Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
7 juin 2010

الاميرة للا سلمى تترافع لإنقاذعشرة في المئة من المغاربة

sar_lalla_salma_g040208رغم غياب سجل وطني رسمي بخصوص عدد المصابين بداء السرطان في المغرب، فإن الأطباء المختصين يقدرون عدد المصابين بهذا المرض بـ 10 في المائة من المجموع العام للسكان. حدثان رئيسان لن تنساهما الأميرة للا سلمى: الحدث الأول هو زفافها بالملك محمد السادس، زفاف أسطوري كان سابقة في تاريخ الملكية لارتباط الملك بشابة تنحدر من المغرب الشعبي. والحدث الثاني هو تأسيسها لجمعية الأميرة للاسلمى لمحاربة داء السرطان عام 2005.و موازاة مع الوظائف الاجتماعية والإنسانية التي أسندت لشقيقات الملك محمد السادس، أصبح للأميرة للاسلمى قضية إنسانية تحارب من أجلها وواجهة اجتماعية وتفاعلية تنشط فيها ووظيفة رمزية خارج أسوار القصر.تأسيس الجمعية حظي بتشجيع ملكي منذ البداية، وعين محمد السادس الأمين العام السابق للحكومة المرحوم عبد الصادق ربيع ليكون الذراع اليمنى القانونية والمؤسساتية للأميرة، في أول اختبار إنساني لها، ومن أجل أن يمهد لها البساط نحو ساحة المعركة. فالأميرة كانت على علم مسبق بأنها في مواجهة «عدو خبيث» و«قاتل شرس» يفتك سنويا الآلاف من الضحايا، حيث يستأثر الداء بـ 7.2 في المائة من الوفيات في المغرب، وأغلب هذه الوفيات في صفوف الأطفال والنساء. هذه الأرواح التي مازال يحصدها داء السرطان لم تزعج الوزراء التقنوقراط بحكومة عباس الفاسي، والدليل أن مسودة القانون المالي الذي سيعرض على البرلمان في الصيف القادم لم تدرج فيها الحكومة أي إشارة إلى دعم هذه الشريحة الاجتماعية، كأن 30 ألف مغربي الذين يسحقهم سنويا داء السرطان أسقطت عنهم الحكومة الحق في الحياة بتواطؤ مع البرلمان.. وانضافت إلى دائرة «المتواطئين» مجموعة من الشركات المالية الكبرى التي بدل أن تتنافس على تأسيس «خلايا خيرية» و«دور للحياة» وتكريس مفهوم «الإحسان» و«التكافل» و«المواطنة»، اختارت أن تتهافت على شراء مساحات إعلانية بالصحف لنشر بياناتها وجداولها المالية، متباهية بتحقيق أرباح خيالية وعائدات مالية قياسية راكموها من عرق المغاربة. كل هذه الأطراف مسؤوليتها تكبر يوما بعد يوم في سقوط المزيد من ضحايا هذا الفيروس اللعين، وهي مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالانضمام إلى حلف الأميرة للاسلمى التي كان اختيارها خوض هذه المعركة الإنسانية بدافع إنساني وشخصي أيضا.. فهي لم تكن بحاجة إلى شهرة إضافية وأضواء الكاميرات، بل كان تحرك «ابنةُ حي القبيبات» بالرباط ذاكرةَ الألم وصورة فيروس السرطان وهو يفتك رويدا رويدا بأحد أقربائها.. مشهد القسوة الذي عايشته الأميرة ملأ قلبها بالرغبة في تحدي هذا الفيروس ومد يدها لإنقاذ ضحاياه الموسميين.. الصمت الأخرس أيضا لبعض أصحاب رؤوس الأموال وبعض أثرياء الأبناك ووكالات القروض والمؤسسات المالية ومهربي العملات وقادة الأحزاب، عن بناء «حصن منيع» ضد حصاد الأرواح.. صمت يلبس وجه الهزيمة والعقوق وتجاهل آلاف النعوش التي يرقص فوقها الفيروس الخبيث.
يد الأميرة الممدودة إلى مرضى السرطان كانت يدا سحرية سرعان ما حركت «الأموال الراكدة» ونقرت «الأبواب المغلقة» وفتحت «القلوب اليابسة»، واستطاعت أن تقود فريقا من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الذين انضموا إلى مجلسها الإداري، ساهموا بأموالهم في إعطاء الانطلاقة لجمعية الأميرة للاسلمى وتوفير الدعامة المادية لتغطية مصاريف برامجها الكبرى.. وانضم أيضا إلى فريقها بعض المقربين منها ونخص بالذكر خالها البروفيسور محمد بنسودة، وطبيبها الذي تابع حملها مولاي الطاهر العلوي، وفوزية العلوي مسفر، ولطيفة العابدة الكاتبة العامة للجمعية.
كان أول مشروع أنجزته الجمعية بناء «دار الحياة» لاستقبال المرضى، علما بأن الجمعية حصلت توا بعد تأسيسها على صفة المنفعة العامة، لتمكينها من جمع الأموال لتمويل أنشطتها المكلفة جدا اعتبارا لمجال اهتماماته.
مهندسة تحليل النظم المعلوماتية استفادت من خبرتها في ترويض الفيروسات المتمردة، حيث كانت تعرف أن الحرب التي ستخوضها ضد مرض السرطان حرب طويلة الأمد، وتعرف أيضا أسرار الفيروسات ومظاهر قوتها، خاصة أن فيروسات السرطان فيروسات «حربائية» لا تهزمها إلا في مراحل مهدها، وأغلب أنواع داء السرطان ذيوعا وفتكا هما سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن سرطان الثدي يصيب 10 في المائة من النساء المغربيات، لذا كانت انطلاقة هذه الحرب بتدشين الأميرة لأول مركز في المغرب بمستشفى الولادة السويسي بالرباط للفحص والرصد والتشخيص الخاص بالكشف عن سرطان الثدي وعنق الرحم
واستمرارا في مشروع جمعية الأميرة لتقليص عدد المصابين بداء السرطان، أعطت للاسلمى من قصر الصخيرات في شهر مارس 2010 إشارة انطلاق المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان بشراكة مع وزارة الصحة، وقد تطلب الإعداد له عامين من المجهودات. تتخلل هذا المخطط أربعة محاور استراتيجية تهم الوقاية، والكشف المبكر، والتكفل بالتشخيص والعلاج، والعلاجات المخففة من الآلام، مشيرة إلى أن فترة تنفيذ استراتيجية العمل ستمتد على مدى 10 سنوات، بتفعيل 74 إجراء عمليا، و4 تدابير مرافقة،. يتبنى المخطط أيضا التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن كل إصابة، خصوصا بين أوساط العائلات ذات الدخل المحدد. وفي هذا الإطار بادرت جمعية للاسلمى إلى إنجاز العديد من المشاريع، منها تنظيم حملات إعلامية للتعريف بالسرطان، وتصحيح بعض التمثلات المرتبطة به، سنة 2007، والتحسيس بأهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي، سنة 2008، وحملة للتعريف بأضرار التدخين وعلاقته بالسرطان سنة 2009.
المخطط سيساعد أيضا على وضع خريطة صحية لعلاج السرطان، وضمان ولوج المرضى للعلاجات عبر التراب الوطني، من خلال توسيع المراكز وتطوير مراكز الأنكولوجيا الموجودة، وإحداث أربعة مراكز جهوية جديدة للأنكولوجيا بآسفي، والعيون، ومكناس، وطنجة، بالإضافة إلى إحداث مركزين متخصصين للأنكولوجيا لطب النساء بالرباط، والدار البيضاء، وفاس، ومراكش، وإحداث وحدات للعلاجات المخففة للآلام في مختلف المستشفيات الإقليمية.
هذه الدينامية التي عرفتها جمعية الأميرة للاسلمى خلقت صدى وطنيا وعربيا ودوليا، والبذرة الإنسانية التي زرعتها الأميرة أصبحت الآن شجرة يستظل تحتها الآلاف من مرضى داء السرطان أعطت اليوم الثمار، وأولى هذه الثمار تسليم الأميرة للاسلمى ميثاق باريس 2010 لمحاربة داء السرطان بقصر فرساي خلال أمسية خيرية لن تمحى من ذاكرة المغاربة.
اكتسبت جمعية الأميرة للاسلمى سريعا الاعتراف الدولي، ليس لأن الأميرة هي زوجة الملك محمد السادس، ولكن لنبل رسالتها، والخدمات الإنسانية التي قدمتها لمرضى داء السرطان في زمن قياسي، وتجندها في هذه المعركة من أجل الدفاع عن الحق في الحياة... الأميرة إلى اليوم مازالت تخوض حربها ضد عدوها وعدو أكثر من 30 مليون مغربي.. تغادر قصرها وهي تحث الخطى إلى مقر جمعيتها بحي السويسي، وهي تعلم أنها كلما أسرعت الخطى، كلما ضمنت فرص النجاة للآلاف من المرضى المغاربة المحكومين بالإعدام في قضية غير عادلة على الإطلاق، وجريمة لم يرتكبونها على الإطلاق.. على الإطلاق

عن أسبوعية الوطن الآن

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité