اصدر اغناسيو سمبريرو كتاب "اسبانيا والمغرب جاران متباعدان"وقبله اصدر بيدرو كناليس رفقة صحفي اخر "بسم الله"لياتي فيران ساليس ومؤلفه بعنوان"الامير الذي لم يرغب في ان يصبح ملكا "ويصدر في اسبانيا حولي 15كتابا يتعلق بمختلف مناحي الحياة المغربية وعادة ما تطرح هذه الكتب لدى عدد من من الملاحظين علامات استفهام كبيرة حول توقيتها سواء بالنسبة لاسبانيا او بالنسبة للمغرب وكثيرا ما يربطها البعض بالحملات الانتخابية حيث يعتبر المغرب عنصرا اساسيا في السياسة الاسبانية بكثير
عن اسبوعية الحياة