Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
5 juin 2009

كيف أجهض القصر وحزب الاستقلال أحلام المغاربة؟

3281153الحسن الثاني كان يخاف على عرشه فطوق نفسه بالخبراء في الأمن والاستخبارات والقمع والتعذيب وتصميم المعتقلات الرهيبة، بدل أن يحيط به المهندسون والمثقفون والاقتصاديون والحقوقيون والدمغرافيون والمخططون و اليوم بامكان المرء أن يفهم لماذا لم يتمكن المغرب من أن يحتل مراتب محترمة في السجل الدولي، إذ رغم مرور 53 سنة على الاستقلال مازال المغرب في خانة العار، بحكم أنه يحتل الرتبة 126 دوليا! والسبب يعود إلى كون القصر والأحزاب ظلا في صراع شديد على حساب تدبير شؤون الدولة ومواجهة التحديات وتلبية مطالب المواطنين. فالحسن الثاني كان يخاف على عرشه فطوق نفسه بالخبراء في الأمن والاستخبارات والقمع والتعذيب وتصميم المعتقلات الرهيبة، بدل أن يحيط به المهندسون والمثقفون والاقتصاديون والحقوقيون والدمغرافيون والمخططون. ولما قربت ساعته والتفت ليقرأ حصيلة حكمه، لم يجد سوى ركام من المعتقلات السرية والعلنية لفظت، بعد طول اعتقال، مايربو عن 24 ألف ضحية بين ميت في الزنازن وأصحاب عاهات. أما الأحزاب المسماة «وطنية»، فبدل أن تستثمر فورة الاستقلال لبناء دولة قوية تحيي أمجاد المغرب في عهد المرابطين والموحدين، رأيناها تنصرف إلى الاغتيالات والتصفيات، إذ عوض أن تتحول الى منبت لتفريخ كوادر تسيير الشأن العام غدت مشاتل لصنع المؤامرات والدسائس. ولما كتب لها بعد تحقيق التوافق أن تمسك بمقاليد الأمور، لم تجد في سجلاتها سوى المختطفين والمنفيين والشهداء والمعتقلين والمعطوبين، ولم تتمكن من تكوين إطارات في التدبير والتسيير. والنتيجة أن المغرب مازال يتعثر بسبب هذا الماضي الأسود، ومازالت البلاد رهينة الانطلاقة الخاطئة بين القصر والأحزاب منذ عام 1956 إلى اليوم بدليل أن مسؤولا من عيار فؤاد عالي الهمة، وهو الوزير الذي هندس ملف المصالحة والانصاف في عهد محمد السادس، لم يتمكن بعد من تجاوز مقولة أن المغرب مازل أسير المؤمرات، حينما ترأس تجمعا في تارودانت وكال كل الشرور لحزب الاستقلال محملا إياه جميع تعثرات المغرب مندالاستقلال، لدرجة أن المغرب بني على ثنائية النفور.

karimedia_pic01لمواجهة جيش التحرير خلقت القوات المسلحة الملكية، ولمواجهة «وداد الأمة» خلق الجيش الملكي، ولمواجهة الجوق الوطني خلق الجوق السمفوني، ولمواجهة حزب الاستقلال الموحد خلقت الحركة الشعبية، ولمواجهة نخب المقاومة والنخب الوطنية المتجذرة في المجتمع خلقت نخب سبق أن عملت في أسلاك الجيش الإسباني و الفرنسي ومنحت لها الأراضي الخصبة والمياة المتدفقة على حساب آلاف الفلاحين الذين انتفضوا في أولاد سعيد وأولاد عياد وأولاد خليفة في البدايات الأولى للاستقلال .بل حتى الشوارع والمدارس والمرافق لم تسلم هي الاخرى من هذه المواجهة بين القصر والأحزاب، إذ لمواجهة المد الحزبي الراغب في تحويل الملكية إلى مجرد رمز (لتدشين جوامع ) بادر القصر إلى الغلو في إطلاق أسماء الأسرة الملكية على كل شارع، وعلى كل مدرسة، وعلى كل مستشفى، وكأن هناك خوفا من أن تطمر الأحزاب الملك والملكية.وبعد أن كان الحسن الثاني يُنعت بأنه محاط برجال القمع وبأذناب فرنسا، ها نحن نعيش اليوم نفس الوضع باتهام القصر بأنه محاط فقط بـ«الدراري» مع ما ترمز إليه هذه اللفظة في ثقافتنا الشعبية من حمولة سلبية توحي بغياب بُعد النظر وغياب الحصافة والاتزان في اتخاذ القرارات والمقدرة على إدارة الملفات.
صحيح أن تاريخ الأمم لا يُنسى في رمشة عين، بدليل أن فرنسا نفسها مازالت تتغذى على الذاكرة، ذاكرة التعامل مع الاحتلال الألماني، والشيء نفسه في إيطاليا (موسوليني) وإسبانيا (فرانكو) واليابان (هيروشيما) وجنوب إفريقيا (الأبارتايد).
وصحيح أيضا أن الذاكرة تستغل كرهان سياسي و اجتماعي حتى في عدة مجتمعات، خاصة حينما يكون معظم الفاعلين مازالوا أحياء، لكن من العار أن يضاف إلى سلطة الذاكرة سلطة أخرى لرهن مصالح المغرب والمغاربة لجيل آخر، ونعني بها سلطة الفقر في الخطاب السياسي. فإذا ارتضى أطراف الحقل السياسي حل مختلف النزاعات عن طريق صناديق الاقتراع بدل الصراع المسلح، مما يجعلهم مبدئيا في خانة «أنصار الدمقراطية» فإن ذلك يفترض، أولا، تأهيل المعجم ورفع مستوى النقاش لخلق وجلب احترام الشعب للأحزاب بدل استغلال المحطة الانتخابية لقلب المواجع والنبش في تاريخ لم يجلب للمغاربة سوى الأحقاد المتبادلة، وعدم قدرة المواطن على الجهر بـ «اعتزازه» بالانتماء إلى وطن تتصارع فيه الأحزاب و حاشية الملك على مجد افتراضي.

رسالة من الخطابي إلى حسن الوزاني

«يتحدثون عن المصالحة، لكن المصالحة مع من؟ إذن يجب محاسبة الأشخاص الذين أساؤوا فعلا للمغاربة في هذه الفترة، حتى لا يتكرر ما جرى بين 1956 و1960. فالأرقام التي تطرقت لها رسالة عبد الكريم الخطابي، تقول إن عدد الذين تعرضوا للاضطهاد بلغ آنذاك 9672 أطلق منهم إلى غاية 26 فبراير 1960 ما مجموعه 6520 شخصا فقط. وبلغ عدد القتلى أزيد من 600 وتم الاعتداء على 235 امرأة، ومما جاء في رسالة الخطابي التي بعث بها للأمين العام لحزب الشورى والاستقلال محمد حسن الوازاني تقول «أما المختطفات من بنات المغرب العزيز فقد بلغ عددهن 235 ما بين متزوجات وأبكار، ومن الشمال فقط اختطفوا 75 وحشروا منهن 25 في دار معروفة بحومة سانية الرمل بتطوان، حيث ظلوا يترددون عليهن صباح مساء، لهتك أعراضهن إلى أن اختفين نهائيا من الوجود، وفي عزبة معروفة على شاطئ واد ورغة حشروا 15 أنثى لنفس الغرض، والغاية هتك أعراضهن. وفي دار معروفة ومشرفة على مدينة الحسيمة بالريف الأوسط حشروا 15 امرأة لنفس الغرض وقد استطاع ثلاث منهن أن ينجين بأرواحهن ويهربن إلى مدينة سبتة، وفي أجدير بقبيلة بني ورياغل بمقاطعة الريف الوسطى حشروا 75 ضحية وقتلوهن رميا بالرصاص بعد أن عذبوهن وشوهوهن. وكانوا يدفنونهن ليلا في أماكن مختلفة»

القصر هو أكبر مستفيد من الصراع في بداية الاستقلال

يؤكد محمد وحيد، باحث في التاريخ ومؤلف كتاب «شهداء وجلادون»، أن حزب الاستقلال حاول في صراعه مع القصر استمالة بعض المقاومين، لكن رفض بعضهم أدى إلى تعرضهم للاغتيال، وأن هذا التطاحن أدى ـــ عكس ما كان يأمله المهدي بنبركة ـــ إلى إضعاف الحزب وتقوية القصر الذي عرف كيف يستفيد من الوضع

* في تجمع خطابي بمدينة تارودانت، حمل فؤاد علي الهمة حزب الاستقلال كل الشرور التي عانى منها المغرب المستقل، وحمله كذلك وزر كل الأعطاب التي مازالت تكبل البلاد. ماذا حدث في بداية الاستقلال حتى تعطلت البلاد؟
** يجب التمييز بين حزب الاستقلال قبل 1959 وحزب الاستقلال بعد 1959، لأنه في هذه السنة وقع تصدع أو انشقاق داخل الحزب الذي كان يعيش صراعا بين تيارين، تيار محافظ بزعامة علال الفاسي، وتيار راديكالي بقيادة المهدي بنبركة. إذ في 6 شتنبر 1959 تم تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. فقبل هذه الفترة، إذن، كان هناك صراع بين القصر والحركة الوطنية بزعامة حزب الاستقلال، وارتكز هذا الصراع حول من سيفوز بالتحكم في خيوط اللعبة السياسية. ومن أجل الإمساك بهذه الخيوط، التجأ التيار الراديكالي داخل حزب الاستقلال إلى محاولة استقطاب رجال المقاومة للضغط بهم على القصر، خاصة أن هذا الأخير كان يحس بنوع من الضعف إزاء حزب الاستقلال، إلى درجة أن هناك بعض الشهادات لمقربين من المرحوم محمد الخامس تنسب لهذا الأخير تصريحه بأن دخول أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال عليه كان أشد قوة من دخول الجنرال جوان. وقد أدرك الحسن الثاني، في ذلك الوقت، أن حزب الاستقلال يخطط للدخول في مواجهة مع القصر، خاصة عندما قام المهدي بن بركة باستقطاب رجال العمل المسلح الدين انساقوا مع الإغراءات التي قدمها لهم حزب الاستقلال. أما المقاومون الذين لم يعجبهم مخطط الاستقلاليين وجهروا برفضهم لهذا الاستقطاب، فكان مصيرهم التنكيل والاغتيال والاختطافات. وحسب رسالة بعث بها زعيم ثورة الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي في 27 يوليوز 1960، إلى محمد حسن الوزاني، فإن عدد الذين تعرضوا للاضطهاد على يد حزب الاستقلال بلغوا 9672 شخصا تم كشف مصير عدد منهم، لكن عددا كبيرا آخر مازال مصيره مجهولا إلى حد الساعة. كما تحدثت الرسالة عن أزيد من 60 مركزا سريا للاعتقال موجودة في مختلف جهات المغرب، خاصة في المنطقة الشمالية.
* القوة التي كان يتوفر عليها حزب الاستقلال توحي كما لو أن الدولة لم تكن موجودة في ذلك الوقت؟
** الدولة كانت في بداية تشكلها خصوصا ما يتعلق بالمرافق الأمنية الحساسة. فمثلا تم إسناد وزارة الداخلية لإدريس المحمدي، وهو من رجال حزب الاستقلال؛ والإدارة العامة للأمن الوطني لمحمد الغزاوي، وهو أيضا من رجال الحزب، كما يعد من الثلاثة الأوائل الأكثر غنى في المغرب. وتم إسناد مأمورية الأمن الجهوي بالدار البيضاء لإدريس السلاوي وهو الآخر من رجال حزب الاستقلال.

* لكن كل هذه التعيينات التي تكلمت عنها كانت تتم من طرف الملك، هل كان الملك يعي ما سيترتب عن ذلك؟
** صحيح أن الملك هو الذي يعين في المناصب العليا، لكن كان الأمر يتم باستشارة مع رجالات الحركة الوطنية، خاصة المهدي بن بركة و الفقيه البصري. حيث كان نفوذ الحزب منتشرا في مختلف الإدارات والمراكز الحكومية، إذ تم تعيين عدد من القواد والباشاوات في المنطقة الشمالية من المغرب، وجلهم من حزب الاستقلال، ولعبوا دورا كبيرا في الانتفاضة التي وقعت سنة 1958، من خلال الممارسات التي كانوا يأتونها في حق سكان هذه المناطق، مما أدى لذلك التدخل العنيف لقمع تلك الانتفاضة من طرف الجنرال أوفقير ورجال المخزن. إذن هذه الفترة الملتهبة سوف تشهد صراعا بين الحركة الوطنية والقصر، كما شهدت كذلك الصراع داخل حزب الاستقلال بين التيار المحافظ والتيار التقليدي. وعندما وقع الانشقاق داخل حزب الاستقلال بدأ كل طرف يكيل التهم والشتائم للطرف الآخر.
أكثر من هذا، فإن صحيفة الاستقلال، وهي صحيفة تابعة للحزب وناطقة باللغة الفرنسية، لم تكن تتردد في توجيه مجموعة من التهم إلى المهدي بن بركة. وحسب شهادات بعض الأشخاص عاشوا في تلك الفترة، وكانوا فاعلين أساسيين في الأحداث التي عرفتها تلك الفترة، فإن علال الفاسي حاول كثيرا أن لا يحدث الانشقاق الذي كان يخدم بالدرجة الأولى مصلحة القصر.

* الحديث عن حزب الاستقلال، قبل 1959، يوحي وكأن بن بركة كان هو الفاعل الوحيد والأوحد، والحال أن هناك زعامات وقيادات قوية كانت أيضا تتحكم في صنع القرار من قبيل بلا فريج و علال الفاسي وغيرهم، هل هذه الرموز كانت يدها بيضاء بخصوص مسلسل الاغتيالات الذي عاشه المغرب في تلك الحقبة؟
** من أجل توضيح الأمور، يتعين على الأشخاص الفاعلين أو المعاصرين لتلك الأحداث الخروج عن صمتهم والإدلاء بشهاداتهم لسد الثغرات والثقوب التي ما تزال موجودة في تاريخ المغرب المعاصر، خصوصا تلك الفترة التي يمكن تسميتها بالمنعطف التي عاشه تاريخ المغرب، لأن من شأن استمرار هذه المساحات المظلمة إغراء بعض الأشخاص بملئها بأشياء ربما هي غير صحيحة. فهناك من وجه التهم للمهدي بن بركة فقط، وهناك من يوجه التهم للمهدي بن بركة وعلال الفاسي معا، حيث هناك من يحمل علال الفاسي أيضا مسؤولية ما كان يجري في دار بريشة. وأحيى من هذا المنبر الجرأة التي أبان عنها الأمين العام لحزب الاستقلال حينما لم يتردد في القول بأن الحزب كان مسؤولا عن ما جرى في دار بريشة. وهو تصريح نشر في «الأسبوعية الجديدة» عدد 65 بتاريخ 23 فبراير 2006.

* في الفترة ما بين 1956 و1960 كان الملك هو محمد الخامس، لكن من يتحكم في المشهد السياسي كان هو ولي العهد مولاي الحسن، من أين استمد ولي العهد القوة حتى بدا كما لو كان الملك الحقيقي في تلك الفترة؛ فهو الذي كان يتفاوض مع الفرنسيين أو يهيكل الجيش أو يبني مؤسسة الأمن والدرك أو يواجه الفصائل السياسية إلخ...؟
** الحقيقة أن المرحوم الحسن الثاني كان يتمتع بدهاء كبير، لكن في اعتقادي أن هذا الدهاء كانت تقف وراءه أطراف أخرى كانت تمد للحسن الثاني يد العون في الظروف الحالكة. السؤال المطروح من هي هذه الأطراف، هل هي المخابرات الفرنسية؟ أم المخابرات الإسرائيلية؟ على كل، فولي العهد الحسن الذي سيصبح ملكا على المغرب سنة 1961، كان يتمتع بدهاء كبير وكان يحس أن المستقبل يخبئ له صراعا خطيرا يتجسد في صراع حول من سيمسك بخيوط اللعبة السياسة. وهذا ما سيعيشه المغرب، خلال فترة حكم الملك المرحوم الحسن الثاني. حيث ظلت تلك الفترة تعرف صراعا ملتهبا بين بقايا الحركة الوطنية ممثلا في اليسار الجذري وبين نظام الحسن الثاني، وللأسف إن هذا الصراع شغل الدولة المغربية عن تحقيق إقلاع اقتصادي، ومحاربة الفقر ومواجهة جميع مظاهر التخلف التي وجد عليها المغرب بعد انتهاء العمل بمعاهدة الحماية سنة 1956.

* هذه الأحداث كان القصر هو أكبر مستفيد منها على اعتبار أن القصر كان يرفض استمرار جيش التحرير في مواجهة الإسبان لاسترجاع إيفني وطرفاية آنذاك؟
** جميع التحولات والتطورات التي ستحدث، ابتداء من 1956، الطرف الوحيد الذي استفاد منها هو القصر او النظام. هذا الأخير الذي قيل عنه إنه لن يستمر أكثر من 6 أشهر ، اتضح من بعد أنه هو الوحيد الذي استفاد من كل تلك الأحداث، إذ عاش 38 سنة و6 أشهر وتخلص من خصومه السياسيين باعتماد مجموعة من الآليات أبرزها الإغراء المادي، عن طريق خلق نخب جديدة، واعتماد التدخل القوي إزاء المعارضين، سواء في الداخل أو الخارج. فهناك بعض المعارضين تمت تصفيتهم بالخارج مثل محمد بن حمو الشيباني،الذي سوف يتعرض للاغتيال بالجزائر. إذن تمكن المرحوم الحسن الثاني من التخلص من جميع خصومه الذين عاش عدد منهم مضطرا خارج المغرب.
* العائلة الملكية قضت 27 شهرا بالمنفى مما جعلها مقطوعة عن ما يجري بالمغرب ولما عادت وجدت حزب الاستقلال قد تجدر في المجتمع وأصبح «بعبعا» آنذاك. كيف تسنى للقصر أن يقضي على هذه القوة في ظرف زمني جد قياسي ويصبح القصر هو القوة المهيمنة بامتياز؟
** إذا تطرقنا للصراع الذي حدث داخل حزب الاستقلال ومحاولة المهدي بن بركة إضعاف النظام عن طريق استقطاب الرجال الذين حملوا السلاح سابقا، سواء داخل المقاومة أو الذين انتموا لجيش التحرير في الشمال، فإن محاولة المهدي بن بركة لم تعط النتائج المسطرة من طرفه وإنما أعطت نتائج عكسية. لاسيما أن هناك طرفين، الأول كان يريد احتواء المقاومة والثاني كان يريد تشتيتها. وقد عمل بن بركة دون وعي منه على تشتيت هذه المقاومة، وهذا ما سوف يلعب في نهاية المطاف لصالح نظام الحسن الثاني. بعض الأشخاص الذين حاولوا حماية أنفسهم من البطش الذي مارسته ميلشيات حزب الاستقلال اضطروا إلى الاحتماء عن طريق الانخراط في صفوف جهاز الأمن الوطني الذي تأسس في 14 ماي 1956، أما الذين كانوا ينتمون لجيش التحرير، فالتحق عدد مهم منهم بصفوف القوات المسلحة الملكية للحفاظ على وجودهم. وبهذه الطريقة ضعفت مكانة الحزب آنذاك، وهو الضعف الذي سيحتد بعد خلق الحركة الشعبية عام 1958 وما تلا ذلك من أحداث خلال بداية الستينات

عن أسبوعية الوطن الآن

Publicité
Commentaires
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité