Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
المغرب الملكي
28 août 2006

حكايات البسطاء مع ملك الفقراء

بعضها أشبه بقصص "ألف ليلة وليلة" وأشهرها قصة "الصياد والملك" التي يصعب تصديقها لولا أنها وقعت فعلا قصص لقاءات الملك مع البسطاء من أبناء شعبه كثيرة وغريبة، لدرجة أصبح يتداخل فيها الحقيقي مع ما تنسجه المخيلة الشعبية التي تروي تلك القصص. وبعض هذه الحكايات قد يخيل لمن يسمعها أنها إحدى قصص "ألف ليلة وليلة" مثل قصة "الصياد والملك" التي يتداولها الناس بكثرة في مناطق الشمال

"
51954425الصياد والملك والبحر" تعود واقعة هذه القصة، التي لا يكاد يصدقها العقل، الى السنة الأولى لتولي الملك محمد السادس الملك، فبينما كان الملك يمارس رياضته المفضلة بأحد شواطئ البحر الأبيض المتوسط سيسقط من فوق دراجته المائية في عرض المياه الزرقاء للبحر المتوسطي، وصادف أن كان يوجد بالمكان نفسه صياد اعتاد أن يبحر على مركبه الصغير بحثا عن قوت يوم أسرته الصغيرة من بين ما تزخر به مياه البحر من أسماك. وعندما رأى الصياد صاحب الدراجة المائية يسقط في عرض البحر، ترك سنارته وأدار محرك مركبه وانطلق مسرعا لإنقاذ الشخص الذي اعتقد أن دراجته تعطلت، وعندما اقترب الصياد من صاحب الدراجة المائية فوجئ بنفسه أمام ملك البلاد؛ كانوا ثلاثة فقط "الملك والصياد والبحر". وعندما سأل الملك الصياد عن غنيمة يومه أخرج هذا الأخير السمكة الوحيدة التي اصطادها ذلك اليوم، وأهداها للملك دون أن يطلب منه أي شيء
. كان الملك يعرف أن الصياد أهداه قوت أسرته مساء ذلك اليوم، ولم ينفع رفضه قبول الهدية أمام إصرار الصياد الذي بدا منشرحا وهو يرى الملك يختفي وراء زرقة البحر ومعه السمكة التي تمنى عليه الصياد ببساطة أن تكون عشاء أسرته ذلك المساء، أي عشاء الأسرة الملكية! وبعد ثلاثة أيام من تلك الواقعة، سيأتي اثنان من ضباط البحرية الملكية يبحثان عن الصياد في مقهى الصيادين الذي اعتاد التردد عليه، وكم ستكون مفاجأة ذلك الصياد القنوع كبيرة عندما وجد نفسه مرة أخرى أمام الملك الذي منحه هبة مالية قدرها ثلاثون ألف درهم

normal_1754اد كانت هده صورة عن إنسان بسيط كريم وقنوع، فإن العديد من القصص الأخرى التي تلوكها الألسن عن أشخاص آخرين امتهنوا ترصد تحركات الملك لتقديم طلبات الاحتياج وقضاء مصالح إدارية يكون للبيروقراطية وانعدام العدل في أحيان كثيرة دور في دفع المواطن الى اللجوء الى الملك لقضائها. وهكذا ابتدعت الذاكرة الشعبية المغربية كلمة جديدة لوصف من باتوا يتخذون من رصد تحركات الملك مهنة لهم هي كلمة "السمايرية"، أي أولئك الذين يرابطون في أماكن بعينها يعرفون مسبقا أو بتواطؤ مع بعض العاملين في المحيط القريب من الملك أن هذا الأخير يتردد عليها بكثرة. وبفعل تكاثر الحاصلين على تزكيات ملكية، سواء لقضاء مصلحة أو للحصول على وظيفة أو امتلاك رخصة استغلال سيارة أجرة عمومية، وأمام تعذر تلبية تلك الطلبات من قبل الإدارات التي توجه لها، أنشئت في السنتين الأخيرتين جمعية أهلية تطلق على نفسها اسم "جمعية حملة الرسائل الملكية"، وهي بالفعل غير معترف بها، ومع ذلك فإن أعضاءها أصبحوا يعتصمون أمام البرلمان ويصدرون بيانات التنديد والشجب للمطالبة بحق هم يعرفون أنهم سعوا الى كسبه عن طريق غير قانوني، أو هكذا قال منطوق أحد الأحكام التي صدرت عن محكمة مغربية خلال السنتين الماضيتين، والذي رفض اعتبار رسالة التزكية الملكية قرارا نافذا بتشغيل حاملها

كان يمكن لحكم المحكمة الرباطية أن يضع حدا لهذه الظاهرة، لكن أمام تفشي الفقر وعدم تساوي الفرص، والبحث عن شرعية شعبية تتجاوز وتخترق جميع الشرعيات الأخرى التاريخية والدستورية، تحولت الطرفة الى ظاهرة يريد البعض أن يستثمرها لبعث صور قديمة من التراث الغابر عندما كان السلطان بمثابة ظل الله في الأرض يسعى الجميع للتبرك به ولملاقاته لينثر عليه بعضا مما زاد من خزائن مملكته
. ربما كانت الحاجة الى نسج مثل هذه الحكايات، وبعضها أقرب الى الخرافات، ضرورية في وقت كان فيه الملك يبحث عن ترسيخ شرعية شعبية وسط رعيته، لذلك بدأ محمد السادس حتى قبل تولي الملك على عهد والده الملك الراحل الحسن الثاني، بتوزيع "الحريرة" وأرغفة الخبز في مظاهر تذكر بما كانت تتوارده كتب التراث عن عهد العمرين، عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز. لكن في عصر التلفزيون والصورة، أصبح لهذه المظاهر جانبها السلبي الذي يظهر شعبا من الفقراء ينتظرون أن يحضر الأمير ليفوزوا بحصتهم من الحساء الساخن، وقد دفعت هذه الصور الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الى التهكم عندما قام أمام عدسات تلفزيرن بلاده بتوزيع مفاتيح بيوت سكنية على سكان إحدى قرى الجنوب الغربي الجزائري المحاذية للحدود مع المغرب، وخاطب مواطني بلاده وكأنه يوجه كلامه الى مواطني الضفة الأخرى على الأرض المغربية، قائلا: >انظروا، نحن نوزع مفاتيح بيوت سكنية، وليس شربة الحريرة<، بوتفليقة هو نفسه، أحد صانعي سياسة "الديماغوجية الشعبوية
". ربما فطن أولو الأمر بعد ذلك الى وقع الصورة التي كانت تترك انطباعا سلبيا في الخارج، وعندما أرادوا تدارك ما أفسدته تلك الصورة تم التركيز على الإخراج، أي إخراج الصورة ذاتها التي تختزل في كل أبعادها الإطار العام للصورة الأصل: صورة ملك الفقراء

. علي أنوزلا

Publicité
Commentaires
B
salam ana liwma jit bach n9wl lklchi ban klachaia fi al maroc jamil jidan
المغرب الملكي
Publicité
Newsletter
702 abonnés
Derniers commentaires
Publicité