Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
3 janvier 2006

نظرية الخط الإسلامي الثالث و رائدها الملك محمد السادس للخروج بإسلام معافى في المغرب

لا يريدون قرآن محمد ولا إسلام علي ولا عمر

Ben_Laden_01_GRD_5فإن إصحاب تلك الحروب والمخططات والمدارس لايريدون إسلام محمد، ولا قرآن محمد، وكذلك لا يريدون إسلام عمر ولا إسلام علي ولا إسلام أبو ذر الغفاري، هم يريدون لنا إسلاما هم يصنعوه، أي إسلاما (أميركيا) يجيز تحويلنا الى عمال وعبيد في شركاتهم العملاقة، بحيث يكون دينك رأس المال، وقبيلتك الشركة التي تعمل بها أجيرا، وتحمل رقما بدلا من إسمك الحقيقي، أي يريدون لي اسم سوني، ولك اسم توشيبا، وللآخر اسم أريكسون وهكذا. .

ومن هنا أصبح الإسلام بخطوط ، فالخط الأول وهو (الإسلام الإصولي) والذي يرى إن الإسلام الذي تطبق من خلاله أصول الدين هو الحل، أي من خلال العودة الى الخلافة الإسلامية، وهذا ليس حلا ناجعا لأنه يفتقد الى المحيط الذي سوف يتحرك فيه، فلا يمكن أن أعيد جدي السابع من ( الموت) وأطلب منه العيش وسط الناس مباشرة (( وهنا لا نعني أن النظرية الإصولية ميتة كي لا يفسر كلام الكاتب بشكل ظالم)) بل نحن مع تأهيل هذا الجد ليكون ملائما للناس ويكون مستوعبا للمتغيرات التي حدثت بعد موته أو غيابه، والهدف كي يكون ناجحا في المحيط الذي سيتحرك به، لذا نعترف إن الإسلام ( الإصولي) يكفل لنا الكرامة، ويكفل لنا الكبرياء، ويكفل لنا المساواة، ولكن بشرط توفر القادة الذين هم من مصاف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، ومصاف الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهذا أصبح مستحيلا في الوقت الحاضر ، لذا فالإسلام الإصولي يحتاج الى بنية تحتية بشرية وجغرافية ولوجستية كي يعود وينمو، فلا يمكن رميه من السطح نحو الأرض، ومن ثم تريده أن يعيش ويستمر.

ومن هنا تم إختراق (الإسلام الإصولي) وتأسس تنظيم (القاعدة) بأموال وكالة المخابرات الأميركية ( سي أي أي) وكذلك تأسست حركة ( طالبان) بأموال الإستخبارات االباكستانية التي هي مدرسة من مدارس وكالة المخابرات المركزية في المنطقة هناك، والهدف كان الحرب ضد الشيوعية، وحال إنهيار الجيش الأحمر في أفغانستان وهروبة من هناك تنصلت الولايات المتحدة عن دعم هؤلاء، بل أنشأت من بين هؤلاء خلايا و تيارات جديدة خاصه بها تحارب القاعدة وطالبان والإسلام الإصولي، وهيأت لها الدعم اللوجستي والإعلامي، ناهيك عن الدعم المادي، أي تبلور من خلال تلك الخلايا وتلك التيارات نواة ( الإسلام الأميركي) والذي أصبح يتحرك في الظل، ولكنه يتخادم مع المشروع الأميركي أينما حل في الجغرافية العربية والإسلامية .

إذ ان مهام هؤلاء و مهام تلك الخلايا هي تخريب كل ما هو مفيد للإسلام والمسلمين من خلال الإيمان بــ ( نظرية التخريب والعنف) أي بمعنى تأسس نهج إسلامي جديد يرفع رايته ( الإسلاميون الجُدد) والذين ينهلون أفكارهم من ( المحافظين الجُدد) في البيت الأبيض الأميركي، ويتحركون بأوامرهم، وهم ركن من أركان القوى المعادية للإسلام والمسلمين، وهم ليسوا بالضرورة من المسلمين 100% ولكن أغلبهم ينطقون بالعربية ولهؤلاء إمبراطوريات مالية وإعلامية ضخمة يحميها لهم أصحاب المخططات الكبرى ضد الإسلام والمسلمين

تضاريس معارك الإسلاميون الجُدد..!

وبهذا أصبحت هناك معركة بين أصحاب مدرسة الإسلام الأميركي أي ( الإسلاميون الجُدد) و بين إسلام التيار الإصولي، والذي في داخل جوفه أو يتفرع منه التيار ( السلفي) والتيار الذي يكفّر الجميع ( التكفيري) حيث يعتقد هو انه صاحب النظرية الصحيحية، وهناك التيار الذي يسمي نفسه التيار ( الحضاري) وترفع شعاره إيران حيث يؤمن هؤلاء بالإسلام السياسي قبل الإسلام العقائدي، فتراه في المعركة وخارج المعركة، أما التيار ( العقائدي) فهو في العراق والذي ينهل من مدرسة أئمة أهل البيت عليهم السلام، فهو الإسلام الذي يحارب الإسلام الأميركي والتكفيري والسلفي وله جدل مع الإسلام الحضاري، ويرى إن مدرسة أهل البيت عليهم السلام هي المنقذ، والتي ترفض تخريب الأديان والأوطان والناس ورائدها الإمام المهدي الغائب حسب نظرية هذه المدرسة.

ولكن هذا لا يعني إن هناك توافقا بين التيار السلفي والتيار الأميركي، أو بين التيار التكفيري والتيار الأميركي وكذلك ليس هناك توافقا بين تيار مدرسة أهل البيت والتيار الأميركي، ولكن قد يكون هناك تلاقي بين التيارين الحضاري و الأميركي في محطات سياسية وثقافية معينة، وتحت لعبة حوار الحضارات، وهو المشروع الذي لا زال يحبو لعدم أيمان أصحاب المشاريع العملاقة ضد الإسلام به، ولكن التيارين السلفي والتكفيري يقومان بأفعال وأعمال تخدم مشاريع الإسلام الأميركي دون أن يعي أو يعلم اتباع هذين التيارين بهذا.

ولكن لو نظرنا الى صلب الإسلام الأميركي فنراه أنه إعتمد في عملية التجنيد على أخذ العينات من مختلف التيارات التي جاء ذكرها في السطور الماضية، أي كوّن خلطة أو عجينة من جميع هذه الأصناف وأدخلها الى الأفران الأميركية ليُخرج منها (الإسلام الأميركي) المدعوم ماليا وإعلاميا، أي مدعوم بالمال والحناجر والاٌقلام والصحف والمجالات ومحطات التلفزة الفضائية ، ومدعوم فكريا ولوجستيا من خلال المراكز الإستراتيجية والمعاهد المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني التي تأسست بشعار وردي وقلب مسلم على طريقة الإسلام الأميركي .

نظرة ضرورية على الإسلام السياسي!

لو نظرنا الى الإسلام السياسي سنجده إسلاما جديدا، فيما لو قورن مع مدارس المذاهب الأربعة، وكذلك لو قورن مع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ،لأن الإسلام التقليدي أو إسلام الأجيال السابقة، أو الإسلام الكلاسيكي يؤمن بالعدل والشورى نهجا للحكم والتعامل مع الناس، فعندنا جاء الإسلام السياسي لم يبق على تلك المبادىء أي غاب العدل وتبعثرت المساواة في الإسلام السياسي، وسيطرت النخبة على الكل وتحت شعارات الإسلام السياسي، فنتيجة ذلك تولدت ردات فعل إصولية بنظر أصحاب النظرية الإصولية، وردات فعل تصحيحية عند الذين يؤمنون بتنظيف الإسلام من الآفات السياسية التي أصبحت تجيز التدليس والصفقات السرية، ناهيك عن الإتفاقيات السرية والتي لا يعلم بها الشعب ،وبالتالي إنتفت الصبغة الإسلامية عن الحركات الإسلامية التي تمارس هكذا نهج، وأصبحت تشكل خطرا على المجتمعات والإسلام نفسه، وبذلك هي إنحدرت في نهر الإسلام الأميركي دون أن تعي نتيجة جمود برامجها، وتكلس أفكار كثير من رجالها ، حيث إن برامجهم متكلسه لا تجد فيه غير الجمود، وإن جددوها يفلت العيار منهم، ويفقدون البوصلة ( وهذا يحتاج الى بحث آخر).

وحتى لو نظرنا الى برامج الأحزاب الإسلامية التي تتخذ الإسلام السياسي نهجا فنراها إما بعيدة عن الواقع والتطبيق، أو نراها وردية لدرجة التشكيك، ولكن عند الممارسة العملية لا يُطبق من برنامج الإسلاميين إلا الربع أو أقل من ذلك، مما تولدت صدمة بل صدمات لدى الجماهير، ولهذا لو بحثنا في تاريخ الأحزاب والحركات الإسلامية فسنجدها هي الأحزاب صاحبة السبق وجائزة الأوسكار بعدد الإنشطارات والتقسيمات والإنشقاقات، والأسباب عديدة، ولكن أغلبها هي أسباب من المطبخ السياسي الإسلامي نفسه، ناهيك عن إستفحال ديكتاتورية (النخبة) فهي سبب رئيسي في تشظي الأحزاب والحركات الإسلامية، وهذا ناتج عن غياب الشورى والعدل والشفافية، والإبتعاد عن الناس عند ممارسة الحكم. لذا فالإسلام السياسي غير قادر على حل مشاكل المجتمع والأمة لأنه معبأ بالمشاكل، أي هو حامل بالمشاكل ويحتاج الى عمليات قيصرية كي يتخلص من الحمل طويل الأمد، والذي هو عبارة عن أكياس مائية وتراكمات برامجية أكل الدهر عليها وشرب.

وأخيرا فنحن لا نبرأ الإسلام السياسي بأن له يد في التشرذم الحاصل في الأمة العربية والإسلامية، وله يد في تشظي الشعوب والأمة، لأنه تحول الى جادة توصل الى الجاه والمنصب، والى بوابات السفارات الأميركية، وليس كما هو مفروض جادة نحو خدمة الناس ونشر العدل والوئام، و العمل على تقوية البلدان وتنمية الشعوب، وطبعا تبقى هناك إستثناءات خيرة في بعض أركان الجغرافية العربية والإسلامية، ولكنها ليست بمستوى الطموح.

كيف ان معالجة المغرب هي الصحيحة؟

لقد سارعت قسم من الدول العربية الى معالجة هذا الأمر الخطير ، والذي يهدد كيان الدول والشعوب ويفجره ليتحول الى سائل متحرك سيشكل حسب نوعية البوتقات المنتظرة، والتي للأسف أغلبها بوتقات أميركية وبوتقات لا تريد الخير للعرب والمسلمين، وهي مغلفة بشعارات وردية رنانة وبراقة منها الحرية والسعادة والديموقراطية والتعددية والإنفتاح وأزالة الفقر والأمية والأمراض، ولكن لسوء الحظ ولحسن الحظ في الوقت نفسه، فقد إفتضح في العراق هؤلاء من أصحاب المشاريع وأصحاب البوتقات تلك.

فالدولة الكبرى(مصر) لجأت الى أبدال المشايخ بنظام الكاسيت،حيث تم تسريح آلاف الوعاظ ورجال الدين ليحل محلهم الكاسيت، وبهذا زاد عدد العاطلين عن العمل عددا آخر، وأربك عدد جديد من العائلات التي يعيلها هؤلاء، وحصل جدلا واسعا في الشارع المصري، وفي نفس الوقت أعطت بذلك قوة للمعارضة، وقوة للتيارات السلفية والتكفيرية، وكذلك أعطت قوة للخلايا النائمة، وإن المتضرر هو الإسلام، وبهذا كسب الإسلام الأميركي نصرا مجانيا...  وكذلك الأمر بالنسبة لدولة ( الإمارات) حيث إتخذت الخط نفسه، وقامت بإستعمال نظام الكاسيت مما سببت تحركا إن لم يكن سياسيا فهو تحركا لوجستيا وماليا بأتجاه الخلايا السلفية كي تتحرك لتجد الحل، وهنا إنغمست أو ستنغمس الأمارات في مشكلة هي في غنى عنها، وبهذا كسب الإسلام الأميركي نصرا، وكذلك كسب أصحاب المخططات الكبرى والقادمة الى الدول العربية نصرا، حيث مهدت الخطوات المصرية والأماراتية لتلك المخططات والمشاريع، لذا فردة الفعل في مصر والتي جاءت على شكل الصدامات التي حدثت بين ( المسلمين والأقباط) ماهي إلا تبعات سياسات ( الترقيع) التي تتبعها السلطات المصرية وبعض الأنظمة العربية....

أما في (الكويت) فالأمر مختلف، حيث ان هناك قرآن جديد يسمى ( كتاب الفرقان) أصبح يتداول في الكويت ويوزع عبر شبكات الأنترنيت، وعبر المجالس الخاصة، ولقد نُشر عنه كثيرا في شبكات الإنترنيت هو كتاب ( الإسلام الأميركي) حيث هناك نصا جديدا يشبه القرآن في منظره، ولكنه يختلف في فحواه، حيث هناك حذف كثير وأضافات كثيرة، وهناك ظواهر كثيرة وفتاوى أكثر أصبحت تنتشر في المجتمعات العربية وكلها تتخادم مع مشروع ( الأسلام الأميركي) وآخرها فتاوى السيد ــ حسن الترابي ــ في السودان، وإقتراحات من بعض السياسيين العرب الكبار بفتح الحج الى مكة المكرمة بالنسبة للمسيحيين، وغيرها من الأمور!!.

كيف جاءت فكرة نظرية الخط الإسلامي الثالث ؟

فنتيجة لهذا التشابك بين السياسة والدين، وبين الحرب العسكرية والنفسية، وبين الإقتصاد البرىء والإستثمار الشيطاني، وبين الإعلام المحترف والإعلام المنحرف ، وبين إستراتيجيات الصدق والعمل وإستراتيجيات النفاق والكذب والترقيع، وبين الهروب للإمام والخوف برزت مدرسة ( النظريات والمشاريع الإستباقية) والتي هي عبارة عن إستراتيجيات وقائية مبكرة ضد أمراض وافدة، أو قد تدخل في أية لحظة،وهي نظريات فطنه وذكاء خصوصا إذا كانت الغاية منها الإصلاح داخل حدود الوطن، كي نفرقها عن (النظريات والمشاريع الإستباقية) التي آمنت بها الآنسة ــ كونداليزا رايس ــ وزميلها ـ ولفوفيتس ــ وهي نظريات تؤمن بالهجوم العسكري والسياسي والإقتصادي إستباقيا، أي خارج حدود الولايات المتحدة فهنا الأمر مختلف وعدواني.

وبالفعل جاءت فكرة الخط الإسلامي الثالث ومن أجلها أسس الملك المغربي محمد السادس ( نظرية الإستباق المحمود) والتي باشر بها في المغرب وبشخصه من خلال معالجة كثير من الملفات التي ورد ذكرها في سياق هذا المقال أو هذه الدراسة، وبالفعل تنبّه الملك الشاب الى ضرورة وضع إستراتيجية أطلقنا عليها ( الخط الإسلامي الثالث) والذي يبتعد عن الإسلام الأميركي تماما، وكذلك يبتعد عن الإسلام الأصولي وفروعه السلفية والتكفيرية وغيرها، ونعتقد أن الشفرة الوراثية لجلالة الملك لعبت دورا مهما في هذا الإتجاه، حيث انه من عائلة هاشمية ينحدر نسبها الى آئمة أهل البيت عليهم السلام وصولا للرسول الكريم محمد (ص) وبهذا يصبح ( الخط الثالث) هو نهل من مدرسة وخط أهل البيت عليهم السلام.

سلسلة مراحل البنية التحتية لنظرية الخط الإسلامي الثالث!

أولا: اللبنات الإعلامية

فمن خلال الحكمة الموروثة لدى جلالة الملك محمد السادس عرف إن الإعلام أخذ موقع الجيوش وحيّدها، وأصبح الإعلام هو صاحب الفيالق والفرق والوحدات والصواريخ العابرة للقارات، وهو الذي يشن الحروب الحديثة وعن بعد تمهيدا لدخول الإقتصاد عاملا مؤثرا بنتائج تلك الحروب الحديثه، فمن هنا أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس مشروع ( القناة التلفزيونية الدينية) والتي حرص على أن تحمل أسمه، عارفا بذلك إن التقويم العالمي الجديد بدأ من 11 سبتمبر/ أيلول الذي فصل عصر مضى عن عصر بدأ.

وإ الغاية من هذه القناة التلفزيونية هو نشر التسامح والإنفتاح العربي والإسلامي إستنادا الى القرآن الكريم وليس الى كتاب الفرقان الأميركي، وإستنادا للحديث الشريف وليس للكاسيت التي تفحصة السفارات الأميركية قبل توزيعه، ولقد حرص الملك المغربي أن تكون تلك القناة مقتصرة على التوجهات الدينية في المغرب، آخذ بنظر الإعتبار فشل القنوات الإسلامية الفضائية بتوصيل رسالتها، كونها تحولت الى محطات تجارية ، وإن معظمها إنغمس في إملاءات أصحاب مشروع ( الإسلام الأميركي) أو إملاءات خاصة من الإسلاميين الجُدد. فالقناة المغربية غايتها تطويق الإنحراف وتطويق المشاريع التي تشوه الإسلام، ولقد حرص جلالة الملك أن يكون بثها بالعربية التي تُترجم الى الفرنسية والأمازيغية ــ لغة الأخوة البربر ــ في المغرب وهي تُثبت إن هناك قراءة صحيحة لوضع المغرب الداخلي، ولم تكن هذه الخطوة الأخيرة في هذا المجال وهذا المشروع الإستباقي المحمود، فلقد أطلق الملك محمد السادس ( محطة إذاعية) تحمل إسم جلالته ومخصصه أيضا للإسلام الصحيح حيث أطلقها في شهر رمضان المبارك الماضي ، وهذا يدل على إن هناك مشروع ضخم بهذا الإنجاه يؤسس الى إسلام ( الخط الثالث) وهو الإسلام الذي يؤمن بالتطورات الحاصلة ويواكبها مع الحفاظ على روح الإسلام والإبتعاد عن فوبيا الإسلام السياسي.

ثانيا: اللبنات الثقافية والفكرية!

وحسب ما ذكرنا إعلاه حول نباهة وقراءة الملك المغربي الشاب حيث عرف إن المجتمع يتكون من طرفين مهمين ( رجل وأمرأة) وعرف انه لا توجد نتائج إلا من خلال تنمية الطرف الأول والثاني، لذا لابد أن يكون الإصلاح والنهوض من خلال التنمية البشرية التي عمادها الرجل والمرأة، ومن هنا جاء الإعتماد على هذين العنصرين في إنجاح نظرية ( الخط الإسلامي الثالث) فمثلما تطرقنا الى اللبنات الإعلامية في الفقرة السابقة في إعلاه، جاءت اللبنة الأخرى والتي هي ( دفعة المرشدات الدينيات في المغرب)حيث تخرجت هذه الدفعة بتاريخ 4/5/2006 وهي الدفعة الأولى، والتي مهمتها نشر الثقافة الدينية في المجتمع، وهي خطوة أولى بهدف تدعيم الإصلاح الديني وحمايته من التطرف ( حسب أقوال المسؤولين المغاربة) ولم تكن القضية نوعا من المزايدات أو البرستيج بل جاءت القضية والخطوة عن قناعة راسخة لدى الملك المغربي الشاب، حيث عبر عنها وزير الأوقاف المغربي السيد ( أحمد التوفيق) ـــ أنها دورة أمر بها العاهل المغربي محمد السادس وإستمرت لمدة سنة من أجل دعم التأطير الديني في مساجد المملكة في مجال الواجبات الدينية والوعظ والإرشاد ــ.

علما إن عدد المتخرجات 50 سيدة، تعلمن مختلف الدروس والعلوم، وتحت نظام الدراسة المكثفة ، حيث تعلمن طرق التدريس والبحث في القرآن الكريم والفقه والسنة والتصوف ، وكذلك درسن التاريخ الإسلامي والجغرافيا واللغات العربية والأجنبية، ومن هنا نستشف إنه هناك إصرارا ملكيا على إرسال مدرسة ( الخط الإسلامي الثالث) لتكون نهجا وسطيا خاليا من مظاهر العنف والتمترس والغلو.

ثالثا: اللبنات الدعوية والدينية..!

ولكي لا تحصل هناك حساسيات بين الرجل والمرأة، وبين أجيال أئمة المساجد أنفسهم، وكذلك كي لا تحصل هناك تجاذبات بين الأئمة أنفسهم داخل أركان مدرسة (الخط الإسلامي الثالث) فلقد أمر جلالة الملك المغربي وبطريقة إستباقية ذكية بتخصيص دورات خاصة، وتكون مكثفة هي الأخرى الى عددا من الرجال الذين تتوفر فيهم شروط تؤهلهم لأن يكونوا أئمة ووعاظ في المساجد والمؤسسات الدينية، فلقد تخرج أيضا 150 إماما درسوا العقيدة والمذهب المالكي، ناهيك عن الدروس السياسية التي تجعل الإمام عارفا بما يدور حوله في العالم وهي نقطة مهمة في هذا الوقت بالذات، حيث ان الأمة العربية والإسلامية في خطر، وإن المملكة المغربية جزء من هاتين الأمتين، لذا فالشروع بهكذا مشاريع هي ضرورة للشعب المغربي والمنطقة.

ولم يكتف جلالة الملك بهذا بل أصر على تنقية الأجواء الإفتائية منعا للمزاجية ومنعا للفتنة والضوضاء، وكذلك منعا لأن تكون الخزعبلات والأفكار الوافدة على الدين الإسلامي نهجا يُعتمد عليه في قضية الإفتاء خصوصا وهي قضايا تهم الناس وحياتهم وعلاقاتهم بشكل مباشر، فمن هنا أمر جلالة الملك بإنشاء ( هيئة للفتوى) وذلك في العام الماضي ليضع حدا للفتنة والبلبلة التي قد تنتشر لو تُرك الأمر كما هو، أو لو عولج بطريقة الترقيع ولمس القشور.

رابعا: اللبنات الهيكلية الخاصة بالمؤسسات الدينية

لقد أوعد العاهل المغربي شعبه وأوفى بذلك الوعد الذي قطعه على نفسه في أبريل/ نيسان عام 2004 عندما وعد الشعب المغربي بإرساء إستراتيجية متعددة الأبعاد ومترابطة ببعضها البعض ، وتعهد بأن تكون شاملة والهدف هو تحصين المغرب من جميع الموجات المتطرفة ومن جميع النوازع الإرهابية، والإصرار على إرساء الثقافة الإسلامية التي تؤمن بالتسامح والحوار والمحبة، ونبذ العنف والقتل والإرهاب، ووعد شعبه أن تكون هوية المغرب الوسطية والإعتدال، ومن هنا فكر جلالة الملك محمد السادس بنظرية ــ الخط الإسلامي الثالث ــ للخروج من معضلة الإسلام الأميركي ومعضلة الإسلام الإصولي، وينأى بالمغرب عن المعارك الطاحنة بين الطرفين.

فمن هذا المنطلق أمر العاهل المغربي برسم الخطوات الرزينة وغير المتعجلة من أجل تأسيس صرح إستراتيجية نظرية ــ الخط الإسلامي الثالث ــ ومن هنا جاءت أوامره بإعادة هيكلية ــ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ــ من خلال إستحداث مديرية خاصة أطلقوا عليها ــ مديرية التعليم العتيق ــ ومديرية أخرى خاصة بالمساجد.

وكل هذا من أجل رفد تلك المؤسسات بالدماء الجديدة والتي يستوجب تهيئة الأجواء والبنية التحتية لها كي تباشر بعملها الذي يصب في بناء صرح نظرية جلالة الملك وهي نظرية ــ الخط الإسلامي الثالث ــ لذا فعملية إستحداث المديريات هي ليست بالضرورة بيروقراطية جديدة، بل هي كمثل دعم الأبناء الذين يسكنون في بيت واحد تسوده ربما الضوضاء وعدم الراحة والروتين من خلال توسيع غرفهم لتكون شقق منعزلة، بشرط بقاء صلة الرحم والتكافل، وبهذا سينهض الأبناء بمشاريعهم التنافسية من أجل تكوين هرم عائلي معافى، وبنفس الوقت قوي إقتصاديا وبشريا.

الخلاصة المهمة!

نعتقد إن من مصلحة الدول العربية وشعوبها تعميم هذه النظرية لتكون النموذج الناجع للتخلص من حالات الإحتقان والتناحر، وكذلك للتخلص من حالات الفوضى الحاصلة في المجال الديني والسياسي والإفتائي، والتي سببها غياب المشاريع الإنقاذية الجريئة، وغياب المعالجين الذين هم بمستوى الملك المغربي، لذا فما يحصل في المغرب هو خير لا بد أن يُعمم على الجميع، وبنفس الوقت لابد من دعمه ودعم رائده.

لذا فالنموذج المغربي الإستباقي لمحاربة التطرف هو الأوفر حظا من بين جميع النماذج التي طُرحت وستُطرح، لأن النموذج المغربي جاء من رحم المغرب نفسها، وجاء لأجل الشعب المغربي، لهذا فهو نموذج غير مستورد وغير دخيل تحت نظام الإملاءات، فجلالة الملك تنبأ وعرف كيفية استغلال الوقت للنهوض بهكذا مشروع ليجعل المغرب أقوى من المخططات القادمة نحوها، ونحو المنطقة المحيطة بها ،ولكن بنفس الوقت فهو صالح للإستيراد نحو الدول العربية الأخرى، وذلك لتشابه المفردات والبيئات والعينات والشعوب العربية مع مفردات وبيئات وشعب المغرب.

ولكننا نناشد جلالة الملك والمسؤولين في المملكة المغربية الحذر الشديد من خلايا الإرهاب الطائرة، وكذلك من الحاسدين الذين مهمتهم التخريب بدافع بذرة الحسد التي بداخلهم، ونحن نتكلم هنا عن قادة ومسؤولين من هذا النوع، والذين أبتليت بهم الأمة العربية حيث يريدون كل شيء ان يمر من خلالهم علما أنهم على رأس مجموعات الفاشلين والمتقاعسين.

فمبروك للمغرب هذا الملك الشاب ومبروك للأمة العربية كذلك... ونناشد الشعب المغربي وشرفاء العرب مساندة خطوات هذا الملك الشاب نحو تعميم ثقافة اللاعنف.

سمير عبيد كاتب وباحث عراقي

مركز البحوث والمعلومات - أوربا

samiroff@hotmail.com

الجزء الاول من المقال  /  الجزء الثاني من المقال

Publicité
Commentaires
L
attentions n'oubliez pas que la plupart des marocains se sont des berbers !!!
A
لفائدة: إزم لحسن الساكن بدوار أيت وكمار جماعة واد الصفاء إقليم شتوكة أيت بها <br /> ضد : ايت منصور محمد و أيت منصور أحمد و ايت منصور محند الساكنون بدوار إسك إداوتنان قيادة إموزار عمالة أكادير<br /> <br /> سلام تام بوجودك مولانا الإمام و بعد<br /> <br /> يشرفني أن أتقدم إلى جلالتكم بشكايتي التالية::<br /> أنني يا سيدي أسكن بدوار أيت وكمار جماعة واد الصفاء اشتوكة أيت بها في حين أملك مجموعة من البقع المتفرقة و الكائنة بدوار إسك إداوتنان قيادة إيموزار عمالة أكادير ورثثها عن والدي المرحوم عمر بن محند بن سعيد إزم و نظرا لبعد المسافة بين مقر سكناي و مكان تواجد هذه البقع بدوار إسك إدوتنان قيادة ايموزار كنت أقوم بزيارة هذه الأملك وقت الحصاد و جني الثمار..<br /> إلا أنه وبتاريخ :2005/11/02 فوجأت بمشتكون بهم يترامون على أملاكي ويقومون بهجوم عليها ويتصرفون فيها تصرف المالك رغم أنه لى تربطني بهم أي علاقة قرابة أو غيرها و بدون توفرهم على أي سند قانوني ومنذ ذالك التاريخ و أنا أتقدم بشكايات في هذا الشأن لكن دون جدوى نظرا لأن المشتكون بهم يستغلون نفوذهم بالمنطقة فالمسمى ايت منصور أحمد عضو بالجماعة و أيت منصور محند متقادد بالخارج علما يا سيدي أنني عجوز و مريض و لا طاقة لي بأمور الإدارة <br /> لهذا ألتمس من جلالتكم إنصافي من المشتكون بهم و ذالك بفتح تحقيق في الموضوع مع الحكم عليهم بالطرد من أملاكي التي يستغلونهابدون سند قانوني وبما يقتضيه القانون في مثل هذه الحلة <br /> <br /> وتقبلوا سيدي فائق التقدير و الإحترام<br /> <br /> والسلام عليكم<br /> <br /> حرر بتاريخ:2007/08/06<br /> <br /> وهذا رقمي الهاتفي :061653109
A
دليل اخر على نهضة الامة الاسلامية, لكن اجد الكاتب يركز كثيراعلى كلمة "عرب" بدلا من "اسلام" فهل هدا ينم عن ميول قومية
S
موضوع جميل و متميز لكن ما اثارني حقا هو وضع صورة المرتزق عبد العزيز المراكشي الارهابي الى جانب بن لادن و الظواهري و الزرقاوي ههههههههههههه في الحقيقة لا ينقص الا عبد العزيز بوتفليقة كي تكتمل الصورة عفوا و بعد الزعماء العرب كمعمر القدافي هههههههههه <br /> <br /> تحياتي لادارة الموقع
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité