الصحراء المغربية تدفع ثمن صفقة الحسن الثاني مع الأحزاب
ما هي طبيعة الصفقة التي عقدها نظام الحسن الثاني مع زعماء الحركة الوطنية حتى يديروا الظهر للصحراويين، خاصة هؤلاء الذين شاركوهم معركة التحرير الوطني؟ ولماذا تركوا النظام، بكل رموز فساده، يتحولون إلى الخصم والحكم في الصحراء؟ . حين استرجع المغرب الصحراء لم يكن عدد سكانها يتجاوز 74 ألف نسمة على أبعد تقدير، إلا أن عدد المعتقلين الصحراويين الذين طحنتهم الآلة العسكرية والأمنية منذ 1975 تجاوز عشرة آلاف مواطن، أي ما يمثل 15 في المئة من سكان الصحراء تقريبا، مما يجعل الظاهرة القمعية، آنذاك، شبيهة بـ«إبادة» أكثر منها استعمال الدولة للعنف المشروع في حق أفراد ينازعون السلطة المركزية في تصوراتها، بدليل أن المغرب لما قرر طي صفحة الماضي- أنشأ هيأة التحكيم المستقلة (20 غشت 1999) ثم أنشأ هيأة الإنصاف و المصالحة في (يناير 2004) شكل ضحايا سنوات الرصاص بالصحراء المغربية النصف تقريبا، إذ باعتماد ملفات التعويض البالغة حوالي 16 ألف ضحية، نجد أن الدولة عوضت 6000 معتقل صحراوي. وهذا يبين فظاعة ما ارتكبته السلطات في حق مغاربة الصحراء.هذه الفظاعات جاءت في سياق نكبة ألمت بالمغرب بعدما خسر موريتانيا التي استنفد كل جهده في محاولة استرجاعها منذ توقيع اتفاقية إكس ليبان مع فرنسا. إذ بدل تكثيف الجهود لاسترجاع الصحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب) قفز المغرب على ترابه مطالبا باقتطاع موريتانيا من الاستعمار الفرنسي، مع ما ترتب عن ذلك من سحق جيش التحرير الذي كان مرابطا بالجنوب في مواجهة إسبانيا وفرنسا