فؤاد عالي الهمة : جوكر الملك محمد السادس
ربطة العنق الحريرية.. البذلة الممهورة بتوقيع أكبر الماركات.. الساعة الذهبية.. السوار الجلدي المفتول ببركة دار المخزن. القداحة ذات النجمة الخماسية.. علبة السجائر الأمريكية. العطر النفيس. والابتسامة الطفولية الجذابة.. التفاصيل ذاتها، يمشي بخيلاء، بثقة زائدة، وبروح مرحة. هو ذا فؤاد عالي الهمة، وزير داخلية سابق فوق العادة، ما زال حراسه الخاصين يقتفون خطواته، وقد لفتوا انتباه أبناء حيه المتواضع بدائرة الرحامنة الغارقة في التهميش والفقر لأول مرة عندما ترشح في مسقط رأسه في بن جرير، وأثار ظهورهم من جديد الصحافيين في اللقاء الذي أعلن فيه عن ميلاد جمعية لكل الديمقراطيين، وهم ينتظرونه أمام باب المرفأ الترفيهي التابع لوزارة الداخلية بسيد العابد، موزعين المهام باستعمال الخيط الرفيع المنسدل من الأذن أسفل القميص السماوي الموحد، وبالقرب من سيارته ذات الستائر المخملية الرمادية التي لا تسمح بظهور راكبها في المقعد الخلفي الوثير.فمنذ أن ودع منصب وزير الداخلية وترك الإقامة في اليوطي يوم 7 غشت 2007، لم يعد الهمة ذلك الخجول، ولا رجل ظل، كان إلى وقت قريب يربكه الظهور على شاشة التلفاز، وتنفره الأسئلة على أعمدة الصحف، يستضيفه الاتحاديون بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، ويفرد له البيت الاتحادي ذراعيه بعد كل صفارات الإنذار التي أطلقها محمد اليازغي الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي السابق من الخطر القادم من حركة فؤاد الهمة، ويحاجج توفيق البصري نجل أقوى وزير داخلية على عهد الحسن الثاني في يومية الجريدة الأولى، ويهاجم الإسلاميين المعتدلين في برنامج خاص في القناة الثانية، وعدسات الكاميرا لا تفارقه كزعيم سياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيسا للجنة الخارجية وصديق للملك أولا وقبل كل شيء