بعد أن طردته الإشاعة من المغرب: كيف يعيش الأمير الصامت؟

تركيز المراقبين على حضور مولاي رشيد مراسيم تشييع جثمان الراحل محمد عواد بضريح سيدي عبد الله بنحسون بسلا ما كان ليأخذ هذا البعد لولا الأحداث التي انشغل بها الرأي العام في الآونة الأخيرة بشأن ما كتب حول اختيار مولاي رشيد «المنفى الإرادي» بالولايات المتحدة الأمريكية. وهو الخبر الذي تزامن مع الملف الرائج حاليا بمحاكم الدارالبيضاء حول المركب السياحي (طايتي)، وما تم تداوله حول وجود ارتباط للأمير مولاي رشيد (وكذلك مولاي يوسف) بالمشروع دون أن يصدر أي بلاغ من القصر ليوضح حقائق الأمور.

من فرط حضوره في كل الجنازات الرسمية داخل وخارج المغرب أو حضوره في التدشينات، أضحى الأمير مولاي رشيد يلقب بـ «ادفن ودشن». لدرجة أن حضوره في نشاط جنائزي أو افتتاح مهرجان أو تدشين مرفق ما، كان يتم التعامل معه في حدود العتبة الخاصة بعضو العائلة الملكية يُرتب في المرتبة الثالثة بعد الملك محمد السادس وولي العهد مولاي الحسن.

السياسة رموز

لكن يوم الخميس 22 فبراير 2007 سيبقى يوما محفورا في الأدبيات السياسية بالمغرب، ليس لأنه يوم تم فيه دفن المرحوم محمد عواد فقط. فالمرحوم عواد بصم فعلا «دارالمخزن» بالنظر إلى أنه كان المشرف على تربية الأمراء على عهد الراحل الحسن الثاني. بلى، إنه اليوم الذي حضر فيه الأمير مولاي رشيد جنازة محمد عواد بضريح سيدي عبد الله بن حسون بسلا، وهو الحضور الذي فاجأ كل الأطراف داخل وخارج المغرب.

تركيز المراقبين على حضور مولاي رشيد ما كان ليأخذ هذا البعد لولا الأحداث التي انشغل بها الرأي العام في الآونة الأخيرة بشأن ما كتب حول اختيار مولاي رشيد «المنفى الإرادي» بالولايات المتحدة الأمريكية. وهو الخبر الذي تزامن مع الملف الرائج حاليا بمحاكم الدارالبيضاء حول المركب السياحي (طايتي)، وما تم تداوله حول وجود ارتباط للأمير مولاي رشيد (وكذلك مولاي يوسف) بالمشروع دون أن يصدر أي بلاغ من القصر ليوضح حقائق الأمور (انظر ص 32 ).

فإذا كان معروفا على الأمير حضوره في عدة أنشطة، فإن اللافت أن الأنشطة التي ترأسها منذ فبراير الماضي سلطت عليها كل كشافات الضوء، خاصة وأن السياسة أصلا هي رموز وشفرات. ومن الرموز أو الرسائل الموجهة من خلال تكثيف حضور مولاي رشيد في الأنشطة الرسمية مؤخرا هو تبديد الشائعات حول وجود تصدع داخل العائلة الملكية، وهو التصدع الذي ترمي عدة دول إلى خلقه ـ كما يقول الأستاذ زيان ـ لتقزيم المغرب وإضعافه خوفا من أن يتحول إلى قوة إقليمية (أنظر الحوار في ص 10 ).

وبقدر ما ظل الأمير مولاي رشيد لصيقا بوالده المرحوم الحسن الثاني أو بأخيه الملك محمد السادس والحرص على ترؤس أي نشاط يكلف به من طرف الملك، فإنه (أي مولاي رشيد) رسم لنفسه صورة «الأمير الصامت»، البعيد عن الأضواء، المقل في التصريحات والحوارات، لا يتحرك إلا في إطار مرسوم لكل فرد من أفراد العائلة الملكية.

الخطة المفقودة

فالمراقب اللبيب يستحضر بسرعة شريط الإشاعات التي استهدفت العائلة الملكية منذ عام 1999 (بُعيد وفاة الحسن الثاني) ولم ينج منها الملك محمد السادس نفسه وتلتها حملة ضد مولاي هشام. ولما لم تنفع هذه الحملات، بدأت حملات أخرى تتوجه نحو الرجل الثالث في العائلة الملكية، في شخص مولاي رشيد المعروف عنه حرصه على أن يستظل دوما بسقف المغرب.

القرائن لا تعوز المرء، إذ ما أن تكتب جريدة إسبانية حتى تجد صدى لها في الجزائر والعكس صحيح، إذ ما أن تتناول صحيفة جزائرية شأنا مغربيا أو ملكيا إلا ويجد صداه في الصحافة الإسبانية. وهي تجربة عاشها المغرب في قضية مولاي هشام وقضية ليلى وقضية الصحراء وغيرها، وها هي التجربة اليوم تتكرر مع مولاي رشيد.

وإذا كان مفهوما تحرك دول منافسة للمغرب أو دول تسعى إلى استغلال أي ثغرة لخلق حالة من اللااستقرار والتوتر (ولو اقتضى الأمر خلق إشاعات وتضخيمها)، حتى يبقى المغرب تحت «السباط» وتحت «رحمة» قوى أجنبية، فإن غير المفهوم هو عدم مبادرة القصر باعتماد خطة تواصلية لوأد كل الإشاعات.

فكل من «سخن عليه راسو» اليوم، يمسح فشله أو إفلاسه أو تحايله أو عمليات نصبه في أمير أو أميرة، وهي حالات عشناها في مشاريع ميناء طنجة وأبي رقراق (مشروع أمواج) وتهيئة مطار أنفا والسكن الاقتصادي والضيعات أو اتهام أمراء بالوقوف وراء إصدار صحف ومجلات (الوطن الآن، الجريدة الأخرى، وجهة نظر...) وباقي المشاريع الأخرى. كما عشناها في حالات ترتبط بتعيينات في مناصب سامية بالتبجح بأن أميرا هو الذي توسط لتعيين فلان أو فرتلان.

التحلل

صحيح أن أخبار العائلة الملكية أصبحت اليوم مباحة نوعا ما للعموم، عكس ما كانت عليه في السابق. إلا أن ذلك لم يتأسس في قنوات حداثية بقدر ما يرتبط بتعدد المراكز وما ينجم عنه من «تسريبات».

إلا أن التكثيف المبالغ فيه في ترويج الإشاعات حول أفراد الأسرة الملكية دون الرد عليه قد يؤدي إلى نتائج عكسية. فالإشاعة مثلها مثل الميكروب تكون صحية للجسم، لكن في حدود معقولة. أما أن يتجاوز الميكروب العتبة المسموح بها، فإن التفكك والتحلل يطال جسم الإنسان المريض، ولا يقوى الأطباء على شفائه. نفس الشيء ينطبق على المؤسسات الدستورية التي تبقى عرضة- مثلها مثل الإنسان- للتحلل إن لم تقاوم الفيروسات الخبيثة.

ومن يدري؟! فغدا أو بعد غد (لو استمر القصر في سكوته) قد نسمع نصابا أو كذابا يعين عاملا أو وزيرا أو يبرم معاهدة دولية باسم الملك محمد السادس. وخوفا، لا قدر الله، من هذه الواقعة يبقى على المواطن والإدارة والمستثمر أن يلح في طلب الوثائق كلما طرق بابه شخص يدعي أنه يمثل أميرا أو أميرة. فـ «الوقت والزمان هذا

خرجات الأمير لإبطال مفعول الإشاعة

من الملفت للانتباه أن الأضواء الكاشفة اتجهت في المدة الأخيرة، وأكثر من أي وقت مضى، صوب الأمير مولاي رشيد. والرسالة، حسب المهتمين، معروفة، وقد تم تسديدها بتصميم شديد إلى الإعلام الإسباني، وخاصة صحيفة «إلموندو»، ثم إلى المخابرات العسكرية الجزائرية، وسلطت صحيفة الخبر القريبة منها للتهويل وإظهار أن المحيط الملكي، بل العائلة الملكية، تعيش أزمة سياسية حول مناهج الحكم وأدوات تسيير شؤون البلاد، إلى درجة لم يجد معها الأمير سوى المنفى ليخفي أحزانه. وكانت أول مناسبة ظهر فيها الأمير لدحض المزاعم هو المشاركة في تشييع جنازة محمد عواد بضريح سيدي عبدالله بنحسون بسلا، والتي رافقه فيها الوزير الأول ورشدي الشرايبي وأعضاء من الحكومة وقيادات الأحزاب السياسية. بل، وحسب مجموعة من المهتمين، فإن الإشاعة سبقت الإعلام الإسباني والجزائري بأيام طويلة، مما حذا بالأمير إلى الكشف عن ولائه لأخيه حين مثله بمدينة كان الفرنسية في منتصف شهر فبراير الماضي في أشغال الدورة 24 لقمة الدول الإفريقية وفرنسا التي شارك فيها 40 رئيس دولة.

مع العلم أن مولاي رشيد قارب 39 نشاط رسمي بين يونيو 2005 ويونيو 2006 وكلها بتكليف من طرف الملك محمد السادس

مواضيع دات صلة

ذ. محمد زيان، منسق الحزب المغربي الليبرالي: المخابرات الأجنبية تسعى إلى إفقاد القصر هيبته

Comments

[ismail]

شكرا لحفاظك على بلدك واتمنى ان تستوي الوضعية المعيشية وتمنى للمسؤولين ان ياخدون المسؤولية بشكل جميل و بدون مخالفات وشكرا

[nadouch]

altesse royale je t'aime beaucoup tel=0021620357368

[cardinal simou]

kolo fardi fi al2ossrati al3alawiyati laho taba3 khass wajadibiya mokhtalifa ...inahom ra2i3oon ...rab ykhalihom lina man 'A' ila'Z' more love and peace

[نجيب السعودي]

اءبقاكم الله وحفضكم من كل مكروه
نجيب السعودي مقيم في مملكة النرويج

[ismail tetouan]

الى صاحب الجلالة نصره الله اطلب منه ان يفعل الى شباب تطوان مصانع ومعامل قبل ان يجد كل شباب منحرف