Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
5 mars 2010

عودة قوية لذهنية "التبراع" في بلاط محمد السادس

30965042لاحظ الكثيرون، خلال بداية حكم محمد السادس، أن الأجواء كانت أقل إمعانا في ذهنية التبذير ومظاهره، حيث نقل البعض، عن وجود رغبة لدى الملك الجديد آنذاك، في الانتهاء مع العديد من مظاهر الفخفخة في حياة القصر، ومنها مثلا، وقف عادات إنفاق الكثير من المال في الحفلات الرسمية والخاصة، ومنها مناسبة عيد العرش، وهجر السكنى في القصر، بكل إحالاتها الرمزية والمادية، للإقامة في فيلا أقرب إلى وصف "عادية" بطريق زعير في العاصمة، مما شكل بهذا الصدد، شبه قطيعة، مع سنوات حكم الحسن الثاني، التي ارتبطت في أذهان جيلين من المغاربة، على الأقل، بمظاهر الفخفخة والترف. لا غرابة في ذلك، ما دام أن الآلة الدعائية للقصر، ألصقت بمحمد السادس لقب "ملك الفقراء" وبالتالي كان "ضروريا" أن يبدو الملك في حياته، قريبا إلى حد ما، مهما كان هينا، من نمط حياة أغلب المغاربة، وربما لا يزال الكثيرون يتذكرون، ما صرح به محمد السادس لمجلة "باري ماتش" الفرنسية، من أنه يسكن في مقر إقامة "ضيق" إلى درجة أنه يضطر لتخفيض صوته حينما يتحدث إلى زوجته، حتى لا يوقظ الأبناء. كما أن ذكرى السفريات الباذخة للحسن الثاني، في الداخل والخارج، وجيوش أفراد الحاشية الذين كانوا يُرافقونه، والمشتريات الباذخة التي كانت تتم في أفخم المتاجر بالخارج، سيما في باريس أو نيويورك أو فلوريدا إلخ. كل ذلك وغيره.. "ذكرى" أصبحت بعيدة، بالرغم من أنه لم تكن قد مرت على رحيل الحسن الثاني، سوى بضع سنوات. ففي أول خطاب له يوم 30 يوليوز 1999 أي أسبوعا بعد رحيل والده، بدا محمد السادس، كمن يُريد أن يطبع لمسته الخاصة على شؤون الحكم، حيث تحدث عن "سابغ عطفه اتجاه الطبقات المعوزة، وعن رغبته في إيلاء كامل العناية، لمشاكل الفقر التي يعاني منها جزء من الشعب المغربي". ولم يتورع الوزير الأول السابق الاشتراكي "عبد الرحمان اليوسفي" عن الإشارة، في المجلس الحكومي الأول الذي انعقد يوم 2 غشت من نفس السنة (أي 1999) إلى "الخاصية الاجتماعية، التي يعرفها الجميع في شخصية محمد السادس". وفي يوم 20 غشت الموالي، تحدث "محمد السادس" مرة أخرى في خطاب له، معبرا عما يشبه الاستنكار، قائلا: "كيف يُمكن تحقيق تنمية شاملة، في حين أن العالم القروي يُعاني من مشاكل ترغم ساكنته على هجر أراضيهم، ليأتوا للاستقرار في المدن، وذلك في غياب إستراتيجية تنمية منسجمة؟ (...) كيف يمكن بلوغ تقدم علمي، والتواجد في موقع جيد مع العالم المتقدم، في حين أن العديد من شبابنا المتعلم والمُؤهل، يوجد في حالة بطالة والأبواب مُقفلة في وجوههم"؟وازدادت هذه الصورة "الإيجابية" اتضاحا حين عمد محمد السادس، عبر قرار مشهود، رحب به الكثيرون، إلى عزل وزير الدولة في الداخلية القوي "إدريس البصري" الذي أُلصقت به فجأة كل الشرور، وتم تحميله كامل المسؤولية فيما حدث زمن حكم الحسن الثاني. لقد كان الأمر يتعلق، كما اتضح فيما بعد، بصورة "ملائكية" لبداية حكم محمد السادس، أبعد ما تكون عن الواقع الذي لا يرتفع. كيف ذلك؟كان أفراد "شلة" محمد السادس، قد تراجعوا إلى الخلف، وسط تلك الأجواء الحالمة، واتخذوا جوانب الحيطة في عدم إظهار جوانب البذخ و الاستمتاع في حياتهم.. "لقد كانوا ينتظرون أجواء مُناسبة" كما قال أحد الذين تحدثنا إليهم في الموضوع، وهو ما تأتَّى فعلا بعد ذلك، من خلال العديد من المؤشرات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أن سفرية للملك محمد السادس في غضون سنة 2005، إلى جمهورية "الدومينيكان" بعد "انعطافة" سياحية من زيارة عمل للولايات المتحدة الأمريكية، أثارت شهية الصحافة الأجنبية، من خلال مظاهر البذخ الكبيرة التي تمت فيها، ومنها مثلا أن العطلة السياحية تطلبت تخصيص طائرتين لثلاثمائة من شلة "أنس" الملك، وقوامها بالأساس عشرات الأصدقاء، مع ما تطلبه ذلك من مظاهر بذخ. وهو ما تكرر بعد ذلك، في أكثر من مناسبة للسفريات الملكية الخاصة، مما كان إيذانا بعودة ذهنية "التبراع" إلى المحيط الملكي، بعد فترة توقف - عن إظهارها على الأقل - لغايات دِعائية، وفي ركابها - أي ذهنية التبراع – استغلال المواقع المتقدمة، من طرف الأصدقاء وكبار المُعاونين، في محيط البلاط الملكي، لتحقيق الثروات الشخصية.وحسب نفس الأستاذ الجامعي الذي أوردنا عبارته قبل قليل، بصدد "عودة ذهنية التبراع: "يجب ألا نفصل بين مظاهر الحكم، من حيث أشكال التعبير عنها، وقضايا استغلال المواقع المتقدمة في السلطة، للاستفادة من مشاريع وصفقات ريعية"، مُضيفا: "ذلك أن عدم التدقيق في الممتلكات الشخصية لكبار رجال الدولة، وغياب مُراقبة مصادرها، يشجع في نفس الوقت، على التمادي في استغلال النفوذ، والشطط في مظاهر الثراء".هكذا إذن "غلب الطبع التطبع".. فالعادات القديمة في اكتساب أسباب العيش الباذخة، لم تختف سوى لوهلة، في بداية عهد محمد السادس ظاهريا على الأقل غير أنها سرعان ما عادت، مصداقا لما تنبأ له أحد المثقفين المغاربة هو "ع.ش"، حينما قال لكاتب هذه السطور، أياما قليلة بعد وفاة الحسن الثاني: "كل ما في الأمر أن طغاة كبار سيأفلون ليحل مكانهم طغاة صغار

عن اسبوعية المشعل

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité